شعر
شَعَرَ به وشَعُرَ يَشْعُر شِعْراً وشَعْراً وشِعْرَةً ومَشْعُورَةً وشُعُوراً وشُعُورَةً وشِعْرَى ومَشْعُوراءَ ومَشْعُوراً؛ الأَخيرة عن اللحياني، كله: عَلِمَ.
وحكى اللحياني عن الكسائي: ما شَعَرْتُ بِمَشْعُورِه حتى جاءه فلان، وحكي عن الكسائي أَيضاً: أَشْعُرُ فلاناً ما عَمِلَهُ، وأَشْعُرُ لفلانٍ ما عمله، وما شَعَرْتُ فلاناً ما عمله، قال: وهو كلام العرب.
ولَيْتَ شِعْرِي أَي ليت علمي أَو ليتني علمت، وليتَ شِعري من ذلك أَي ليتني شَعَرْتُ، قال سيبويه: قالوا ليت شِعْرَتي فحذفوا التاء مع الإِضافة للكثرة، كما قالوا: ذَهَبَ بِعُذَرَتِها وهو أَبو عُذْرِها فحذفوا التاء مع الأَب خاصة.
وحكى اللحياني عن الكسائي: ليتَ شِعْرِي لفلان ما صَنَعَ، وليت شِعْرِي عن فلان ما صنع، وليتَ شِعْرِي فلاناً ما صنع؛ وأَنشد:يا ليتَ شِعْرِي عن حِمَارِي ما صَنَعْ، وعنْ أَبي زَيْدٍ وكَمْ كانَ اضْطَجَعْ وأَنشد: يا ليتَ شِعْرِي عَنْكُمُ حَنِيفَا، وقد جَدَعْنا مِنْكُمُ الأُنُوفا وأَنشد: ليتَ شِعْرِي مُسافِرَ بنَ أبي عَمْـ ـرٍو، ولَيْتٌ يَقُولُها المَحْزُونُ وفي الحديث: ليتَ شِعْرِي ما صَنَعَ فلانٌ أَي ليت علمي حاضر أَو محيط بما صنع، فحذف الخبر، وهو كثير في كلامهم.
وأَشْعَرَهُ الأَمْرَ وأَشْعَرَه به: أَعلمه إِياه.
وفي التنزيل: وما يُشْعِرُكمْ أَنها إِذا جاءت لا يؤمنون؛ أَي وما يدريكم.
وأَشْعَرْتُه فَشَعَرَ أَي أَدْرَيْتُه فَدَرَى.
وشَعَرَ به: عَقَلَه.
وحكى اللحياني: أَشْعَرْتُ بفلان اطَّلَعْتُ عليه، وأَشْعَرْتُ به: أَطْلَعْتُ عليه، وشَعَرَ لكذا إِذا فَطِنَ له، وشَعِرَ إِذا ملك (* قوله: «وشعر إِذا ملك إِلخ» بابه فرح بخلاف ما قبله فبابه نصر وكرم كما في القاموس). عبيداً.
وتقول للرجل: اسْتَشْعِرْ خشية الله أَي اجعله شِعارَ قلبك.
واسْتَشْعَرَ فلانٌ الخوف إِذا أَضمره.
وأَشْعَرَه فلانٌ شَرّاً: غَشِيَهُ به.
ويقال: أَشْعَرَه الحُبُّ مرضاً.
والشِّعْرُ: منظوم القول، غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية، وإِن كان كل عِلْمٍ شِعْراً من حيث غلب الفقه على علم الشرع، والعُودُ على المَندَلِ، والنجم على الثُّرَيَّا، ومثل ذلك كثير، وربما سموا البيت الواحد شِعْراً؛ حكاه الأَخفش؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بقويّ إِلاَّ أَن يكون على تسمية الجزء باسم الكل، كقولك الماء للجزء من الماء، والهواء للطائفة من الهواء، والأَرض للقطعة من الأَرض.
كلم
الكَلامُ: اسم جنسٍ يقع على القليل والكثير.
والكَلِمُ لا يكون أقلّ من ثلاث كلمات؛ لأنَّه جمع كَلِمَةٍ، مثل نَبِقَةٍ ونَبِقٍ.
