اتفق معك تماما في التكتيك المتبع من قبل المدير الفني عدنان حمد .
وخير مثال على ذلك ما قدمه المنتخب الوطني في نهائيات الدوحة حين كان قريبا للتأهل الى دور الاربعة بفضل الانضباط التكتيكي والخطة الدفاعية التي رسمها حمد في مقابلة منتخبنات السعودية واليابان وسوريا وحتى اوزبكستان على فترات .
كما اتفق معك بأن المباريات البيتية اضافة الى البطولات البيتين لم نوفق فيها ومثال ذلك ما حصل في البطولة الودية الاخيرة (بطولة فوكس الدولية) , وسبقها بطولة غرب اسيا .
اعتقد بأن مباراة الصين تعتبر محكا واختبارا حقيقيا للمدير الفني عدنان حمد ومدى قدرته على تكييف تشكيلة الفريق لتتناسب مع الطريقة الهجومية (المطلوبة في مباراة اليوم) الى جانب الطريقة الدفاعية واسلوب الهجمات المرتدة المطلوب خارج الارض .
في المباراة الاولى اعتقد بأن حمد نجح بامتياز في تحقيق الفوز من المنتخب العراقي على ارضه وبين جماهيره من خلال اسلوب مقنن هجوميا ومكثف دفاعيا وهذا هو المطلوب بصراحة .
مباراة اليوم سنتابع ونرى قدرة حمد على منح اللاعبين ادوارا اضافية في الجانب الهجومي , فمن الممكن ان نرى بني عطية وباسم يشاركان في الهجمات من الاطراف , وقد نرى بهاء عبد الرحمن يتقدم اكثر خلف عبد الفتاح .
سنتابع مدى قدرة حمد على احداث تعديلات تكتيكة على ارض الملعب ,,هل سنرى منتخبنا هو الطرف المهاجم ؟
لننتظر ونرى
ما قدمه منتخبنا الوطني تحت قيادة الكابتن عدنان حمد في الاونة الأخيرة وبخاصة الفوز المؤزر على أسود الرافدين منح الشارع الرياضي الأردني مسحة تفاؤل دفعت الكثيرين للحديث عن قدرة منتخب النشامى على الانتقال السهل للدور الثالث من التصفيات بل منهم من بات يفكر في الوصول إلى البرازيل . ومثل هذه الطموحات بلا شك تبقى مشروعة ولكن من غير المنطقي تجاهل تصفيات مونديال 2006 والتي كان منتخبنا قريبا من التأهل للدور التالي قبل ان تتبخر أحلامنا لأسباب فنية بحتة رغم أن النقاد اثروا انذاك الحديث عن الضغط الجماهيري والحظ وأشياء أخرى ولم يحمل أي منهم مسؤولية الاخفاق للمدير الفني الكابتن محمود الجوهري .
فمن تابع أداء منتخبنا تحت قيادة كل من الجوهري وعدنان حمد في نهائيات كأس اسيا 2004 و2011 على التوالي سيلحظ أن كليهما يعتمد على تمتين المنطقة الخلفية واللعب على الهجمات المرتدة وإن اختلفت طريقتا لعب كل منهما بعض الشيء . فالجوهري كان يعتمد طريقة 5-4-1 أو 5-3-2 بحيث يسقط ظهير قشاش خلف أربعة مدافعين وفي المقابل فإن حمد يعتمد طريقة 4-2-3-1 . وإن كانت دفاعاتنا تحت قيادة الجوهري كانت أكثر صلابة فإن حمد لجأ إلى الاعتماد على لاعبي ارتكاز بمهام دفاعية بحتة تمثلت بتدمير هجمات الخصم وتوفير تغطية كاملة في العمق مثلما يقوم كل منهما بتغطية الظهير القريب منه لحظة قيام الأخير بدور هجومي . وإن كان منتخب 2006 يتميز بقدرة ظهيري الجنب على إداء الواجب الهجومي على نحو فاعل فإن حمد ألزم ظهيري الجنب الحاليين بعدم المشاركة في الجانب الهجومي واضعا كامل ثقته في الثلاثي حسن والذيبين عامر وعبد الله ومن أمامهم أحمد هايل أو شلباية لتشكيل قوته الهجومية ولعل من تابع أداء المنتخب في الفترة الأخيرة يلحظ بأن أربعة لاعبين فقط هم من يتولون الجانب الهجومي لمنتخبنا في حين لا يشارك أي من لاعبي الارتكاز او حتى الظهيرين في صنع الهجمات بل قد يكون شفيع أكثر مشاركة في صنع الهجمات من ظهيري الجنب ولاعبي الارتكاز من خلال الكرات الطولية التي يرسلها عامر لرأس الحربة .
