تاريخ درويش في خطر ...أحمد أشقر يتتبع الأثر التوراتي في شعر درويش ويصفه بالمحايد و المجامل لليهود ...قضية للنقاش
تاريخ درويش في خطر ...أحمد أشقر يتتبع الأثر التوراتي في شعر درويش ويصفه بالمحايد و المجامل لليهود ...قضية للنقاش - تاريخ درويش في خطر ...أحمد أشقر يتتبع الأثر التوراتي في شعر درويش ويصفه بالمحايد و المجامل لليهود ...قضية للنقاش - تاريخ درويش في خطر ...أحمد أشقر يتتبع الأثر التوراتي في شعر درويش ويصفه بالمحايد و المجامل لليهود ...قضية للنقاش - تاريخ درويش في خطر ...أحمد أشقر يتتبع الأثر التوراتي في شعر درويش ويصفه بالمحايد و المجامل لليهود ...قضية للنقاش - تاريخ درويش في خطر ...أحمد أشقر يتتبع الأثر التوراتي في شعر درويش ويصفه بالمحايد و المجامل لليهود ...قضية للنقاش
حمد أشقر يتتبع الأثر التوراتي في شعر محمود درويش * رشا عبدالله سلامة
الدستور - استمرارا لسلسلة المقالات التي ناقشت عبر أسابيع، على صفحات «الدستور الثقافي»، الأثر التوراتي في شعر محمود درويش، وحجم الفقرات المنقولة في شعره كما هي من التوراة دونما الإشارة لمصدرها، أقيمت في رابطة الكتّاب في السادسة من مساء أول من أمس الأول ندوة للباحث الفلسطيني أحمد أشقر، الذي سبق وأن نشر كتابا في هذا المضمار قبل أعوام.
الندوة، التي أحجم مثقفو الصفوف الأولى عن ارتيادها، كانت سبقتها واحدة قبل أسبوع تقريبا، وزّع فيها الباحث زياد الزعبي أوراقا على الحضور يعرض فيها مقاطع التوراة الكاملة التي نقلها درويش في شِعره، لا سيما «الجدارية».
وكان أشقر نوّه لكونه قرأ درويش فكريا، وليس أدبيا، بمعنى أنه استند إلى عقلية الباحث المراجِع لشعره ومقابلاته الصحفية مع الجرائد العبرية على وجه التحديد، فيما نوّه كما الزميل هشام عودة، الذي أدار الندوة، إلى كونه لم ولن يتطرق لشِعره من ناحية أدبية.
وفي وقت رأى فيه البعض أن المسألة الآنفة لا تتجاوز حدود التناص الأدبي السائد لا سيما حيال الكتب السماوية، فإن أشقر ذهب للبرهنة على وجهة نظره من خلال استعراض مواقف سياسية عدة لدرويش من بينها نصوص من مقابلاته الصحفية، كتلك المقابلة مع الصحفي اليهودي المصري يوسف الغازي في العام 1969 والتي تحدث فيها عن حنقه على الحاكم العسكري الإسرائيلي قبل ترحيله عن الجليل، وقوله في المقابلة «الحاكم العسكري رمز شر يؤذي العلاقات بين الشعبين»، مردفا «من حسن حظي أني التقيت شخصية يهودية تختلف تماما عن الحاكم العسكري وهي شخصية المعلمة شوشانا التي أنقذتني من جحيم الكراهية وهي رمز لليهودي الذي يقدم خدمة طيبة لشعبه».
وتحدث أشقر عن تأثر درويش بالشاعر الإسرائيلي بياليك، قائلا «هو ليس بشاعر كبير، وهو شاعر سياسي؛ إذن إن اليهود عموما توقفوا عن كتابة الأدب منذ خروجنا من الأندلس، كما أنهم في فلسطين على وجه التحديد لم يكتبوا أدبا بل مناشير سياسية»، مستعرضا عبارات عدة قالها درويش في تأبين الأديب الفلسطيني الراحل إميل حبيبي، من بينها «لقد شاءت طبيعة المصائر أن تكون هذه الأرض لشعبين». وتحدث أشقر عن درويش، الذي كان يشرف على أعماله من ألفها إلى يائها، حين حُوّلت «سرير الغريبة» إلى مغناة في الناصرة ورام الله في العام 2001، وإذ بالموسيقى المرافقة هي موسيقى الخزانوت التي توضع في الكنيس البولندي.
في العام 2002، وتحديدا في مهرجان الشعر العالمي، الذي تم بحضور شعراء إسرائيليين، قال درويش في مقابلة صحفية هناك بأن القصيدة بالنسبة له جمالية فحسب وليست سياسية، ليذهب عقب ذلك إلى القاهرة وليقول في مقابلة صحفية بأن القصيدة سياسية بالنسبة له، بحسب أشقر، معقبا أنه في العام 2008 ألقى شعره في مؤتمر دافوس بحضور شيمعون بيريز وبول بريمر.
وتطرق أشقر لقصيدة «أيها المارّون» التي أغضبت كيان الاحتلال بسبب وجود رمزية «فراق الهدهد» التي تعني تدمير الدولة، ما جعله لا يُضمّنها لأي من دواوينه، وما جعله يقول بأن أشعاره فُهمت على نحو خاطئ، ومن ثم قدّم ديوان «لماذا تركت الحصان وحيدا؟ الذي يكاد يكون «الصُلحة» بعد أن أفصح درويش لأحد أعضاء الكنيست العرب عن تخوّفه من اغتيال إسرائيل له بسبب غضبهم.
