«غزّة حروف من عز» - «غزّة حروف من عز» - «غزّة حروف من عز» - «غزّة حروف من عز» - «غزّة حروف من عز»
السبيل|
لن آتي بجديد إن تحدثت عن مشاهدات في غزة. فقد سبقتنا أفواج وأفواج من العالم زاروها وتحدثوا عنها بالتفصيل، ونقلوا الصورة جزاهم الله خير الجزاء.
لكن زيارتي لها ضمن وفد أوروبي وعربي وإسلامي كانت بعد عدوانين كبيرين خرجت منهما بتضحيات كبيرة، لكنها خرجت مرفوعة الرأس {ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا }.
غزة تعاني محاصرة منذ سنين طويلة تفقد أبناءها بل خيرة أبنائها وبناتها، وتدمر ممتلكاتها وبناها التحتية ومساكنها ومؤسساتها ومدارسها ومشافيها بشكل دائم، ومع ذلك تبقى قوية بعد كل ضربة كبيرة مزلزلة. تأملت في حروف اسمها (غـــــــــّزة) فوجدت فيه عجبا يستحق التوقف ولكل اسم من مسماه نصيب؛ فهو مكون من أربعة حروف فالزاي مشددة وأربع نقاط فتأملوه.
وقسمت هذا الاسم الى قسمين حسب الاهمية: الحروف والنقاط وجعلتها في العدوان توازي الخسائر في الانفس وهي الحروف، والخسائر في الممتلكات وهي النقاط.
ولو استطاع العدوان ان يمحو النقطة الاولى فدمرها وزالت المباني والمنشآت لاصبح الاسم (عزة ) وهي عزيزة حقا.
ولو دمر العدو كذلك النقطتين على التاء المربوطة /المرابطة ان شئت / ودمر الحرف المربوط كله لغدت( عـــــّز)
وهي عزيزة حقا تقرأ عزها في عيون أهلها رجالا ونساء وهذه حقيقة......
لم أرَ متسولا في الشارع او أمام المساجد او من يمزق ثيابك ليكرهك على إعطائه ما يكفيك شره كما في البدان غير المحاصرة !!، لقد استغنت نفوسهم وهم في امس الحاجة؛ ( تحسبهم أغنياء من التعفف ) نعم لقد عف القادة والكبار فعف الشعب.
غزة شريط صغير لكنه عجيب ومعجز، معجز في الصبر والصمود، وفي الابتكار والاختراع، في التكافل والمحبة في التعفف والشهامة، في مستوى التعليم الجامعي فجامعته (الاسلامية ) رغم الحصار من اول خمس جامعات عربية في الاستمرار والديمومة ومستوى العطاء.
غريب امرها فبحرها ليس كالبحار على طول شاطئه فلا ينتظر منه قدوم باخرة فذاك محرم عليه بالعرف الدولي الظالم المتآمر مع الصهاينة!!
وبّرها مغلق الا بالقطّارة وبالرقابة الشديدة، فان انتظرت ساعتين او ثلاثة على الحدود المجاورة رغم التنسيق المسبق، قيل لك انك محظوظ مقارنة مع الايام الخوالي في حكم الزعيم مبارك !!!
وجوها مغلق مما يراه الناس الا من الزنانات المتجسسة على الدوام ومن طائرات الغدر دون رقيب، وان كانت مفتوحة لرحمة الله كما يظهر. ولاستجابة الدعاء فها هو شارون معلق بين الحياة المعذبة الذليلة والموت الذي لا يدركه منذ سنين.
حروفها صامدة لا يزيدها العدوان الا قوة فاركانها ثابتة وفرعها في السماء، أبطالها متألقون اذا قضى منهم سيد شهيد قام سيد آخر.
يعيدون صناعة الركام المدمر أبنية قوية اعتادت على الدمار فاصبح اضحوكة لها. يركبون الصعب ويذللون الشديد القاسي.
شطبوا من قاموسهم المستحيل حقا. هجروا الأعذار والمعاذير وبحثوا عن البدائل وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. لم أمدحهم انما ذكرت بعض ما فيهم، ليسوا ملائكة ولكنهم مرابطون حقـــــــا.
واخيرا شريطهم شريط مبارك فماذا لو كان عند العرب مثل هذا الشريط شريطان أو ثلاثة ،وعسى أن يكون قريبا.