شعراء وادباء ابت اقلامهم ان تنكسر {متجدد} - شعراء وادباء ابت اقلامهم ان تنكسر {متجدد} - شعراء وادباء ابت اقلامهم ان تنكسر {متجدد} - شعراء وادباء ابت اقلامهم ان تنكسر {متجدد} - شعراء وادباء ابت اقلامهم ان تنكسر {متجدد}
احبائي
قالوا وخير جليس في الزمان كتاب
فانت حينما تمل من متاعب الحياة تبحث عن من يواسيك فتلجأ الى القراءة او الكتابة
ان كنت تملك ملكة فطرية تستطيع فيها ان تعبر عن ما يختلج ذلك الجسد من مشاعر تتلاطم فيها الاحزان والافراح ..فترى قلمك يعبر عن ما بداخلك وكأنك تخرج الكلمات من سجن عميق فترسم بها لوحة خرجت بابهى صورة بعد التنقيب والتغيير مرة بالحذف ومرة بتغيير بعض الكلمات حتى تخرج بأبهى صورة ففن التعبير والكتابة هو من من ارقى الفنون
فهناك شعراء علت اصوات كتاباتهم على صوت السيوف فاستمع لهم العظماء والملوك والرؤوساء
وشحنت كلماتهم المحاربين بالجيوش والثوار في الميادين وغنى لهم كبار المغنيين وتلاعب باحرفهم حتى اخرجت نغما لكبار الملحنين
شعراء وادباء ابت اقلامهم ان تنكسر حتى بعد وفاتهم
وسنتناول في كل يوم احد هؤولاء الادباء او الشعراء الذين اسمعت كلماتهم الملايين فقراء واغنياء ضعفاء واقوياء من عامة الشعب او من الرؤوساء
منهم من فارق الحياة ولكن بقي ما كتب نابضا حتى بعد وفاته ومنهم من هو موجود مازال قلمه منيرا كاشعة الشمس..
فاكتب عن اي شاعر او كاتب او اديب تحب او اي قصيدة قرأتها ولن تنساها
محمود درويش شاعر فلسطين وصاحب قصيدة احن الى خبز امي
من اكثر الشعراء الذين احب ان اقرأ لهم فهو شاعر الحنين والثورة كم كنت اشعر بالراحة وانا اسافر بكلماته فاعشق فيها الوطن
فكيف لا يجتاحني التفكير وانا بين كلماته وهو يقول
"فكر بغيرك"
محمود درويش :
هو محمود سيدأحمد درويش شاعر فلسطيني وعضو المجلس الوطني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، يُسمونه شاعر فلسطين له دواوين شعرية مليئة بالمضامين الحداثية ولد عام 1941 في قرية البروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا.حيث كانت أسرته تملك أرضا هناك. خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في العام 1947 إلى لبنان ،ثم عادت متسللة عام 1949 بعيد توقيع اتفاقيات الهدنة، لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها موشاف (قرية زراعية إسرائيلية)"أحيهود". وكيبوتس يسعورفعاش مع عائلته في قرية الجديدة.
بعد إنهائه تعليمه الثانوي في مدرسة يني الثانوية في كفرياسيف انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في صحافة الحزب مثل الاتحاد والجديد التي أصبح في ما بعد مشرفا على تحريرها، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر التي كان يصدرها مبام.
اعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية مرارا بدأ من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وذلك حتى عام 1972 حيث توجه إلى للاتحاد السوفييتي للدراسة، وانتقل بعدها لاجئا إلى القاهرة في ذات العام حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علماً إنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاقية أوسلو. كما أسس مجلة الكرمل الثقافية.
شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر مجلة الكرمل. كانت اقامته في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه. وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيستالإسرائيليالعربواليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء وقد سمح له بذلك.
ساهم في إطلاقه واكتشافه الشاعر والفيلسوف اللبناني روبير غانم، عندما بدأ هذا الأخير ينشر قصائد لمحمود درويش على صفحات الملحق الثقافي لجريدة الأنوار والتي كان يترأس تحريرها ومحمود درويش كان يرتبط بعلاقات صداقة بالعديدمن الشعراء منهم محمد الفيتوري من السودانونزار قباني من سورياوفالح الحجية من العراقورعد بندر من العراق وغيرهم من أفذاذ الادب في الشرق الأوسط
بدأ بكتابة الشعر في جيل مبكر وقد لاقى تشجيعا من بعض معلميه. عام 1958، في يوم الاستقلال العاشر لإسرائيل ألقى قصيدة بعنوان "أخي العبري" في احتفال أقامته مدرسته. كانت القصيدة مقارنة بين ظروف حياة الأطفال العرب مقابل اليهود، استدعي على إثرها إلى مكتب الحاكم العسكري الذي قام بتوبيخه وهدده بفصل أبيه من العمل في المحجر إذا استمر بتأليف أشعار شبيهة استمر درويش بكتابة الشعر ونشر ديوانه الأول، عصافير بلا أجنحة، في جيل 19 عاما. يعد شاعر المقاومة الفلسطينية، وان شعره مر بعدة مراحل
وفاته
توفي في الولايات المتحدة الأمريكية يوم السبت 9 أغسطس2008 بعد إجراءه لعملية القلب المفتوح في مركز تكساس الطبي في هيوستن، تكساس، التي دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء في مستشفى "ميموريـال هيرمان" (بالإنجليزية: Memorial Hermann Hospital) نزع أجهزة الإنعاش بناء على توصيته.
و أعلن رئيس السلطة الفلسطينيةمحمود عباس الحداد 3 أيام في كافة الأراضي الفلسطينية حزنا على وفاة الشاعر الفلسطيني، واصفا درويش "عاشق فلسطين" و"رائد المشروع الثقافي الحديث، والقائد الوطني اللامع والمعطاء" وقد وري جثمانه الثرى في 13 أغسطس في مدينة رام الله حيث خصصت له هناك قطعة أرض في قصر رام الله الثقافي. وتم الإعلان أن القصر تمت تسميته "قصر محمود درويش للثقافة".
وقد شارك في جنازته آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني وقد حضر أيضا أهله من أراضي 48 وشخصيات أخرى على رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. تم نقل جثمان الشاعر محمود درويش إلى رام الله بعد وصوله إلى العاصمة الأردنية عمان، حيث كان هناك العديد من الشخصيات من الوطن العربي لتوديعه.
فكر بغيرك
وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ
لا تَنْسَ قوتَ الحمام
وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ
لا تنس مَنْ يطلبون السلام
وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ
مَنْ يرضَعُون الغمامٍ
وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ
لا تنس شعب الخيامْ
وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ
ثمّةَ مَنْ لم يحد حيّزاً للمنام
وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ
مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام
وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك
قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام
ملاحظة مهمة:
نتمنى ان يكون هناك لمسات من ابداعك الشخصي
بالمواضيع التي تضعها هنا عن اي شاعر سواء بالملاحظات او انتقاء الصور والتنسيق حتى يكون لابداعك دور بالموضوع
من أشهر أقواله : كنت أسير وحيداً ..أحملُ أفكاري ومنطقي ومسمعي فقال زعيمهم خذوه ..فقلت :ما تُهمَتي ؟! ..قال تجمُّعٌ مشبوه !!