وفي موقف آخر ذكره أشقر كان درويش وقّع في 15 آذار من العام 2002، وفقا لما هو منشور في صحيفة هآرتس، على بيان يضمّه وخمسة وعشرين مثقفا فلسطينيا يوافقون فيه على العيش في خمس الأراضي الفلسطينية مقابل أربعة أخماس لليهود.
ومن ثم استعرض أشقر مقاطع شعرية عدة لدرويش حملت تأويلات تؤكد الوقائع الآنفة، ليُفتح بعدها باب النقاش بين الحضور الذين انقسموا قسمين: أحدهما يصادق على ما سبق، والآخر يرى بأن في استعراض ذلك محاولة للنيل من رمز فلسطيني.
هل ما تم ذكره سابقاً خلال هذا الخبر افتراء واساءة لتاريخ درويش؟!
أم هي حقيقة كانت غائبة عنّا نحن عشاق درويش؟!
وهل درويش خان القضية الفلسطينية؟ أم أن درويش هو شهيد الحرية وأدب المقاومة كما وجدناه في حروفه وقصائده !!!!!
صمت البشر ..أستذكر قول مظفر النواب : "علمني وطني أن حروف التاريخ مزورةٌ ما لم تكن بدون دماء "
للأمانة وحسب ما تابعته وفهمته أن هناك العديد من الأدباء من قاطعوا هذه الندوات على أنها تسيء لتاريخ درويش ولكن عندما ياتوا بكل المقاطع التي كان يتناولها درويش من التوراة في قصائده !!!... ويبقى درويش عند ربه الان والله علام الغيوب !!
بقلم - جهاد فاضل:
يتفق الشاعر السوري أدونيس مع منظمة حماس في أمر واحد هو وصف الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش بأنه «شاعر تصالحي» أي شاعر غير صارم في موقفه من اليهود أو من الإسرائيليين. فهو يدعو إلى الصلح معهم، لا إلى إلقائهم في البحر، كما كان يدعو أحمد الشقيري الأمين العام السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية، أو سواه، وعلى هذا يكون محمود درويش شاعراً مفرطاً بالقضية، لا شاعراً - رمزاً لها، كما يقول عنه «الفتحاويون» وسواهم.
وقبل سنوات قليلة أصدر باحث فلسطيني كتاباً عن محمود درويش يندرج في هذا الإطار. فقد تحدّث عن «التوراتيات» في شعر درويش، غامزاً بذلك من تأثره بالمعجم التوراتي، أي بما تحتويه التوراة من تعابير وصور، ولائماً بالتالي مثل هذا التأثر. مع أن كبار شعراء العالم تأثروا بالتوراة دون أن يتهوّدوا أي دون أن يتحوّلوا إلى يهود. فالتوراة، بنظر هؤلاء هي مجرد كتاب ديني أو أدبي قديم يمكن أن ينتفع به الشاعر أو الفنان دون أن يفارق دينه أو عقيدته. وهذا ما كان عليه محمود درويش الذي تأثر فعلاً بلغة التوراة، ولكنه ظل فلسطينياً وعروبياً ومسلماً.
ولا شك أن من الظلم لمحمود درويش الغمز من صحة فلسطينيته، ومن صلابتها في آن. يشهد على ذلك مواقفه والتراث الشعري المشرّف الذي تركه، بدءاً من قصيدته التي نشرها وهو في فلسطين المحتلة (أي إسرائيل): «سجل أنا عربي»، مروراً بـ «عابرون في كلام عابر» التي خضّت الإسرائيليين، وصولاً إلى ما لا يحصى من القصائد والمواقف الوطنية والقومية التي جعلته بالفعل رمز فلسطين المعذبة المقهورة المنكوبة.
ولكن على الرغم من هذا السجل الحافل بالمكارم والفضائل لمحمود درويش، فإن محمود درويش لا يدعو فعلاً لإلقاء اليهود في البحر. ذلك بأن في الضفة الأخرى إنساناً كما كتب مرة تقي الدين الصلح كعنوان لمقال له خلال إحدى جولات الحرب العالمية الثانية. ففي خضم المعارك الطاحنة بين ألمانيا النازية والحلفاء، وفيما كان النازيون يمطرون لندن وباريس بالقنابل ليلاً نهاراً، حلّ عيد الميلاد فتوقف الطرفان عن الحرب لثلاثة أيام احتراماً للعيد. في اليوم التالي كتب تقي الدين الصلح مقالاً في جريدة لبنانية من وحي هذا الاتفاق على وقف النار بين الفريقين المتحاربين عنوانه: «إذن في الضفة الأخرى إنسان»!.
كان هذا في الواقع موقف محمود درويش من الإسرائيليين. كان فلسطينياً كامل الفلسطينية، ولكنه كان أيضاً إنساناً كامل الإنسانية. كان مؤمناً بأن فلسطين عربية، وبأن اليهود عبارة عن غزاة ومحتلين، وبأن كل شيء في النهاية سيعود إلى أصله. ذكر ذلك في كل شعره ويمكن للمرء أن يلتمس ذلك بوضوح، على الخصوص في خاتمة «الجدارية» عندما يفند حروف اسمه، وعندما يتحدّث عمّا له وعمّا ليس له.
