آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان الشيخ البيتاوي في نابلس
آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان الشيخ البيتاوي في نابلس - آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان الشيخ البيتاوي في نابلس - آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان الشيخ البيتاوي في نابلس - آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان الشيخ البيتاوي في نابلس - آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان الشيخ البيتاوي في نابلس
الضفة المحتلة - السبيل
شيّع أكثر من 10 آلاف فلسطيني من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية أمس الخميس جثمان النائب العلامة حامد البيتاوي بمشاركة نواب كتلة التغيير والإصلاح وممثلين عن الفصائل الفلسطينية ومحافظ المدينة جبرين البكري ووفود من محافظات الضفة والحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني.
وبينما لف جثمان الشيخ البيتاوي براية حركة حماس هتف المشيعون للشيخ، وذلك بعد ألقى أبناء نابلس وأنصار حماس نظرة الوداع على الشيخ في مستشفى رفيديا الحكومي، ومن ثم حمل على الأكتاف إلى دورا الشهداء حيث صلي عليه صلاة الجنازة.
وهتف المشيعون بكافة الدعوات والكلمات الداعمة لموقف الشيخ البيتاوي السياسي والوطني، وأطلقوا تعهدات بمواصلة الدرب الشيخ حتى دحر الاحتلال عن ارض فلسطين وتحرير المسجد الأقصى، كما هتفوت دعما وتأييدا لحركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام، وأكدوا أنهم مواصلون الحفاظ على الثوابت الإسلامية والوطنية وعلى درب المقاومة والشهداء، مستذكرين قادة المدينة الشهداء من أبناء الحركة أمثال الشيخ جمال منصور والشيخ جمال سليم والقائد القسامي مهند الطاهر، كما شاركت مئات النسوة من المؤيدات والمناصرات للحركة من داخل مدينة نابلس ومن خارجها.
وكان المئات من أبناء نابلس ألقوا نظرة الوداع على الشيخ في مستشفى رفيديا الحكومي، ومن ثم حمل على الأكتاف إلى دورا الشهداء حيث صلي عليه صلاة الجنازة.
ونقل جثمان البيتاوي بموكبه مركبات إلى مسقط رأسه ببلدة بيتا جنوب نابلس ليوارى الثرى هناك.
وفتحت حركة حماس وعائلة الشيخ أمس الخميس بيت عزاء في بلدة بيتا ومن ثم يومي الجمعة والسبت بمدينة نابلس، بينما افتتح المجلس التشريعي في مدينة غزة بيت عزاء للشيخ البيتاوي.
وقبل نقل جثمان الشيخ إلى نابلس كانت جموع غفيرة من أبناء مدينة القدس المحتلة شاركت مساء الأربعاء بأداء صلاة الجنازة في المسجد الأقصى المبارك .
فقد قام المئات من سكان القدس وفلسطينيي الداخل بنقل جثمان الشيخ البيتاوي من مستشفى المقاصد في القدس إلى المسجد الأقصى، حيث أدوا صلاة الجنازة عليه بعد صلاة العشاء، قبل أن يُعاد مجددًا للمستشفى.
وكان البيتاوي (68 عاما) توفي مساء الأربعاء اثر مضاعفات صحية بعد أن أجرى عملية قلب مفتوح بمستشفى المقاصد، ليكون يوم الأربعاء 4/4/ 2012 ختام مسيرة نضالية طويلة بين الدعوة والاعتقال والإبعاد والعمل السياسي، حيث منعه الاحتلال من السفر لتلقي العلاج.
وبعد انقضاء صلاة الجنازة، وقف القيادي في حركة حماس الشيخ ماهر الخراز "أبو الطاهر" خطيبا، واستذكر مآثر ومواقف الشيخ البيتاوي، قائلا: سلام عليك يوم ولدت، ويوم متّ، ويوم تبعث حيا... طبت حيا وطبت ميتا".