هو الشاعر الفلسطيني أحمد مطر .. *ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات،في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) بدأ يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، كانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت
مشحونة بقوة عالية،الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة. وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فكان يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة. ثم صدر قرار نفيهما معاً ، وترافقا إلى لندن ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن!!.
ومن إحدى قصائد الشاعر أحمد مطر :
الخــرافة
اغسِلْ يَديكَ بماءِ نارْ .
وَاحلِفْ على ألاّ تَعودَ لمِثْلِها
واغنَمْ نصَيبك في التّقـدُّمِ ..
بالفِـرارْ !
دَعْها وَراءَك في قَرارة مَوتِها
ثُمَّ انصرِفْ عَنها
وَقُلْ: بِئسَ القَـرارْ .
عِشْ ما تبقّى مِن حَياتِكَ
لِلحَياةِ
وَكُفَّ عن هَدْرِ الدِّماءِ على قِفارْ
لا يُرتجى مِنها النَّماءُ
وَلا تُبشِّرُ بالثِّمارْ .
جَرَّبْتَها
وَعَرَفت أنَّكَ خاسِرٌ في بَعْثِها
مَهْما بلَغتَ مِنَ انتصارْ .
حُبُّ الحياةِ إهانَةٌ في حَقِّها ..
هِيَ أُمَّةٌ
طُبِعَتْ على عِشْقِ الدَّمارْ !
هِيَ أُمَّةٌ
مَهْما اشتعلتَ لكي تُنير لَها الدُّجى
قَتَلتْكَ في بَدْءِ النَّهارْ !
هِيَ أُمّةٌ تَغتالُ شَدْوَ العَندليب ِ
إذا طَغى يَومًا على نَهْقِ الحِمارْ !
هِيَ أُمّةٌُ بِدمائِها
تَقتصُّ مِن غَزْو المَغُـولِ
لِتَفتدي حُكْمَ التَّتارْ !
هِيَ أُمَّةٌ
لَيسَتْ سِوى نَرْدٍ يُدار ُ
على مَوائِدَ لِلقِمارِ
وَمالَها عِنْدَ المَفازِ أو الخَسارْ
إلاّ التّلذُّذُ بالدُّوارْ !
هِيَ باختصارِ الاختصارْ :
غَدُها انتظارُ الاندثارِ
وأَمسُها مَوتٌ
وَحاضِرُها احتِضارْ ! ** *
هِيَ ذي التّجاربُ أنبأتَكَ
بإنَّ ما قَد خِلْتَهُ طُولَ المَدى
إكْليلَ غارْ
هُوَ ليسَ إلاّ طَوْقَ عارْ .
هِيَ نُقِطةٌ سَقَطَتْ
فأسْقَطَتِ القِناعَ المُستعارْ
وَقَضَت بتطهير اليدينِ مِنَ الخُرافة جَيّدا ً
فَدَعِ الخُرافَةَ في قرارةِ قَبرِها
واغسِلْ يَديكَ بماءِ نارْ
وللشاعر الفلسطيني الكثير من القصائد المثيرة للجدل ... وقد تسبب كلماته وقصائده الكثير من الأرق مما أدى ألى رحيله عن وطنه ..ومن ثمّ نفيه عن وطنه العربي بالكامل
وهذه لوحة شعرية أخرى بإبداع آخر عن واقعنا الحي
من قصيدة أنا ارهابي
زلزَلـةُ الأرضِ لهـا أسبابُها
إنْ تُدرِكوهـا تُدرِكـوا أسبابي!
لـنْ أحمِـلَ الأقـلامَ
بلْ مخالِبـي !
لَنْ أشحَـذَ الأفكـارَ
بـلْ أنيابـي !
وَلـنْ أعـودَ طيّباً
حـتّى أرى
شـريعـةَ الغابِ بِكُلِّ أهلِها
.عائـدةً للغابِ
الإنسان الضعيف تسكره النجومية وتفقده القدرة على الاتزان تتفاوت أدوات التعبير بتفاوت الزمن والتجربة هناك نقاد ساعدوني على معرفة ذاتي، أعني النقاد الذين لم يقتصر نقدهم على المعنى آمنت دائماً أن الدراما هي عنصر جوهري وأساسي في العمل الشعري في طفولتي عايشت مناخات وأجواء متعددة ومدهشة لا يتحول الشاعر إلى رمز إلا من خلال قصيدته الحضور الأساسي للقصيدة وليس للشاعر أحبُّ المغامرة الفنية وأمارسها بكامل حريتي وكان الشعر عنقود فرح.. كان صرخة غضب.. وكان كما قال روزنتال: «إن الحياة التي تخلو من الشعر لهي حياة غير جديرة أن تعاش»
الشاعر سميح القاسم
يعد سميح القاسم واحداً من أبرز شعراء فلسطين، وقد ولد لعائلة درزية فلسطينية في مدينة الزرقاء الأردنية عام 1929، وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة. وعلّم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ويتفرّغ لعمله الأدبي.
سجن القاسم أكثر من مرة كما وضع رهن الإقامة الجبرية بسبب أشعاره ومواقفه السياسية.
شاعر مكثر يتناول في شعره الكفاح والمعاناة الفلسطينيين، وما أن بلغ الثلاثين حتى كان قد نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي.
كتب سميح القاسم أيضاً عدداً من الروايات، ومن بين اهتماماته الحالية إنشاء مسرح فلسطيني يحمل رسالة فنية وثقافية عالية كما يحمل في الوقت نفسه رسالة سياسية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية.
مؤلفاته :
1- أعماله الشعرية:
مواكب الشمس - أغاني الدروب - دمي على كتفي -دخان البراكين - سقوط الأقنعة - ويكون أن يأتي طائر الرعد - رحلة السراديب الموحشة - قرآن الموت والياسمين - الموت الكبير - وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم - ديوان الحماسة - أحبك كما يشتهي الموت - الجانب المعتم من التفاحة، الجانب المضيء من القلب - جهات الروح - قرابين - برسونا نون غراتا : شخص غير مرغوب فيه - لا أستأذن أحداً - سبحة للسجلات - أخذة الأميرة يبوس - الكتب السبعة - أرض مراوغة - حرير كاسد - لا بأس سأخرج من صورتي ذات يوم .
السربيات:
إرَم - إسكندرون في رحلة الخارج ورحلة الداخل - مراثي سميح القاسم - إلهي إلهي لماذا قتلتني؟ - ثالث أكسيد الكربون - الصحراء - خذلتني الصحارى - كلمة الفقيد في مهرجان تأبينه .
أعماله المسرحية:
قرقاش - المغتصبة ومسرحيّات أخرى
الحكايات:
إلى الجحيم أيها الليلك - الصورة الأخيرة في الألبوم
أعماله الأخرى:
عن الموقف والفن / نثر - من فمك أدينك / نثر - كولاج / تعبيرات - رماد الوردة، دخان الأغنية / نثر - حسرة الزلزال / نثر .
الأبحاث:
مطالع من أنطولوجيا الشعر الفلسطيني في ألف عام / بحث وتوثيق .
الرسائل:
الرسائل/ بالاشتراك مع محمود درويش .
.. تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل أرض تحتكم جهنم
تقدموا..
يموت منا الشيخ والطفل
ولا يستسلم
وتسقط الأم على أبنائها القتلى
ولا تستسلم..
تقدموا..
بناقلات جندكم..
وراجمات حقدكم
وهددوا..
وشردوا..
ويتموا..
وهدموا..