ولكن محمود درويش كان شاعراً ذا نزعة إنسانية، يخاطب العالم كله في شعره، وليس «شاعر حرب»، أو شاعر قبيلة. والشاعر الذي يوجّه شعره إلى قلوب الناس وعقولهم، في كل زمان ومكان، هو غير شاعر الحماسة الملتهبة، أو شاعر المنابر الباحث عن التصفيق.
بهذه النزعة الإنسانية في شعره، وصل محمود درويش إلى كل قارئ في العالم، فأقنعه بعدالة قضيته وبكون عدوّه على باطل. ولو أنه توسّل شعر الحرب أو شعر الحماسة، لفقد قدرته على النفاذ إلى قلوب الناس والتأثير فيهم، وبخاصية في الخارج.
ويمكن اعتبار ديوانه «حالة حصار» الذي كتبه في يناير ٢٠٠٢ في رام اللَّه، أثناء حصار الإسرائيليين للضفة الغربية، نموذجاً لهذا الشعر الإنساني الذي نتحدّث عنه، والذي لا يتخلى فيه الشاعر قيد أنملة عن وطنيته، أو عن قضيته. إنه يخاطب عدوّه مخاطبة عقلانية وأخلاقية ليظهر ما في مواقف هذا العدو من خلل وخطأ، ولكون الأساليب التي يستخدمها هذا العدو ترتد عليه وتظهر عدوانيته وانهياره الأخلاقي، وهو الذي يدعي أنه ضحية المحرقة التي تعرّض لها على يد النازية، في حين أن ما يلحقه بالشعب الفلسطيني هو محرقة جديدة لا تقل جسامة عن محرقة الأمس القريب.
في «حالة حصار»، وتحت عنوان «إلى قاتل» يذكّر محمود الجندي الإسرائيلي المحتل بأمه في غرفة الغاز التي أدخلها إليها النازيون:
إلى قاتل: لو تأملت وجه الضحية
وفكّرت كنت تذكرت أمك في غرفة
الغاز كنت تحرّرت من حكمة البندقية
وغيرت رأيك: ما هكذا تستعاد الهوية!
ويتابع هذا الحديث في نص آخر، و«لقاتل آخر». يناقشه في الجريمة التي ارتكبها عندما أزهق روح امرأة فلسطينية حامل. هذا القاتل لم يدرك ما فعل، أي لم يدرك التداعيات التي تولّدت عن قتل هذه المرأة المسكينة وهو نص مؤثر في القلوب غاية التأثير، ويخدم القضية الفلسطينية في الخارج، وحتى عند القارئ الإسرائيلي، أكثر من كل شعر الحماسة والحرب. لنسمعه يقول في هذا النص:
إلى قاتل آخر: لو تركت الجنين
ثلاثين يوماً، إذن لتغيّرت الاحتمالات:
قد ينتهي الاحتلال، ولا يتذكر ذاك
الرضيع زمان الحصار،
فيكبر طفلاً معافى، ويصبح شاباً
ويدرس في معهد واحد مع إحدى بناتك
تاريخ آسيا القديم
وقد يقعان معاً في شباك الغرام
وقد ينجبان ابنة (وتكون يهودية بالولادة)
ماذا فعلت إذن؟
صارت ابنتك الآن أرملة
والحفيدة صارت يتيمة؟
فماذا فعلت بأسرتك الشاردة
وكيف أصبت ثلاث حمائم بالطلقة الواحدة؟
أليس هذا الحديث أفعل في نفس قارئه من حديث آخر عبارة عن حمم وقذائف وشتائم عشوائية لا تضر العدو، بل تسيء إلى من يطلقها؟ لقد كتب شعراء فلسطينيون، وغير فلسطينيين، مثل هذه القصيدة الحماسية ولم تكن لها أي نتائج مادية أو معنوية تذكر. بل إنها ارتدّت على صاحبها وأساءت إليه.
هذا مع الإشارة إلى أن محمود درويش يصف الإسرائيليين «بالعدو»، أو «بالأعداء». إن الأمور واضحة تماماً في ذهنه، وفي بوصلته:
بلاد على أهبة الفجر
صرنا أقل ذكاء
لأنا نحملق في ساعة النصر:
لا ليل في ليلنا المتلألئ بالمدفعية
أعداؤنا يسهرون
وأعداؤنا يشعلون لنا النور
في حلكة الأقبية
وفي مقطع آخر يقول:
سيمتدّ هذا الحصار إلى ان نعلّم أعداءنا
نماذج من شعرنا الجاهلي
وفي مقطع آخر تمتزج فيه مشاعر مختلفة:
أيها الواقفون على العتبات ادخلوا
واشربوا معنا القهوة العربية
قد تشعرون بأنكم بشر مثلنا
ايها الواقفون على عتبات البيوت
اخرجوا من صباحاتنا
نطمئن إلى اننا
بشر مثلكم..
إنهم بالفعل كذلك: غاصبون من نوع مختلف عن البشر، يفعلون ما يفعلون في بشر آخرين لديهم كل أصالة البشر وتقاليدهم ومواضعاتهم وإنسانيتهم. ولكن هؤلاء الواقفين على عتبات البيوت مدعوّون إلى الخروج من صباحات الفلسطينيين لكي يطمئن هؤلاء إلى أنهم بشر مثل هؤلاء الطارئين الغاصبين!
