أمي سيّدةٌ فلّاحة إرْثٌ من زمن الكنعان
من عهدٍ يمنيٍّ غابر مرّ ببغداد ولبنان
من يعرب جدلت أمجاداً وبمأرب غزلت ألوان
حتى لبسته بنابلس ثوباً قد حيّر أذهان
أمي يا هذا ويا ذاك من أصل الأرض كصوّان
ما عرفت تلمودا أبداً
أمي هي بشرى القرآن
أمي لم ترشح من تاريخ الذل
وعبودية روما
ولا كانت يوماً حرفاً
في قصص الطليان
أمي ما سكنت في ال"جيتو"
ولا قذفتها رياح الغرب
ولم تنج بأعجوبة
من أكذوبة "هولوكوست" الألمان
أمي ما تاهت في سينا
ولا عبدت عجلاً
وتناست يوم الغفران
أمي سكنت هذي الارض
زرعت زيتوناً وكروم
حرثت بيديها السمرا
وروتها دماء حمرا
هي من سكنت هذي الارض
إسال عنها بئر السبع
تجيبك رملات حرّا
أنشد عنها مياه البحر
وأنهاره نهراً نهرا
والقدس ستروي حجارتها
تاريخ تاريخه دهرا
ويأتي جرذٌ من مزبلة العصر
يقضم خيط الثوب
ويحاول تمزيق قماشه
ليشوّه ويزيد الحوْب
لكن لدى أمي قدمٌ
تهتز الارض إذا تخطو
لا تلبث أن تطأ العادي
وتحيله وهماً إذ تعلو
بمداسٍ أطهر من رأس
الحاخام الخنزير وتطهو
على نار الكانون زماناً
كان بأوطاني كم يعثو
وتفترش أمي المصطبة
على باب الدار وتقول
فلسطين إزارك يا ولدي
من الأزل إلى أبد الأبدِ
((الفئة السادسة))
....ودب الصوت بكل الحاره وركضت امي والجاره ابوي هناك خلف السنسله حامل باروده بحارب بالمحتل اللي اجانا على غير العاده بحد ابوي عمي واثنين من اهل الحاره رصاصة غدر اصابت عمي سقط شهيد وقبل ما يستشهد وصى ابوي ع اولاده الثلاث واحد فيما بعد صار عمي ابو عيالي والثاني صار اخوي بالرضاعه والبنت تربت وعاشت بكنف اهلها وعمامها هذه قصه من الواقع مش خيال ولا فلم من بطولة ابو شهاب قصه مثل كل القصص اللي صارت ايام النكبه واستمرت نكبتنا وكل ما مضى يوم بنزداد قوه والامل يحدونا بالرجعه ع بلادنا ومضت السنون ورجعت النكبه نكبه الـ67 مره ثانيه وكبروا الاولاد والبنت كانت متزوجه بطل من ابطال فلسطين ابوه من قبله شهيد حمل الباروده وطلع يجاهد ووصاتك يا ام حسن الاولاد ((الله معك يا ابن عمي الله يحميك ويحرسك هذا حال لسان ام حسن)) ورجعوا الشباب بدون ابو حسن واسمه اصبح شهيد وااااااه حكايتنا لا زالت مش من وحي الخيال كبرو الاولاد...
ام حسن عاشت من اجل اولادها وربتهم احسن تربايه ما تزوجت وعاشت عمتي من اجل الابناء بس القدر اعاد القصه باسلوب اخر وبدات الانتفاضه اللي كلنا عارفينها ومع كل الجواسيس كان لا بد من ان يكون هناك كل يوم ارتقاء شهيد اليوم كان دور عماد الابن الثاني لعمتي ام حسن رصاصة قناص اصبته في مقتل واصابت ابنه هيثم في عينه واصابت نسيبه ايضا وصرخت عمتي صرخه سمعها كل اهل الحاره مات عماد مات عماد ....
حكايتنا مش مثل باب الحاره حكايتنا قصه من الواقع وقصه بجوز بشبها مليون قصه لشعب صامد شعب مجاهد شعب مسالم
ما شاركت فيها عشان الجائزه لانه جائزتنا بعودتنا للحاره.....
ولا تزال الحكايه مستمره وسياتي من بعدي من يقص عليكم باقي الحكايه
((ملاحظه)) هذه قصه واقعيه بكل ما ذكر فيها وحتى الاسماء
فطوبى الى كل الشهداء
إذ أتهيأ...