لن تكسروا أعماقنا
لن تهزموا أشواقنا
نحن قضاء مبرم..
اسطوره رائعه خسرناها فهو من اكثر الشعراء المفضلين لدي وكنت في غاية الحزن عند وفاته رحمه الله وغفر له ذنبه انه الرائع
انه المتميز الاسطوره محمد مهدي الجواهري
ولد الشاعر محمد مهدي الجواهري في النجف في السادس والعشرين من تموز عام 1899م ، والنجف مركز ديني وأدبي ، وللشعر فيها أسواق تتمثل في مجالسها ومحافلها ، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف ، أراد لابنه الذي بدت عليه ميزات الذكاء والمقدرة على الحفظ أن يكون عالماً، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة.- تحدّر من أسرة نجفية محافظة عريقة في العلم والأدب والشعر تُعرف بآل الجواهر ، نسبة إلى أحد أجداد الأسرة والذي يدعى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر ، والذي ألّف كتاباً في الفقه واسم الكتاب "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " . وكان لهذه الأسرة ، كما لباقي الأسر الكبيرة في النجف مجلس عامر بالأدب والأدباء يرتاده كبار الشخصيات الأدبية والعلمية . - قرأ القرآن الكريم وهو في هذه السن المبكرة وتم له ذلك بين أقرباء والده وأصدقائه، ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة، فأخذ عن شيوخه النحو والصرف والبلاغة والفقه وما إلى ذلك مما هو معروف في منهج الدراسة آنذاك . وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان المتنبي ليبدأ الفتى بالحفظ طوال نهاره منتظراً ساعة الامتحان بفارغ الصبر ، وبعد أن ينجح في الامتحان يسمح له بالخروج فيحس انه خُلق من جديد ، وفي المساء يصاحب والده إلى مجالس الكبار . - أظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ، ونظم الشعر في سن مبكرة ، تأثراً ببيئته ، واستجابة لموهبة كامنة فيه . - كان قوي الذاكرة ، سريع الحفظ ، ويروى أنه في إحدى المرات وضعت أمامه ليرة ذهبية وطلب منه أن يبرهن عن مقدرته في الحفظ وتكون الليرة له. فغاب الفتى ثماني ساعات وحفظ قصيدة من (450) بيتاً واسمعها للحاضرين وقبض الليرة . - كان أبوه يريده عالماً لا شاعراً ، لكن ميله للشعر غلب عليه . وفي سنة 1917، توفي والده وبعد أن انقضت أيام الحزن عاد الشاب إلى دروسه وأضاف إليها درس البيان والمنطق والفلسفة.. وقرأ كل شعر جديد سواء أكان عربياً أم مترجماً عن الغرب . - وكان في أول حياته يرتدي العمامة لباس رجال الدين لأنه نشأ نشأةً دينيه محافظة ، واشترك بسب ذلك في ثورة العشرين عام 1920م ضد السلطات البريطانية وهو لابس العمامة ، ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة ، ثم ترك العمامة كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد ، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة ( الفرات ) وجريدة ( الانقلاب ) ثم جريدة ( الرأي العام ) وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين . - لم يبق من شعره الأول شيء يُذكر ، وأول قصيدة له كانت قد نشرت في شهر كانون الثاني عام 1921 ، وأخذ يوالي النشر بعدها في مختلف الجرائد والمجلات العراقية والعربية . - نشر أول مجموعة له باسم " حلبة الأدب " عارض فيها عدداً من الشعراء القدامى والمعاصرين . - سافر إلى إيران مرتين : المرة الأولى في عام 1924 ، والثانية في عام 1926 ، وكان قد أُخِذ بطبيعتها ، فنظم في ذلك عدة مقطوعات . - ترك النجف عام 1927 ليُعَيَّن مدرّساً في المدارس الثانوية ، ولكنه فوجيء بتعيينه معلماً على الملاك الابتدائي في الكاظمية . - أصدر في عام 1928 ديواناً أسماه " بين الشعور والعاطفة " نشر فيه ما استجد من شعره . - استقال من البلاط سنة 1930 ، ليصدر جريدته (الفرات) ، وقد صدر منها عشرون عدداً ، ثم ألغت الحكومة امتيازها فآلمه ذلك كثيراً ، وحاول أن يعيد إصدارها ولكن بدون جدوى ، فبقي بدون عمل إلى أن عُيِّنَ معلماً في أواخر سنة 1931 في مدرسة المأمونية ، ثم نقل لإلى ديوان الوزارة رئيساً لديوان التحرير . - في عام 1935 أصدر ديوانه الثاني بإسم " ديوان الجواهري " . - في أواخر عام 1936 أصدر جريدة (الانقلاب) إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي .وإذ أحس بانحراف الانقلاب عن أهدافه التي أعلن عنها بدأ يعارض سياسة الحكم فيما ينشر في هذه الجريدة ، فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً . - بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى (الرأي العام) ، ولم يتح لها مواصلة الصدور ، فعطلت أكثر من مرة بسبب ما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبة . - لما قامت حركة مارس 1941 أيّدها وبعد فشلها غادر العراق مع من غادر إلى إيران ، ثم عاد إلى العراق في العام نفسه ليستأنف إصدار جريدته (الرأي العام) . - في عام 1944 شارك في مهرجان أبي العلاء المعري في دمشق . - أصدر في عامي 1949 و 1950 الجزء الأول والثاني من ديوانه في طبعة جديدة ضم فيها قصائده التي نظمها في الأربعينيات والتي برز فيها شاعراً كبيراً . - شارك في عام 1950 في المؤتمر الثقافي للجامعة العربية الذي عُقد في الاسكندرية . - انتخب رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين ونقيباً للصحفيين . - واجه مضايقات مختلفة فغادر العراق عام 1961 إلى لبنان ومن هناك استقر في براغ ضيفاً على اتحاد الأدباء التشيكوسلوفاكيين . - أقام في براغ سبع سنوات ، وصدر له فيها في عام 1965 ديوان جديد سمّاه " بريد الغربة " . - عاد إلى العراق في عام 1968 وخصصت له حكومة الثورة راتباً تقاعدياً قدره 150 ديناراً في الشهر . - في عام 1969 صدر له في بغداد ديوان "بريد العودة" . - في عام 1971 أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " أيها الأرق" .وفي العام نفسه رأس الوفد العراقي الذي مثّل العراق في مؤتمر الأدباء العرب الثامن المنعقد في دمشق . وفي العام نفسه أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " خلجات " . - في عام 1973 رأس الوفد العراقي إلى مؤتمر الأدباء التاسع الذي عقد في تونس . - بلدان عديدة فتحت أبوابها للجواهري مثل مصر، المغرب، والأردن ، وهذا دليل على مدى الاحترام الذي حظي به ولكنه اختار دمشق واستقر فيها واطمأن إليها واستراح ونزل في ضيافة الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي بسط رعايته لكل الشعراء والأدباء والكتّاب. - كرمه الرئيس الراحل «حافظ الأسد» بمنحه أعلى وسام في البلاد ، وقصيدة الشاعر الجواهري (دمشق جبهة المجد» ذروة من الذرا الشعرية العالية . - يتصف أسلوب الجواهري بالصدق في التعبير والقوة في البيان والحرارة في الإحساس الملتحم بالصور الهادرة كالتيار في النفس ، ولكنه يبدو من خلال أفكاره متشائماً حزيناً من الحياة تغلف شعره مسحة من الكآبة والإحساس القاتم الحزين مع نفسية معقدة تنظر إلى كل أمر نظر الفيلسوف الناقد الذي لايرضيه شيء. - وتوفي الجواهري في السابع والعشرين من تموز 1997 ، ورحل بعد أن تمرد وتحدى ودخل معارك كبرى وخاض غمرتها واكتوى بنيرانها فكان بحق شاهد العصر الذي لم يجامل ولم يحاب أحداً . - وقد ولد الجواهري وتوفي في نفس الشهر، وكان الفارق يوماً واحداً مابين عيد ميلاده ووفاته. فقد ولد في السادس والعشرين من تموز عام 1899 وتوفي في السابع والعشرين من تموز 1997
كل الحب و التقدير للاخ و الصديق العزيز مالك على جهوده المميزه و ابداعاته المتواصله على صفحات منتدانا الغالي و كل التحيه لك اخي مالك على هذا الطرح المميز و الفكره الرائعه
عندما كنت في الصف السادس او السابع قدم لي احد الاصدقاء موسوعه من الكتب لاقرءاها و هذه الموسوعه كانت تضم قصة حياة بعض مناضلي الامه و قد علق في ذهني منهم بالذات قصة نضال البطله الجزائريه جميله بوحيرد و الشاعر الفلسطيني المجاهد عبد الرحيم محمود الذي لقب بالشاعر الفلسطيني الشهيد..