وأضاف الخراز: "اليوم هناك حزن في الأرض على فراق الشيخ حامد، ولكن في نفس الوقت هناك فرح في السماء لاستقباله، مضيفا: "ابشر يا شيخنا فالياسين والرنتيسي ومنصور وسليم والطاهر والسركجي وكل الشهداء بانتظارك".
وفي كلمة لقوى وفصائل ومؤسسات نابلس، أشاد المتحدث بمناقب الشيخ البيتاوي، وأكد انه رحل في أوج عطائه وكان مثلا للجهاد والتضحية والعطاء، داعيا إلى العمل بوصيته بإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة اعتداءات الاحتلال.
أما في كلمة عائلة الفقيد، فقد أكد شقيقه الدكتور جبر أن الشيخ حامد كان ابن كل فلسطين وابن هذه الأمة العظيمة، وأضاف أن شقيقه الراحل كان يتمنى أن لا يموت قبل أن يرى ارض فلسطين وقد تحررت، ولكن شعبه سيواصل المسيرة حتى تحقيق هذا الهدف.
وأكد أن الشيخ حامد حمل شعبه أمانة تحقيق الوحدة الوطنية وكذلك أمانة العمل من اجل تحرير القدس وفلسطين.
ونعى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية الشيخ البيتاوي، حيث دعا هنية إلى إقامة صلاة الغائب في المسجد الأقصى وكافة مساجد فلسطين يوم غدٍ الجمعة على روحه.
والشيخ البيتاوي من مواليد أسرة بسيطة ببلدة بيتا جنوب نابلس عام 1944، ويسكن مدينة نابلس، ومتزوج من مقدسية وأب لستة أبناء وابنة واحدة.
تخرج من كلية الشريعة بالجامعة الأردنية، الفوج الأول عام 1968، وتتلمذ على يد نخبة من المشايخ والعلماء كالدكتور فضل عباس، والدكتور إسحق الفرحان، والدكتور إبراهيم زيد الكيلاني، والأستاذ يوسف العظم، وغيرهم.
منعه الاحتلال من السفر لإكمال دراسته، وحصل على درجة الماجستير، في الفقه والتشريع، من كلية الشريعة بجامعة النجاح الوطنية بنابلس عام 1991.
عمل رئيسًا لرابطة علماء فلسطين وخطيبًا للمسجد الأقصى المبارك وعضوًا بالعديد من الهيئات واللجان والجمعيات، كالهيئة الإسلامية العليا في القدس، وجمعية التضامن الخيرية، ولجنة زكاة نابلس، ولجان إنشاء المساجد، ولجنة التوعية الإسلامية، وغيرها من لجان الإصلاح، والدعم والمؤازرة للأشقاء، في أفغانستان، العراق، السودان، الشيشان، البوسنة والهرسك، وغيرها.
انتخب عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني في دورته الثانية عام 2006، عن قائمة التغيير والإصلاح التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي يعد أحد قيادييها.
وألف الشيخ البيتاوي العديد من الكتب، وتعرض الشيخ البيتاوي للاعتقال لدى الاحتلال عدة مرات قبل اتفاقية أوسلو، واعتقل لدى السلطة بعدها على خلفية معارضته للمفاوضات مع الكيان الإسرائيلي، كما اعتقله الاحتلال بعد انتخابه عضوا في المجلس التشريعي، وأبعد عام 1992 إلى مرج الزهور مع مجموعة من قيادات حركة حماس، كما يُعد أحد رموز الانتفاضة الشعبية السابقة (انتفاضة الحجارة) وانتفاضة الأقصى ومن الأسرى السابقين والمبعدين.
رحم الله العالم الجليل والقائد الكبير
والمجاهد على منبر الاقصى
والمدافع عن الحقوق
ولا سيما الانسان والارض والحجر
الشيخ العلامه حامد البيتاوي
جزاك الله عنا خير ما يجزي به الصابرين والمجاهدين والعلماء الذين اخلصوا لربهم