ويعود ليخاطبهم على الصورة التالية:
أيها الساهرون ألم تتعبوا
من مراقبة الضوء في ملحنا؟
ومن وهج الورد في جرحنا
ألم تتعبوا أيها الساهرون؟
في إشارة بالطبع إلى أن هؤلاء الغزاة لا يعرفون النوم.
ويبلغ خطاب محمود درويش ذروة ملحمية عالية عندما يتحدّث عن استشهاد عروسين فلسطينيين برصاص هؤلاء الغزاة ذوي السحن الغريبة:
قالت الأم: في بادئ الأمر لم
أفهم الأمر. قالوا: تزوّج منذ
قليل. فزغردت، ثم رقصت وغنيت
حتى الهزيع الأخير من الليل، حيث
مضى الساهرون ولم تبق إلا سلال
البنفسج حولي. تساءلت: أين العروسان؟
قيل: هنالك فوق السماء ملاكان
يستكملان طقوس الزواج. فزغردت
ثم رقصت وغنيت حتى أُصبت
بداء الشلل
فمتى ينتهي يا حبيبي شهر العسل؟
ويتحدّث عن الموت الصديق الدائم للفلسطينيين، وهو موت يتسبّب به الاسرائيليون بالطبع:
أصدقائي يعدّون لي دائماً حفلة
للوداع، وقبراً مريحاً يظلله السنديان
وشاهدة من رخام الزمن
فأسبقهم دائماً في الجنازة:
من مات.. من؟
وما من بيت فلسطيني ليس فيه شهيد أو أكثر، كأن الشهادة سمة أو علامة للفلسطينيين:
الشهيدة بنت الشهيدة بنت الشهيد
وأخت الشهيد وأخت الشهيدة كنّة
أم الشهيد حفيدة جد شهيد
وجارة عم الشهيد (الخ.. الخ..)
ولا شيء يحدث في العالم المتمدّن
فالزمن البربري انتهى
والضحية مجهولة الاسم، عادية
والضحية مثل الحقيقة نسبية
إلخ.. إلخ..
كتب محمود درويش هذه المجموعة خلال حصار الإسرائيليين للضفة الغربية. كان في ذهن محمود، وفي ذهن الفلسطينيين يومها، أن الدولة الفلسطينية قريبة جداً على وشك أن تولد. ولذلك فهو يشير إلى «بلاد على أهبة الفجر»، أي إلى بلاد سيبزغ فجرها في القريب القريب:
بلاد على أهبة الفجر،
عما قليل
تنام الكواكب في لغة الشعر
عما قليل
نودّع هذا الطريق الطويل
ونسأل: من أين نبدأ؟
عما قليل
نحذّر نرجسنا الجبلي الجميل
من الافتتان بصورته: لم تعد
صالحاً للقصيدة، فانظر
إلى عابرات السبيل
ويخصّص الصفحات الأخيرة للحديث عن السلام.
فعلى الرغم من أنه عاش فترة مراهقة وصباه في إسرائيل، ويعرف اليهود جيدّاً، فقد ظلّ دائم الحديث عن السلام، وكأن معجزة ما ستتحقق:
سلام على من يشاطرني الانتباه إلى
نشوة الضوء، ضوء الفراشة،
في ليل هذا النفق!
* *
السلام حمام غريبين يقتسمان الهديل
الأخير على حافة الهاوية
* *
السلام انكسار السيوف أمام الجمال
الطبيعي، حيث يفل الحديد الندى
* *
السلام غناء حياة هنا، في الحياة
على وتر السنبلة!
وقد فاته أن السلام عزف فريق، وليس عزفاً منفرداً!
السؤال الذي يطرح نفسه ماذا كان مقصد درويش من تلك العبارات التي اطلقها وهل تأثر فعلا بالتوراة ام انها فهمت خطأً بعد موته واصبحنا بحاجة لعودة درويش ليعيد شرح ماكتب؟؟!!
بقلم - جهاد فاضل:
يتفق الشاعر السوري أدونيس مع منظمة حماس في أمر واحد هو وصف الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش بأنه «شاعر تصالحي» أي شاعر غير صارم في موقفه من اليهود أو من الإسرائيليين. فهو يدعو إلى الصلح معهم، لا إلى إلقائهم في البحر، كما كان يدعو أحمد الشقيري الأمين العام السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية، أو سواه، وعلى هذا يكون محمود درويش شاعراً مفرطاً بالقضية، لا شاعراً - رمزاً لها، كما يقول عنه «الفتحاويون» وسواهم.
وقبل سنوات قليلة أصدر باحث فلسطيني كتاباً عن محمود درويش يندرج في هذا الإطار. فقد تحدّث عن «التوراتيات» في شعر درويش، غامزاً بذلك من تأثره بالمعجم التوراتي، أي بما تحتويه التوراة من تعابير وصور، ولائماً بالتالي مثل هذا التأثر. مع أن كبار شعراء العالم تأثروا بالتوراة دون أن يتهوّدوا أي دون أن يتحوّلوا إلى يهود. فالتوراة، بنظر هؤلاء هي مجرد كتاب ديني أو أدبي قديم يمكن أن ينتفع به الشاعر أو الفنان دون أن يفارق دينه أو عقيدته. وهذا ما كان عليه محمود درويش الذي تأثر فعلاً بلغة التوراة، ولكنه ظل فلسطينياً وعروبياً ومسلماً.
