الأزياء الشعبية الفلسطينية - الأزياء الشعبية الفلسطينية - الأزياء الشعبية الفلسطينية - الأزياء الشعبية الفلسطينية - الأزياء الشعبية الفلسطينية
الأزياء الشعبية الفلسطينية
صور الأزياء الشعبية الفلسطينية
زي لعروس مقدسية (1870) طراز تركي مؤلف من تنورة وجاكيت من المخمل الليلكي المطرز بالقصب على النمط التركي المعروف « بالصرمة » مع بلوزة من الحرير البيج . يظهر هذا الزي التأثير التركي على الأزياء الفلسطينية إبان حكم الدولة العثمانية .
تتنوع الملابس في فلسطين بتنوع المناطق وإختلاف البيئات المحلية ، وتعرض البلاد لكثير من المؤثرات الخارجية .
ننظر إلى الزي الفلسطيني ، بأنه لا ينفصل عن محيطه وعن ثقافته المتوارثة ، فالزي تعبير عن إرتباط الإنسان بأرضه وثقافته .
يلاحظ في بعض الأحيان أن زي المدينة هو زي ريفي أو متأثر بالريف ، ومردّ ذلك نابع إلى أن بعض العائلات في المدينة ذات منشأ ريفي ، وعلاقة المدينة بالريف ، يضاف إلى ذلك بطء التطور الحضاري ، الذي يؤدي إلى تكون المحمولات من حالة البداوة إلى الريف كبيرة ، ثم من البداوة والريف تكون كبيرة في المدينة ، لذا قد نجد الريف في المدينة .
كانت المرأة الفلسطينية تلبس الألبسة التالية :
الكوفية أو الحطّة : نسيج من حرير وغيره توضع على الرأس وتُعصب بمنديل هو العصبة . وقد أقبل الناس على اللباس الإفرنجي فأعرضوا على الصمادة والدامر والسلطة والعباية والزربند والعصبة والقنباز والفرارة .
البشنيقة : (محرفة عن بخنق) ، وهي منديل بـ « أويه » أي بإطار يحيط المنديل بزهور أشكالها مختلفة . وفوق المنديل يطرح على الرأس شال أو طرحة أو فيشة ، وهي أوشحة من حرير أو صوف .
الإزار : بدل العباية ، وهو من نسيج كتّان أبيض أو قطن نقي . ثم ألغي وقام مقامه الحبرة .
الحبرة : قماشة من حرير أسود أو غير أسود ، لها في وسطها شمار أو دِكّة ، تشدها المرأة على ما ترغب فيصبح أسفل الحبرة مثل تنورة ، وتغطي كتفيها بأعلى الحبرة .
الملاية : أشبه بالحبرة في اللون وصنف القماش ، ولكنها معطف ذو أكمام يُلبس من فوقه برنس يغطي الرأس ويتدلى إلى الخصر .
أما الرجل في فلسطين فكان له لباسه التقليدي أيضاً :
القنباز أو الغنباز : يسمّونه أيضاً الكبر أو الدماية ، وهو رداء طويل مشقوق من أمام ، ضيّق من أعلاه ، يتسع قليلاً من أسفل ، ويردّون أحد جانبيه على الآخر . وجانباه مشقوقان حتى الخصر. وقنباز الصيف من كتّان وألوانه مختلفة ، وأما قنباز الشتاء فمن جوخ . ويُلبس تحته قميص أبيض من قطن يسمى المنتيان .
الدامر : جبة قصيرة تلبس فوق القنباز كمّاها طويلان .
السلطة : هي دامر ولكن كميها قصيران .
السروال : طويل يكاد يلامس الحذاء ، وهو يُزم عند الخصر بدكة .
العباية : تغطي الدامر والقنباز ، وأنواعها وألوانها كثيرة . ويعرف من جودة قماشها ثراء لابسها أو فقره ، ومن أشهر أنواع العباءات : المحلاوية ، والبغدادية ، والمزاوية العادية ، والمزاوية الصوف ، والرجباوي ، والحمصيّة ، والصدّية ، وشال الصوف الحراري ، والخاشية ، والعجمية ، والحضرية والباشية .
البِشت : أقصر من العباءة ، وهو على أنواع أشهرها : الخنوصي والحلبيّ والحمصيّ والزوفيّ واليوز ، والرازي .
الحزام أو السير : من جلد أو قماش مقلّم قطني أو صوفي . ويسمّون العريض منه اللاوندي .
