خطبة ذنوب لا يغفرها الله للشيخ سالم ابو الفتوح رائعة جدا
خطبة ذنوب لا يغفرها الله للشيخ سالم ابو الفتوح رائعة جدا - خطبة ذنوب لا يغفرها الله للشيخ سالم ابو الفتوح رائعة جدا - خطبة ذنوب لا يغفرها الله للشيخ سالم ابو الفتوح رائعة جدا - خطبة ذنوب لا يغفرها الله للشيخ سالم ابو الفتوح رائعة جدا - خطبة ذنوب لا يغفرها الله للشيخ سالم ابو الفتوح رائعة جدا
ذكر موقع الحقيقة الدولية قصة تؤكد مضمون الخطبة وهي قصاص رباني أحاط بمواطنين في مدينة الزرقاء عندما اقسما يمينا كاذبة في إحدى المحاكم الشرعية في المحافظة.
وفي التفاصيل أدلى رجلين في إحدى المحاكم الشرعية في محافظة الزرقاء بشهادة يمين كاذبة مما أدى إلى إصابة أحدهما بجلطة دماغية تسببت بشلل يده، فيما أصيب الشاهد الأخر بكسور في يده وساقه، اثر حادث عقب حلف اليمين مباشرة.
هذه العقوبة الإلهية جاءت عبرة وعضة لكل من تسول له نفسه ظلم الآخرين والاعتداء على حقوقهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتى فى الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذنــــــــــوب لا يغفــــرها الله لأحـــد من خلقـه
وثمة ذنوب لا يغفرها الله سبحانه وتعالى لأحد من خلقه ولو كان أعظم الطائعين وأقرب المقربين..
فالشرك به لا يغفره الله لأحد من خلقه مهما كان،
لا لملائكته ولا لرسله ولا لأوليائه. قال تعالى عن الملائكة:
{وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} [سورة الأنبياء: 29].
وقال تعالى في شأن الرسل: {وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [سورة الأنعام: من الآية 88]. وقال تعالى لأشرف رسله وأكرم خلقه من البشر: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ} [سورة الزمر: 65-66].
ومن المعاصي التي لا يغفرها الله لأحد من خلقه قط:
الكذب عليه سبحانه وتعالى،
وترك أمره كبراً وتعالياً. قال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ} [سورة الزمر: 32].
وقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [سورة الأنعام: 93].
وقال تعالى في شأن أشرف خلقه وأعظم رسله: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [سورة الحاقة: 44-47].
المؤاخذة بصغار الذنوب وكبارها:
وكل من عصى الله سبحانه وتعالى فهو معرض للعقوبة والمآخذة مهما كانت قدمه في الخدمه، وسابقته في الفضل ما لم يغفر الله سبحانه وتعالى له.. فإنّ الرب هو الإله العظيم الكبير، ومعصيته شيء عظيم مهما كانت هذه المعصية.. لقد عصى آدم الذي خلقه الله بيديه، وأسجد له ملائكته وعلمه أسماء كل شيء، فلما عصى آدم ربه تعرض للمساءلة، ولو أنّه لم يتب ولم يستغفر لحلت به العقوبة. قال تعالى:
{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [سورة البقرة: 37].
وقد علم آدم عندما عصى الله أثر المعصية وجزاءها فقال مناشداً ربّه الصفح عنه وعن زوجه {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [سورة الأعراف: من الآية 23].
وكل رسول من رسل الله بدرت منه بادرة خلاف الأولى يظل خائفاً منها من يومه ذاك إلى يوم القيامة..
يقول آدم في حديث الشفاعة: «إنّ ربّي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله، ولن يغضب بعده مثله قط وإنّي عصيت ربّي فأكلت من الشجرة اذهبوا إلى غيري!! نفسي نفسي نفسي!!».
ويقول نوح: «إنّ ربّي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنّي عصيت ربي، فدعوت على قومي. نفسي نفسي نفسي».
ويقول إبراهيم عليه السلام وهو خليل الرحمن: «إنّ ربّي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنّي قد عصيت ربّي فكذبت ثلاث كذبات. نفسي نفسي نفسي!!».
ويقول موسى عليه السلام ـ نفس مقالة الرسل قبله ـ: «إنّ ربّي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنّي عصيت ربّي، فقتلت نفساً لم أومر بقتلها، اذهبوا إلى غيري. نفسي نفسي نفسي».
وقد كان من فضل سبحانه وتعالى على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل، وسيد المرسلين أنّ الله خصه بأن غفر له ذنبه في الدنيا وهو حي ما تقدم منه وما تأخر.
وعصاة المؤمنين بكبائر الذنوب ـ دون الكفر والشرك والإباء والعناد والتعالي على الله ـ معرضون للعقوبة وهم تحت المشيئة الإلهية من شاء الله عذبه ومن شاء رحمه.
والعقوبة على الكبائر شيء عظيم جداً فإنّ من ترك الزكاة من أهل الإيمان يعذب على تركها خمسين ألف سنة، يحمى له ذهبه وفضته التي كنزها ثم تصفح صفائح يكوى بها جبينه وجنباه وظهره في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يحاسب بعد ذلك: إمّا إلى الجنّة، وإمّا إلى النّار، وصاحب الإبل التي لا يؤدي زكاتها يبطح لها يوم القيامة بقاع قرقر ثم يؤتى بها جميعها لا يترك منها فصيل: تعضه بأنيابها، وتطؤه بأخفافها كلما مر عليه أخراها رد عليه أولاها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قبل أن يرى مصيره إلى الجنّة أو إلى النّار.
هذا في مانع الزكاة فقط وإن كانت له كبائر أخرى فقد يجتمع عليه عقاب هذا وهذا.
ومن عصاة المؤمنين من يمكث في النّار من شاء الله أن يمكث ولا يخرجون منها إلاّ حمماً سوداء يعاد بناؤهم من جديد ليسكنوا الجنّة في نهاية المطاف.
ومن عصاة المؤمنين من يعذب في قبره في صغير أو كبير ما شاء الله أن يعذب.
والحساب عند الله سبحانه وتعالى على كبير الذنب وصغيره.
وكما أنّ الثواب على عظيم الطاعة كالجهاد في سبيل الله والشهادة وقليل الطاعة كإطعام لقمة، والتصدق بدرهم، وسقي كلب شربة ماء «وفي كل كبد رطبة أجر».
قال تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [سورة الزلزلة: 7-8].
{وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [سورة الكهف: من الآية 49].