ولا شك أن من الظلم لمحمود درويش الغمز من صحة فلسطينيته، ومن صلابتها في آن. يشهد على ذلك مواقفه والتراث الشعري المشرّف الذي تركه، بدءاً من قصيدته التي نشرها وهو في فلسطين المحتلة (أي إسرائيل): «سجل أنا عربي»، مروراً بـ «عابرون في كلام عابر» التي خضّت الإسرائيليين، وصولاً إلى ما لا يحصى من القصائد والمواقف الوطنية والقومية التي جعلته بالفعل رمز فلسطين المعذبة المقهورة المنكوبة.
ولكن على الرغم من هذا السجل الحافل بالمكارم والفضائل لمحمود درويش، فإن محمود درويش لا يدعو فعلاً لإلقاء اليهود في البحر. ذلك بأن في الضفة الأخرى إنساناً كما كتب مرة تقي الدين الصلح كعنوان لمقال له خلال إحدى جولات الحرب العالمية الثانية. ففي خضم المعارك الطاحنة بين ألمانيا النازية والحلفاء، وفيما كان النازيون يمطرون لندن وباريس بالقنابل ليلاً نهاراً، حلّ عيد الميلاد فتوقف الطرفان عن الحرب لثلاثة أيام احتراماً للعيد. في اليوم التالي كتب تقي الدين الصلح مقالاً في جريدة لبنانية من وحي هذا الاتفاق على وقف النار بين الفريقين المتحاربين عنوانه: «إذن في الضفة الأخرى إنسان»!.
كان هذا في الواقع موقف محمود درويش من الإسرائيليين. كان فلسطينياً كامل الفلسطينية، ولكنه كان أيضاً إنساناً كامل الإنسانية. كان مؤمناً بأن فلسطين عربية، وبأن اليهود عبارة عن غزاة ومحتلين، وبأن كل شيء في النهاية سيعود إلى أصله. ذكر ذلك في كل شعره ويمكن للمرء أن يلتمس ذلك بوضوح، على الخصوص في خاتمة «الجدارية» عندما يفند حروف اسمه، وعندما يتحدّث عمّا له وعمّا ليس له.
ولكن محمود درويش كان شاعراً ذا نزعة إنسانية، يخاطب العالم كله في شعره، وليس «شاعر حرب»، أو شاعر قبيلة. والشاعر الذي يوجّه شعره إلى قلوب الناس وعقولهم، في كل زمان ومكان، هو غير شاعر الحماسة الملتهبة، أو شاعر المنابر الباحث عن التصفيق.
بهذه النزعة الإنسانية في شعره، وصل محمود درويش إلى كل قارئ في العالم، فأقنعه بعدالة قضيته وبكون عدوّه على باطل. ولو أنه توسّل شعر الحرب أو شعر الحماسة، لفقد قدرته على النفاذ إلى قلوب الناس والتأثير فيهم، وبخاصية في الخارج.
ويمكن اعتبار ديوانه «حالة حصار» الذي كتبه في يناير ٢٠٠٢ في رام اللَّه، أثناء حصار الإسرائيليين للضفة الغربية، نموذجاً لهذا الشعر الإنساني الذي نتحدّث عنه، والذي لا يتخلى فيه الشاعر قيد أنملة عن وطنيته، أو عن قضيته. إنه يخاطب عدوّه مخاطبة عقلانية وأخلاقية ليظهر ما في مواقف هذا العدو من خلل وخطأ، ولكون الأساليب التي يستخدمها هذا العدو ترتد عليه وتظهر عدوانيته وانهياره الأخلاقي، وهو الذي يدعي أنه ضحية المحرقة التي تعرّض لها على يد النازية، في حين أن ما يلحقه بالشعب الفلسطيني هو محرقة جديدة لا تقل جسامة عن محرقة الأمس القريب.
في «حالة حصار»، وتحت عنوان «إلى قاتل» يذكّر محمود الجندي الإسرائيلي المحتل بأمه في غرفة الغاز التي أدخلها إليها النازيون:
إلى قاتل: لو تأملت وجه الضحية
وفكّرت كنت تذكرت أمك في غرفة
الغاز كنت تحرّرت من حكمة البندقية
وغيرت رأيك: ما هكذا تستعاد الهوية!
ويتابع هذا الحديث في نص آخر، و«لقاتل آخر». يناقشه في الجريمة التي ارتكبها عندما أزهق روح امرأة فلسطينية حامل. هذا القاتل لم يدرك ما فعل، أي لم يدرك التداعيات التي تولّدت عن قتل هذه المرأة المسكينة وهو نص مؤثر في القلوب غاية التأثير، ويخدم القضية الفلسطينية في الخارج، وحتى عند القارئ الإسرائيلي، أكثر من كل شعر الحماسة والحرب. لنسمعه يقول في هذا النص:
إلى قاتل آخر: لو تركت الجنين
ثلاثين يوماً، إذن لتغيّرت الاحتمالات:
قد ينتهي الاحتلال، ولا يتذكر ذاك
الرضيع زمان الحصار،
فيكبر طفلاً معافى، ويصبح شاباً
ويدرس في معهد واحد مع إحدى بناتك
تاريخ آسيا القديم
وقد يقعان معاً في شباك الغرام
وقد ينجبان ابنة (وتكون يهودية بالولادة)
ماذا فعلت إذن؟
صارت ابنتك الآن أرملة
والحفيدة صارت يتيمة؟
فماذا فعلت بأسرتك الشاردة
وكيف أصبت ثلاث حمائم بالطلقة الواحدة؟
أليس هذا الحديث أفعل في نفس قارئه من حديث آخر عبارة عن حمم وقذائف وشتائم عشوائية لا تضر العدو، بل تسيء إلى من يطلقها؟ لقد كتب شعراء فلسطينيون، وغير فلسطينيين، مثل هذه القصيدة الحماسية ولم تكن لها أي نتائج مادية أو معنوية تذكر. بل إنها ارتدّت على صاحبها وأساءت إليه.
