وإن هلهلت يا حـــــــــــــمـــــــــص هلهلنالك - وإن هلهلت يا حـــــــــــــمـــــــــص هلهلنالك - وإن هلهلت يا حـــــــــــــمـــــــــص هلهلنالك - وإن هلهلت يا حـــــــــــــمـــــــــص هلهلنالك - وإن هلهلت يا حـــــــــــــمـــــــــص هلهلنالك
تتواتر الصور اليومية البشعة للجثث الممزقة للشعب السوري عبر شاشات الفضائيات العالمية المختلفة, ولا نجد من يحرِّك ساكنًا لمجابهة الوحشية التي ينتهجها النظام السوري الفاشي.
فأيُّ إجرامٍ هذا الذي ينتهجه هذا النظام ضد الثوار! وأي انتهاك هذا الذي يحدث في حق البشر!
ولماذا هذا الصمت الرهيب الذي يتحلي به النظام العربي والعالمي؟! وأين ميثاق الأمم المتحدة الذي يعطي الحق لمجلس الأمن بالتدخل العسكري في أي دولة لحماية حقوق الإنسان والأقليات، أم أن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة لم يقر بعدُ أن ما يحدث في سوريا هو انتهاك لحقوق الإنسان وجريمة بشعة في حق الإنسانية كلها؟!
ولماذا عندما يختلق مسيحي أو يهودي أزمة في أي دولة عربية أو إسلامية نجد العالم كله يثور ويفور ويتحول الغرب إلى مناضلين من أجل حقوق الإنسان والأقليات، وتنبري أقلام الغرب والشرق دفاعًا عن شخص واحد؟!
فلماذا يتجاهل العالم هذه الإبادة الجماعية التي يقوم بها نظام بشار الأسد ضد شعب أعزل لا يملك ما يدافع به عن نفسه؟!
وإذا كان ما أقوله يتناقض مع الحقائق الثابتة، وقد أكون من المتأثرين بنظرية المؤامرة، إذن فما هو التفسير الصحيح لتجاهل النظام الدولي لأكبر حملة إبادة يقوم بها نظام ضد شعبه، والعالم كله يتفرج على بشاعة الإبادة الجماعية؟! ولماذا كان التدخل في ليبيا سريعًا، رغم أن الأسباب والتداعيات متطابقة في كلتا الدولتين، إن لم تكن أكثر في سوريا؟!
لقد تدخل الغرب بسرعة كبيرة في ليبيا؛ لأنها دولة تعوم على آبار البترول الذي يلهث وراءه الغرب، وليس إنصافًا لمبادئ حقوق الإنسان التي يتشدقون بها ليل نهار.
أما الوضع في سوريا فيختلف كثيرًا من النواحي الاقتصادية والعسكرية والأمنية، فهي ليست لُقمة سائغة يستطيع الغرب التهامها بسهولة، كما أنها رقم صعب في المعادلة العسكرية، إضافةً إلى أن سقوط النظام السوري الحالي يهدد الكيان الصهيوني تهديدا مباشرًا؛ حيث يعتبر سقوط هذا النظام واستبداله بقُوَى إسلامية مناهضة للكيان الغاصب زيادة في عدد الجبهات المعادية له؛ مما يقلل من عمره الافتراضي، وهذا ما لا يرضاه الغرب الأمريكي والأوربي لهذا الكيان الصهيوني الغاصب.
ومع هذا الصمت العالمي والعجز العربي، ستبقى إرادة الشعب السوري الحر باقية لتحدِّد مصيره.
وعلى الجانب الآخر فلن تسمح الشعوب العربية بعد اليوم التدخُّل في شئونها من قِبل الدول المتشدقة بحقوق الإنسان أو الأقليات، فقد أسقطت المواقف والأحداث الأقنعة التي تلبسها تلكم الدول؛ لتخفي وراءها مطامع مادية وتفرقة عنصرية وكراهية عقائدية لكل ما هو عربي وإسلامي على حد سواء.
ويبقى أن نقول: إذا كان نظام الأسد يراهن على عامل الوقت، فإن الشعب السوري الحر يراهن على عدالة السماء.