رأفت بن علي في صحيفة القدس العربي :) - رأفت بن علي في صحيفة القدس العربي :) - رأفت بن علي في صحيفة القدس العربي :) - رأفت بن علي في صحيفة القدس العربي :) - رأفت بن علي في صحيفة القدس العربي :)
أوكازيون سوري للجثث على الهواء مباشرة وبن لادن سكن قرب 'الكراكون' مثل ريا وسكينة!
بسام البدارين
2011-05-17
عرض شيق على الطريقة السورية قدمه أحد مواطني مدينة حمص، بعدما ظهر على الجزيرة حيث أشار الرجل بيده لكاميرا الخلوي قائلا: بفضل الله كل يوم تقدم حمص خمسة شهداء، لكن زورونا يوم الجمعة حيث سنقدم عرضا خاصا قوامه 20 شهيدا دفعة واحدة.
والمثير في المشهد أن رأس الرجل لم يظهر على كادر الشاشة، بل جسده فقط وصوته مع إيماءات الأصابع، حيث كان يشير للمقابر التي تحتوي رفات الشهداء في اوكازيون الحرية وموسم التنزيلات والرخص في حياة الإنسان بسورية الشقيقة.
ويمكن للمشهد أن يكون مدمرا في جانبه المأساوي، لولا تلك الثقة التي يمكن الإصغاء لها في ثنايا كلمات ومنطوق الرجل الذي دفن للتو شقيقا سقط برصاص الشرعية، حسب عائلته وبرصاص عصابات إرهابية مسلحة حسب النص الرسمي.
كما يمكن وببساطة إدراك الفارق بين شهداء الشعب وقتلى النظام، فالعسكر الذي يسقطون وهم يؤدون واجب حماية النظام تتاح لهم جنائز ملوكية ويحظون بأهم ما في المشهد السوري هذه الأيام، وهو كاميرا فضائية الحكومة التي تلتقط ما هو جوهري دوما، في دراما دموع سيدة فقدت للتو ولدها العسكري، او زوجة مكلومة فارق زوجها الضابط الحياة بسبب الفوضى التي تعم البلاد.
وعبر الفضائية السورية يمكن رصد الاعلام وهي تغطي جثامين شهداء الواجب العسكري، لكن في حمص وبانياس ودرعا ثمة قبور بائسة مع قليل من الورود والتراب الأحمر لشهداء الحرية الذين ماتوا غدرا، ولا يحظى أي منهم بأي تغطية إعلامية تتجاوز لقطات لكاميرا عبر جهاز خلوي تتمكن من تهريب المناسبة لتلتقطها الفضائيات المتربصة بالنظام السوري وهي كثيرة بكل الأحوال.
لكن المتعة لا تفوت عند الاستماع لثوار الشارع العربي في غير مكان وهم يطورون هتافاتهم ضد الأنظمة والرؤساء، فعبر إم .بي سي بثت تلك اللقطة في شوارع حمص، حيث يردد الجمهور وراء صوت خشن على طريقة أعراس الحارات الشامية القديمة كما سمعنا تماما في باب الحارة (.. ما بنحبك .. ما بنحبك) وسرعان ما يمكن اكتشاف المرسل إليه فهو حتما شخص واحد اسمه الرئيس بشار الأسد. لكن في شوارع تعز استنسخ هتاف مألوف في ملاعب كرة القدم العربية يقول: هيه .. هيه .. إرحل يا علي.. لا نخترع العجلة إذا أخبرنا القراء بان المقصود بالتأكيد ليس مهاجم فريق الوحدات الأردني رأفت علي اللاعب العربي الأكثر شعبية، حسب استطلاعات المجلات العربية، بل المقصود الرئيس علي عبدلله صالح، لان رأفت يحظى بالعادة بالهتاف التالي: هيه .. هي إلعب يا علي، مما يعني ان الأخوان الثوار في تعز ملوا اللعبة وقرروا وقفها ويطالبون الأخ القائد بالرحيل ومغادرة الملعب.
الشيخ أسامة والكراكون
الفضائيات العربية والأجنبية التي نقلت أجزاء من مطبخ وغرفة معيشة وعملية اغتيال الشيخ أسامة بن لادن تجاهلت في ما يبدو قصدا تسليط الضوء على بعض النقاط التي أراها غامضة في العملية التي تسببت بأطول 40 دقيقة في حياة رئيس العالم باراك أوباما.
مثلا حسب السيناريو الأمريكي قرر الشيخ الراحل - رحمه الله بكل الأحوال - تطبيق وصفة قديمة طالما وردت في الأفلام المصرية، حيث يسكن المطلوب أمنيا بجانب (المخفر) أو قسم الشرطة، كما حصل تماما في مسرحية (ريا وسكينة) فعمليات خطف النساء وقتلهن ودفن الجثث في (البدرون إللي تحت) كانت تتم مباشرة فوق الكراكون.
