يقولون مات،
ومثلك لا يحسن الموت إلا
إذا اختار لحظته الفاصلة
وفوق المدى،
كانت الشمس ترقب أقمار عينيك حتى تعود ..
تحنّي ابتسامتها بابتسامتك الناحلة
يقولون غاب، ومن كان مثلك
كيف يطيق الغياب؟
وكفاك ما زالتا تمسكان بخصر المدى..
ترفعان السنابل كي تنحني
فوق أحلامنا الذابلة .
يقولون مات،
وأنفاس عطرك في بسمة الزعفران أراها..
وفي شهقة الياسمين المروّى بحزن الخليل.
ودقات قلبك، ألمحها في النخيل..
وفي موجة البحر ترخي ضفائرها
فوق جرح الجليل،
واسمعها ،
على ضفة النهر ترنوا إلى المستحيل،
وتحنو على روحنا القاحلة.
يقولون مات،
وأمي على طرقات المدينة تلعن أولادها العابثين ..
وتغزل من سمرة الأرض والياسمين،
رحيقاً طرياً لعينيه ..
حتى يظل على صلة بالتراب .
وتبقى السهول معطرة بالحنين إليه ..
وتغزل من عبق الذكريات
أغان لميقاته اللازوردي،
تغزل أغنية
للزمان الذي قد تجمّد في لحظة فوق جفنيه.
يقولون مات،
فكيف سنوقف حزن العصافير
حين تمرّ على صفحة الشمس كيما تراه؟
وكيف سنوقف حزن الحقول ..
إذا غافلتنا بدعوته لافتتاح الربيع؟
وكيف سنوقف حزن المآذن،
حين تنادي صباحاً عليه ولا يستجيب؟
فلا ترتحل من هنا يا حبيب..
وأرواحنا الصامتات امتشقها
وعلق جدائلها بالسحاب،
وداعب سرائرها باللهيب .
فما جرح هذا الزمان احتضار
ولا صوت هذا المدى النحيب
وأنت احتقان العواصف فينا،
إذا غاب صوتك مات اللهيب
وهبت عمري للأمل ولا جاشي
وغمرت غيطي بالعرق ما عطاشي
ورعيت لمحبوبي هواه ما رعاشي
والليل عليّا طويل ..
وأنا العليل ..
موجود دوا بس الطبيب ما رضاشي
والصبر فين ؟!
الصبر فين يا سنين طوال وليالي
عيني على الجمل الأصيل العالي
لمّا ينخ بحمل من أحمالي
لكن في كل صباح ..
بانسى الجراح ..
وانقش بفاسي ع الغيطان موالي
يا ليل يا عين
يا ليل يا عين يا أرض يا معزوقه
يا كاشفه من شوقك خطوط مشقوقه
لما حضنتك والبذور مرشوقه
غنيت وفي المغنى فرضي
للسمره أرضي ..
هيَّ اللي باقيه ع الزمن معشوقه
والعشق زين
العشق زين بس الهموم سبّاقه
والشوف حديد بس الغيوم خنّاقه
والانتظار للوعد نار حرّاقه
امتى تطول العيدان
دا من زمان ..
مشتاق أنا والحلوه مش مشتاقه
والذل شين
الذل شين والأرض بكر عفيه
يوم الحصاد وعروسه متحنيه
لو شفتها بالقمح متغطيه
ح افرش عبايتي واقابل
أم السنابل
وح اضم أملي بعد شوق بعنيه
وبالإيدين
وبالإيدين المعروقين يا مناجل
أطوي ضلامي بالصباح العاجل
وانزل بشومتي ع الغراب الحاجل
ويا يبقى شغل وغنا ..
طول السنه ..
يا تبقى ثوره في الصدور ومراجل
والوعد دين
الوعد دين
الشمس تأكل لحمهم
لكنهم يعاندون الشمس
من بطون الأرض يطلعون
من عيون الشمس يطلعون
من وجه القمر
إنهم جنوبيون يزرعون الحبّ والسنابل
والتبغ والرصاص
و يكدحون فقراء يكدحون
فليلهم طويل ودربهم طويل
لكن في عيونهم ألف انتقام وألف الف لعنة
على الكلاب الفاجرة متآمرة هذه الكلاب الفاجرة ..
يعانقون الرفش والمعاول وأخمص الخلاص
ويزحفون للحقل يزحفون فحقلهم
يموت وزهرهم يموت
لكن في دمائهم لون الحياة إنهم جنوبيون
يا رايح صوب بلادي دخلك وصلي السلام
بلغ أهلي وولادي مشتقلون
رفّ الحمام إسئلي إمي يا منادي بعدا ممنوعة الأحلام ؟
وقلا إياما ببالي والله بتعزّ الإيام
ويا رايح صوب الليطاني دخلك وصلي السلام
صبح أهالي النبطية
وطلّ شوي عالخيام وقلا الحاج محمد
مشتاق لأهلو ورفقاتو بحي السلم
ما تهنا إشتاقت عينو لتراباتو قلا عيونو
نامت لكن صاحي قلبو ما بنام و يا رايح
صوب كفر متى
دخلك وصلي السلام وبلغ غيمات كفرمتى واصلا
رف الحمام وقلا عندي بنت زغيري عالتلة
نسيت شالها عن أهلها إسألتا
و عن بيتها بتحكي ما بتعرف حالها
يبا ضاعت وصلت لكفر متى غنّولا شوي
تتنام ويا رايح صوب المنارة فتشلي عن حرش العيد
وبالعالي طيّر طيارة وقلي وين صار العيد
ونادي كان في عنّا ساحة نلعب فيها من زمان
ونادي كانت حول بيوتون حلوي أشجار الرمان
قطعوها وبقيت وحدي يسقوها شوي حرام
حسن ظاهر