لأفتًضًّ الفجرَ المغوي
فأنشدُ بين يدي القدس
عطايا البستانْ...
تقطعني الأرضْ
حتى "النبي داوود"(1)
درباً زعترها ألوانْ...
في "المصرارة" (2)
العنبُ يساوي كِبْراً للفلاحْ
وثوباً لعروسٍ نَضِرةْ ...
و قبل أن أعود
يخلع الأقصى علي
عزةَ السجود
* * *
- العروس
لا بد أن تكون
قد إلتَ لي...
وأن تمر خمسون سنةْ
لأنشرَ العطرَ المقيمَ بقصتي...
لَكَمْ نثرتُ معسولَ الخيالْ
على فؤاد أميَّ الرؤومْ
لأخرقَ الهواءَ
وأصحبَ البيادرْ
لأوصلَ الكحلَ الحجازيَ إليك طازجاً
على جناح العينْ
يا زينُ...يا زينْ
يا زينَ شبابِ عين كارمْ.
* * *
- الفلاح الكرماوي
و منذ قالت ثلةٌ ؛
سيستجديك الوقت كيْ
تشري الوجودْ
بالأرض..بالكرامةْ
خلفتها ورائي
يحرسها المُكَبَّرْ (3)...
و منذ هجراني السجودْ
لله ظهراني المكبرْ
ما عاد لي وجودْ...
* * *
- العروس
دثرت مصاغي
بثرىً نبويٍ أوابْ...
و استودعتُ الثوبَ الفلاحيْ
جدرانَ الذكرى..
و قطعت عليه
عهد العودةْ..
كنتُ أهمُّ بأن أبكي
لكنَّ الوعدَ السابقَ ذاتهْ
و خشيةَ فألِ السوءْ
خنقا ثاني عبرةْ...
من ثم هرعتُ إلى تنورِ الدارْ
فحرمتُ عيونَ الغرباءْ
حظوةَ تمييزِ الكحلْ
في عيني
من لون الوجهْ..
سأقضي قدراً ما وأعودْ
لأيقظكمْ
إذ إن القدسَ المتبقيةَ بمهدكمُ
لا يَجمُل فيها طول النومْ...
* * *
- الحفيد
ذاكرتي وقود النارْ
و أيامي هي الشعلةْ،
دمائي شاهد الإثباتْ
و بدءاَ كانت الكلمةْ.......
ليتني أجثو على أبوابها الخضراءْ
أستميح الوقت عذراً
حالما تجري الدماءْ
أحضن الحلم المقدسْ
أتبخرْ
يرتديني جيدكِ الممتدُ أفقاً
لست وحدي
مع جموع الشهداءْ.
(1) النبي داوود من أبواب مدينة القدس القديمة
(2) المصرارة احد أسواق القدس القديمة
(3) المكبر: المقصود جبل المكبر
في احــدى القرى الفلسطينية المحتلة كانت تعيش فتاة جميلة الملامح و حميدة الخصال و كان يراودها حلم منذ الطفولة و هو الذهاب للعمل في وكالة ناسا الاميركية , والمشاركة في رحلة ابحاث علمية الى الفضاء الخارجي عبر المكوك الفضائي (ديسكفري) ورفع علم فلسطين على سطح القمر وكتابة (فلسطين عربية ) على وجه القمـــــــر.
( أمل ) ذكية جدا و لكن ظروفها المادية سيئة فقد كان ابوها معتقل في معسكرات الاحتلال الصهيونية بتهمة مقاومة الاحتلال وحكم عليه بالاشغال الشاقة مدى الحياة , و امها تقوم باعمال الخدمة في منازل الناس لتسد مصاريف البيت .
وكان يقع على عاتق ( امل) أمر رعاية البيت والاعتناء بأخوتها لحين عودة امها من العمل رغم ذلك استمرت تدرس بجد و كانت تواجه الصعوبات والتحديات و لكن بعون اللة تعدت المرحلة الاساسية بتفــــــوق .
