مؤامرة أم شيزفرينيا - مؤامرة أم شيزفرينيا - مؤامرة أم شيزفرينيا - مؤامرة أم شيزفرينيا - مؤامرة أم شيزفرينيا
إلى متى سنبقى نعاني من هذا المرض... علما بأنه لا علاقة له بالعاطفة.. و لكنه مرض يتمكن من العقل فيزرع في ثناياه الازدواجية و التناقض... فتختلط الأوراق و لاستطيع التميز بين العدو و الحبيب ... فحبيب الأمس ربما يكون غريم اليوم.. و عدو اليوم ربما يكون من الأرباب ... يا هل ترى أننا نسير بهدي عقولنا أم إننا نُسحب من نواصينا سحبا...أم صنع الخوف فينا ما صنع ...
لماذا تاهت المبادئ و القيم في صحاري الذل و الضعف و قلة المروءة... لماذا أصبحنا أبواقاً نشازاً تعزف منفردة.... فلا الحبيب يطيق ما وصلنا إليه و لا العدو يأبه لمداهنتنا ... إن ثمة إحساس لدي ينبئني بأن العديد من الشخصيات المنفلتة تعمل على تقويض الحس الوطني ... و تعمل على مغادرة هذا الإحساس و تعريته و جعله مشوه باعث على النفور و الإحباط.. و مستبدلة التيقن و البهجة فيه بمشاعر الوحشية و الاغتراب.
من هنا تمحورت ملامح الوضع الراهن حول الخرائب و المقابر من جهة, و المدن الضائعة العتيقة المقفرة المتداعية المليئة بالخفافيش من جهة أخرى... فمهما حاولت أن تدق أجراسك في تلك المدن... فلن تسمع الصدى ... لأنها مدن عقيمة اعتادت على تركيع الصدى.
لا خير يُرجى منها .. بل على العكس ..تزيد من ضبابية الزمكان ... فلا تستطيع المضي قدما أو حتى العودة إلى بر الأمان.... لكن ما هو معلوم لدى الغالبية " السباحة مع التيار "... يعتقدها البعض تصرفا سليما في توقيت غير سليم ... حيث يتجرأ من لا يملك القدرة على الطيش على شبر ماء .. أن يقول لك " يا أخي لا تسبح عكس التيار".. و كأنه خبير بطبوغرافية الأحداث . أو بروفيسور في سيكولوجية النجاة... و لكني أعي بأنه لا يعي تماما ما سوف تفرزه تلك العبثية.. و أنه سيأتي يوم يعلم فيه بأنه ما كان يسبح إلا في مياه آسنة راكدة لا تحتاج إلى كل هذا الجهد المضني لتخطيها.... أو يخدعه المرض القابع في جمجمته من التيقن من عبثية الطريق و يجعله تاءه في تلك الخرائب و المقابر و التي لا طالما كانت جُحر ترعرعت فيها لجاجة أفكاره....
و لكنني و مع ما حدث سابقا تيقنت تماما بأن الغدر هي من سمات الأعراب الذين تغذوا على لحم الجمال.. فهم تناسوا و لكنهم لم ينسوا ... و حفروا و كمنوا و نجحوا.... و دفعوا ذلك الشفيع العملاق فوقع ... و لكنهم نسوا بأنه عملاق و سيخرج بإذن الله و نخرج جميعنا معه....
فما الكمائن تصنع لصيد المردة و العملاقة... إنما تصنع لصغائر الحيوانات و مخادمة الصياديين.