ولهذا قال سيبويه: هذا بابُ علم ما الكَلِمُ من العربية، ولم يقل: ما الكلامُ، لأنَّه أراد نفس ثلاثة أشياء: الاسم والفعل والحرف، فجاء بما لا يكون إلا جمعاً، وترك ما يمكن أن يقع على الواحد والجماعة.
وتميمٌ تقول: هي كَلِمَةٌ بكسر الكاف.
وحكى الفراء فيها ثلاث لغات: كَلِمَةٌ، وكِلْمَةٌ، وكَلْمَةٌ.
والكَلِمَةُ أيضاً: القصيدة بطولها.
والكَليمُ: الذي يُكَلِّمُكَ. يقال: كَلَّمْتُهُ تَكْليماً وكَلاماً.
وتَكَلَّمْتُ كِلْمَةً وبكِلْمَةٍ.
وكالَمْتُهُ، إذا جاوبته.
وتَكالَمْنا بعد التهاجر.
ويقال: كانا مُتَصارِمَيْنِ فأصبحا يَتَكالَمانِ، ولا تقل يَتَكَلَّمانِ.
وما أجد مُتَكَلَّماً، أي موضعَ كَلامٍ.
والكَلمانِيُّ المِنْطيق.
والكَلْمُ الجراحة، والجمع كُلومٌ وكِلامٌ. تقول: كَلَمْتُهُ كَلْماً.
وقرأ بعضهم: "دابَّةً من الأرض تَكْلِمُهُمْ"، أي تجرحُهم وتَسِمُهُمْ.
والتَكْليمُ: التجريح. قال عنترة:
نَهْدٍ تَعاوَرَهُ الكُماةُ مُكَـلَّـم إذ لا أزالُ على رِحالَةِ سابحٍ
فرط
فَرَطَ في الأمر يَفْرُطُ فَرْطاً، أي قصَّر فيه وضيَّعه حتَّى فات.
وكذلك التَفْريطُ.
وفَرَطَ عليه، أي عَجِلَ وعَدا.
ومنه قوله تعالى: "إنَّا نخافُ أن يَفْرُطَ عَلَيْنا أو أنْ يَطْغى".
وفَرَطَ إليه منِّي قولٌ، أي سبق.
وفَرَطْتُ القوم أفْرُطُهُمْ فَرْطاً، أي سبقتهم إلى الماء، فأنا فارِطٌ، والجمع فرَّاطٌ. قال القُطاميٌّ:
كما تَعَجَّـلَ فُـرَّاطٌ لِـوُرَّادِ فاسْتَعْجلونا وكانوا من صحابَتِنا
وفُرَّاطُ القطا: متقدِّماتها إلى الوادي والماء.
وأفْرَطَهُ، أي أعجله.وأفْرَطَتِ السحابةُ بالوَسْمِيِّ، أي عجَّلت به.
وأفْرَطَتِ المرأةُ أولاداً: قدَّمتهم.
وأفْرَطْتُ المرادةَ: ملأتها. يقال: غديرٌ مُفْرَطٌ، أي ملآن.قال الكسائي: يقال ما أفْرَطْتُ من القوم أحداً، أي ما تركت. قال: ومنه قوله تعالى: "وأنَّهم مُفْرَطونَ"، أي متروكون في النار منسِيُّونَ.
وأفْرَطَ في الأمر، أي جاوز فيه الحدّ.
والاسمُ منه الفَرْطُ بالتسكين. يقال: إيَّاك والفَرْطَ في الأمر.
وقولهم: لقيته في الفَرْطِ بعد الفَرْطِ، أي الحينَ بعد الحين.
وأتيته فَرْطَ يومٍ أو يومين. قال لبيد:
تُعارُ فتأتي رَبَّها فَرْطَ أشهرِ هل النفس إلا مُتْعَةٌ مستعارةٌ
وقال أبو عبيد: لا يكون الفَرْطُ في أكثر من خمسةَ عشر ليلةً.
والفُرْطَةُ بالضم: اسمٌ للخروج والتقدُّم.
والفَرْطَةُ بالفتح: المرَّة الواحدة منه.