وفي نهاية كل اسبوع كانت الوالدة تصطحب معها ( امل) الى المعتقل لزيارة والدها الاسير
وكانت تذوق الامرين من المعاملة السيئة من جنود الاحتلال وشرطته من اجبار الزوار على الانتظار لفترات طويلة في الشمس المحرقة واذلالهم بشتى انواع القهر النفسي, واحيانا يتم
منع الزيارة بحجة انتهاء وقت عمل ادارة السجن فتذهب جهودهم ادراج الرياح ولا تتم الزيارة
لكن امل كانت تتحمل المشقة والقهر لأجل رؤية الوالد.
و عندما وصلت الى المرحلة المصيرية تعرضت لضغوطات شديدة و مع ذلك صبرت و نجحت و كانت الاولى على دفعتها و لكن وضعها المادي لم يساعدها فلم تستطع تحقيق حلمها
……………….
جاءت اليها المعلمة و قالت لها :ما بك يا امل يجب ان تستمري بالمحاولة ,يجب ان تجعلي هامتك شامخة. تعلمين انه عليك المحاولة للنجاح مرات عدة .
فعدم الوصول لما نحلم به ليس نهاية العالم من اجل وطنــــــــــــــــك و اهلك حاولي كي تنجحي فــــي رفع راية وطنـــك عالية خفاقة في كل المحافل ...............
امــــل:انا فتاة ,مجرد فتاة و حسب فتاة يمر الناس من حولها دون ان يعيروها اي انتباه ,لاني لست سوى انسانة عادية جدا فنحن Bمن فئة الناس .....
نسعى لكي نصل الى مستوى A من فئة المميزيين ,نحن لسنا في القمة لكننا نسعى اليها بشدة
لست سوى انسانة عادية و غارقة باحلامي اللا متناهية و ينتهي بي المطاف بالتصبب عرقا
كل من حولي يشعرون بالخيبة اكثر من خيبة قلبي المنهك.
المعلمة :لقد قلتها نحن B لكننا نسعى لكي نصل الىA من فئة المميزين.
امــــل:في يوم ما سوف اكتشف الشخصية المميزة التي بداخلي ,هل ساستطيع ابرازها و اعلانها للعالم ؟؟؟؟؟؟ لابد لي ان استمر على هذا الاصرار بالنجاح كي لا اخسر حلمي .
هل ستضيء الدنيا لي دروبي حينها ؟؟؟؟؟
المعلمة:نعم سوف تنجحين باذن الله !!!!!!!!!!!
امل:هذه المشاكل التي اواجهها هذة الفرص التي تسنح لي ربما احيانا تعرقلني و لكن انا لا انكسر ربما لا اعرف هذا و هذة اللحظة التي ساتذكرها دائما و انا يجب ان اكون قوية و لا
اتوقف عن الحلم ابدا ,فاحيانا اضطر للخسارة و ساستمر بايماني.......
كان يا ماكان في قديم الزمان فتاه اسمها (زينب) وامها قد توفيت منذ زمن ووالدها اسمه( جعفر) وجدها( احمد) وكانت من عائلة فقيرة تذهب (زينب)الى المدرسة و كانت بعد انتهاء الدوام المدرسي تتوجه الى الورشة التي يعمل بها والدها و تساعده في عمله و تعود الى البيت وتعتني بالازهار و الاشجار و كان يوجد كوخ في نهاية الحديقة وكانت تفكر به دائماً و لا تعرف ما بداخله و ارادت يوما ان تعرف ماذا يوجد داخل الكوخ.
و قال لها:اقفلي الباب بعد خروجي يا زينب .
فخرجت الى الكوخ و فتحته و نظرت اليه بتعجب:ما هذا المكان!
و لفت نظرها صندوق و مفتاح كبير معلق عى الزواية بجانب خريطة لفلسطين و لم تعرف ماهذا المفتاح و فتحت الصندوق و رأت اوراقاً قديمة صفراء اللون .
ثم خرجت و اقفلت باب الكوخ و ذهبت الى البيت وكان جدها يقرع جرس الباب .
ثم التقيا و قالت لجدها :اجلس في الحديقة و انا سوف احضر لك العصير ثم قدمت العصير .
و جلست مع جدها و قالت له:يا جدي اخبرني عن الصندوق و عن المفتاح.
فقال الجد :آه آه يا حفيدتي المفتاح هو مفتاح بيتي في فلسطين و سوف احتفظ به الى نهاية عمري واهبه لكم من بعدي يا حفيدتي زينب اوصيكي ان تحافظي عليه .
