شاعر مصري يرثي أمه بأروع الكلام - شاعر مصري يرثي أمه بأروع الكلام - شاعر مصري يرثي أمه بأروع الكلام - شاعر مصري يرثي أمه بأروع الكلام - شاعر مصري يرثي أمه بأروع الكلام
شعر : طلعت المغربي
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
وعضو اتحاد كتاب مصر
( قامت لتصلىَ الفجر كعادتها فما أن أتمت وضوءها حتى صعدت روحها الطاهرة إلى بارئها .. وكان هذا فجر يوم الجمعة الأولى من شهر رجب.. فالله أسأل أن يتغمدها برحمته وأن يدخلها فسيح جناته)
أنزلتُ في ساحةِ الإكــــرامِ حاجاتي... وجئتُ أشكو إلى ربي شِكاياتي
أشكو همـــوماً غدتْ كالظلِ تتبعني... قد جرعتنيَ من كأسِ المراراتِِ
أبيتُ والدمعُ يشوي مهجتي حَزَنَاً ...فخففِ الآنَ يا ربـــــــي عذاباتي
همومُ دهريَ قد باتتْ تصادقنـــي... وصاحبتني كذاكَ اليــــــومَ أنَّاتي
قد عشتُ في تيهِ عصياني لك زمناً ...أنقذْ إلهيَ نفسي مـن ضلالاتي
إن زادَ همي بعفــــــوٍ أنتَ تدركني ...إن زادَ هميَ تحلو لي مُناجاتي
منْ لي سواكَ إذا ما الهمُ أرقني... مَن غيرُكَ الآنَ يأسو لي جِراحاتي
من لي سواكَ إلهَ الكونِ يُنقِذُني... من ظلمِ نفسيَ من بُعدِ المسافاتِ
من لي سواكَ أيا رباهُ ياسندي... من بعدِ ما رحلتْ أغلى الحبيباتِِ
راحتْ فراحَ الهنا والسعدُ فارقني... فقدتُ لما مضتْ أسمى صداقاتي
كانتْ حفيظةَ سرى دائمـــــاًأبداً ...ما كنتُ معْ غيرِها أحكى حكاياتي
تدعو ليَ اللهَ دوماً أن يزوجنـي... أميـــرةَ الحُسْنِ بل أحلى الأميراتِ
كانتْ تُسَرُ بشعري حينَ تسمعُهُ... فاليومَ تبكي عليهــــــــا كلُ أبياتي
وجاءني طيفُها يوماً وقدْ رحلتْ ...ليخبرَ الطيفُ عن حُلوالسماحاتِ
قالتْ أُحبُكَ قَدرَ الكونِ ياولدي... يا فرحَ قلبــــــــــي بأقوالٍ رضياتِ
لَكَمْ تمنيتُ نوماً لا انقضاءَلهُ... ما دامَ ذا الطيفُ يأتــي في مناماتي
قامتْ تصلي صلاةََ الفجرِ فارتحلت... بعدَ الوضوءِ فيا حُسْنَ الختاماتِ
أهلُ الطهورِ يُحبُ الله فعلَهمـــــــو ...واللهُ يذكرُ ذا فـــــــي بعضِ آياتِ
وغَسَّلوها وكانَ الوجـــهُ مبتسماً ...في ذاكَ ما فيهِ من فيضِ البشاراتِ
ويسرعُ النعشُ إيذاناً بفرحتهــــا... ها قدموني فيا شوقي إلـــــى الآتي
دنيايَ كالسجنِ جاءَ الموتُ خلصني... فصرتُ أعدو إلــى دارِالكراماتِ
دنيايَ هـــــمٌ وغــــــمٌ كلُها نكدٌ... فارقتُ هذا إلــــــــــــى دارِالسعاداتِ
شتانَ بينَ جوارِ الحقِ يا ولدي ...وجيرةِ الخلقِ فــــــــي دنيا العداواتِ
ما ماتَ من كانَ حياً عندَ خالقهِ... وكمْ يعيشُ أناسٌ شبهَ أمـــــــــــواتِ
أمي صدقتِ فذاكَ الأمرُ أعرفهُ... لكنَّ فقدَكِ ذا أقـــــــــــوى المصيباتِ
جراحُ قلبـــــــــيَ يا أماهُ نازفةٌ... من بعدِ فقدِكِ قد فارقتُ راحاتـــــــي
قد كنتِ ملءَ عيونــــــي دائماً ...أبداً ماتتْ بموتِكِ يا أمــــــي مسراتي