ساتحدث عن هذا الشاعر الفلسطيني البطل و هو احد شعراء و ابطال الثوره الفلسطينه الكبرى ثورة عام 1936 فهو من الذين انخرطوا في هذه الثوره مجاهدا بالبندقية و القلم..
و عاد ليقاتل في الثوره الفلسطينيه ضد التقسيم عام 1947 الا ان استشهد في معركة الشجره بالقرب من مدينة الناصره عام 1948 رحمه الله و تقبله شهيدا فيمن عنده..
ولد شاعرنا البطل ابو الطيب عبد الرحيم محمود في قرية عنبتا التابعه لقضاء طولكرم عام 1913 ..وكان والده عالما جليلا هو الشيخ محمود الذي كان مثالا للصمود و التحدي و مقاومة الظلم و الظالمين..ربى هذا الشيخ الجليل ولده على حب الجهاد و بث فيه روح الثوره.. درس شاعرنا المجاهد في مدرسة عنبتا الابتدائيه و مدرسة طولكرم الابتدائيه ثم في مدرسة النجاح الوطنيه في نابلس (جامعة النجاح الان) و هناك تولى تهيئته و اعداده اساتذة كبار منهم ابراهيم طوقان الذي نمى فيه و في زملائه روح الجهاد الابيه لقتال الصهاينة و البريطانين..
تخرج عبد الرحيم محمود من مدرسة النجاح و عمل فيها مدرسا للأدب العربي يربي رجالا و يعد ابطالا..
عندما اشتعلت الثورة الكبرى في فلسطين سنة 1936 استقال من وظيفته وانضم إلى صفوف المقاتلين في جبل النار.
طاردته حكومة الانتداب البريطاني بعد توقف الثورة، فهاجر إلى العراق حيث أمضى ثلاث سنوات دخل فيها الكليه الحربيه في بغدا ثم عاد إلى فلسطين سنة 1942 .
اشتعلت الثورة الفلسطينية مرة أخرى سنة 1947 ضد التقسيم. انضم عبد الرحيم محمود إلى صفوف المجاهدين للدفاع عن أرض الوطن. استشهد في معركة الشجره بالقرب من مدينة الناصرة في 13تموز سنة 1948.
يتمتع بنظره رؤيوية لمستقبل فلسطين الأليم الذي تحقق بعد استشهاده. جمع شعره وصدرت مجموعته الشعرية الكاملة أكثر من مرة.
" شاعر الأقصى يوسف العظم " - " شاعر الأقصى يوسف العظم " - " شاعر الأقصى يوسف العظم " - " شاعر الأقصى يوسف العظم " - " شاعر الأقصى يوسف العظم "
عندما كنت في الثانية عشر من عمري وقع في يدي كتيب جميل أنيق كان بعنوان " رباعيات من فلسطين " لأبن معان والاردن وفلسطين والعروبة والاسلام الاستاذ المربي يوسف العظم أبي جهاد رحمه الله رحمة واسعة
وعندما كنت أقرأ هذه الرباعيات كنت أحس أن كل حرف فيها وكأنه ينبض من قلبي وأن هذه الابيات الملهمة تعبر عن احساسي الفطري الداخلي ومن يومها دخل حب هذا الانسان العظيم في قلبي وازداد اعجابي به يوما بعد يوم وكثيرا ما سمعته في مهرجانات الحركة الاسلامية بمناسبة نصرة الانتفاضة او نصرة العراق وهو يصدع بالحق باسلوب كاشف أخاذ ياخذ بالاسماع والالباب
فلا عجب اذن أن يودع شاعر الأقصى الدنيا في شهر رجب شهر القدس والاقصى والاسراء العظيم
ومع 70 بيتا في حب القدس وقصيدته الماتعة " يا قدس "
يا قدس
يا قــدس يا محــــــراب يا منبر...........
.......يا نور يا إيمان يا عنبر
أقدام من داست رحاب الهدى................ووجه من في ساحها أغبر؟
وكف مــن تـــزرع أرضــي وقــد...............حنا عليها ساعدي الأسمر؟
من لــوث الـصخـــرة تلك التي................كانت بمسرى أحمد تفخر؟
وأمطـــر القــــــــدس بأحقــاده................فاحترق اليابـس والأخـضـر
ودنـــس المــهــد على طــهره .............. إلا عــــدو جــــاحـــد أكفـر!
يا ســورة الأنفــال مـن لي بها...............قـدسـية الآيـــات تســـتنفر
جنداً يذوق الموت عذب المنى...............كالصبح عن إيمانه يسفر
ومــن يبـــع للــــــــه أزكى دم................يمــت شهيد الحق أو ينصر
والبغي مهما طــــال عـدوانـه .................فـاللـه مـن عـدوانـه أكبر
***
يا قــدس يا محــراب يا مسجد................يا درة الأكوان يا فــــرقــــد
سفوحك الخضر ربــــوع المنى...............وتربـك الياقوت والعسجد
كـــم رتلت في أفـــقــها آية...!...............وكم دعانا للهدى مرشد.!
أقدام عيسى باركت أرضها....................وفي سماها قد سرى أحمد
أبعد وجه مشرق بالتقى......................يطل وجه كالح أربد
وبعد ليث في عرين الشرى..................يحل كلب راح يستأسد
وبعد شعب دينه رحمة.........................يحل من وجدانه يحقد؟
يا أفرع الزيتون في قدسنا.....................كم طاب في أفيائها الموعد
إن مــزق الغاصــب أرحامنا....................وقومنا في الأرض قد شردوا
فما لنـا غيـر هتاف العلى:......................إنا لغيــر الله لا نســـــجــد !