وقد انحسر لبس القنباز في مراحل وأماكن ، وانتشر لبس السروال الذي سمّي إسكندرانياً لأنه جاء من إسكندرية مع بعض المصريين . وكان البعض يلبس فوق هذا السروال الفضفاض المصنوع من ستة أذرع قميصاً أبيض من غير ياقة ، ويلفّ على الخصر شملة يراوح طولها بين عشرة أذرع واثني عشر ذراعاً . وكان بحارة يافا متمسّكين بهذا الزي .
أثواب الفلاحين والبدو
الأثواب الشعبية الفلسطينية متشابهة جداً في مظهرها العام . وتُدرج فيما يلي من أصناف :
الثوب المجدلاوي : أشهر صانعيه أبناء المجدل النازحون إلى غزة ( ومنه الجلجلي والبلتاجي وأبو ميتين - مثنّى ميّة ) .
الثوب الشروقي : قديم جداً من أيام الكنعانيين .
الثوب المقلّم : وهو من حرير مخطّط بأشرطة طولية من النسيج نفسه .
ثوب التوبيت السبعاوي : من قماش أسود عريق يصنع في منطقة بئر السبع ( ومنه ثوب العروس السبعاوي ، والثوب المرقوم للمتزوجات ) .
الثوب التلحمي : عريق جداً مخطط بخطوط داكنة .
الثوب الدجاني : نوعان ، ذو الأكمام الضيّقة ، والرّدان ذو الأكام الواسعة .
ثوب الجلاية : منتشر في معظم مناطق فلسطين ويمتاز بمساحات زخرفية من الحرير أو غيره وتُطرّز عليه وحدات زخرفية .
وفوق الثوب ترتدي المرأة الفلسطينية نوعاً من المعاطف يمكن حصرها فيما يلى :
- الصدرية .
- التقصيرة .
- القفطان الصرطلية .
- الصلصة .
وجميعها أنواع وألوان . وتضع المرأة على رأسها الحطة ، أو المنديل المطرّز ، أو الطرحة .
وأما الرجال يعتمرون بالطاقية ، أو الحطة ، وهي الكوفية والعقال ، وقد يلبسون طرابيش مغربية .
ويضع الرجال على أجسامهم « اللباس » وهو ثوب أبيض من الخام يصل حتى الركبتين ، وفوقه ما يُسمّى المنتيان ، وهو صدرية بأكمام من الديما ، ثم السروال وله جيبان مطرّزان على الجانبين الخارجيين ، ويلي ذلك القمباز ، وهو من الحريرأو الروزا أو الغيباني أو الديما ، ويصل حتى العقبين . ويضعون فوق القمباز صدرية بلا أكام . وكانوا يشتملون عند الخصر بشملة بدل الحزام ، وتكون من الحرير أو القطن . وفوق القمباز والصدرية الصاكو ، أي السترة ، ثم العباية الحرير البيضاء صيفاً ، أو العباية الصوف في الشتاء ، وكان لبس العباية في الغالب تباهياً ومفاخرة . وقلّما لبسوا الجوارب . وأما الأحذية فهي المداس والصرماي والمشّاي .
وفي الأيام الاعتيادية تلبس القرويات أثواباً طويلة ، عريضة الأكمام ، تفضّل فيها اللون الأزرق ، وقد يكون لونها أسود أيضاً ، ولكن الأبيض يغلب لبسه في الصيف . وهذه الأثواب مصنوعة إجمالاً من القطن . وقد ترتدي الميسورات منهن قماشاً أفضل وأمتن ، من الكتان والقطن المقلم والهرمز والتوبيت والكرمسوت والملك والرومي والمخمل وغيرها . وتتمنطق الفلاحة بإزار صوفي أو حريري وتغطي الرأس بمنديل شفّاف يتدلى على الظهر . ولا تلبس الفلاحة الحذاء إلا نادراً . وحين تعمل المرأة الفلاحة يعيقها الكمان الكبيران المعروفان بالردان ، ولذا يخيطون لبعض الأثواب أكاماً قصيرة تعرف بالردّين ، أو تقفع الفلاحة الكم ، أي ترفعه إلى وراء الرقبة ليسهل عملها . وتفضّل نساء بيت سوريك والقبية والجيب وبيت نبالا لبس أبو الردّين .
أما معظم الرجال فيلبسون أثواباً طويلة بيضاً في أيام الأسبوع . ويتمنطقون بزنار عريض يُدلّون منه السلاسل والأكياس والخناجر والمسلات والخيطان والغلايين وأكياس التبغ والأمشاط والمناديل والأوراق . ويعتم القريون بوجه الإجمال بعمائم رمادية أو صفر فوق الطرابيش .