والفَرَطُ بالتحريك: الذي يتقدَّم الواردة فيهيِّء لهم الأرسان والدِلاءَ، ويَمْدُرُ الحياضَ ويستقي لهم. يقال: رجلٌ فَرَطٌ وقومٌ فَرَطٌ أيضاً.
وفي الحديث: "أنا فَرَطُكُمْ على الحوض".
ومنه قيل للطفل الميِّت: "اللهم اجعله لنا فَرَطاً" أي أجراً يتقدَّمنا حتَّى نَرِدَ عليه.
والفارِطانِ: كوكبان متباينان أمام سريرِ بناتِ نَعْش.
وفارَطْتُ القوم مُفارَطَةً وفِراطاً، أي سابقتهم.
وهم يَتَفارَطون.
وتكلَّم فلانٌ فِراطاً، أي سبقتْ منه كلمةٌ.
والماءُ الفِراطُ: الذي يكون لمن سبق إليه من الأحياء.
وأمرٌ فُرُطٌ، أي مُجاوزٌ فيه الحدّ. زمنه قوله تعالى: "وكان أمره فُرُطاً".
والفُرُطُ أيضاً: واحد الأفْراطِ، وهي آكامٌ شبيهاتٌ بالجبال. يقال: البومُ تنوحُ على الأفْراطِ.
وأمرٌ فُرُطٌ أيضاً، أي متروكٌ.
وأفْراطُ الصبحِ: أوَّل تباشيره.
والفُرُطُ: الفرسُ السريعةُ التي تَتَفَرَّطُ الخيلَ، أي تتقدَّمها. قال لبيد:
فُرُطٌ وِشاحي إذ غدوتُ لِجامُها ولقد حَمَيْتُ الحيَّ تحمِلُ شِكَّتي
وفَرَطْتُهُ: تركته وتقدَّمته.
وقول ساعدة ابن جؤية:
معه سِقاءٌ لا يُفَرِّطُ حملَهُ
أي لا يتركه ولا يفارقه. قال الخليل: فَرَّطَ الله عنه ما يكره، أي نحَّاهُ.
وقلَّما يستعمل إلا في الشعر. قال مرقِّش:
أو يسبقُ الإسراعُ خيراً مُقْبِلا فلعلَّ بُطْأَكمـا يفـرِّطُ شـيئاً
وفلانٌ لا يُفْتَرَطُ إحسانه وبِرُّهُ، أي لا ينقرض ولا يخاف فَوْتُهُ.
ويقال: افْتَرَطَ فلانٌ، إذا مات له ولدٌ صغير قبل أن يبلغ الحُلُمَ.
صرف
الصَّرْفُ: رَدُّ الشيء عن وجهه، صَرَفَه يَصْرِفُه صَرْفاً فانْصَرَفَ.
وصارَفَ نفْسَه عن الشيء: صَرفَها عنه.
وقوله تعالى: ثم انْصَرَفوا؛ أَي رَجَعوا عن المكان الذي استمعُوا فيه، وقيل: انْصَرَفُوا عن العمل بشيء مـما سمعوا. صَرَفَ اللّه قلوبَهم أَي أَضلَّهُم اللّه مُجازاةً على فعلهم؛ وصَرفْتُ الرجل عني فانْصَرَفَ، والمُنْصَرَفُ: قد يكون مكاناً وقد يكون مصدراً، وقوله عز وجل: سأَصرفُ عن آياتي؛ أَي أَجْعَلُ جَزاءهم الإضْلالَ عن هداية آياتي.
وقوله عز وجل: فما يَسْتَطِيعُون صَرْفاً ولا نَصْراً أَي ما يستطيعون أَن يَصْرِفُوا عن أَنفسهم العَذابَ ولا أَن يَنْصُروا أَنفسَهم. قال يونس: الصَّرْفُ الحِيلةُ، وصَرَفْتُ الصِّبْيان: قَلَبْتُهم.
وصَرَفَ اللّه عنك الأَذى، واسْتَصْرَفْتُ اللّه المَكارِهَ.والصَّريفُ: اللَّبَنُ الذي يُنْصَرَفُ به عن الضَّرْعِ حارّاً.والصَّرْفانِ الليلُ والنهارُ.