فقالت :جدي اريد ايضا ان توضح لي ما حقيقة الاوراق التي بداخل الصندوق قال : هذه دليل حقي و اثبات ملكيي يا زينب في فلسطين العربية الكنعانية.
واخذ الجد يبكي وذرف الدموع حتى تقطرت على ثوبه الفلسطيني المخطط كحبات المطر, فأخذت زينب تكفكف دمعه وتعانقه
وقالت:لا تبكي ياجدي سوف نعود لفلسطين الحبيبة سوف ترجع الى بياراتنا وحواكيرنا انشاء اللة نحن صامدون وعائدون ان شاء الله
يا جدي.
ومن حيث استدار بنظره الى الشرق .. ليخرج مع من كتب لهم الله النجاة
فرت من عيناه بعض الدموع الحاره بعد ان رأى بيته يغلق بيده ويعلق مفتاحه في عنقه
ويحاكي ملهاة جديده في داخله.......... هل من رجوع
وبعد معاناة المشي والركض والهروله بدأت حكاية السنون ال 66
وعنوانا ....... هل من جديد
فهنا ك عندما امرنا باللجوء .. أخبرنا بأنها بضعة أيام وسنعود
ومن ذاك اليوم المشؤوم ونحن نحاكي الملهاة اليوميه........ هل من جديد
رواية الحب المعتق .. والعشق الممزوج بالدماء وذرات تراب صنع منها الخليلي الاول ابريقه الزجاجي
وهدبت منها جداتنا كوفيات مناضلين .. هبوا لشق طريق العودة المنشود فمن ايار بدأت الحكايه
ها هي ذكرى ايار المريره تعود لقرع الاجراس المعلقه بروح العوده . مستلهمة هذه المره بربيع الثورات العربيه التي مرت من محطات تحلية البحر الميت المنشوده لتعلن كسر قيودها التي لطالما تغنت بها , وها هم أصحاب الحق في الشتات كما في الداخل لا زالوا ينتظرون الحل المنشود فهل من جديد
’لعله هده المره يأتي بأنفاس أحرار الفيس بوك الذي حير العالم بحريته المأسوف عليها من كثيرون ’ حتى باتت عقارب الساعه تحمل في كل يوم أحجية جديده وحل لما تعقد من مشاكل الامه كان اخرها المصالحه التي لم يتغير عليها سوى النظام المصري برموزه مع بقاء المبادره كما هي والاتفاقيات كماا هي ’الا أن نسمة من الامل لا تضير في ظل ربيعنا العربي .. والذي سحب شتائه لتمطر في
أيار، وحزيران واب وايلول صقيعا ..يجمد دماء سالت بلا ثمن دون جدوى
كثيرون من اعتادوا على الكتابه في هذا اليوم المؤلم .. شعراً .. نثراً .. تحليلا .. عواطفا جياشه .. مفاتيح تخرج من مخابئها .. ليروي جد لحفيده الحكايه .. وجدة تتباهى بتطريزة ثوبها لتعلم حفيدتها ان هذه التطريزه متجذرة بروح تلك القرية لا غيرها .. كلها لا تحاكي الا البراءة في المضمون .. والسعي نحو الهدف الاسمى .. .. العوده ومهما طال الزمن او قصر .
الا انها هذه الايام تبدو أكبر خبثا من أمال جد وجده .. وحفيد وحفيده
. ، لتسلل الابتسامات الى وجوه نا التي لطالما وصفت بالكشرة العابسه .،
فالوطن عنوان والعودة مضمون . والطريق احجية وملهاة
هناك ..يصيحون ..
امعاء خاويه ..وسلاسل كاويه ..وامة هاويه
وقيادات للمنصب غاويه
الا ان هناك لا يزال اشبال على العودة ناويه
وانفاس محترقة .. بلهيب شوقها للقدس وباب الزاويه
وطني ... يا بوصلة الثائر الاغريقي
وطني ... يا رمانة المتوسط الملتب
وطني... يا بهار الحجاز ذو النكهة المفقوده
وطني .... يا مشمش الشام وزنبقها
وطني .... يا نكهة الهيل في دلال العماني
وطني .... يا عطر الياسمين في نيسان الذي وثق مجازرهم وأكاذيبهم
وطني .... يا سر النكهة .. في التلذذ في دماء اطفالنا
وطني ..