***
القدس في أفق العلى كوكب.................تشـــع بالنــــــور فلا تعجبوا
أيــامــها بالحـــــــق وضـــــــاءة................كانت بأطـــراف القنــــا تكتب
إن أطــرب القيثــار أسماعـنـــا................فاللحن في أفق الهدى أعذب
أو حلت الأمجــــاد سـاح العلى.............. فالمسجد الأقصى لها أرحب
والمجد مذ أشرق في قدسنا................ما بالــــُه في قدسنا يغرب؟
يا روضـــــة كانت لنـــــا مـرتعـاً................وكوثـــراً من فيضـــه نشرب
وجنــــة فيهــــا ربيـــــع المنى ...............في ظــــلها أكبـــــادنا تلعب
مذ حــل في أفيائــها غـــاصب................ما عـــاد فيهـــا بلبـــل يطرب
من لي بسيف لا يهاب الردى.................في كف من يزهو به الموكب
أو راية في جحفـــل ظـــافــــر....................يقوده الفاروق أو مصعب
***
الوحي والتنزيل والأحــــرف.......................والآي والإنجيل والمصحف
وسورة الإسراء ما رتلت...........................إلا وأسماع الدنا ترهف
تُبارِك القدس وما حولها...........................وصخرة القدس بنا تهتف !
في كل صدر من دمي دفقة......................وكل عين دمعةٌ تُذرَف
إن ضمَّد الآسي جراح الورى......................فالجرح مني راعف ينزف
***
يا درة في جيد تاريخنا.............................رباك من كل الربى ألطف
كم قد مشت أكبادنا فوقها.......................ومن كل روض زهرة تقطف
وكم سقينا تربها أنفساً...........................أنقى من الياقوت بل أشرف
يا قدس مهما باعدوا بيننا.........................ففي غد جيش الهدى يزحف
كتائب الإيمان قــــد بايعت.........................لا فاسق فيها ولا مترف
***
يا قدس يا أنشودة في فمي...................ويا مناراً في ذرى الأنجم
في كل أفق منك تسبيحة......................وكل شبر دفقة من دم
وكل روض نفحة من شذى.....................وماؤك الرقراق من زمزم
وكل صدر زفرة حرة...............................وكل خدر عفة المبسم
تحنو بقلب خافق بالمنى .....................على بريء رف كالبرعم
قد أغمض الأجفان في هدأة..................وثغره في الثدي لم يفطم
من مزق الطفل بلا رحمة.....................فمات بين الصدر والمعصم
شظية عمياء من حاقد........................ورمية من ساعد المجرم
قد أُطلقت هوجاء في غفلة..................وحُلكة من ليلنا المظلم
ما كان للهامات أن تنحني...................لو كان فينا عزة المسلم
***
القدس واللطرون والمنتدى.................وبلبل في روضة غردا
وغابة الزيتون يا حسنها......................تضوعت زهراً وطابت ندى
في ظلها يحنو على نايه...................فتى كريم الكف عذب الصدى
من حطم الناي على ثغره..................وشرد السامع والمنشدا
والمسجد الأقصى ومحرابه.................يحنو علينا ركعاً سجداً
قبابه كانت تناجي العلى..................وأرضه كانت منار الهدى
تحدث الأكوان عن زحفنا...................وقد بسطنا للمعالي يداً
وهامة الفاروق مرفوعة....................أكرم بها في قدسنا مشهدا
يعلي لواء العدل تكبيره....................ويصنع الأمجاد والسؤددا
ياقدس إن طالت بنا فرقة................فسيفنا يا قدس لن يغمدا
القدس يا (نخاس) سيف الطعان......وفارس الحلبة في المعمعان
وومضة الإيمان في خافقي.............وهدأة النفس وروح الأمان
إن كانت الأوطان تحنو على.............أبنائها فالقدس نبع الحنان
يفيض بالحب ليروي الظما...............وينبت النرجس والأقحوان
القدس يا مارق أنشودة.................تهتف باسم الله طول الزمان
القدس أم طهرها غامر..................وحضنها بعض رياض الجنان
ليست بغياً ترتضي بالخنا..............ولا جباناً ينحني للهوان
يا قدس يا صرح العلى شامخ..........شلت يمين الماكر الثعلبان
قولي لخيل الله مسروجة..............على (ضفاف النيل) آن الأوان
قد آن للظلمة أن تنجلي................ويسقط الباغي ويعلو الأذان.
للشاعر يوسف العظم، شاعر الأقصى
الشاعر يوسف العظم استحق لقب (شاعر الأقصى) بجدارة، وهو الذي قضى عمره يكتب للأقصى ويربي الأطفال على حب الأقصى، يكفي أنه أسس "روضات براعم الأقصى" التي طوّرها إلى "مدارس الأقصى" في الأردن.
يوسف العظم، شاعر ومفكر أردني ولد بمدينة معان جنوبي البلاد سنة1931م درس في الازهر الشريف، اعتلى عضوية مجلس النواب في خمسينات القرن العشرين إذ كان في العشرين من عمره، ثم عاد له عام 1989 م به حتى اعتزل العمل السياسي بعد مرض ألم به وكان قد عين لفترة 6 شهور وزيرا للتنمية الاجتماعية خلال حرب الخليج الثانية، من مؤلفاته كتاب "المنهزمون...دراسة في الفكر المتخلف والحضارة المنهارة". له دواوين شعرية عرف على إثرها باسم شاعر الأقصى اهمها:في رحاب الأقصى، والسلام الهزيل، ولبيك ابتهالات شعرية، وعرائس الضياء، وعلى خطى حسان، والفتية الأبابيل.،من مؤلفاته في التربية:براعم الإسلام في العقيدة، براعم الإسلام في الحياة، أدعية وآداب للجيل المسلم، وأناشيد وأغاريد للجيل المسلم، مشاهد وآيات للجيل المسلم، العلم والإيمان للجيل المسلم. وتوفي رحمه الله تعالى يوم 15 رجب 1428 ه الموافق للأحد 29 يولية 2007 م.