والصَّرْفةُ مَنْزِل من مَنازِلِ القمر نجم واحد نَيِّرٌ تِلْقاء الزُّبْرةِ، خلْفَ خراتَي الأَسَد. يقال: إنه قلب الأَسد إذا طلع أَمام الفجر فذلك الخَريفُ، وإِذا غابَ مع طُلُوع الفجر فذلك أَول الربيع، والعرب تقول: الصَّرْفةُ نابُ الدَّهْرِ لأَنها تفْتَرُّ عن البرد أَو عن الحَرّ في الحالتين؛ قال ابن كُناسةَ: سميت بذلك لانْصراف البرد وإقبال الحرّ، وقال ابن بري: صوابه أَن يقال سميت بذلك لانْصراف الحرِّ وإقبال البرد.
والصَّرْفةُ خرَزةٌ من الخرَز التي تُذْكر في الأُخَذِ، قال ابن سيده: يُسْتَعْطَفُ بها الرجال يُصْرَفون بها عن مَذاهِبهم ووجوههم؛ عن اللحياني؛ قال ابن جني: وقولُ البغداديين في قولهم: ما تَأْتينا فتُحَدِّثَنا، تَنْصِبُ الجوابَ على الصَّرْف، كلام فيه إجمال بعضه صحيح وبعضه فاسد، أَما الصحيح فقولهم الصَّرْفُ أَن يُصْرَف الفِعْلُ الثاني عن معنى الفعل الأَول، قال: وهذا معنى قولنا إن الفعل الثاني يخالف الأَوّل، وأَما انتصابه بالصرف فخطأٌ لأَنه لا بدّ له من ناصب مُقْتَض له لأَن المعاني لا تنصب الأَفعال وإنما ترفعها، قال: والمعنى الذي يرفع الفعل هو وقوع الاسم، وجاز في الأَفعال أَن يرفعها المعنى كما جاز في الأَسماء أَن يرفعها المعنى لمُضارعَة الفعل للاسم، وصَرْفُ الكلمة إجْراؤها بالتنوين.
وصَرَّفْنا الآياتِ أَي بيَّنْاها.
وتَصْريفُ الآيات تَبْيينُها.
الصاد والراء والفاء معظم بابِهِ يدلُّ على رَجْع الشيء. من ذلك صَرفْتُ القومَ صَرْفاً وانصرفوا، إذا رَجَعْتَهم فرَجَعوا.
والصَّرِيف: اللّبَن ساعةَ يُحلَب ويُنصرَف به.
والصَّرْف في القُرْآنِ: التَّوبة؛ لأنَّه يُرجَع به عن رتبةالمذنبين.
والصَّرْفة نجم. قال أهلُ اللّغة سمِّيت صرفةً لانصراف البرد عند طلوعها.
والصَّرْفة خَرَزة يؤخَّذ بها الرِّجال، وسمِّيت بذلك كأنَّهم يصرفون بها القلبَ عن الذي يريده منها. قال الخليل: الصَّرْف فَضْل الدِّرهم على الدِّرهم في القِيمة.
ومعنى الصَّرف عندنا أنَّه شيءٌ صُرِف إلى شيء، كأنَّ الدِّينارَ صُرِف إلى الدراهم، أي رُجِع إليها، إِذا أخذتَ بدلَه. قال الخليل: ومنه اشتُقَّ اسمُ الصَّيرفيّ، لتصريفه أحدَهما إلى الآخَر. قال: وتصريف الدَّراهِم في البِياعات كلِّها: إنفاقُها. قال أبو عُبيدٍ: صَرْف الكلام: تزيينهُ والزِّيادةُ فيه، وإِنَّما سُمِّيَ بذلك لأنَّه إِذا زيِّن صرف الأسماعَ إلى استماعه.
ويقال لِحَدَث الدَّهْر صَرْفٌ، والجمع صُروف، وسمِّي بذلك لأنه يتصرَّف بالناس، أي يقلِّبهم ويردِّدهم. فأمّا حِرْمةَ الشَّاءِ والبقَر والكلاب، فيقال لها الصِّرَاف، وهو عندنا من قياس الباب، لأنَّها تَصَرَّف أي تَرَدّدَ وتُراجِع فيه.