عنوان الفدائي الاول .. والذي صنع من ظله بندقية ومعول
وطني .
أيقونة عشق .. للأسف لا تزال من أهلها خاويه
ومن يرموكها ..الى الوحدات .. لتفاصيل المجزرة راويه
فيا ظل الفلسطيني الذي ارعب مطارات العالم .. وبات الى الابواب طارقا
هل تعلم ان عصابات الامم .. لا تزال للمكيدة الاخره صانعه
تختلف طرق المجزره .. فمنها الكيماوي
ومنها النووي ..ومنها الاسترحامي على حدود الدول المضيفه وتبقى الضحيه ظلك
لان امم العصابات كلها ات تزال تعجز عن شخصك فلا يزالون ..يديرون المعركة مع ظلك
فظلك اسطورة
ال #مي_وملح
وظلك من علمهم كيف تثأر د فنادق القدس .. لفنادق بيروت
وظلك لا يزال احجية الصمود العبثي في عالم .. عجز عن الوصول اليه
لتعلمهم انا
لا نزال نحيا ..وكأن الموت يخطئنا ...
فجرحك أكبر من الجسد فأين نداوي ..
وقضيتنا أكبر من خارطتهم فكيف يرسمونها ..
وهويتنا أعمق من ..انابيب التغذية النفطيه .. فكيف يدثرونها
ونكبتنا تدق اجراس عامها ال66 ..فكيف لعتمة الليل .ان تزيل كهولتها
وبيارق أجيال تصرخ بالعودة لا تزال ... للوطن انفاسها ساريه
وطال .. الزمن وبقي ظلك يحاكي رزنامة الموت اليومي ..ليعلن ان
النكبه مستمره .. والثتوره ... مستقره ... وعصاباتكم مندثره
واحلامنا ...من اساطير الروايه للعودة اتيه
كل نكبة وانت الى العوده أقرب...
لعلها تكون الأخيره ... قبل ان تصل أساطيل العالم الى اختاطف ...ظلك
أنا اللاجئ ابن اللاجئ ابن اللاجئ ابن الكنعاني الفلسطيني ,,,
أكتب وصيتي هذه وأنا أعيش مأساتي وقد بلغ عمرها 66 عاما ولست أدري أي أرض ستحتضن رفاتي ,,, ولا أي زمان سيدون تاريخ وفاتي ,,, وإلى حين ذلك أوصيكم بما هو آت :
لا أملك إرثا يرثه أبنائي من بعدي - هكذا أخبرتهم جميعا - كوشان أرضي ما زال بحوزتي خلفه جدي لنا ليظل شاهدا على حقنا هناك ,,, ومفتاح الدار التي لا أحفظ سوى تفاصيل صورتها ثنائية الأبعاد ,,, وكوفية ربما أعيش أكثر منها عمرا ,,,
هذه المقتنيات أصبحت رموزا تتناقلها عائلتي من جيل إلى جيل ,,, ولا تمنحني صلاحياتي التصرف بها ,,, وما أنا سوى وسيط نقل يسلمها عبر دوامة الزمن الآتي ,,,
أما وبعد أن انقضى النصف الأول من عمري فقد وجدت أن هذا الوقت الأنسب لأكتب وصيتي وأعترف بمقدار الثروة التي أملك ,,, فقد كنت بخيلا ,,, وبخيلا جدا ( حالي كحالكم ) ,,, لم أمنح وطني قطرة دم واحدة من جسدي ,,, ولا نصف ساعة من عمري ,,, ولا قرشا ( كرشا ) واحدا مما أنفقه على ( كرشي ) ,,,
أصبح وزني الآن 96 كيلو من الشعارات ,,, كانت رائعة وتلهب المشاعر وتسمن من جوع ,, وكانت وجبة دسمة وما زالت لـ ( كروشنا ) فلم نعمل بتلك الشعارات يوما ولا كنا من أولي الألباب ,,, نفتخر بوطنيتنا وعشقنا للوطن ,,, ونحن أحوج إلى أن نجد أنفسنا أولا قبل البحث عن الوطن ,,, ياااه كم نحن سفهاء ورمزيون ,,, حتى ثروتي التي سأعترف بها أسرفت بها على نفسي ونفسي فقط وأرهقتها حد الإعياء ,,,
قبل الاعتراف بتلك الثروة علي أن أوصيكم بعلب السردين ,,, فهناك تحذير بلغة لا يفهمها الجياع ,,, " احترس ,, فإن سردين ( الأنروا ) يدمر الحياء ,,, وسبب رئيسي في البلادة والتمسحة ,,,