ومنهم من يلبس في الأيام الاعتيادية الدماية وهي ثوب طويل حتى أسفل الرجلين مفتوح من أمام ، طويل الأكمام ، لا ياقة له ، ويربط برباطات داخلية وخارجية ، وله جيب أو جيبان للساعة والدزدان ( المحفظة ) . والدماية العادية من قطن أو كتّان وتلبس للعمل أو البيت . وتسمى الدماية أيضاً الهندية ، ويسميها البدو : الكبر وهي للكبار ، والصاية ، وهي للصغار . وكذلك يلبس بعضهم في أيام الأسبوع الشروال ، ورجلاه ضيّقتان وله « ليّة » ويُربط بحبل يُسمى دكة الشروال . وقماشة التفتة أو التوبيت الأبيض أو الأسود وهو الغالب . وأما العري فجلابية للعمل مقفلة من أمام وخلف ولا تبلغ أسفل القدمين ، ولا ياقة لها ويرفعها الفلاح ويربطها على خصره عند العمل ، ولوناها الغالبان : الأسود والنيلي .
ويلاحظ أن التراث الشعبي في فلسطين ينتمي إلى تراث المشرق العربي على صعيد الملابس أيضاً ، حتى إذا ما اقتربت من الديار المصرية غلبت الجبة والشال والثوب المخطط ذو الأكمام الواسعة والياقة المستديرة على الصدر والحزام العريض . وإذا جنحت شمالاً غلب السروال والصدرية وزهت ألوان أثواب النساء ، وعقدن على أحد جانبي خصورهن شال الحرير .
ويظهر الزي البدوي على الأخص في جنوب فلسطين وفي أريحا ، وعند التعامرة في قضاء بيت لحم ، وشمال بحيرة طبريا . وثوب التعامرة أسود ذو أكام طوال فضفاضة ، ولا تطريز فيها غير قليل منه حول كمي العباية القصيرين . وفي أسفل الثوب من خلف أقلام من أقمشة ملوّنة تدلّ على القبيلة أو المنطقة التي تنتمي إليها لابسة ذلك الزي . وتمتاز عمائم النساء بصفوف من النقود الفضّية تغطي كل الطاقية ، وفي طرفيها فوق الأذنين تُعلّقُ أقراط مثلثة الشكل وسلاسل طويلة مزينة بالنقود وحجارة الكهرمان .
والثوب في أريحا أسود طويل ، طول قماشه عشرون ذراعاً ، ويسمّي الصاية ، ويُثنى في الوسط فيصبح مطوياً ثلاث طيات ، ويُطرّز تطريزاً لا يشبه فيه أياً من أزياء نساء فلسطين الأخرى إذ يمتد التطريز من الكتفين إلى أسفل الثوب . وتُلبس فوقه عباءة خفيفة .
والثوب في شمال بحيرة طبريا أسود طويل أيضاً ، ولكن في أسفله خطوطاً من قماش فضّي عليها تطريزٌ لرسومه أسماء كمثل « ثلاث بيضات في مقلى » ، و « خطوات حصان في الربيع » ، وما إلى هذا . وتُدلّي البدوية على صدرها طوقاً فيه حبالٌ من الفضة والمرجان ، وتلبس فوق الثوب جبة مطرزة تبلغ أسفل الركبة ، ولها كمّان عريضان مطرّزان .
عصائب المرأة
كانت المرأة الفلسطينية تعصب رأسها بأشكال من العصائب تمتاز بجمال الشكل وتنوّع الصَفَّات وغنى التطريز . ومن عصائب الرأس لبست المرأة القبعات أو الطواقي ( جمع طاقية ) ، وغالباً ما تغطيها بغطاء ، وتكتفي في معظم الحالات بغطاء من غير طاقية . وقد صُنِّفت الطواقي أصنافاً :
الصمادة أو الوقاية أو الصفّة : لما يصفّونه عليها من الدراهم الفضية أو الذهبية وربما زاد عددها على ثمانين قطعة . وقد تكون هذه الدراهم حصّة المرأة من مهرها ويحقّ لها التصرف بها . وهي منتشرة على الخصوص في قضاء رام الله . وتربط الصمادة بما يحيط بأسفل الذقن وتعلّق برباطها قطعة نقود ذهبية للزينة . وفي جنوب فلسطين يضاف إلى الصمادة البرقع ، وفي بعض الأحيان الشنّاف ، وهو قطعة نقد تعلق بالأنف . ولا تتشنَّفها في المعتاد سوى البدويّات . ويندر أن تلبس العذراء الصمادة . فإذا لبستها صفّت فيها نقوداً أقل مما يُصف لصمادة المتزوجة ، وطرحت عليها منديلاً يُدعى يزما . وتصنع الصمادة من قماشة الثوب .