ومن الباب الصَّريف، وهو صوت نابِ البعيرِ.
وسمِّي بذلك لأنَّه يردِّده ويرَجِّعه. فأمَّا قول القائل: بَنِي غُدَانةَ ما إنْ أنتمُ ذهباً ولا صريفاً ولكن أنتم الخزَفُ
فقال قومٌ: أراد بالصَّريف الفِضّة. فإن كان صحيحاً فسمِّيت صريفاً من قولهم: صَرَفت الدِّينارَ دراهمَ، ليس له وجهٌ غير هذا.وممّا أحسَِبه شاذّاً عن هذا الأصل: الصَّرَفَانُ، وهو الرَّصاص.
والصَّرَفَانُفي قوله:مختلفٌ فيه، فقال قوم هو الرَّصاص.
وقال آخَرون: الصَّرَفانُ: جنْس من التَّمر.
وأنشدوا:قالوا: ولم يكن يُهدَى للزّبّاء شيءٌ من الطُّرف كان أحبَّ إليها من التَّمر.
وأنشدوا: ولما أتتْها العير قالت أباردٌ من التَّمْرِ أم هذا حديدٌ وجندلُ
ومما شذَّ أيضاً الصِّرْف: شيء من الصِّبْغ يُصبَغ به الأديم. قال: كمَيْتٌ غير مُحْلِفةٍ ولكنْ كلون الصرْفِ عُلَّ به الأديمُ
وعلى هذا يُحمَلُ قولهم: شرِب الشَّرابَ صِرْفَاً، إذا لم يمزُجْه؛ كأنَّهُ تُرِكَ على لونِهِ وحُمْرَتِه.
عبب
العَبُّ: شُرْبُ الماء من غير مَصٍّ؛ وقيل: أَن يَشْرَبَ الماءَ ولا يَتَنَفَّس، وهو يُورِثُ الكُبادَ.
وقيل: العَبُّ أَن يَشْرَبَ الماءَ دَغْرَقَةً بلا غَنَثٍ. الدَّغْرَقَةُ: أَن يَصُبَّ الماءَ مرة واحدة.
والغَنَثُ: أَن يَقْطَعَ الجَرْعَ.
وقيل: العَبُّ الجَرعُ، وقيل: تَتابُعُ الجَرْعِ. عَبَّه يَعُبُّه عَبّاً، وعَبَّ في الماءِ أَو الإِناءِ عَبّاً: كرَع؛ قال: يَكْرَعُ فيها فَيَعُبُّ عَبّا، * مُحَبَّـباً، في مائها، مُنْكَبَّا(1) (1 قوله «محبباً في مائها الخ» كذا في التهذيب محبباً، بالحاء المهملة بعدها موحدتان.
ووقع في نسخ شارح القاموس مجبأ، بالجيم وهمز آخره ولا معنى له هنا وهو تحريف فاحش وكان يجب مراجعة الأصول.) ويقال في الطائر: عَبَّ، ولا يقال شرِبَ.
وفي الحديث: مُصُّوا الماءَ مَصّاً، ولا تَعُبُّوه عَبّاً؛ العَبُّ: الشُّرْبُ بلا تَنَفُّس، ومنه الحديث: الكُبادُ من العبِّ. الكُبادُ: داءٌ يعرض للكَبِدِ.
وفي حديث الحوض: يَعُبُّ فيه مِـيزابانِ أَي يَصُبّانِ فلا يَنْقَطِـعُ انْصِـبابُهما؛ هكذا جاء في رواية؛ والمعروف بالغين المعجمة والتاء المثناة فوقها.
والحمامُ يَشْرَبُ الماء عبّاً، كما تَعُبُّ الدَّوابُّ. قال الشافعي: الحمامُ من الطير ما عَبَّ وهَدَر؛ وذلك ان الحمام يَعُبُّ الماء عَبّاً ولا يَشرب كما يشرب الطَّير شيئاً فشيئاً.
وعَبَّتِ الدَّلْوُ: صَوَّتَتْ عند غَرْفِ الماء.
وتَعَبَّبَ النبيذَ: أَلَحَّ في شُرْبه، عن اللحياني.