رحم الله شاعر الأقصى وأسكنه فسيح جناته
أخوفاً وعندي تهونُ الحياة .. وذُلاّ وإنّي لربّ الإبا
بقلبي سأرمي وجوه العداة .. فقلبي حديدٌ وناري لظى
وأحمي حياضي بحدّ الحسام .. فيعلم قومي أنّي الفتى
و من اقواله الشعريه ايضا :
شــعـبٌ تمـرّس بالصـعـابِ
فلـم تـنـــل منــه الصـعـابُ
متـمــردٌ لـم يـَرض يــوماً
أن يـقــــر عــلــى عـــذاب
عـــرف الطــريـق لحـقــه
ومشى لـه الجــدد الصواب
الحـــق ليـــس بـراجـــــع
لـذويــــه إلا بالحــــــراب
والحـمـلة الشعـواء تجـدي
لا التـلـطـــف والعــتــــاب
على الاطاله و سأختم بهذه القصيده الجميله التي اذكرها الى جانب قصيدة الشهيد و ارددها
كثيرا منذ دراستي الابتدائيه بعنوان البطل الشهيد و قد قالها في رثاء احد ابرز وجوه وقادة
الثوره الفلسطينه الكبرى قائده الشهيد عبد الرحيم الحاج محمد (ابو كمال) :
أإذا أنشدت يوفيك نشيدي ... حقك الواجب يا خير شهيد
أي لفظ يسع المعنى الذي ... منك استوحيه يا وحي قصيدي
لا يحيط الشعر فيما فيك من ... خلق زاك ومن عزم شديد
كملت فيك المروءات فلم ... يبق منها زائد للمستزيد
~*~*~*~*~*~
أيها القائد لم خلفتنا ... ولمن وليت تصريف الجنود
أقفر الميدان من فرسانه ... وخلا من أهله غاب الأسود
خمدت نار قد أضرمتها ... لعدى كانوا لها بعض الوقود
والحمى قد ريع يا ذخر الحمى ... وغدا بعدك منقوص الحدود
~*~*~*~*~*~
لم أكن قبلك ادري ما الذي ... يرخص الدمع ويودي بالكبود
إن يوما قد رزئناك به ... جاعل أيامنا سودا بسود
ملكت نفس الأوداء أسى ... فيه وارتاحت له نفي اللدود
كل بيت لك فيه مأتم ... يندب الناس به أغلى فقيد
للمناجاة صدى مرتجع ... في بلاد العرب سهل ونجود
برزت فيها المصوتات ضحى ... صارخات قارعات للخدود
وا حبيب الأمة قد يتمتنا ... يا أبا كل فتاة ووليد
صعدوا من لوعة زفراتهم ... فأذابت قاسي الصخر الصلود
جعلوا من كل صدر مسكنا ... لارتفاع بك عن سكنى اللحود
كل قلب لك فيه مصحف ... فيه من ذكرك قرآن الخلود
سور قد فصلت آياتها ... لم تزل تتلى على الدهر الأبيد
~*~*~*~*~*~
أيها القائد هذي ميتة ... طالما رجيتها منذ بعيد
مصرع الأبطال مابين الحديد ... في الميادين ورفات البنود
هذه أعراسهم صخابة ... نقرة الدف بها قصف الرعود
فيروون الثرى من دمهم ... ويحنون به كف الصعيد
ويزفون عليهم حلل ... من نجيع الحرب تزري بالبرود
هم تعاويذ الحمى يقصى بهم ... عنه مكر السوء أو كيد الحسود
تحرق العاني أنفاسهم ... ويذيبون بها غل القيود
وعلى أكتافهم تجنى المنى ... ويشاد الصرح للعيش الحميد
~*~*~*~*~*~
يا شهيدا قد تخذنا قبسا ... منه يهدينا إلى النهج السديد
مثل أنت وما أن تنتسى ... لا تني ترويك أفواه الوجود
مت في الحرب شريفا لم تطق ... ربقة الأسر ولا ذل العبيد
هكذا العار مرير ورد ... والردى للحر معسول الورود
وا حبيب الأمة قد أصبح ... العيش من بعدك لي جد نكيد
جمد الدمع بعيني جزعا ... يا لنار القلب من دمعي الجمود
فأذبت الروح أبكيك بها ... بدل الدمع فسالت في نشيدي
أحمد شوقي.. أمير الشعراء
كان الشعر العربي على موعد مع القدر، ينتظر من يأخذ بيده، ويبعث فيه روحًا جديدة تبث فيه الحركة والحياة، وتعيد له الدماء في الأوصال، فتتورد وجنتاه نضرة وجمالاً بعد أن ظل قرونًا عديدة واهن البدن، خامل الحركة، كليل البصر.
وشاء الله أن يكون "البارودي" هو الذي يعيد الروح إلى الشعر العربي، ويلبسه أثوابًا قشيبة، زاهية اللون، بديعة الشكل والصورة، ويوصله بماضيه التليد، بفضل موهبته الفذة وثقافته الواسعة وتجاربه الغنية.
ولم يشأ الله تعالى أن يكون البارودي هو وحده فارس الحلبة ونجم عصره- وإن كان له فضل السبق والريادة- فلقيت روحه الشعرية الوثابة نفوسًا تعلقت بها، فملأت الدنيا شعرًا بكوكبة من الشعراء من أمثال: إسماعيل صبري، وحافظ إبراهيم، وأحمد محرم، وأحمد نسيم، وأحمد الكاشف، وعبد الحليم المصري. وكان أحمد شوقي هو نجم هذه الكوكبة وأميرها بلا منازع عن رضى واختيار، فقد ملأ الدنيا بشعره، وشغل الناس، وأشجى القلوب.
المولد والنشأة
ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في (20 من رجب 1287 هـ = 16 من أكتوبر 1870م) لأب شركسي وأم من أصول يونانية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه.
وبعد أن أنهى تعليمه بالمدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره التحق بمدرسة الحقوق سنة (1303هـ = 1885م)، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ "محمد البسيوني"، ورأى فيه مشروع شاعر كبير، فشجّعه، وكان الشيخ بسيوني يُدّرس البلاغة في مدرسة الحقوق ويُنظِّم الشعر في مدح الخديوي توفيق في المناسبات، وبلغ من إعجابه بموهبة تلميذه أنه كان يعرض عليه قصائده قبل أن ينشرها في جريدة الوقائع المصرية، وأنه أثنى عليه في حضرة الخديوي، وأفهمه أنه جدير بالرعاية، وهو ما جعل الخديوي يدعوه لمقابلته.
السفر إلى فرنسا
وبعد عامين من الدراسة تخرّج من المدرسة، والتحق بقصر الخديوي توفيق، الذي ما لبث أن أرسله على نفقته الخاصة إلى فرنسا، فالتحق بجامعة "مونبلييه" لمدة عامين لدراسة القانون، ثم انتقل إلى جامعة باريس لاستكمال دراسته حتى حصل على إجازة الحقوق سنة (1311هـ = 1893م)، ثم مكث أربعة أشهر قبل أن يغادر فرنسا في دراسة الأدب الفرنسي دراسة جيدة ومطالعة إنتاج كبار الكتاب والشعر.
العودة إلى مصر
عاد شوقي إلى مصر فوجد الخديوي عباس حلمي يجلس على عرش مصر، فعيّنه بقسم الترجمة في القصر، ثم ما لم لبث أن توثَّقت علاقته بالخديوي الذي رأى في شعره عونًا له في صراعه مع الإنجليز، فقرَّبه إليه بعد أن ارتفعت منزلته عنده، وخصَّه الشاعر العظيم بمدائحه في غدوه ورواحه، وظل شوقي يعمل في القصر حتى خلع الإنجليز عباس الثاني عن عرش مصر، وأعلنوا الحماية عليها سنة (1941م)، وولّوا حسين كامل سلطنة مصر، وطلبوا من الشاعر مغادرة البلاد، فاختار النفي إلى برشلونة في إسبانيا، وأقام مع أسرته في دار جميلة تطل على البحر المتوسط.
شعره في هذه الفترة
ودار شعر شوقي في هذه الفترة التي سبقت نفيه حول المديح؛ حيث غمر الخديوي عباس حلمي بمدائحه والدفاع عنه، وهجاء أعدائه، ولم يترك مناسبة إلا قدَّم فيها مدحه وتهنئته له، منذ أن جلس على عرش مصر حتى خُلع من الحكم، ويمتلئ الديوان بقصائد كثيرة من هذا الغرض.