لمــــــا أردتُ رثاءً فيكِ أنظِمُهُ ...جادتْ دُموعيَ واستعصتْ عباراتي
لو صارَ دمعي دماً إني سأسكُبُهُ... إني سأملأ ُمن دمعـــي المحيطاتِ
ماذا أقولُ فشعري لايطاوعني...« يا ليتني مِتُ » لم أكتبْ رثاءاتي
أعـــــوذُ باللهِ أن ألقاهُ معترضاً... فالعينُ تدمعُ يا أغلـــــــى الحبيباتِ
والقلبُ يحزنُ لكــــنْ قولُنا أبداً ...إنا ارتضينـــــــا أيا ربَ السماواتِ
لو ابتغينا لنا في الأرضِ من نفقٍ... أوقـــد صعدنا إلى أعلى الثرياتِ
هل نستطيعُ سوى التسليمِ من ...عملٍ حتى نُجازى بموفورِ الجزاءاتِ
اصبر بُنَيَّ فكــــــم في الله من ...عوضٍ عن كلِ شيءٍ فذا ربُ البرياتِ
لا تحزنَنَّ لمــــوتي إنه فرحي ...بدأتُ لما أتـــــــــــى تحقيقَ غاياتي
قد كنتُ أرجو لقاءَ اللهِ من زمنٍ... فحققَ الله ما تصبـــــــــو له ذاتي
إني أتيتكَ يا ربى على عَجَلٍ ...فاكشفْ ليَ السِتْرَ عن قدسِ الجلالاتِ
طَالَ اشتياقي إلى لقياكَ يا أملى... أجْــــــــزِلْ إلهيَ لي منكَ المثوباتِ
واجعلْ إلهيَ ثوبَ السِتْرِيشملني... فإن سِتْرَكَ لي أغلى مراداتـــــي
نادانيَ اللهُ لمـــــــا شاءَيقبضني... فلذَّ فـــي مسمعي حسنُ المناداةِ
فلتدخلي في عبادي اليومَ راضيةً... ولتدخلي برضايَ اليـــومَ جناتي
قد قالَ ربي ارجعي يا طيبَ قولتهِ... على الفؤادِ فذا مأمولُ غاياتــي
وا فرحتاهُ .. فربى ما بهِ سخطٌ... وهو الكريمُ عفا عن كلِ زلاتي
سبحانَ ربيَ بالفردوسِ أكرمني... وقد قضى لي ربي كلَ حاجاتي
إن الكريمَ إذا ما الضيفُ حَلََّ بهِِِ... فلا تَسَلْنِيَ عـــن قدرِ الكراماتِ
واللهُ أرحمُ بي منكم أيا ولدي فكم... لربي عندي مـــــن عطاءاتِ
في جنةِ الخلدِ لا خوفٌ ولاحَزَنٌ... بل السرورُ حليفي طولَ أوقاتي
في جنةِ الخلدِ لا لغوٌ ولانصبٌ... إلا السلامُ ... كذا حسنُ العباراتِ
تسليمُ ربــــيَ والأملاكِ نسمعه... عند البكورِ وأيضاً في العشياتِ
والطيرُ حوليَ فوق الأيك ساجعة... تشدو وتشدو بألحانٍ جميلاتِ
من كلِ فاكهــــــةٍ نختارُ يا ولدي... ولحمِ طيـــرٍ كذا باقي الملذاتِ
أما الشرابُ فخمــــرٌ لا تُغيبنا... عن السماعِ وعن حسن المناجاةِ
خمرٌ تَلَذُّ الذي قد كان شاربَها... لأن فـــــــي شربها كلُ المسراتِ
يطوفُ بي اللؤلؤُ المنثورُ ياولدي... ويمسكونَ بأكوابٍ وكاساتِ
كأسٌ بها ماءٌ .. كأسٌ بها لبنٌ... كأسٌ بها عسلٌ أحلى المذاقاتِ
مع الحبيبِ رسولِ الله ياولدي... تمــــــــرُ في لذةٍ واللهِ ساعاتي
إني نظرتُ لوجهِ اللهِ ياولدي... بذلكَ الأمرِ قد تمــــــتْ هناءاتي
لو كنتَ تعلمُ ما قد نلتُ من كرم...ٍ كنتَ اجتهدتَ حبيبي في العباداتِ
فالحورُ تَرْفُلُ في الجناتِ ياولدي.. في خيرِ ثوبٍ وفي أحلى ابتساماتِ
لكمْ تمنيتُ أن أهديكَ واحـــــــدةً... فاعملْ وجِدَّ لتحظى بالحفاواتِ
ما شاهدتْ قطُ عينٌ مثلَ طلعتِها... حقاً ففي حسنها كلُ النضاراتِ