ويقال: هو يَتَعَبَّبُ النبيذ أَي يَتَجَرَّعُه.
برهن
التهذيب: قال الله عز وجل: قُل هاتوا بُرْهانَكم إن كنتم صادقين؛ البُرْهان الحُجّة الفاصلة البيّنة، يقال: بَرْهَنَ يُبَرْهِنُ بَرْهَنةً إذا جاء بحُجّةٍ قاطعة لِلَدَد الخَصم، فهو مُبَرْهِنٌ. الزجاج: يقال للذي لا يبرهن حقيقته إنما أَنت متمنٍّ، فجعلَ يُبَرْهن بمعنى يُبَيِّن، وجَمْعُ البرهانِ براهينُ.
وقد بَرْهَنَ عليه: أَقام الحجّة.
وفي الحديث: الصَّدَقةُ بُرْهانٌ؛ البُرْهانُ: الحجّةُ والدليل أَي أَنها حُجَّةٌ لطالب الأَجْر من أَجل أَنَّها فَرْضٌ يُجازِي اللهُ به وعليه، وقيل: هي دَليلٌ على صحة إيمان صاحبها لطيب نَفْسه بإخْراجها، وذلك لعَلاقةٍ مّا بين النفْسِ والمال.
عكظ
عَكَظ دابَّتَه يَعْكِظُها عَكْظاً: حبَسها.
وتعَكَّظ القومُ تَعَكُّظاً إِذا تَحَبَّسُوا لينظروا في أُمورهم، ومنه سميت عُكاظ.
وعكظَ الشيءَ يَعْكِظُه: عَرَكَه.
وعَكَظ خَصْمَه باللَّدَد والحُجَج يَعْكِظه عَكْظاً: عَرَكه وقَهَره.
وعَكَّظَه عن حاجته ونَكَّظه إِذا صرَفَه عنها.
وتَعاكَظَ القومُ: تَعارَكُوا وتَفاخَرُوا.
وعُكاظ: سُوق للعرب كانوا يتَعاكَظُون فيها؛ قال الليث: سميت عكاظاً لأَن العرب كانت تجتمع فيها فيَعْكِظ بعضُهم بعضاً بالمُفاخَرة أَي يَدْعَكُ، وقد ورد ذكرها في الحديث؛ قال الأَزهري: هي اسم سُوق من أَسْواق العرب ومَوْسمٌ من مَواسِم الجاهلية، وكانت قبائل العرب تجتمع بها كل سنة ويتفاخرون بها ويَحْضُرها الشعراء فيتناشدون ما أَحدثوا من الشعر، ثم يَتفرّقون، قال: وهي بقرب مكة كان العرب يجتمعون بها كل سنة فيُقيمون شهراً يَتبايَعُون ويتفاخرون ويتناشدون، فلما جاء الإِسلام هدَمَ ذلك؛ ومنه يَوْما عُكاظ لأَنه كانت بها وقعة بعد وقعة؛ قال دُرَيْد بن الصِّمّة: تَغَيَّبْتُ عن يَوْمَيْ عُكاظ كِلَيْهِما، وإِن يَكُ يومٌ ثالِثٌ أَتَغَيَّبُ قال اللحياني: أَهل الحجاز يُجرونها وتَمِيم لا تجريها؛ قال أَبو ذؤيب: إِذا بُنيَ القِبابُ على عُكاظٍ، وقامَ البيْعُ واجْتَمعَ الأُلوفُ أَراد بعكاظ فوضَع على موضع الباء.
وأَدِيمٌ عُكاظِيٌّ: منسوب إِليها وهو مما حُمل إِلى عكاظ فبيعَ بها.
وتَعَكَّظ أَمرُه: التَوَى. ابن الأَعرابي: إِذا اشتد على الرجل السفَر وبعدُ قيل تَنَكَّظ، فإِذا التوى عليه أَمرُه فقد تعكَّظ. تقول العرب: أَنت مرة تَعَكَّظُ ومرة تَنَكَّظُ؛ تَعَكَّظُ: تمنَّع، وتنكَّظُ: تعجَّل.
وتعكَّظعليه أَمرُه: تمنَّع وتحبَّس.
ورجل عَكِظٌ: قصير.