أوصيكم أيضا بالحليب وذراته ,,, ولا أخفيكم سرا ,, أني كنت أشعر بتقزز ملاعق وأكواب الحليب مني , وأن تلك الملاعق والأكواب كادت تنطق من بلادة إحساسي وكأنها تريد أن تقول : ( ألا تشعر بالحياء والخجل من وطنك ) ,,,
وكنت أسمع حبيبات الأرز وهي تتهامس فيما بينها عن ذلك الذي ( يعتلها ) على كتفه مهرولا يودع ( شوال ) الأرز بيته ,,, وينطلق إلى مهرجان النكبة ,,, أو يوم الأرض ,,, ويخرج في ( مظاهرات ) الحرب ضد غزة ,,,
أوصيكم أيضا أن لا تعلموا أبناءكم الحساب والإحصاء على أرطال السكر ,, وأحجام ( تنكات) الزيت وجالوناته ,,, ولا تعلموا أبناءكم أصول التجارة فتضربوا لهم أول الأمثلة بتجارة المعونات ,,, فإن ذلك درب من دروب الحسرة فيما بعد ,,, وسبب رئيسي في تنامي الحرمان ,,,
لن أطيل بوصيتي أكثر ,,, وإليكم آخر تفاصيل حسابي البنكي ,,, سأقوم بتحديث آخر الحركات التي ستتم على حسابي وتدوينها في هذه الوصية ,,, لدي ( قرنية ) أنفقت جزءا منها وأنا أقوم بأعمالي اليومية ,,, وكانت تساعدني بعض الشيء في مطالعة تاريخ وطني وما زلت أنفق منها وأودع فيها صورا بعضها أبيض وأسود ,,, والبعض الآخر ملون من ذاكرة وحاضر الوطن ,,,
أنا عاجز كحالكم تماما أن أورث جسدي لفلسطين ,,, هي لا تحتاج جثثا هامدة تتعفن في أرضها وليست لديكم القدرة على دفن جثماني هناك ,,, أعلم ذلك ,,, لكني لا أريد لقرنيتي أن تأكلها ديدان أي أرض ,,, أريد لديدان أرضي أن تأكلها فقط ,,, فأعيروا قرنيتي لفلسطيني يستطيع أن يرى وطنه ,,, ويبذل لوطنه ,,, ويضحي من أجل وطنه ,,, ويزهق ماله ودماه لأجل فلسطين ,,,
أقول قولي هذا وأنا بكامل قواي العقلية ,,, وعجزي الوطني ,,, وبُخلي بل وادعائي بأني فلسطيني ,,,
لُغتي كَم أنتِ جميلة و جذَابة , وكم هي فريدةٌ كلماتكِ في معانيها و كم هي رخيمةٌ ورتِيبة في مخارجِها...تلكَ الحروفُ التي لا يَقوى على النُطق بها سِوانا نحن أبناءُ العُروبة و أحفادُ أمجادِها التَليدَة.....لُغتي يا من نطقَ بكِ القُرآن و تكلَم بكِ العدنان وإستخدمكِ أُمراءُ الشعراءِ فصاغوا منكِ أعذبَ الكلام و أطيبَ الوُصوف فوصلوا بكِ حدَ النجوم وربما أكثر...أصِفُكِ بكل هذا لأقول:.....لُغتي, لي رجاءٌ لحروفكِ المُبعثرة في عقلي بأن تُسعِفني حتى أصهرَ مشاعري في كلماتٍ ذاتَ معانٍ لم تُوجد بعد لِأصفَ أَغلى ما يسكنُ نفسي و أنبلَ ما يحتلُ حُجراتَ قلبي الأربع...فلسطين...هذهِ الكلمة القاطِنة في وِجداني مُذ وُلدت , لكنها كَبُرت قبلي حتى غدَت أكبرَ مني , فجَرت بداخلي ما لا تحتملهُ نفسٌ من مشاعرَ جيَاشة تزدادُ شِدتُها كل يوم..لِذا أرجوكِ لُغتي إجمعي لي منَ الأحرفِ فريدها حتى أستطيعَ أن أُريحَ نفسي من مَدٍ عالٍ لمشاعرَ تجَمعت على ضِفاف لساني لكنها تعجزُ عن الخروج حتى لا يخونها التعبير فتُجحِفَ بحق تلك الكلمة التي طالما مَلكت الكِيان والوجدان و إحتلت النفس أجملَ إحتلال و تربَعت بينَ العُيونِ حتى لا تَرى غيرها..