ووقف شوقي مع الخديوي عباس حلمي في صراعه مع الإنجليز ومع من يوالونهم، لا نقمة على المحتلين فحسب، بل رعاية ودفاعًا عن ولي نعمته كذلك، فهاجم رياض باشا رئيس النُظّار حين ألقى خطابًا أثنى فيه على الإنجليز وأشاد بفضلهم على مصر، وقد هجاه شوقي بقصيدة عنيفة جاء فيها:
غمرت القوم إطراءً وحمـدًاوهم غمروك بالنعم الجسـام
خطبت فكنت خطبًا لا خطيبًاأضيف إلى مصائبنا العظـام
لهجت بالاحتلال ومـا أتـاهوجرحك منه لو أحسست دام
وبلغ من تشيعه للقصر وارتباطه بالخديوي أنه ذمَّ أحمد عرابي وهجاه بقصيدة موجعة، ولم يرث صديقه مصطفى كامل إلا بعد فترة، وكانت قد انقطعت علاقته بالخديوي بعد أن رفع الأخير يده عن مساندة الحركة الوطنية بعد سياسة الوفاق بين الإنجليز والقصر الملكي؛ ولذلك تأخر رثاء شوقي بعد أن استوثق من عدم إغضاب الخديوي، وجاء رثاؤه لمصطفى كامل شديد اللوعة صادق الأحزان، قوي الرنين، بديع السبك والنظم، وإن خلت قصيدته من الحديث عن زعامة مصطفى كامل وجهاده ضد المستعمر، ومطلع القصيدة:
المشرقـان علـيـك ينتحـبـانقاصيهم ـا فـي مأتـم والــدان
يا خادم الإسـلام أجـر مجاهـدفي الله من خلد ومـن رضـوان
لمّا نُعيت إلى الحجاز مشى الأسىفـي الزائريـن وروّع الحرمـان
وارتبط شوقي بدولة الخلافة العثمانية ارتباطًا وثيقًا، وكانت مصر تابعة لها، فأكثر من مدح سلطانها عبد الحميد الثاني؛ داعيًا المسلمين إلى الالتفات حولها؛ لأنها الرابطة التي تربطهم وتشد من أزرهم، فيقول:
أما الخلافة فهي حائط بيتكمحتى يبين الحشر عن أهواله
لا تسمعوا للمرجفين وجهلهمفمصيبة الإسلام من جُهّالـه
ولما انتصرت الدولة العثمانية في حربها مع اليونان سنة (1315هـ = 1887م) كتب مطولة عظيمة بعنوان "صدى الحرب"، أشاد فيها بانتصارات السلطان العثماني، واستهلها بقوله:
بسيفك يعلو والحق أغلـبوينصر دين الله أيان تضرب
وهي مطولة تشبه الملاحم، وقد قسمها إلى أجزاء كأنها الأناشيد في ملحمة، فجزء تحت عنوان "أبوة أمير المؤمنين"، وآخر عن "الجلوس الأسعد"، وثالث بعنوان "حلم عظيم وبطش أعظم". ويبكي سقوط عبد الحميد الثاني في انقلاب قام به جماعة الاتحاد والترقي، فينظم رائعة من روائعه العثمانية التي بعنوان "الانقلاب العثماني وسقوط السلطان عبد الحميد"، وقد استهلها بقوله:
سل يلدزا ذات القصورهل جاءها نبأ البـدور
لبكتك بالدمع الغزيرلو تستطيع إجابـة
ولم تكن صلة شوقي بالترك صلة رحم ولا ممالأة لأميره فحسب، وإنما كانت صلة في الله، فقد كان السلطان العثماني خليفة المسلمين، ووجوده يكفل وحدة البلاد الإسلامية ويلم شتاتها، ولم يكن هذا إيمان شوقي وحده، بل كان إيمان كثير من الزعماء المصريين.
وفي هذه الفترة نظم إسلامياته الرائعة، وتعد قصائده في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أبدع شعره قوة في النظم، وصدقًا في العاطفة، وجمالاً في التصوير، وتجديدًا في الموضوع، ومن أشهر قصائده "نهج البردة" التي عارض فيها البوصيري في بردته، وحسبك أن يعجب بها شيخ الجامع الأزهر آنذاك محدث العصر الشيخ "سليم البشري" فينهض لشرحها وبيانها. يقول في مطلع القصيدة:
ريم على القاع بين البان والعلـمأحل سفك دمي في الأشهر الحرم
ومن أبياتها في الرد على مزاعم المستشرقين الذين يدعون أن الإسلام انتشر بحد السيف:
قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوالقتل نفس ولا جاءوا لسفـك دم
جهل وتضليل أحلام وسفسطـةفتحت بالسيف بعد الفتح بالقلـم
ويلحق بنهج البردة قصائد أخرى، مثل: الهمزية النبوية، وهي معارضة أيضًا للبوصيري، وقصيدة ذكرى المولد التي مطلعها:
سلوا قلبي غداة سلا وتابالعل على الجمال له عتابًا
كما اتجه شوقي إلى الحكاية على لسان الحيوان، وبدأ في نظم هذا الجنس الأدبي منذ أن كان طالبًا في فرنسا؛ ليتخذ منه وسيلة فنية يبث من خلالها نوازعه الأخلاقية والوطنية والاجتماعية، ويوقظ الإحساس بين مواطنيه بمآسي الاستعمار ومكائده.
وقد صاغ شوقي هذه الحكايات بأسلوب سهل جذاب، وبلغ عدد تلك الحكايات 56 حكاية، نُشرت أول واحدة منها في جريدة "الأهرام" سنة (1310هـ = 1892م)، وكانت بعنوان "الهندي والدجاج"، وفيها يرمز بالهندي لقوات الاحتلال وبالدجاج لمصر.
النفي إلى إسبانيا
وفي الفترة التي قضاها شوقي في إسبانيا تعلم لغتها، وأنفق وقته في قراءة كتب التاريخ، خاصة تاريخ الأندلس، وعكف على قراءة عيون الأدب العربي قراءة متأنية، وزار آثار المسلمين وحضارتهم في إشبيلية وقرطبة وغرناطة.
وأثمرت هذه القراءات أن نظم شوقي أرجوزته "دول العرب وعظماء الإسلام"، وهي تضم 1400 بيت موزعة على (24) قصيدة، تحكي تاريخ المسلمين منذ عهد النبوة والخلافة الراشدة، على أنها رغم ضخامتها أقرب إلى الشعر التعليمي، وقد نُشرت بعد وفاته.
وفي المنفى اشتد به الحنين إلى الوطن وطال به الاشتياق وملك عليه جوارحه وأنفاسه. ولم يجد من سلوى سوى شعره يبثه لواعج نفسه وخطرات قلبه، وظفر الشعر العربي بقصائد تعد من روائع الشعر صدقًا في العاطفة وجمالاً في التصوير، لعل أشهرها قصيدته التي بعنوان "الرحلة إلى الأندلس"، وهي معارضة لقصيدة البحتري التي يصف فيها إيوان كسرى، ومطلعها:
صنت نفسي عما يدنس نفسيوترفعت عن جدا كل جبـس
وقد بلغت قصيدة شوقي (110) أبيات تحدّث فيها عن مصر ومعالمها، وبثَّ حنينه وشوقه إلى رؤيتها، كما تناول الأندلس وآثارها الخالدة وزوال دول المسلمين بها، ومن أبيات القصيدة التي تعبر عن ذروة حنينه إلى مصر قوله:
أحرام على بلابلـه الـدوححلال للطير من كـل جنـس
وطني لو شُغلت بالخلد عنـهنازعتني إليه في الخلد نفسي
شهد الله لم يغب عن جفونيشخصه ساعة ولم يخل حسي
العودة إلى الوطن
أحمد شوقي و سعد زغلول
عاد شوقي إلى الوطن في سنة (1339هـ = 1920م)، واستقبله الشعب استقبالاً رائعًا واحتشد الآلاف لتحيته، وكان على رأس مستقبليه الشاعر الكبير "حافظ إبراهيم"، وجاءت عودته بعد أن قويت الحركة الوطنية واشتد عودها بعد ثورة 1919م، وتخضبت أرض الوطن بدماء الشهداء، فمال شوقي إلى جانب الشعب، وتغنَّى في شعره بعواطف قومه وعبّر عن آمالهم في التحرر والاستقلال والنظام النيابي والتعليم، ولم يترك مناسبة وطنية إلا سجّل فيها مشاعر الوطن وما يجيش في صدور أبنائه من آمال.