الشطوة : وتخص نساء بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور فقط ، وهي قبعة اسطوانية صلبة تغطي من خارج بقماش أحمر أو أخضر . وتُصف في مقدمها أيضاً نقود ذهبية وفضية ، فيما يُزيَّن مؤخرها بنقود فضية فقط . وتربط الشطوة إلى الرأس بحزام يمرّر تحت الذقن ، ويتدلى الزناق من جانبيها . وكانت الشطوة في أوائل هذا القرن أقصر ، وكانوا يصفّون فوق الدراهم صف مرجان ، وقد زيدت الصفوف إلى خمسة في العشرينيات ، وتُطرز الشطرة تطريزاً دقيقاً ، وتوضع فوقها خرقة مربعة من الحرير الأبيض تعرف بالتربيعة .
الطفطاف والشكّة أو العرقية : تلبسها نساء أقضية الخليل والقدس ويافا ، وتصف عليها حتى الأذنين نقود في صفين فتسمى الطفطاف ، وتسمى الشكة أو العرقية إذا كانت النقود صفاً واحداً . وتصف من خلف أربع قطع من النقود أكبر حجماً من النقود التي تُصف من أمام .
الحطة والعصبة : وهما عصائب الرأس في شمال فلسطين. والمتزوجة تعتصب والعزباء قلما تعتصب . وقد تكون الحطة لفحة كبيرة كمثل ما في دبورية ، أو شالاً كمثل ما في الصفصاف . وقد أخذت النساء يعقدنها فوق القبعات ، وقد يسمونها خرقة .
الطواقي : ومنها ما يصنع من قماش الثوب ويطرز تطريزاً زخرفياً فيربط بشريط أو خيط من تحت الذقن ، ومنها الطاقية المخروطية المصنوعة من المخمل الأرجواني والمزينة بالنقود الذهبية ، وقلما تطرز إلا عند حافتها ، ومنها طاقية القماش وهي للأعياد والاحتفالات وتُصنع من قماش الثوب ويوضع فوقها غطاء شاش غير مطرز ، ومنها طاقية الشبكة ، وتلبس تحت الشاش أيضاً وهي خيوط سود تنسجها الفتاة بالسنارة ثم تزيّنها بالخرز البرّاق ، وتلبسها الفتيات .
الأغطية : ومنها الغطاء الأسود ويسمّى القُنعة ، وهو قماشة سوداء غير مطرّزة ، يلبس في قطاع غزة على زيّ نصفي ، والغطاء الأسود البدوي ، وبه تطريز وشراريب وزخارف ، والغطاء الأبيض ، وهو قماشة مستطيلة بشراريب من ذاتها ، وبه زخارف بسيطة على الأركان الأربعة ، ومجال انتشاره الساحل . ومن الأغطية أيضاً الملوّنة ، وألوانها إجمالاً الأزرق والأحمر والأخضر والأصفر والبنفسجي ، ومجال انتشارها الجبال ، وهذه الأغطية الملوّنة مربعة الشكل ذات شراريب من قماشها نفسه وزخارف ، ومعظمها من حرير ، وتستخدم حزاماً في بعض المناطق .
العباية : يغطين بها الرأس أيضاً ، ومنها العباية السوداء وهي أشبه بعباية الرجل وتنتشر لدى البدويات ، والعباية المخططة المعروفة بعباية الأطلس ، وهي في الغالب ذهبية مخططة بالأسود ، أو رمادية .
عمائم الرجال
وكان بعض رجال فلسطين يلبس الشطفة ، وهي طربوش يخاط على حافته زاف حرير ويُردّ إلى الخلف على الجانب الأيمن ، وعلى الزاف نسيج أحمر يُسمى حرشة ، وفوق منديل يُدعى السمك بالشبك . وثمة آخرون كانوا يلبسون الحطة والعقال ، وغيرهم يلبسون الطاقية أو العراقية تحت الطربوش أو الحطة . وهي خاصة بالأحداث وغالباً ما تُطرّز .
وفيما بين 1850 و1900 تقريباً ، انحسر لبس العمامة إلا عند علماء الدين وعند قليل ممن تمسّكوا بها في لبسهم ، وألغيت الشطفة وعم لبس الطربوش المغربي ، وهو طربوش قصير سميك له شرّابة ناعمة وثخينة .