وشيخنا حسب السيناريو الأمريكي والتأكيد الباكستاني ترك كل الأودية والجبال الآمنة في أفغانستان وأهلها واختار دولة حليفة جدا أمنيا وعسكريا للأمريكيين وهي باكستان، وداخل هذه الدولة اختار الرجل ضاحية في مدينة مهمة وأقام فيها ولم يكتف بذلك إطلاقا بل سكن في قرية عرفت بالوجود العسكري الباكستاني، وحتى تكتمل دائرة الغموض، من الواضح ان الشيخ أسامة أقام بجانب الكراكون ففي القرب منه داخل القرية الباكستانية ثمة مدرسة للاستخبارات العسكرية.
وإزاء هذا النمط من الاخبتاء لابد من أحد احتمالين، فالرجل- نقصد بن لادن- عبقري جدا لدرجة أنه لجأ لوصفة كلاسيكية في عالم المطلوبين أمنيا وهي الإقامة في حضن الحارس وإلى جانب الكراكون، كما فعلت تماما ريا وسكينة. الاحتمال الثاني ان القصة الأمريكية مفبركة برمتها وعارية من الصحة، وهو السيناريو الذي أميل له أنا شخصيا فقصة الاختباء بالقرب من الاستخبارات الباكستانية وعدم سماع أزيز الطائرات وتنفيذ العملية بمنتهى الدقة، بحيث لم يسمع بالضجة إلا مواطن في القربة تصادف أنه يقلب في صفحات الإنترنت.. هذه باختصار قصة أقرب لفيلم هندي بالنسبة لي كمواطن غلبان.
ثم أريد من أحد ما في مكان ما أن يجيبني على السؤال التالي: يعني حبكت مع الشيخ أسامة المطارد الأول كونيا يختبئ بهذه الطريقة ومعه نسوانه وبناته؟.. لو كنت مطاردا من رجل المرور في الحي الذي أسكنه في عمان لفضلت ترك زوجتي في مكان آمن، ليس حرصا على حياتها، ولكن حرصا على الاحتمالات التي يثيرها وجودها بقربي فكيف إذا طاردتني استخبارات الكون.
أضف لكل ذلك قصة الصور ودفن الجثة بالبحر والتحقيق مع الزوجات. بصراحة أشعر بأن هذه القصة ينطبق عليها تعبير شعبي دارج في ديارنا هو (تخنتوها).
عودة مراسل الجزيرة
خلافا لكل التوقعات عاد مدير مكتب الجزيرة ومراسلها العتيق في عمان الزميل ياسر أبو هلالة لبلاده وبقي فيها لعدة أسابيع وشارك في التعليق على أحداث أردنية ومارس كل ما يمارسه الصحافيون المحليون بالعادة من دون ان تحصل ثورة في البلاد، كما توقعت (نكتة سياسية) راجت بقوة مؤخرا.
بل حصل العكس تماما فعودة صاحب المايكروفون الأول للجزيرة في عمان اقترنت بوضوح بمصالحة أردنية - قطرية والأهم باختفاء ظاهرة الاعتصامات والحراك الشعبي في البلاد.. يعني ما حصل خفوت لكل مظاهر الحراك والثورة.
طبعا هذه ظاهرة أردنية بامتياز يعجز المرء عن متابعتها ولولا خروج العمال في عيد العمال هاتفين ضد رئيس الوزراء ووزير الزراعة ومطالبين بفرصة للزواج على الأقل لاعتقد المراقب ان الشوارع انشقت فجأة وابتلعت متظاهريها.
السؤال اليوم: أين اختفى المعتصمون الذين ملأوا شوارعنا ضجيجا منذ تقرر إسقاط حكومة سمير الرفاعي؟ .. وهل لعودة الزميل أبو هلالة علاقة بالأمر؟ كثيرون افترضوا ان الحراك لا يتطور إلى ثورة في الأردن لسبب واحد ويتيم هو انشغال مراسل الجزيرة أيام الاعتصامات بالمشهد التونسي، لكن الرجل عاد إلى عمان فلم يقف التراجع عند حدود تلاشي فكرة الثورة بل وصل لحد اختفاء الاعتصامات تماما من الشوارع.
