نعم ثم نعم النشامى من كبار آسيا - بقلم عزالدين الكلاوي - منقوول
نعم ثم نعم النشامى من كبار آسيا - بقلم عزالدين الكلاوي - منقوول - نعم ثم نعم النشامى من كبار آسيا - بقلم عزالدين الكلاوي - منقوول - نعم ثم نعم النشامى من كبار آسيا - بقلم عزالدين الكلاوي - منقوول - نعم ثم نعم النشامى من كبار آسيا - بقلم عزالدين الكلاوي - منقوول - نعم ثم نعم النشامى من كبار آسيا - بقلم عزالدين الكلاوي - منقوول
بعيد ا عن أروقة الاحباطات التي حلت بخمسة منتخبات عربية من ثمانية شاركت في النهائيات الآسيوية بالدوحة ، تبقي آمال الجماهير العربية معلقة بالثلاثة الكبار الذي حملوا مشعل المنافسة العربية في دور الثمانية ، وأعلنوا بقوة عن استمرارهم في التحدي العربي الآسيوي، دفاعا عن سيطرة وتميز وأحيانا احتكار عربي فرض نفسه علي صدارة الكرة الآسيوية ردحا من الزمن ، ربما كان آخرعهده في البطولة الماضية عام 2007 ، حينما كانت المباراة النهائية بين منتخبين عربيين هما أسود الرافدين العراقي والاخضر السعودي ، وإذا ما كنت أتقبل كلمة المدرب السعودي الكبير خليل الزياني وهو يشخص حالة المنتخب السعودي في محنته بعد أداءه الكارثي في هذه البطولة بأن " الاخضر يمرض ولكنه لا يموت " ، فإنني أتمني أن يستعيد أسود الرافدين كامل عافيتهم لكي يستطيعوا اكمال مشوار الدفاع عن اللقب حتي النهاية .
وأسود الرافدين بلا شك هم أبرز أضلاع مثلث القوة العربي في هذه البطولة ، أو ما أميل إلي توصيفه بالثلاثة الكبار.
العراقيون جاءوا كالعادة وسط أجواء من الجدل حول مدي استعدادهم وجاهزيتهم للدفاع عن اللقب، وأثارت خسارتهم الاولي امام ايران مخاوف الخروج المبكر من البطولة خاصة مع ارتفاع أصوات الانتقادات للمدرب الالماني سيدكا من بعض اللاعبين، ولكن مع الفوز علي الابيض الاماراتي في المباراة الثانية الذي لم يخل من عنصر توفيق بولوج الهدف العراقي في الوقت بدل الضائع، وبنيران صديقة ،ليدخل الاسود أجواء البطولة ، ولم يكن صعبا عليهم ان يكملوا مهمة التأهل إلي دورالثمانية او مرحلة خروج المغلوب ، ولاشك ان الاسود سيواجهون مهمة بالغة الصعوبة امام الكانجارو الاسترالي عصر يوم السبت 22 يناير ، وهو منافس يعج بالمحترفين المتمرسين في اندية اوروبا ويتميزون بالخبرة والتحكم في ايقاع المباراة والاداء التكتيكي المتناغم والمنضبط ، ويحتاج الاسود للفوز ان يتجنبوا الاخطاء والهدايا المجانية ، وأن يصلوا إلي قمة مستوي النضج والاداء البدني والفني ، وإذا ما استطاع الاسود تجاوز الكانجارو ، فإنني أرشحهم ليس فقط للتأهل ألي المباراة النهائية ولكن للاحتفاظ باللقب الكبير.
و نأتي لثاني الكبار العرب المتبقين في البطولة ، وهو العنابي القطري صاحب الضيافة والارض والجمهور ، وقد مضوا مثل اسود الرافدين من انكسار البداية أمام اوزباكستان ،إلي الاستشفاء السريع والعودة بقوة الي الاجواء ليقهروا المنتخب الصيني الكبير بهدفين، بعد أن أصلح ميتسو أخطاءه ، بتعديل التشكيل والاستراتيجية والتكتيك، وخاصة بعدم الجمع مرة جديدة ما بين الثنائي حسين ياسر وفابيو سيزار كقاعدة للمثلث الهجومي القطري ، لضعف لياقة كل منهما وافتقادهما لامكانية أداء الواجب الدفاعي بنفس القدرة علي المساندة الفعالة في الهجوم ، وقد اكتشف ميتسو بشاعة خطأءه حينما أشرك امام الصين البديلين يوسف أحمد ومحمد السيد جدو وكانا ركائز الفوز علي الصين بهدفين نظيفين وتعديل شكل الاداء البدني والفني، ونفس الشيء تكرربالفوز الثقيل علي الكويت، ولا يعيب سيزار ولا حسين ياسر أن يجلسا احتياطيين، ويمكن لكل منهم أن يعود للعب أساسيا من جديد في ظل فكر تكتيكي مختلف، ولذلك فقد ساءني استبعاد حسين ياسر من معسكر الفريق بطريقة لا تخل من جفوة، ولا تليق بلاعب دولي كبير في صفوف قطر أسهم في العديد من انتصارات منتخبه، وجاء إبعاده وكأنه متمرد تسبب في تخريب أداء الفريق ، وهو ليس كذلك بالتأكيد.