ومن المؤكد أن حمد نجح تماما في طريقة اللعب التي أظهرت قدرة لاعبينا على الالتزام بتعليمات الجهاز الفني فضلا عن الروح القتالية التي يتحلون بها تماما مثلما كان الحال مع الجوهري من قبل . ولكن ما يقلقنا حقيقة أن كلا المدربين نجح في قيادة منتخبنا الوطني في المباريات الهامة التي لعبها منتخبنا خارج الديار بحكم أن الخصم ينشد الهجوم الضاغط مما يخلق مساحات واسعة في ملعبه يستغلها نجومنا لتنفيذ الهجوم المعاكس . إلا أن اللعب على أرضنا يخلق واقعا مختلفا ، فنجومنا هم المطالبون بتنفيذ الهجوم المكثف بضغط من الجماهير في حين يتمترس مدافعوا الخصم في مواقعهم وهنا يعجز المدير الفني عن ايجاد الحلول الناجعة للتغلب على هذه المعضلة وما يزيد الأمور تعقيدا قوة الخصم وقدرته على استغلال الهجمات المرتدة تماما مثلما فعل المنتخب الايراني في تصفيات 2006 والمنتخب الكوري الشمالي في اللقاء الأخير الذي جمعنا به في عمان فضلا عن الصعوبات البالغة التي واجهها منتخبنا تحت قيادة حمد في عمان و أمام أكثر من منتخب اسيوي . وفي مثل هذه الحالة يحتاج الفريق إلى اللاعب المهاري القادر على زعزعة دفاعات المنافسين بدهائه وتمريراته القاتلة وهو الأمر الذي تنبه له الكابتن الجوهري متأخرا حيث قام باستدعاء الكابتن رأفت علي ليكون نجوم المنتخب الأول في الموسم الوحيد الذي اعتمد عليه الجوهري كلاعب أساسي في تشكيلته . وفي المقابل فإن لدى عدنان حمد من اللاعبين من هم قادرون على خلخلة الدفاعات الصينية في مباراتنا المقبلة ولكن سيبقى الأمر مرهون بطريقة اللعب التي سينتهجها الفريق . فاقتصار هجمات الفريق على أربعة لاعبين فقط لن يجدي نفعا امام منتخب من المؤكد أن مدافعيه سيتمترسون أمام حارس مرماهم . بل قد يلجأ المدرب كاماتشو إلى أسلوب المراقبة الفردية لمفاتيح لعب الفريق وهو الأمر الذي سيخلق مشاكل عديدة لمنتخبنا لكون اللاعبين اعتادوا في المباريات الأخيرة أن يلعبوا بحرية ودون وجود مراقبة لصيقة . وهنا نؤكد ضرورة أن يعطي الكابتن حمد اللاعبين بهاء عبد الرحمن وباسم فتحي وخليل بني عطية تعليمات بضرورة تعزيز خط المقدمة بطريقة متوازنة وحبذا لو تم الاستعانة بأنس حجي وشلباية ولو على فترات كونهم من اللاعبين القادرين على إحداث الفارق لتمتعهما بقدرات فنية عالية .