لقد انقطعت علاقته بالقصر واسترد الطائر المغرد حريته، وخرج من القفص الذهبي، وأصبح شاعر الشعب المصري وترجمانه الأمين، فحين يرى زعماء الأحزاب وصحفها يتناحرون فيما بينهم، والمحتل الإنجليزي لا يزال جاثم على صدر الوطن، يصيح فيهم قائلاً:
إلام الخلـف بينكـم إلامـا؟وهذي الضجة الكبرى علاما؟
وفيم يكيـد بعضكـم لبعـضوتبدون العداوة والخصامـا؟
وأين الفوز؟ لا مصر استقرتعلى حال ولا السودان دامـا
ورأى في التاريخ الفرعوني وأمجاده ما يثير أبناء الشعب ويدفعهم إلى الأمام والتحرر، فنظم قصائد عن النيل والأهرام وأبي الهول. ولما اكتشفت مقبرة توت عنخ أمون وقف العالم مندهشًا أمام آثارها المبهرة، ورأى شوقي في ذلك فرصة للتغني بأمجاد مصر؛ حتى يُحرِّك في النفوس الأمل ويدفعها إلى الرقي والطموح، فنظم قصيدة رائعة مطلعها:
قفي يا أخت يوشع خبريناأحاديث القرون الغابرينـا
وقصي من مصارعهم عليناومن دولاتهم مـا تعلمينـا
وامتد شعر شوقي بأجنحته ليعبر عن آمال العرب وقضاياهم ومعاركهم ضد المستعمر، فنظم في "نكبة دمشق" وفي "نكبة بيروت" وفي ذكرى استقلال سوريا وذكرى شهدائها، ومن أبدع شعره قصيدته في "نكبة دمشق" التي سجّل فيها أحداث الثورة التي اشتعلت في دمشق ضد الاحتلال الفرنسي، ومنها:
بني سوريّة اطرحوا الأمانيوألقوا عنكم الأحلام ألقـوا
وقفتم بين مـوت أو حيـاةفإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا
وللأوطان في دم كل حـرٍّيد سلفت وديـن مستحـقُّ
وللحريـة الحمـراء بـاببكـل يـد مضرجـة يُـدَقُّ
ولم تشغله قضايا وطنه عن متابعة أخبار دولة الخلافة العثمانية، فقد كان لها محبًا عن شعور صادق وإيمان جازم بأهميتها في حفظ رابطة العالم الإسلامي، وتقوية الأواصر بين شعوبه، حتى إذا أعلن "مصطفى كمال أتاتورك" إلغاء الخلافة سنة 1924 وقع الخبر عليه كالصاعقة، ورثاها رثاءً صادقًا في قصيدة مبكية مطلعها:
أصبح شوقي بعد عودته شاعر الأمة المُعبر عن قضاياها، لا تفوته مناسبة وطنية إلا شارك فيها بشعره، وقابلته الأمة بكل تقدير وأنزلته منزلة عالية، وبايعه شعراؤها بإمارة الشعر سنة (1346هـ = 1927م) في حفل أقيم بدار الأوبرا بمناسبة اختياره عضوًا في مجلس الشيوخ، وقيامه بإعادة طبع ديوانه "الشوقيات". وقد حضر الحفل وفود من أدباء العالم العربي وشعرائه، وأعلن حافظ إبراهيم باسمهم مبايعته بإمارة الشعر قائلاً:
بلابل وادي النيل بالشرق اسجعيبشعر أميـر الدولتيـن ورجِّعـي
أعيدي على الأسماع ما غردت بهبراعة شوقي في ابتداء ومقطـع
أمير القوافي قـد أتيـت مبايعًـاوهذي وفود الشرق قد بايعت معي
مسرحيات شوقي
بلغ أحمد شوقي قمة مجده، وأحس أنه قد حقق كل أمانيه بعد أن بايعه شعراء العرب بإمارة الشعر، فبدأ يتجه إلى فن المسرحية الشعرية، وكان قد بدأ في ذلك أثناء إقامته في فرنسا لكنه عدل عنه إلى فن القصيد.
وأخذ ينشر على الناس مسرحياته الشعرية الرائعة، استمد اثنتين منها من التاريخ المصري القديم، وهما: "مصرع كليوباترا" و"قمبيز"، والأولى منهما هي أولى مسرحياته ظهورًا، وواحدة من التاريخ الإسلامي هي "مجنون ليلى"، ومثلها من التاريخ العربي القديم هي "عنترة"، وأخرى من التاريخ المصري العثماني وهي "علي بك الكبير"، وله مسرحيتان هزليتان، هما: "الست هدي"، و"البخيلة".
ولأمر غير معلوم كتب مسرحية "أميرة الأندلس" نثرًا، مع أن بطلها أو أحد أبطالها البارزين هو الشاعر المعتمد بن عباد.
وقد غلب الطابع الغنائي والأخلاقي على مسرحياته، وضعف الطابع الدرامي، وكانت الحركة المسرحية بطيئة لشدة طول أجزاء كثيرة من الحوار، غير أن هذه المآخذ لا تُفقِد مسرحيات شوقي قيمتها الشعرية الغنائية، ولا تنفي عنها كونها ركيزة الشعر الدرامي في الأدب العربي الحديث.
مكانة شوقي
منح الله شوقي موهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة، لا يجد عناء في نظم القصيدة، فدائمًا كانت المعاني تنثال عليه انثيالاً وكأنها المطر الهطول، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث.
وكان شوقي مثقفًا ثقافة متنوعة الجوانب، فقد انكب على قراءة الشعر العربي في عصور ازدهاره، وصحب كبار شعرائه، وأدام النظر في مطالعة كتب اللغة والأدب، وكان ذا حافظة لاقطة لا تجد عناء في استظهار ما تقرأ؛ حتى قيل بأنه كان يحفظ أبوابًا كاملة من بعض المعاجم، وكان مغرمًا بالتاريخ يشهد على ذلك قصائده التي لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلا المتعمقون في دراسة التاريخ، وتدل رائعته الكبرى "كبار الحوادث في وادي النيل" التي نظمها وهو في شرخ الشباب على بصره بالتاريخ قديمه وحديثه.
وكان ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء.
وإلى جانب ثقافته العربية كان متقنًا للفرنسية التي مكنته من الاطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها، وهذا ما ظهر في بعض نتاجه وما استحدثه في العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة.
وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله في ذلك أوابد رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: "عذراء الهند"، ورواية "لادياس"، و"ورقة الآس"، و"أسواق الذهب"، وقد حاكى فيه كتاب "أطواق الذهب" للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة.
وقد جمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه "الشوقيات"، ثم قام الدكتور محمد صبري السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه "الشوقيات المجهولة".
وفاته
ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن الموت فاجأه بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، وفاضت روحه الكريمة في (13 من جمادى الآخرة = 14 من أكتوبر 1932م).