وبعيدا عن ذلك ، فإن منتخب قطر الان يعيش أفضل حالاته البدنية والفنية والمعنوية بالاضافة إلي الدعم الهائل من أعلي هرم السلطة في قطر وجماهيره الطامحة إلي انجاز كروي جديد علي الارض القطرية ، يعزز السمعة الكبيرة للدولة العربية الصغيرة التي سبقت كل الكبار واستطاعت انتزاع الفوز بتنظيم مونديال كأس العالم عام 2202 .. وقد أعجبتني تصريحات ميتسو وهو يدغدغ مشاعر المنتخب الياباني ومدربه الايطالي زاكروني ويصفه بأنه أقوي وأفضل منتخب في البطولة ، وأرجو ان يشرب اليابانيون هذه التصريحات وتنتفخ اوداجهم بها قبل ان ينقض عليهم نجوم العنابي لتلقينهم درسا كرويا، يوضح أن نجوم الساموراي ليسوا في قمة مستواهم حتى لو كانوا قد اكتسحوا الاخضر السعودي بالخمسة وكلنا نعرف ظروف هذه المباراة ، فأين كان اليابانيون حينما هربوا بصعوبة من هزيمة شبه مؤكدة امام نشامي الاردن ، وحينما استفادوا من أخطاء تحكيمية مثيرة لحكم ايراني ليخطفوا فوزا غير مستحق علي نسور سوريا ، وأؤكد ان فريق العنابي لو لعب بنفس مستواه امام الصين والكويت ، فسوف يأكل محاربي الساموراي ويقطع تذكرة مغادرتهم الفورية .
أما منتخب نشامي الاردن ثالث الثلاثة الكبار العرب في نهائيات الدوحة ، فهو الحصان الاسود بلا شك للبطولة ، وقد كاد يفجر مفاجأة إسقاط الساموراي مع البداية ، وفي مباراته الثانية امام الاخضر السعودي، كانوا قد فقدوا عنصر المفاجأة الذي خدعوا به الساموراي ، ولكن الاخضر لم يكن واقعيا ، وظن أنه ذاهب إلي نزهة للعودة بالنقاط الثلاثة ، فكانت عقوبته العودة بصفر الي الارض لاكتساب بعض التواضع والاحترام لمنتخب كبير في أداءه ومستواه وواقعيته ، وقد شرب منتخب نسور سوريا من نفس الكأس السعودية، ولم يواجهوا الاردنيين بالحذر والاحترام الكروي المطلوب ، فاستحق الاردنيون الفوز وليس فقط نقطة التعادل التي كانت تؤهلهم بسهولة إلي دور الثمانية.
ولا شك ان المدرب العراقي الكبيرعدنان حمد ، نجح في إظهار فريقه في ثوب المنتخبات الكبيرة في القارة ، وهذا انجاز في حد ذاته ، ويكفي الفريق انه يلعب بانضباط تكتيكي واستقرار فني ممتاز ، ويتمتع بثقة وروح معنوية عالية ، ولدي لاعبيه قدرات بدنية جعلتهم يواجهون سرعة الماكينات اليابانية بنجاح وجسارة ، ولا ينقص الفريق سوي شحن لاعبيه بطموحات إضافية ، تجعلهم يحلمون بالمباراة النهائية والتتويج ، ولا يكتفون بما تحقق ولقب الحصان الاسود الذي يمكن أن يتجاوزوه لما هو أفضل ، وأرجو ان يستطيعوا تعويض غياب عدي الصيفي وباسم فتحي ، كما عوضوا من قبل غياب الكابتن حاتم عقل، واعتقد ان نجوما بحجم حسن عبد الفتاح وأبو كشك وعامر ذيب وعبد الله ذيب والحارس العملاق عامر شفيع ، قادرون علي مواصلة زحف النشامي الي مراحل أكبر من منافسات البطولة ، أما الشيء الوحيد الذي أخشاه علي النشامي في مواجهتهم مع الاوزبك ، فهي عقلية وسمات المدرب الاوزبكي فالديم ابراموف الذي يتشابه مع مدرب النشامي عدنان حمد في الاعتماد علي استراتيجيات دفاعية تتطور الي تكتيكات هجومية ، وكلها تقوم علي الصبروالحذر واحترام المنافس ، وعدم فتح اللعب والاعتماد علي الفرصة الواحدة وأخطاء المنافس ، ومن المؤكد ان عدنان حمد شاهد مباريات المنافس الاوزبكي واكتشف مدي التشابه بينه وبين النشامي الامر الذي يجعلنا علي موعد - اليوم الجمعة – مع مباراة تكتيكية حذرة ، سيفوز فيها الفريق الاكثر صبرا والاقل أخطاء، والافضل بدنيا وجماعيا وصاحب الارادة الاقوي للنصر،وأملنا وطموحنا بالتأكيد ان يكون التفوق في كل ذلك للنشامي وان يكون التوفيق حليفهم ، ومعهم أسود الرافدين العراقي وفهود العنابي القطري، أطراف مثلث القوة العربي المدافع عن سمعة الكرة العربية والذي يحملون لواء الدفاع عن العرب في من أجل الاحتفاظ بعروبة اللقب الآسيوي.