قمْ قدم المهرَ للرحمنِ ياولـدي... من حسنِ ذكــــرٍ وترتيلٍ لآياتِ
ومن صلاةٍ بجوفِ الليلِ تُحسنها... واجعلْ حياتك دوماً في الإطاعاتِ
قد قالَ ربُكَ «ألحقنا» أياولدي... فافهمْ ففي قولِهِ حسنُ الإشاراتِ
سنلتقي بجنانِ الخُلْدِ عن كَثَبٍ... فاعملْ بُنيَّ إلـــــــى وقتِ الملاقاةِ
لا تحزنَنَّ فما الأحزانُ نافعتي... واصبرْ ففي الصبرِ تخفيفُ المصيباتِ
الله قدَّرَ والأقدارُ نافـــــــــــذةٌ... أينَ المفرُ؟! ......وربي أمرُهُ آتِ
هذا طريقٌ لنـــا والكلُ يسلكهُ... جميعُنا ميِّتٌ... أبناءُ أمــــــــواتِ
إني لأرجو دعاءً منكَ ينفعني... في ظلمةِ الليلِ في وقتِ الإجاباتِ
وأنتَ في فسحةٍ ما دُمْتَ في أجلٍ ...زرني كثيراً ولا تقطعْ زياراتي
تصدَّقَنَّ على روحي بما ملكتْ... يومــــــــاً يداكَ ففي هذا مسرَّاتي
وصلْ بحقيَ أرحاماً قد انقطعت... واحفظْ بودِكَ لي دومـــــاً بُنياتي
جيرانَنَا اليومَ عاملهم بمرحمةٍ... وعاملـــــــــن بإحسانٍ صديقاتي
واطلبْ ودادَ أبيكَ العمرَ ياولدي... واسألْ إلهكَ تخفيفَ المعاناةِ
عِدْني بفعلِ الذي أرجوهُ ياولدي... واعلمْ يقيناً بأنْ في ذاكَ مرضاتي
أمــــــــي اطمئني فذا عهدٌ أنفذهُ... لو لمْ يعدْ ليَ إلا بضعُ ساعاتِ
أهدي إليكِ سلاماً كلما طَلَعَتْ... شَمْسٌ وإن غربت أهدي تحياتي
أدعوكَ ربي جميلَ الصبرِ تمنحني... أو أن تُعجِّلَ ربى باللقاءاتِ
يا ربُ واجعلْ جِنانَ الخُلدِمسكنَها... معَ النبيينَ في أعلى المقاماتِ
أبيتُ والدمعُ يشوي مهجتي حَزَنَاً ...فخففِ الآنَ يا ربـــــــي عذاباتي
همومُ دهريَ قد باتتْ تصادقنـــي... وصاحبتني كذاكَ اليــــــومَ أنَّاتي
قد عشتُ في تيهِ عصياني لك زمناً ...أنقذْ إلهيَ نفسي مـن ضلالاتي
إن زادَ همي بعفــــــوٍ أنتَ تدركني ...إن زادَ هميَ تحلو لي مُناجاتي
منْ لي سواكَ إذا ما الهمُ أرقني... مَن غيرُكَ الآنَ يأسو لي جِراحاتي
من لي سواكَ إلهَ الكونِ يُنقِذُني... من ظلمِ نفسيَ من بُعدِ المسافاتِ
من لي سواكَ أيا رباهُ ياسندي... من بعدِ ما رحلتْ أغلى الحبيباتِِ
كلمات تفجر القلب ...وتجعانا نجهش بالبكاء ...
كم نحن بحاجة الى التضرع و التذلل إلى الله العزيز القدير ...
كيف لا نبكي والأم أغلى ما نملك ..فهي ذاك الكيان الذي تعذب من أجل وجودنا في هذه الدنيا ....
رحم الله أمهاتنا وأدام الصحة والعافية على الأحياء منهن ... اللهم امين الله امين ...
شكراً أخي اللبلوبي ..وأتمنى أن نرى المزيد من مشاركاتك في المنتدى الأدبي ...
منْ لي سواكَ إذا ما الهمُ أرقني... مَن غيرُكَ الآنَ يأسو لي جِراحاتي
من لي سواكَ إلهَ الكونِ يُنقِذُني... من ظلمِ نفسيَ من بُعدِ المسافاتِ
من لي سواكَ أيا رباهُ ياسندي... من بعدِ ما رحلتْ أغلى الحبيباتِ
جعلتني اتذكر انشودة :
الله الله ما لنا مولىً سوى الله كل ما ناديت يا هو قال يا عبدي انا الله
والنعم بالله