ما الذي حصل وكيف تبخر المعتصمون فجأة؟..كل ذلك حصل مباشرة بعد ظهور سيف غامض في يد شيخ سلفي امام كاميرات الفضائيات فيما عرف بأحداث مدينة الزرقاء.. بعدها جلس الأخوان المسلمون خلف الستار وذابت لجان المبادرات التي تفرخت كالفطر في عدة أسابيع واختفى اليساريون الناشطون ولم يعد يفكر احد بالاعتصام او الاحتجاج على أي شيء، في مشهد يبعث على طمأنينة الجميع، لكنه لا يجيب على الأسئلة المعلقة، فقد استراح المعتصمون في بيوتهم وجلس البلطجية في الشوارع لترويع تجار المحلات، والاعتصام الوحيد الذي نظم بعد عودة مراسل الجزيرة لعمان للسلفيين الجهاديين.
صديق لي مخضرم تحدث عن صفقة بين النظام والأخوان المسلمين انتهت بخفوت الحراك السياسي واقتصار مظاهر الشارع على الحراك المطلبي الخدماتي .. آخر له رأي مختلف تماما ينحصر في أن الصافرة التي أطلقت المسيرات هي نفسها الصافرة التي أوقفتها وصاحبنا هنا يقول ذلك وهات يا تحليل حتى نفك اللغز.
ما يبدو عليه الأمر ان جهة رسمية ما بادرت فعلا لتطبيق الفكرة العبقرية الجهنمية التي تقول: نثور نحن قبل الثورة ونعتصم نحن قبل المعتصمين وننظم نحن وليس (هم) الاحتجاجات حتى نتمكن من إيقافها متى شئنا .
هذا السيناريو اليوم يبدو انه قابل للتصديق، خصوصا بعد مشاهدة حلقة الحوار الطويل الذي قدمه يسري فودة على محطة (أون تي في) المصرية وهو حوار تناول مصير تنظيم 'القاعدة' بعد تصفية أسامة بن لادن.
المحلل الجهادي الذي يظهر على كل الفضائيات العربية ضياء رشوان وصف تنظيم 'القاعدة' بأنه ماكدونالدز والرجل يريد ان يقول ضمنيا: إذا مات ماكدونالدز الأب المؤسس فهل تغلق فروع المطعم الأخرى في العالم؟
الجواب واضح جدا ورأي رشوان ان تنظيم 'القاعدة' فكرة متجولة قد تضعف، ولكن ليس شرطا ان تنتهي بانتهاء بن لادن لكن الرجل له رأي آخر فثورات الشارع العربي التي نجحت قدمت بديلا عن الجهاد لإزالة الأنظمة المستبدة وذلك قد يضعف هوامش المبادرة والمناورة امام جماعة 'القاعدة'.
لكن فكرة رشوان ومعه فكرة زميله المحلل الجهادي الفضائي كمال حبيب تبدو (قزمة) قياسا باجتهاد بعض المسؤولين في سلطات التنفيذ الأردنية فهؤلاء استثمروا بساطة أنصار التيار السلفي الجهادي وبؤس ثقافتهم في الاعتصامات وتحدثوا للأردنيين عن (بعبع إرهابي مرعب) وجديد اسمه السلفية الجهادية مؤهل لأكل الأخضر واليابس فخاف الناس وتوقفت الاعتصامات، رغم ان متابعة تصريحات الحكومة عن ملفات الفساد المحولة للتحقيق توحي بأن البلاد خالية تماما اليوم من اليابس قبل الأخضر بسبب زحام المسؤولين والكبار على عتبة لجان التحقيق.
والمعادلة واضحة إذا فخبراء الجهاد العرب يتحدثون عن انكفاء فكرة الإرهاب لاحقا بسبب حراكات الشارع العربي.
أما في بلادي فلكي يخمد حراك الاعتصامات لم يكن الأمر يتطلب أكثر من إعلان صريح على لسان وزير الداخلية يخيف الناس من إرهاب السلفيين القادم مع ما يتطلبه المشهد بطبيعة الحال من قوات ملثمة ومسلحة تداهم البيوت على مرأى المواطنين وبطريقة توحي بان خطرا عملاقا يتربص بالبلاد.
يحصل ذلك رغم أن حل مشكلة الاعتصامات كان سهلا وبسيطا من البداية حسب القرائن الواقعية، ولا يكلف الدولة وأجهزتها أكثر من استدعاء مراسل الجزيرة العريق وإجباره على البقاء في عمان حتى ان تطلب الأمر استدعاءه عبر الإنتربول لكي يثبت ان مسألة العلاقة بين وجوده والثورة ليس أكثر من نكتة.
كلام راقي للكاتب الذي يؤكد على أن الجماهير والأمم تدعم وتؤازر أبطالها البسطاء نقيي السريرة في كافة المحافل
في حين أن تلك الجماهير تؤكد على رغبتها بلفظ المتغطرسين والمستبدين حتى لو كانوا من علية القوم!