وما نلحظه أيضا أن اللاعبين أحمد هايل وعدي الصيفي ورغم تمتعهما بإمكانات بدنية هائلة إلا أن كلاهما تعوزه القدرة على التناغم مع زملائه من خلال تبادل الكرات البينية وصولا إلى مرمى الخصم . ففي مباراة العراق الأخير وقبل أن يسجل حسن هدفنا الأول تحصل هايل على كرتين نموذجيتين كان يفترض به تمريرهما من اللمسة الأولى إلا أنه اثر الاحتفاظ بالكرة لنفسه في المرة الأولى فاستخلصها المدافعون ومن ثم أطاح بالكرة الثانية فوق العارضة رغم أن عبد الله ذيب المندفع كان سيواجه المرمى لو أن هايل مررها له بسلاسة خلف المدافع الأخير . وبالطبع مثل هذه الملاحظة لا تنتقص من قيمة هايل ومساهمته في ارباك خط دفاع الخصم مثلما فعل في كرة الهدف الثاني التي استخلصها بكل براعة من لاعب الخصم ولكن مثل هذه المباريات تلعب على جزئيات بسيطة وكان من الممكن أن نندم لو لم نخرج فائزين . فمنتخبنا تحصل على أربع فرص مناسبة للتسجيل فسجل حسن من واحدة وذهبت الأخرى بجانب العارضة رغم مروره الجميل من الخصم في حين تحصل هايل على فرصتين جاءت الأولى رأسية سهلة في يد حارس المرمى ومن ثم ذهبت الأخرى فوق العارضة . وهنا نؤكد أن تواجد هايل أو عدي في التشكيلة الأساسية في المباريات القوية التي يخوضها منتخبنا خارج الديار أمر منطقي جدا بحكم حاجة الفريق للاعب قوي وسريع يشغل مدافعي الخصم في حين أن شلباية سيكون أكثر اقناعا في المباريات التي يخوضها منتخبنا في عمان بحكم أنه أكثر تناغما مع الثلاثي حسن وعامر وعبدالله وهو الأمر الذي يسهل من قدرتهم خلخلة دفاعات الخصم فضلا عن قدرة شلباية على استغلال الكرات الرأسية التي يتوقع توفرها في مثل هذه المباريات .
الوحدات والمنتخب ،،،
طالما أن نادي الوحدات تنتظره مباراة هامة أمام دهوك العراقي في عمان ضمن ذهاب دور ربع نهائي كأس الاتحاد الاسيوي فمن المؤكد أنه سيعاني من قلة تجانس تشكيلته التي ستخوض هذا اللقاء جراء غياب عدد كبير جدا من لاعبيه الأساسيين عن تدريباته بسبب التحاقهم بمنتخبنا الوطني ،،، ولكن في ذات الوقت فإن الوحدات سيستفيد من تواجد هذا العدد في صفوف منتخبنا بحيث أن فوزنا على العراق على مرأى من جماهيره الغفيرة أعطى لاعبي الأخضر دفعة معنوية كبيرة مثلما نتمنى أن يحقق منتخبنا الفوز على الصين ليواصل مشواره الناجح مما ينعكس ايجابا على نجوم الأخضر . وفي ذات الوقت نتمنى أن يتنبه الكابتن محمد قويض إلى أن طريقة لعب 4-4-2 لم تعد تناسب لاعبي الأخضر وهو أمر ناقشناه مرارا في المواسم الأخيرة ولكن وبكل أسف ما أن يتولى جهاز فني جديد مسؤولية الاشراف على الأخضر حتى يبادر جهابذتنا إلى تذكيره بأن الأخضر لا يجيد اللعب سوى بهذه الطريقة رغم أن غالبية انجازات الفريق في المواسم الأخيرة تحققت وفق طريقة 4-4-1-1 ،،، فمن خلال طريقة لعب 4-4-2 يتخلى فريقنا عن دائرة المنتصف بكل سهولة حتى بتنا نشاهد فرقا مثل المنشية وكفرسوم واليرموك أكثر استحواذا منا على الكرة في دائرة المنتصف وهو ما لاحظناه على أداء الوحدات في هذا الموسم أيضا في مباريات الدرع والدوري على حد سواء ،،، والغريب في الأمر أنه ما أن يسحب الكابتن قويض مهاجما " الحويطي " ويشرك بدلا منه أبو عمارة في يمين الوسط على حساب عامر ذيب الذي ينزل إلى دائرة المنتصف لمساعدة محمد جمال وربط خطوط الفريق وهنا يتقدم حسن ليلعب كلاعب حر خلف شلباية وفق طريقة لعب 4-4-1-1مما يجعل الفريق يحكم سيطرته بكل سهولة على مجريات المباراة وقد حدث ذلك اكثر من مرة وهذا ليس انتقاصا من قيمة الحويطي بالطبع . فلحظة أن يعتمد قويض على حسن كلاعب دائرة فإن حسن يقل عطاؤه لأن