وبعد سنة 1900 اختفت العمائم إلا عن رؤوس العلماء وقلة ممن واظبوا عليها وأبدل بالطربوش المغربي الطربوش الإسلامبولي البابوري ( أي الآتي بالبابور ) .
والعمامة أو العمّة أو الطبزية : ويقولون لها الكفّية في بعض القرى ، قماش يُلفّ على الرأس فوق الطاقية أو الطربوش . وأصل العمائم أشوري أو مصري ، فقد تعمّم هذان الشعبان حسبما بيّنت النقوش . وتعمم العرب قبل الإسلام أيضاً ، وقد اعتمّ الرسول صلى الله عليه وسلم بعمامة بيضاء ، وكان البياض لونه المفضل ، ولذا أحبه العلماء وتعمموا به ، وأضحت العمامة في الإسلام تقليداً قومياً ورسمياً . والعمامة الخضراء هي عمامة شيوخ الطرق الصوفية في فلسطين . وفي بيوت الميسورين كرسي خاص توضع عليه عمامة كبير العائلة . وكانت العمامة ترسل من جهاز العروس . ومن نظم الاعتمام ألا يضع الفتى العمامة إلا إذا بلغ ونبتت لحيته . وهي تُلف من اليمين إلى اليسار وقوفاً بعد البسملة . وثمة ست وستون طريقة للف العمامة على ما ذكروا . وينبغي ألا تقل اللفات على أربعين .
ويلبس الفلاحون في فلسطين عمائم مختلفة الألوان والأنواع تزيد أشكالها على أربعين . ويضع القروي في عمامته أوراقه الرسمية والمرآة والمشط والقدّاحة والصوفانية والمسلّة . ويلبس تحت العمامة قبعة من القطن الناعم تدعى العرميّة ، وهي تمتص العرق وتثبت العمامة وتحمي الرأس إذا نُزعت العمامة .
للكوفية أو الحطة : مكانة عند الوطنيين الفلسطينيين منذ أن اعتمدها زعماء ثورة 1936 بدلاً من الطربوش ، والعمامة ، وهي غطاء للرأس من قماشة مربعة ، بعضها من صوف وبعضها من قطن أوحرير . وتزخرف الحطة بالخطوط المذهبية أو بالرسوم الهندسية السود أو الحمر . وكانت الكوفية لبس النساء في قصص ألف ليلة وليلة . ولكن النساء إذا لبسنها فمن غير عقال بوجه الإجمال . ويلقيها رجال المدينة على أكتافهم فوق القنباز أو الدامر ، وإذاك تكون من حرير لونه عنابي ومزخرف باللون الذهبي في الغالب ، وقلّما يضعونها على الرأس .
ولا يكتمل هندام الكوفية إلا بالعقال ، وهو حبل من شعر المعيز مجدول يعصب فوق الكوفية حول الرأس في حلقتين إجمالاً كما لو كان كبلاً للرأس ، والعقال يميّز الرجل عن المرأة ، ولذا فهو رمز الرجولة ، ومكانته عظيمة عند الفلاحين والبدو . والموتورون الذين لم يثأروا بعد لقتيلهم يحرِّمون على أنفسهم لبس العقال وأما إذا ثأروا فيعاودون لبسه لأنهم أثبتوا رجولتهم واستحقاقهم لرمزها .
ومن أنواع قماش الحطة حرير شفاف أبيض يُسمى الأيوبال ، والأغباني وهو أبيض مخطط بخطوط ذهبية مقصية وتلبس مع عقال مذهب في الأعياد ، وحطة الصوف وهي من صوف غنم أو جمل ، وتلبس في الشتاء ، والشماغ القطنية البيضاء غالباً ، وتزينها خطوط هندسية كالأسلاك الشائكة ، ولها شراريب قصيرة .
أما العقال : فمنه الاعتيادي المرير الأسود ، ويصنع من شعر المعيز ويُجدل كالحبل ، وغالباً ما يتدلى منه خيطان على الظهر من مؤخرة الرأس تزويقاً ، ومنه عقال الوبر ، أو مرير الوبر ، ويصنع من وبر الجمال ولونه بني فاتح أو أبيض ، وهو أغلظ من الأول بوجه الإجمال ويُلف لفة واحدة على الرأس ، ولا يتدلى منه خيطان ، ومنه المقصّب ولا يلبسه إلا الشيوخ والوجهاء على حطة الأغباني ، ولونه بني فاتح أو أسود أو أبيض ، ولكنه مقصب بخيوط فضية أو ذهبية .
