تل أبيب: نتنياهو أوهن من شنّ حربٍ على القطاع وتصريحاته لا تمُتّ للحقيقة بصلةٍ وتقريرٌ سريٌّ يُحذِّر من انفجار الضفّة الغربيّة واندلاع الانتفاضة الشعبيّة مصحوبةً بارتفاعٍ حادٍّ بالعمليات
الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
كشفت محافلٌ أمنيّةٌ، وُصِفَت بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، اليوم الاثنين النقاب عن أنّ الحظّ، الذي لعِب لصالح إسرائيل، هو الذي منع حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس) في الأسبوعين الأخيرين من تنفيذ خططها لأسر وقتل جنودٍ وضُباطٍ من جيش الاحتلال الإسرائيليّ على ما يُسّمى الشريط الحدوديّ بين كيان الاحتلال الإسرائيليّ وبين قطاع غزّة، على حدّ تعبيرها.
بالإضافة إلى ذلك، لفتت المصادر عينها في الوقت ذاته إلى أنّه بالرغم من تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيليّ بشنّ حربٍ واسعة النطاق ضدّ حماس في قطاع غزّة، فإنّ هذه التصريحات تبقى من أجل الاستهلاك المحليّ، وأنّ نتنياهو نفسه أصدر الأوامر لجيش الاحتلال بعدم اتهّام حركة حماس بالمسؤولية عن هذه المُحاولات، وذلك لأنّه لا يرغب ولا يجرؤ على شنّ حربٍ ضدّ التنظيمات الفلسطينيّة في قطاع غزّة، وذلك قبل شهرٍ بالتمام والكمال من الانتخابات العامّة للكنيست الـ22 في كيان الاحتلال، والتي ستجري في السابع عشر من شهر أيلول (سبتمبر) القادم، كما أكّدت المصادر واسعة الاطلاع في حديثها مع مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، يوسي يهوشواع.
ووفقًا للمصادر الإسرائيليّة، كما نقل المُحلِّل يهوشواع، فإنّ السبب الذي يقِف وراء عدم اتهّام حماس بتنفيذ محاولات الخطف والأسر واختراق السياج الحدوديّ بين إسرائيل وقطاع غزّة، وهو سببٌ انتخابيٌّ وليس سببًا أمنيًا بالمرّة، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّه لو أنّ الأحداث التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي على الشريط الحدوديّ لكانت وقعت في موعدٍ آخر، لكانت إسرائيل جبت من حماس أثمانًا باهظةً جدًا في الأرواح والممتلكات، ولكن بسبب اقتراب موعد الانتخابات العامّة، تابعت المصادر، امتنعت إسرائيل عن تدفيع حماس الثمن، واكتفت بجباية ثمنٍ ضئيلٍ جدًا، كما أكّدت المصادر الأمنيّة واسعة الاطلاع في كيان الاحتلال للصحيفة العبريّة.
وكشفت المصادر نفسها النقاب أيضًا عن أنّ الأجهزة الأمنيّة والمُخابراتيّة في الكيان لم تفهم الأسباب التي دفعت حماس إلى القيام بعمليتين عسكريتين في نهاية الأسبوع الماضي، مُشدّدّة في الوقت ذاته على أنّ الكيان قام بتلبية جميع الطلبات التي قدّمتها حركة حماس في المُفاوضات غير المُباشرة للتهدئة مع المصريين، وعليه، تابعت المصادر، فإنّ مَنْ يبحث عن سكوت إسرائيل المُطبق على استفزازات حماس وعدم الردّ عليها من قبل الدولة العبريّة، يجب أنْ يعود ويُراجِع البيانات الصادرة عن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ ووزير الأمن نتنياهو والتي كانت وما زالت تُشدِّ على أنّ تل أبيب ليست معنيّةً بالتصعيد مع حماس، وأنّ رئيس الوزراء نتنياهو أصدر أوامره لجيش الاحتلال بضبط النفس، طبقًا لأقوالها.
وشدّدّت المصادر الأمنيّة في تل أبيب، كما نقل عنها المُحلِّل يهوشواع، شدّدّت على أنّ نتنياهو ما زال يذكر ما حلّ بالكيان الإسرائيليّ في شهر أيّار (مايو) المُنصرِم عندما اندلعت أعمال العنف بين إسرائيل والمُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، والتي تمكّنت خلال يومٍ ونصف اليوم من إطلاق 690 صاروخًا من مدّياتٍ مُختلفةٍ باتجاه جنوب الدولة العبريّة، وعليه، اعتمادًا على هذه السابقة، أوضحت المصادر، تُواصِل حركة حماس بمساعيها الحثيثة لابتزاز إسرائيل، على حدّ قولها.
وتوقّفت المصادر عينها عند عدم اتهّام حماس بالمسؤولية عن العمليات الأخيرة، وأكّدت في هذا السياق أنّه لا تنطلِق أيّ عمليّةٍ عسكريّةٍ من غزّة ضدّ إسرائيل بدون الحصول على مُوافقةٍ مُسبقةٍ من حركة حماس، إنْ كان ذلك بشكلٍ مُباشرٍ أوْ على نحوٍ غيرُ مباشرٍ، وبالتالي عدم تحميل الحركة المسؤولية كما كان في الماضي غير البعيد يعود لأسبابٍ سياسيّةٍ مُرتبطةٍ بالمعركة الانتخابيّة، ولا صلةً لها، لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ للتقديرات الأمنيّة الإسرائيليّة، كما أكّدت المصادر للصحيفة العبريّة.
في السياق عينه، قالت مصادر أمنيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب إنّه في حال قيام الجيش الإسرائيليّ بعمليةٍ واسعة النطاق في قطاع غزّة ضدّ المُقاومة الفلسطينيّة، فإنّ الضفّة الغربيّة المُحتلّة ستندلِع من تلقاء نفسها تضامنًا مع القطاع، مُضيفةً في الوقت عينه إلى أنّ اندلاع الضفّة الغربيّة أخطر بكثير من الوضع في قطاع غزّة، وذلك بسبب تواجد الفلسطينيين جنبًا إلى جنب مع المُستوطنين وجنود الاحتلال المُنتشرين في جميع أرجاء الضفّة الغربيّة، كما أكّدت.
وكشف الصحافيّ إيليئور ليفي، الذي يُغطّي الضفّة الغربيّة من قبل صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، كشف النقاب اليوم الاثنين عن تقريرٍ جديدٍ صُنِّف بالسريّ، والذي تمّ توزيعه على قادة الأجهزة الأمنيّة التابعة للسلطة الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة، مُشدّدًا على أنّ التقرير يُحذِّر من ارتفاعٍ حادٍّ في العمليات الـ”تخريبيّة” في الضفة، إضافةً إلى “ثورةٍ شعبيّةٍ”، لافِتًا إلى أنّ الأسباب التي ستقود إلى تفجّر الوضع هي” الوضع الاقتصاديّ الصعب، العُزلة الدوليّة واليأس من المُستقبل، كما جاء في التقرير الـ”سريّ”.