لماذا نشجع الوحدات ؟؟؟
كل الحب و الاحترام و التقدير لجماهير نادي الوحدات التي زحفت نحو الجنوب بالرغم من الثلوج و الأمطار الغزيرة و البرد القارس القاتل ... زحفت الجماهير للتعبير عما يربطها بناديها ( المارد الأخضر ) لا سعيا للحصول على نتيجة مشرفة في اللقاء فقط و إنما للتأكيد على ما يربطها بنادي الوحدات ...
ولكن ما الذي يربط جماهير الوحدات به لدرجة تجعلهم يزحفون وسط الثلوج في رحلة محفوفة بالمخاطر؟ هل هو رابط يزيد على رابط الاستمتاع بكرة قدم جميلة و ممتعة ؟ أم هو رابط الرغبة في الحصول على نتائج مبهرة و بالتالي تحقيق الشعور بالتميز و التفوق على الأندية الأخرى ؟ أم أنه رابط المؤازرة بدافع الحمية و التعصب للفريق الأخضر ؟؟؟ في الحقيقة و الواقع إن الذي يدفعني و يدفع الملايين في الوطن العربي ( و بالذات في فلسطين و الأردن ) لتشجيع الوحدات هو أنه أكبر بكثير من مجرد ناد , و أنه أكبر بكثير من أن يكون مجرد فريق يلعب كرة القدم ... نحن نشجع الوحدات لأنه ناطق رسمي باسم هويتنا و قضيتنا , بل و أبعد من ذلك فهو جزء لا يتجزأ من أحلامنا التي لا تعرف الحدود ... الوحدات و انتصاراته جانب من جوانب التعبير عن واقعنا الاجتماعي و رغبتنا في الفرح وسط الضغوطات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية التي نعيشها ... و وجوده يعبر عن وجودنا و انتمائنا لهذا المجتمع و عن أننا ( موجودون هنا )... وكل ظلم يتعرض له الفريق إنما هو ظلم نحن مقصودون به.. و كل لا مبالاة قد تصدر بين الفينة و الأخرى من الإدارة أو المدرب أو بعض اللا عبين إنما هي تعبير عن اللامبالاة بنا و بأحلامنا و بطموحنا ... إن شعورنا ( كوحداتية ) بهذا الرابط هو الذي يدفعنا للزحف خلف الفريق و مؤازرته و الدفاع عن ألوانه حيثما حل أو ارتحل .. و هذا الشعور وحده هو الذي يفسر امتلاك الوحدات لأكبرقاعدة جماهيرية بين الأندية العربية الشقيقة و ذلك قياسا لعدد سكان كل واحدة من البلاد العربية...
فاز الوحدات أو خسر سنبقى نشجعه ... سنبقى نشجعه سواء أحرز البطولات المحلية أو العربية أو الآسيوية أم خسرها كلها... سنبقى نشجعه سواء عندنا أتعرض لمؤامرات التحكيم أم لا.. سنبقى نشجعه و نؤازره بكل مكنونات ضمائرنا و أحاسيسنا و مشاعرنا مهما أحاطت بنا ظروف الضغط و أبواق الإعلام و لاحقتنا عصي المرتزقة و البلطجية و من ساندهم... و كيف لا نشجعه وهو الناطق باسم أحلامنا التي نراها ترتسم في عبقرية سليم حمدان و البيكاسو و الشاطر حسن و الذيب و الصقر و العندليب و الأنيق عبد الله ذيب ؟؟؟
نحن أكبر و أعملق من أن يقوم بعض الموتورين بتلقيننا هتافات عنصرية أو إقليمية أو مسيئة لأي جهة كانت في أردننا الحبيب الغالي ... نحن المدرسة التي تعلم الأندية و الأجيال الصاعدة الواعدة أن الناس جميعا متساوون في الحقوق و الواجبات بغض النظر عن أعراقهم و ألوانهم و لغاتهم و لهجاتهم و أديانهم ؛ فمنا و فينا المسلم و المسيحي و الفلسطيني و الأردني لا بل الخليجي و المصري و العراقي ... و للذين أعياهم التساؤل لأية جهة ينتمي جمهور الوحدات نقول : نحن الذين تنتمي إلينا الجهات و لا ننتمي إليها ؛ نعم فنحن نسكن تحت عنوان الوطن العربي الكبير , الجميل بكل مكوناته و ألوانه و عناصره و مزيجه و امتداده التاريخي و الحغرافي و اللغوي....
في مباريات الوحدات يلحظ كل ذي بصيرة و بصر مدى المحبة التي تربط هذا النادي بجماهيره و يلحظ كذلك أن هذه الجماهير تضم كل شرائح و طبقات و فئات المجتمع بدءا بالعامل و انتهاء بالأستاذ الجامعي و المهندس و الطبيب ؛ نعم فجماهير الوحدات هي الحضن الحاضن لكل شرائح المجتمع و مكوناته ... و لئن أردت , يا رعاك الله , أن تقف على مكونات نسيج الوطن الاجتماعي فما عليك سوى أن تحمل آلة تصوير و تجلس بين جماهير الوحدات و لتستمتمع نعم (فالوحداتية ) يستوعبون بين جنباتهم كل أبناء الوطن و ألوان الوطن من شتى الأصول و المنابت...
لسنا شريحة من العنصريين أو العشائريين أو الحزبيين أو المأجورين و لا نقبل ( ولم نقبل يوما ) أن نكون كذلك... لأن وحداتنا العظيم أكبر بكثير من ذلك...