كان الطربوش : غالباً في المدن ، واسمه من كلمة فارسية عُرِّبت في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي ، وهو من جوخ أحمر ، وله زرّ من حرير أسود مثبت في وسط أعلاه ، وتتدلّى منه شرابة سوداء . وحل الطربوش في الدولة العثمانية محل العمامة في القرن الماضي ، ثم حرم كمال أتاتورك لبسه . ويختلف الطربوش المشرقي عن الطربوش المغربي في أن الأول أطول وهو مبطن بقماش مقوى أو قش لحفظ شكله الإسوطاني . والمسيحيون يفضلون الطربوش المغربي الأحمر القاتم . والطربوش من أجل ما يُلبس على الرأس ولكنه لا يهوّي الرأس ولا يحتمل المطر في الشتاء ، وقد فضّلوا عليه الكوفية لأنها دافئة في الشتاء ولطيفة في الصيف .
الطاقية : صنعوا منها نوعين ، واحدة صيفية يغلب عليها البياض ، وتحاك بصنارة وتُترك فيها عيون هندسية الشكل ، وهي جميلة ، وأخرى شتوية من صوف الغنم أو وبر الجمل ، وتحاك بالصنارة من غير عيون فيها . ولا تُلبس مع حطة إلا في الاحتفالات والأعياد فتوضع فوقها حطة فوقها عقال .
التطريز
لدراسة ثوب ما لا بد من معرفة جغرافية المكان ، وزمان صنع الثوب أو خياطته ، ومعرفة مدى ثقافة صانعته ، التي هي رمز وجزء من الثقافة الشعبية السائدة ، لأن المرأة الفلسطينية تمتلك ثقافة متوارثة منذ مئات السنين ، تنقلها الأم لابنتها وهكذا ، فالمرأة التي ترسم وتصور على ثوبها ، تنقل ما يتناسب مع وعيها وثقافتها وتقاليدها . وإذا استعرضنا الأزياء الموجودة في فلسطين ، نجد الزي البدوي في شمالي فلسطين وجنوبيها ، مع اختلاف واضح وجلي بينهما ، وذلك لاختلاف المكانين وبعدهما ، ولاختلاف الوضع الاجتماعي والاقتصادي وثقافة كل منهما وموروثاتهما الحاضرية .
الزي الريفي مرتبط بالزراعة ، وهو الزي السائد في فلسطين ، وتختلف تزيناته ما بين منطقة وأخرى لاختلاف البيئة ما بين سهل أو جبل أو ساحل ، ولتمايز ولو بسيط بالثقافة السائدة ، وهذه الأزياء تتميز بتكرار الأشكال الهندسية ، ويغني الثوب بالتطريز وتنوعه ، وبعض هذه التطريزات تدل على ما في الطبيعة غير المعزولة عن البيئة كالنجمة والزهرة والشجرة ، لأن الفولكلور السائد في فلسطين هو فلولكلور زراعي مرتبط بحياة الاستقرار ، وهذا ناتج عن طبيعة المجتمع الفلسطيني والطبقة التي كانت تتحكم بالإنتاج .
إن مناطق تزيين الثوب هي أسفله وجانباه وأكمامه وقبته ، وهذا نابع من اعتقاد شعبي بأن الأرواح الشريرة يمكن أن تتسلل من الفتحات الموجودة في جسم الإنسان ، لذا تضطر المرأة إلى تطريز فتحات ونهايات الثوب ، وتطريز الثياب لغة تحكي علاقة الزمان والمكان وذهنية المرأة التي خلقت تعبيراتها المتصلة بتلوينات البيئة وتضاريسها .
الزي الشعبي الفلسطيني ليس واحداً ، حتى داخل المنطقة الواحدة ، وهذا طبيعي لغني الثوب بالتطريزات ، ولحفظ المرأة ونقلها تطريزات جديدة تتلائم مع تطويرها الذهني والحضاري ، ولهذا علاقة أيضاً بالتميز الجغرافي ، ففي منطقة رام الله وحدها توجد أسماء لأثواب عدة ، وكل ثوب يختلف تطريزه عن الآخر، كثوب الخلق والملك والرهباني .
وللتطريز قواعد وأصول تتبعها المرأة :
- فثياب المسنّات من النساء لا تُطرّز مثلما تُطرّز ثياب الفتيات التي تزخر بالزخرف فيما تتسم ثياب المسنّات بالوقار ، فالقماشة سميكة ولونها قاتم ووحداتها الزخرفية تميل ألوانها إلى القتامة ، فهي ألوان الحشمة التي ينبغي أن يتصف بها المسنون . وأما الفتيات فيعوّضن بغنى زخرفة ثيابهن من الامتناع عن التبرج .