هذا مع الإشارة إلى أن محمود درويش يصف الإسرائيليين «بالعدو»، أو «بالأعداء». إن الأمور واضحة تماماً في ذهنه، وفي بوصلته:
بلاد على أهبة الفجر
صرنا أقل ذكاء
لأنا نحملق في ساعة النصر:
لا ليل في ليلنا المتلألئ بالمدفعية
أعداؤنا يسهرون
وأعداؤنا يشعلون لنا النور
في حلكة الأقبية
وفي مقطع آخر يقول:
سيمتدّ هذا الحصار إلى ان نعلّم أعداءنا
نماذج من شعرنا الجاهلي
وفي مقطع آخر تمتزج فيه مشاعر مختلفة:
أيها الواقفون على العتبات ادخلوا
واشربوا معنا القهوة العربية
قد تشعرون بأنكم بشر مثلنا
ايها الواقفون على عتبات البيوت
اخرجوا من صباحاتنا
نطمئن إلى اننا
بشر مثلكم..
إنهم بالفعل كذلك: غاصبون من نوع مختلف عن البشر، يفعلون ما يفعلون في بشر آخرين لديهم كل أصالة البشر وتقاليدهم ومواضعاتهم وإنسانيتهم. ولكن هؤلاء الواقفين على عتبات البيوت مدعوّون إلى الخروج من صباحات الفلسطينيين لكي يطمئن هؤلاء إلى أنهم بشر مثل هؤلاء الطارئين الغاصبين!
ويعود ليخاطبهم على الصورة التالية:
أيها الساهرون ألم تتعبوا
من مراقبة الضوء في ملحنا؟
ومن وهج الورد في جرحنا
ألم تتعبوا أيها الساهرون؟
في إشارة بالطبع إلى أن هؤلاء الغزاة لا يعرفون النوم.
ويبلغ خطاب محمود درويش ذروة ملحمية عالية عندما يتحدّث عن استشهاد عروسين فلسطينيين برصاص هؤلاء الغزاة ذوي السحن الغريبة:
قالت الأم: في بادئ الأمر لم
أفهم الأمر. قالوا: تزوّج منذ
قليل. فزغردت، ثم رقصت وغنيت
حتى الهزيع الأخير من الليل، حيث
مضى الساهرون ولم تبق إلا سلال
البنفسج حولي. تساءلت: أين العروسان؟
قيل: هنالك فوق السماء ملاكان
يستكملان طقوس الزواج. فزغردت
ثم رقصت وغنيت حتى أُصبت
بداء الشلل
فمتى ينتهي يا حبيبي شهر العسل؟
ويتحدّث عن الموت الصديق الدائم للفلسطينيين، وهو موت يتسبّب به الاسرائيليون بالطبع:
أصدقائي يعدّون لي دائماً حفلة
للوداع، وقبراً مريحاً يظلله السنديان
وشاهدة من رخام الزمن
فأسبقهم دائماً في الجنازة:
من مات.. من؟
وما من بيت فلسطيني ليس فيه شهيد أو أكثر، كأن الشهادة سمة أو علامة للفلسطينيين:
الشهيدة بنت الشهيدة بنت الشهيد
وأخت الشهيد وأخت الشهيدة كنّة
أم الشهيد حفيدة جد شهيد
وجارة عم الشهيد (الخ.. الخ..)
ولا شيء يحدث في العالم المتمدّن
فالزمن البربري انتهى
والضحية مجهولة الاسم، عادية
والضحية مثل الحقيقة نسبية
إلخ.. إلخ..
كتب محمود درويش هذه المجموعة خلال حصار الإسرائيليين للضفة الغربية. كان في ذهن محمود، وفي ذهن الفلسطينيين يومها، أن الدولة الفلسطينية قريبة جداً على وشك أن تولد. ولذلك فهو يشير إلى «بلاد على أهبة الفجر»، أي إلى بلاد سيبزغ فجرها في القريب القريب:
بلاد على أهبة الفجر،
عما قليل
تنام الكواكب في لغة الشعر
عما قليل
نودّع هذا الطريق الطويل
ونسأل: من أين نبدأ؟
عما قليل
نحذّر نرجسنا الجبلي الجميل
من الافتتان بصورته: لم تعد
صالحاً للقصيدة، فانظر
إلى عابرات السبيل
ويخصّص الصفحات الأخيرة للحديث عن السلام.
فعلى الرغم من أنه عاش فترة مراهقة وصباه في إسرائيل، ويعرف اليهود جيدّاً، فقد ظلّ دائم الحديث عن السلام، وكأن معجزة ما ستتحقق:
سلام على من يشاطرني الانتباه إلى
نشوة الضوء، ضوء الفراشة،
في ليل هذا النفق!