الأخير يفضل اللاعب خلف المهاجم كلاعب حر وطالما أنه قادر على التسجيل فضلا عن قدرة كل من شلباية وعبدالله ذيب وأبو عمارة التهديفية فإنه لا حاجة لنا بتواجد مهاجمين صريحين . وحتى لحظة اللعب على أرض دهوك إيابا فمن الممكن اللجوء إلى الطريقة التي ينتهجها عدنان حمد 4-2-3-1 وهي طريقة بات ينتهجها أكثر من فريق أوروربي كريال مدريد ،،، فمثل هذه الطريقة تناسب الوحدات لوجود الرباعي المتناغم حسن وعامر وعبدالله وشلباية ولكن تبقى الحاجة إلى لاعب ارتكاز اخر هي المعضلة في حال ارتضينا بطريقة اللعب هذه ،،،
بخلاصة ،،،
نتذكر جميعا أن النادي الفيصلي تحت قيادة عدنان حمد كان يقدم أفضل مستوياته خارج الديار في حين لم يكن ناجحا على ارضه وذات الأمر بتنا نلحظه على أداء منتخبنا الوطني تحت قيادة حمد ،،، ومن هنا فإن الأخير سيكون اليوم أمام اختبار لإثبات قدرته على تغيير طريقة اللعب لتتناسب والمباراة التي يخوضها المنتخب ،،، فإن عجز عن التعامل مع مباراة الصين بما يكفل سيطرة الفريق على المباراة وتحقيق نقاطها كاملة فإن ما قدمه حمد سيكون نسخة مكررة لما قدمه الجوهري للكرة الأردنية حيث التميز في اللعب خارج الديار من خلال الطرق الدفاعية مقابل العجز الكامل عن اللجوء لطريقة لعب هجومية تحقق الهدف المنشود رغم تواجد اللاعبين القادرين على تنفيذ الألعاب الهجومية بكل روعة ،،،
على الهامش ،،،
صدق من قال أن الحارس المميز يعد بمثابة نصف فريق ،،، فما أن بزغ نجم الكابتن عامر شفيع حتى خلع الأردنيون بشكل عام والوحداتيون بشكل خاص الرهبة لحظة اللعب أمام منافس قوي ،،، فقد ولت تلك الأيام التي كان حراسنا فيها يهزمون نفسيا قبل أن تبدأ المباراة ،،، فكثيرة هي المباريات والبطولات التي خسرها الوحدات وكذلك منتخبنا الوطني جراء الرهبة التي كانت تسيطر على الحراس لحظة مواجهتهم لمهاجمين من ذوي الأسماء رنانة ،،، وفي المقابل فإن الحال اختلفت مع العملاق عامر شفيع والذي بات يخشاه كافة مهاجمين اسيا جراء يقظته وبسالته وجرأته ،،، وهنا نلفت الانتباه إلى الخطأ الذي وقع به الكثير من المحللين الذي ذكروا بأن العارضة ردت هدفين لمنتخب العراق لأن الركلة الحرة المباشرة التي سددها يونس محمود بكل حرفنة طار لها شفيع بكل بسالة ولربما أنه لمسها ولو أنها جاءت تحت العارضة لتمكن من انقاذها في مشهد رائع تعودناه من عامر شفيع ،،،
همسة ،،،
بعد أن قاد عدنان حمد منتخبنا الوطني للتأهل إلى نهائيات اسيا الأخيرة تفاخر كتاب صحيفة الرأي بأنهم كانوا أول من زكى حمد لتدريب المنتخب وشعرنا أنهم يتقاسمون مع حمد مجد التأهل ،،، وعندما خسر منتخبنا الوطني أمام الكويت في نصف نهائي بطولة غرب اسيا التي أقيمت في عمان قبل أشهر قليلة كتبت ذات الأقلام مطالبة بإقالة عدنان حمد جراء اعتماده على عدد كبير من لاعبي الوحدات بل اتهموه صراحة أنه خضع لضغوطات لاشراك بعض لاعبي الأخضر بل طالبوا بتسريح الفريق على أقل تقدير ،،، وبعد فترة بسيطة استطاع حمد التأهل للدور الثاني من بطولة امم اسيا لاجما تلك الأقلام النادوية ،،، وها هو الكابتن عدنان حمد يعتمد أكثر وأكثر على لاعبي الأخضر ليكونوا عند حسن ظن الشارع الرياضي من خلال ما يقدموه من ابداعات قادتهم للفوز على اسود الرافدين في معقلهم مع التذكير بأن تشكيلة حمد الحالية تضم عددا أكبر من لاعبي الأخضر عما كان عليه الحال في بطولة غرب اسيا وبالطبع لا ننتظر من مثل هؤلاء الكتاب أن يمتدحوا ما يقدمه شفيع أو حسن أو حتى عامر في صفوف المنتخب مثلما امتدحهم كافة النقاد والمعلقون العرب بل لندعهم يمتدحون لاعبين اخرين في البطولات المحلية ،،،