فلسطين...
أرجوكِ لُغتي لا تَخذلِيني فأَعجزَ عن التعبير, لا تدعِيني أَجنَحُ للصمتِ في وقتٍ أحتاجُ به للكلام.......لٌغتي بحقِ هذا الفؤاد الذي تحوَل إلى وطن...أعيدي لي وطني فَلم أعُد أُطيقُ البُعدَ عنهُ حتى بكلماتي
السلام عليكم
((الفئة الأولى))
................................
...ولن يتفقوا...
يا ويحَ قلبي إلامَ الخلفُ يا عربُ
وفيمَ فُرقتكم و الصّفُ يضطربُ
والأرض تنقصُ والأعداءُ في نهمٍ
لا يشبعون ولا يخفى لهم إرب
************
والجرح ينزفُ لا جرحُ الكرامة بل
جرحُ المهانةِ و الأغلالِ ينسكبُ
نمتم طويلاً ومازلتم برقدتكم
وما دريتم بأن البيتَ يلتهبُ
وقد رضيتم بأغلالٍ تقيدكم
وأسعدتكم قيودٌ صَوغها ذهب
************
هُنتم على الغيرِ فاستلوا سيوفهم
كلٌ يقَطّعُ أجزاءً ويستلبُ
صرتم غُثاءً بمجرى السيل يحملكم
أنّى يشاء ولا يقوى لكم عَصبُ
************
لما اختلفتم تداعى نجمكم وهوى
كما تهاوت ومن عليائها الشهبُ
كلٌّ تشاغل بالدنيا وزُخرفها
وهمه صار أن ترقى به الرتبُ
************
وأنكرَ الأهلَ والقربى لمنفعةٍ
أو حَظوةٍ عند أهل البَغي تُكتسب
ماذا دهاكم نسيتم أمةٌ نسجت
من الحضارةِ ثوباً نسجهُ عجبُ
************
أسُّ الحضارةِ كنتم وازدهت بكم
وليس تُنكرُ ما قدمتم الكتبُ
واليوم أنتم تجرّون الخطى وهناً
وكيف يُدركُ من قد فاتهُ التَّعِبُ
************
عُمي البصائر أنتم تتركون قذىً
يَغشى عيونكم والنورُ يحتجبُ
عُمي البصيرة لا ترون أذىً
يصيبُ أمتكم والهولُ يقتربُ
************
إن قلتم الصدق لم تصدق عزيمتكم
صدقُ العزيمة فيهِ النصرُ والغلبُ
ضجيجكم يملأ الأجواءَ في صخبٍ
وكيف يفلحُ قومٌ صوتهم صخبُ
************
يا أمةَ العلم والأخلاق من غرقت
في بحر جهلٍ وضاعَ العلم والأدبُ
(وإنما الأمم الأخلاق مابقيت
فإن هُم ذهبت أخلاقهم ذهبوا)
************
مدينة القدس مَن ذا اليومَ يذكرها
وقد تغيبَ عن أذهانكم رجَبُ
مسرى الرسول وأولى القبلتين غَدت
مثلَ اليتيمةِ لا أمٌ لها وأبُ
************
أغمضتم العينَ عن شرٍ أُريدَ بها
كأنما الأمرُ لا قُربى ولا نسبُ
لا تخذلوا القدس فهي اليوم تسألكم
أن تنصروها وتنسى خُلفها العرب
************
دمتم بحفظ الله
حنان عز
فلتسقط لغة الكلام ولتخرس ألسنة الظلام... عبارات وجمل وكلمات يطرحها العالم ليغير مفاهيم عرفت منذ بدء الخليقة ...وتعلمناها وتربينا عليها... لكن العالم اليوم أجهضها ، بل عمل على تشويهها فغيّر معناها وبدل مدلولاتها ، محاولاً ترسيخها في العقول الضالة الضائعة.