* *
السلام حمام غريبين يقتسمان الهديل
الأخير على حافة الهاوية
* *
السلام انكسار السيوف أمام الجمال
الطبيعي، حيث يفل الحديد الندى
* *
السلام غناء حياة هنا، في الحياة
على وتر السنبلة!
وقد فاته أن السلام عزف فريق، وليس عزفاً منفرداً!
غريبة هذه الدنيا ...يكشف لك التاريخ حقاقاً كانت مزورة للكثير منا ..مؤلم أن نكتشف الأشخاص بالصورة الكامل بعد موتهم ...وأنا هنا لا أطعن بدرويش رحمه الله وغفر لله له باذنه..وانما منزعج جداً لما قرأته وأقرأه وقد كنت مغيباً عن هذه الصور كوني لا اعلم بتوراتهم !!
المقال الذي أدرجه الأخ مالك - مشكوراً - يجيب على مجموعة كبيرة من التساؤلات
ولا أدري في الواقع ما الغاية من هكذا ندوات وهكذا تحقيقات
ولو فرضنا جدلاً وجود أثر للتوراة في شعر درويش ، فما المشكلة ؟! التوراة في النهاية نص أدبي كما هو حال القرآن الكريم فما المانع من إضافة لمسة ما من هذه الكتب طالما أنها لا تسيء لأي من الديانتين ؟!
وبالنسبة لموقف درويش من السلام مع إسرائيل (أقول إسرائيل وليس اليهود) فيبقى رأي شخصي - وهو بالمناسبة ليس محصوراً بدرويش وحده بل شريحة جيدة من الفلسطينيين - يوافق عليه من أراد ويرفضه من أراد
أعتقد أنه من المعيب إطلاق مثل هذه الاتهامات على أحد رموز أدب المقاومة الذي طالما كان لسان الحال الفلسطيني
السؤال الذي يطرح نفسه ماذا كان مقصد درويش من تلك العبارات التي اطلقها وهل تأثر فعلا بالتوراة ام انها فهمت خطأً بعد موته واصبحنا بحاجة لعودة درويش ليعيد شرح ماكتب؟؟!!
تختلف المفاهيم والمصطلحات من جيل الى جيل
فكنا اهل الفصاحه
حتى مرت علينا الدهور واصبحنا بحاجه الى قاموس لنفهم لغتنا
وكلك هائولاء لم يسمعوا انه يحق للشاعر ما لا يحق لغيره
لم يستطيعوا ان يكونوا مثل محمود درويش فأرادوا القدس بسيرته
المقال الذي أدرجه الأخ مالك - مشكوراً - يجيب على مجموعة كبيرة من التساؤلات
ولا أدري في الواقع ما الغاية من هكذا ندوات وهكذا تحقيقات
ولو فرضنا جدلاً وجود أثر للتوراة في شعر درويش ، فما المشكلة ؟! التوراة في النهاية نص أدبي كما هو حال القرآن الكريم فما المانع من إضافة لمسة ما من هذه الكتب طالما أنها لا تسيء لأي من الديانتين ؟!
وبالنسبة لموقف درويش من السلام مع إسرائيل (أقول إسرائيل وليس اليهود) فيبقى رأي شخصي - وهو بالمناسبة ليس محصوراً بدرويش وحده بل شريحة جيدة من الفلسطينيين - يوافق عليه من أراد ويرفضه من أراد
أعتقد أنه من المعيب إطلاق مثل هذه الاتهامات على أحد رموز أدب المقاومة الذي طالما كان لسان الحال الفلسطيني
يا صديقي يبدو سأختلف معك كثيراً .... فهناك أخطاء كارثية تاريخية لا تغتفر ...أي توراة واي اسرائيل الاعتراف بهما كارثة بحد ذاته ....
والأدهى أن نصوص شعرية كانت من التوراة أي داخل الشطر وليس اقتباس ادبي أو تناص أدبي ...
والله مصدوم ... يبدو أن رأيي بالقومين مازال كما هو لن يتغير "فقاعات هواء ...ليس أكثر"
تختلف المفاهيم والمصطلحات من جيل الى جيل
فكنا اهل الفصاحه
حتى مرت علينا الدهور واصبحنا بحاجه الى قاموس لنفهم لغتنا
وكلك هائولاء لم يسمعوا انه يحق للشاعر ما لا يحق لغيره
لم يستطيعوا ان يكونوا مثل محمود درويش فأرادوا القدس بسيرته
ومن لا يطول العنب يقول عنه حامض
صديقي الكريم كيف يحق للشاعر ما يحق لغيره !!...
أتريد أن نكون كما قال الله تعالى :" (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ* أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ* وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ)
يا صديقي يبدو سأختلف معك كثيراً .... فهناك أخطاء كارثية تاريخية لا تغتفر ...أي توراة واي اسرائيل الاعتراف بهما كارثة بحد ذاته ....
والأدهى أن نصوص شعرية كانت من التوراة أي داخل الشطر وليس اقتباس ادبي أو تناص أدبي ...
والله مصدوم ... يبدو أن رأيي بالقومين مازال كما هو لن يتغير "فقاعات هواء ...ليس أكثر"
الاعتراف بالتوراة - برأيي - ليس كارثة فهو كتاب سماوي لديانة معينة (السؤال لو اقتبس درويش من الانجيل هل ستثار هذه الضجة أيضاً ؟!)