- وثياب العمل لا تُزخرف مثلما تزخرف ثياب الأعياد والمواسم . والثوب الأسود يغلب في الأحزان والحداد .
- التطريز معظمه لثياب النساء ، وأما ثياب الرجال فزخرفتها نادرة منذ الفتح الإسلامي . وقبل الفتح كان الرجال والنساء والأطفال يلبسون الملابس المطرّزة ، ولكن هذا التطريز انحسر عن ملابس الرجال فلم يبق منه سوى تطريز وشراريب منديل الدبكة ، ولا يحملونه إلا في الأعياد والاحتفالات ، ويُطعَّم بالخرز ، وحزام الرجال ، وهو ابتكار شعبي معاصر يلبسه الشبان ويطرز بخيوط ملوّنة وأنواع الخرز ، وربطة العنق التي يضعها العريس يوم زفافه ، وتطرز بزخارف هندسية .
وعوَّض الرجال من ندرة التطريز زخارف منسوجة نسجاً في قماش الدماية والصاية والكبر ، وهي زخارف خطوط متوازية طويلة ملوّنة . وكانت الحطة قبل الإسلام تُطرز فاستعاضوا عن ذلك بنسج خطوط هندسية في الحطات . ولكن بعض الشبان لا يمتنعون عن لبس ما فيه تطريز عند أسفل الشروال .
- وللتطريز أماكن على مساحة الثوب ، فثمة تطريز ضمن مربع على الصدر يُسمّى القبة ، وعلى الأكمام ويسمّى الزوائد ، وعلى الجانبين ويسمّى البنايق أو المناجل . ويطرّزون أيضاً أسفل الظهر في مساحات مختلفة . وقلّما يطرّزون الثوب من أمام ، إلا أثواب الزفاف ، فيكثرون تطريزها أو يشقون الثوب من أمام ، وتلبس العروس تحته شروالاً برتقالي اللون أو أخضر ، وثمة قرى يخيطون فيها قماشة من المخمل وراء القبة ويطرزونها .
وفي فلسطين خريطة تطريز دقيقة ، فجميع القرى تشترك في تطريز بعض القطب وتختلف في وضعها على الثوب . وفي بعض القرى يُكثرون استعمال قطب بعينها فتُتَّخذ كثرتُها دليلاً على انتساب الثوب إلى المنطقة . فالقطبتان الشائعتان في قضاء غزة هما القلادة والسروة . وفي رام الله يفضّلون قطبة النخلة واللونين الأحمر والأسود . والتطريز متقارب في بيت دجن ، ويظهر فيه تتابع الغرز التقليدي . وتمتاز الخليل بقطبة السبعات المتتالية وتكثر فيها قطبة الشيخ . ويطرّزون الثوب من خلفه ، على شريحة عريضية في أسفله ، وهذا من أثر بدوي يظهر أيضاً في بيسان شمالاً وبير السبع جنوباً . وثمة غرزة منتشرة بين الجبل والساحل تُسمى الميزان . وغرزة الصليب هي الأكثر شيوعاً في التطريز . ولكنها لا تظهر في مطرّزات بيت لحم . والقبة التلحمية ذات مكانة خاصة في تراث التطريز الفلسطيني ، فهي تختلف عن القبات في المناطق الأخرى لأن الخيطان المستعملة في تطريزها هي من حرير وقصب ، والغرز المستخدمة هي التحريري أو الرشيق ، واللف . وغرزة التحريري رسم بخيط القصب يثبت بقطب متقاربة . وهي غرزة تتيح للإتقان والدقة تطريزاً متفوقاً وجميلاً . وفي بعض الأحيان تمد خيوط قصب متوازية فيملأ الفراغ بينها بقطبة اللف . وقد آثرت كثير من نساء فلسطين هذا النوع من التطريز التلحمي فاعتمدنه وطعّمن به أثوابهن . ففي لفتا التي يدعى ثوبها الجنة والنار لأنه من حرير أخضر وأحمر ، أضيفت إلى الثوب القبّة التلحمية . واستعارت القبة التلحمية كذلك قريتا سلوان وأبو ديس اللتان تصنعان ثوباً من قماش القنباز المقلّم . وتضيف نساء أقضية القدس ويافا وغزّة وبيت دجن قماشاً من حرير إلى قماش الثوب . وثمة استثناءات في المناطق ، إذ تلبس نساء الطيرة قرب حيفا أثواباً بيضاً من غير أكمام مطرزة بقطبة التيج وبرسوم طيور خلافها ، ويلبسن تحته سروالاً وقميصاً مكشكشين . وأما في الصفصاف في شمال فلسطين فيلبسن السروال الملون الضيّق . والثوب فيها ملوّن بألوان العلم العربي مضاف إليها الأصفر . والثوب قصير من أمام طويل من خلف ، وتُعرف أثواب المجدل من تطعيمها بشرائح طويلة من الحرير البنفسجي .