فأصبح الجهاد إرهابا ومن يدافع عن أرضه ووطنه يسمى"إرهابيا" والشهيد الذي يفدي بروحه أرضه ووطنه "انتحاريا" ....وهم لا يعلمون شدة المرارة والألم التي يعانيها من سُلبت أرضه وطرد منها.
ستبقى أقلامنا تنطق ولن تتوقف بل ستهاجم بقوة ما دام هناك شعب فلسطيني مظلوم، شعب من حقه أن يطالب بحقوقه ، له أرض محتلة من حقه أن يسترجعها ويستردها، فعلى مسارح الرؤيا الحقيقية تقذفنا عيوننا لننظر وننظر فنجد خزائن النفوس مليئة بالثبات وصناديق القلوب مغلقه بصيحات الجهاد فقد أصبح الإستشهاد يدفع الشبان لتفجير أنفسهم فتاتاً تتناثر هنا وهناك..
ولوبحثنا عن أسباب غير الظروف الحياتية القاسية المؤلمة الدافعة لأجنحة لا تتكسر وأوصال لا تنقطع باقية كالسرادق تحمي الوطن ، لوجدنا أن فلسفة الشباب الفلسطيني تقول : أن العمليات الإستشهادية التي يقومون بها هي حرب الفقراء الذين يقدمون أنفسهم في حربهم مع الصهاينة لأنهم لايملكون سواها ...
فحين تضيق أمامهم الطرق لا يجدون سوى أغلى شيء عندهم وهو طلب الشهادة ، لكي يطلقوا ناراً تأكل أجسادهم لتحرق المحتل لأرضهم فليس لفلسطين درعٌ يحميها كما للصهاينة... وليس لفلسطين أمريكا ودول أوروبية غنية تمدها كما تمد الصهاينة.. ولكن على الرغم من الإمكانات المحدودة التي يمتلكها الفلسطينيون إلا أنهم أوقعوا الخوف باليهود ، فزرعوه في حياتهم ، بل جعلوه كظلهم يلازمهم في كل مكان وزمان سلاح الحجر الذي يهابوه.
الله أكبر .. لقد انقلبت المفاهيم وتغيرت الصورة وتبدلت المعاييرالمتعارف عليها ..يولد الطفل بطلاً.. والحجر يخيف البنادق ، بل بكل قوة يسحقها ، يجلس الجنود مختبئين في الدبابات تحميهم مصفحاتهم والأطفال بصدورٍعارية يواجهونهم ، أي معادله هذه التي لا يستطيع العقل استيعابها؟؟... وبكسر الهاء إنه لشعب قوي صامد جبار .
يلاقون العدو بكل سلاح يحطمون أعظم وأضخم أجهزه أمنيه صهيونية تحاول ستر الضعف والخوف الذي يتمركز في بنيانهم المهدد بكل لحظه بالإنهيار... فمن بنى بنياناً ليس له أساس فمن السهل هدمه وشل قواعده.
وهكذا الصهاينة... أرادوا أن يبنوا بنيانهم فوق ما بنينا... فوق أساساتنا وقواعدنا لذلك لن تنعم صهيون ولن تهنأ ..فلم تكن فلسطين يوما أرضا بلا شعب ...لذلك سيأتي يوم منتظر موعود يرتفع فيه صوت الله أكبرعالياً وتُرد البلاد لأصحابها والمقدسات لأهلها...
لذلك من حقنا أن لا نسكت وإن سكتت ألسنة كثيرة عن قول الحقيقة من حقنا أن لا ننتظر قرارات ...ووعوداً ومباحثات ومؤتمرات واتفاقيات لا تحمل سوى أصوات خافته لا تزيد العدو سوى تسلط وتجبر وتغول
وحين ترى ذلك الشعب الفلسطيني يُخذل ثم يخجل من أمته آسفا.. ليصنع هو قراره بنفسه ...وهو.. لا سلام مع العدو ..فقد مزقت أركان السلام ..وضاعت في جنبات الطرق وبين الزحام ولن يلتفت إليها بعد ذلك الشجعان ..فالمصير تقرر ....
وإلى الأبد...
فلتسقط لغة الكلام ولتخرس ألسنة الظلام...