أما الموقف من عملية السلام (والذي يعترف ضمناً بدولة إسرائيل) فعلينا أن ننحي مشاعرنا وأن نأخذ بعين الأعتبار مصلحة الشعب الفلسطيني الذي جنى عليه هواة المنابر والخطب الرنانة ثم تركوه وحيداً يصارع الاحتلال
ولا بد من التأكيد على أن الطرف الثاني لقضية فلسطين هي الكيان الصهيوني وليس اليهود رغم المحاولة الدائمة لليمين المتطرف الاسرائيلي إسباغ السمة الدينية على مواقفه ، كما يوجد العديد من اليهود حول العالم لا يقبلون العيش في اسرائيل اعتراضاً على انتهاكاتها المستمرة ضد شعبنا الأعزل
الاعتراف بالتوراة - برأيي - ليس كارثة فهو كتاب سماوي لديانة معينة (السؤال لو اقتبس درويش من الانجيل هل ستثار هذه الضجة أيضاً ؟!)
أما الموقف من عملية السلام (والذي يعترف ضمناً بدولة إسرائيل) فعلينا أن ننحي مشاعرنا وأن نأخذ بعين الأعتبار مصلحة الشعب الفلسطيني الذي جنى عليه هواة المنابر والخطب الرنانة ثم تركوه وحيداً يصارع الاحتلال
ولا بد من التأكيد على أن الطرف الثاني لقضية فلسطين هي الكيان الصهيوني وليس اليهود رغم المحاولة الدائمة لليمين المتطرف الاسرائيلي إسباغ السمة الدينية على مواقفه ، كما يوجد العديد من اليهود حول العالم لا يقبلون العيش في اسرائيل اعتراضاً على انتهاكاتها المستمرة ضد شعبنا الأعزل
يا سيدي الكتب السماوية لها قدسيتها واحترامها ان كانت هي من تتداول الان...ولكن اذا الله لم يتعهد بحفظها كماالقران الكريم .... فالتوراة و الانجيل و الزابور ..كتب حرّفها اليهود والنصارى ...
أما أن نبرر ونتعاطف معهم بقولنا أن هناك منهم من يرفض التصرف الهمجي لليهود في فلسطين ...فهو برأيي المتواضع خطأ آخر لانه يتعارض مع قول الله تعالى :"{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }
ولذلك يا صديقي كلها أوجه لعملة احدة وهي محاربة الاسلام وهي حرب بين الحق و الباطل يحتدم صراعها على ارض فلسطين ...
لن نعترف باسرائيلهم ولا بتوراتهم ولا انجيلهم المزوران و المحرفان ...فالقران جاء متمماً ومكملاً وخاتماً للكتب السماوية ....
يا سيدي الكتب السماوية لها قدسيتها واحترامها ان كانت هي من تتداول الان...ولكن اذا الله لم يتعهد بحفظها كماالقران الكريم .... فالتوراة و الانجيل و الزابور ..كتب حرّفها اليهود والنصارى ...
أما أن نبرر ونتعاطف معهم بقولنا أن هناك منهم من يرفض التصرف الهمجي لليهود في فلسطين ...فهو برأيي المتواضع خطأ آخر لانه يتعارض مع قول الله تعالى :"{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }
ولذلك يا صديقي كلها أوجه لعملة احدة وهي محاربة الاسلام وهي حرب بين الحق و الباطل يحتدم صراعها على ارض فلسطين ...
لن نعترف باسرائيلهم ولا بتوراتهم ولا انجيلهم المزوران و المحرفان ...فالقران جاء متمماً ومكملاً وخاتماً للكتب السماوية ....
كلام منطقي
لكن السؤال : هل تعتقد أن اقتباس درويش من التوراة جاء لايصال رسالة ما الى الاحتلال ؟ للأسف درويش وحده يمتلك الاجابة
عموماً وان تعارض فكرنا مع درويش في هذا الموضوع فذلك لا يلغي فلسطينية درويش ولا يلغي رصيده من روائع أدب المقاومة
لكن السؤال : هل تعتقد أن اقتباس درويش من التوراة جاء لايصال رسالة ما الى الاحتلال ؟ للأسف درويش وحده يمتلك الاجابة
عموماً وان تعارض فكرنا مع درويش في هذا الموضوع فذلك لا يلغي فلسطينية درويش ولا يلغي رصيده من روائع أدب المقاومة
فلسطينياً لا احد ينكر ذلك ... ومن حيث الأدب فأنا لم اتطرق إلى ادب درويش ولن اجرؤ ...
فكرياً أختلف مع معظم شعراء الأدب المقاوم حقيقةً رغم تاثري جداً بأدبهم وعشقي له
يا صديقي يبدو سأختلف معك كثيراً .... فهناك أخطاء كارثية تاريخية لا تغتفر ...أي توراة واي اسرائيل الاعتراف بهما كارثة بحد ذاته .... والأدهى أن نصوص شعرية كانت من التوراة أي داخل الشطر وليس اقتباس ادبي أو تناص أدبي ... والله مصدوم ... يبدو أن رأيي بالقومين مازال كما هو لن يتغير "فقاعات هواء ...ليس أكثر"
بالنسبة لي سابقي على تلك الصورة الجميلة التي رسمتها واحببتها بدرويش ولن ابحث عن الامور الاخرى فهي مجرد تساءلات لن يستطيع الاجابة عنها سوى انسان ميت