وثمة مناطق جغرافية أيضاً للحزام النسائي أو الجِداد ، ففي الشمال يكون الحزام من حرير ويُعقد على أحد الجانبين ، وفي وسط فلسطين يصنعونه من حرير مقلّم ويُعقد من الأمام ، ويبطنونه أحياناً ليبقى منبسطاً على الخصر . وقد يستخدمون الصوف الملون في بعض القرى . ونساء بعض القرى ، ومنها تلحوم ، لا ينتطقن بأي حزام .
وقلما تظهر حيوانات في التطريز الفلسطيني ، فمعظم الرسوم هندسي أو نباتي ، لزوماً للتقاليد الإسلامية التي كرهت الصنم والصورة كراهيتها للوثن . وأكثر الحيوانات ظهوراً في التطريز الطير
وصُنِّفت أهم الزخارف الشعبية أو العروق فيما يلي :
العروق الهندسية : أهمها المثلث، ثم النجمعة الثمانية والدائرة والمربع والمعين . ومن الخطوط المستقيم والمتعرج والمتقاطع والمسنن وما إليها .
عروق النبات والثمر : النخل والسعف أو الجريد ، وشكلها أقرب إلى التجريد طبعاً . ويطرزون أيضاً كوز الذرة والسرو والعنب والزيتون والبرتقال وسنابل القمح .
الطيور : الحماة هي الشكل الغالب ، ثم الديك والعصافير وديك الحبش ورجل الجاجة وقلما يصادف من الحيوان غير السبع والحصان ، وكذا عين الجمل وخفه ورأس الحصان والحلزون .
وأما أهم الغرز فهي : التصليبة ، والتحريري ، واللف ، والسناسل ، والمد ، والتسنين ، والزكزاك ، والتنبيتة ، والماكينة ، وزرع الحرير . ولم تظهر الأخيرة على أزياء شعبية ، بل ظهرت في أعمال صنعت في سجون العدو ، ولا تحتاج إلى إبرز ، وطرّز بها المجاهدون الأسرى أشعاراً وطنية على القماش ، أو علم فلسطين ، أو صورة المسجد الأقصي .
وأجود القماش للتطريز الكتان والقطن ، لأن تربيع نسجهما واضح ، وعد القطب سهل ، ولذا تتساوى الوحدات الزخرفية وتستقيم ورتتعامد بدقة . ومنهم من يستخدمون الصوف إذا كان خشناً . والخيوط المستخدمة في التطريز أربعة أصناف :
الخيط الحريري : أغلى الخيوط وأثقلها . والثوب المطرّز بها يزن ثمانية كيلوغرامات ، ولا يُلبس إلا في الاحتفالات .
الخيط القطني : يطرّز به على كل أنواع الألبسة ، وهو رخيص ، ولكن بعض خيوط القطن تبهت وتحلُّ ألوان بعضها على ألوان الأخرى .
الخيط المقصب : في شمال فلسطين يطرِّزون به السترة والتقصيرة ، وفي الثوب الدجاني الأبيض يطرّز به أعلى الصدر والكمان على قماش المخمل .
خيط الماكينة : يُطرّز به على قماش الساتان فقط، بالآلة . ويُستخدم هذا الخيط أيضاً في وصل أجزاء الثوب بعضها ببعض ، ويطرِّزون فوق الوصلة بخيط حرير .
ولا تكتفي المرأة الفلسطينية بتطريز الأثواب . بل تزخرف بمهاراتها وذوقها المخدّات والطنافس والشراشف بخيطان الحرير أو الرسيم ، بإبرة يدوية بعدما تنقل الرسم على القماش . ومما يطرزنه أيضاً مناديل الأوية . وربما أُدرجت كل هذه في الجهاز الذي تبدأ الفتاة الفلسطينية صنعه قطعة قطعة في العاشرة من عمرها ، فتضعه في صندوق مزخرف لا تمسُّه أو تُظهره إلا في الاحتفالات والمواسم . وقد درجت الفتاة الفلسطينية على رش جهازها بالعطور بين الفينة والفنية .