2010/12/20
العرب اليوم
اكد رئيس نادي الوحدات طارق خوري ان الاحداث المؤسفة التي اعقبت لقاء القمة الذي جمع الوحدات والفيصلي في الجولة الاخيرة من مرحلة الذهاب واسفرت عن اصابة العديد من جماهير النادي جراء انهيار السياج الحديد المحيط بالملعب لم يكن اشتباكا بين جمهور النادي وجمهور الفيصلي نظرا لخروج جماهير الفيصلي بعد انتهاء المباراة مباشرة من دون ان يكون هناك أي تجاوزات داخل الملعب , وان ما حدث نتج عن خطأ في الاسلوب الذي تعامل فيه الدرك مع الاحداث موضحا ان ما تم تداوله في الفترة الاخيرة عن تحويل الحديث في الموضوع الى امور سياسية هو بعيد كل البعد عن ارض الواقع .
جاء ذلك في الاجتماع الجماهيري الذي عقد ليلة امس الاول في مقر نادي الوحدات بحضور رؤساء 16 ناديا من مختلف الدرجات وعدد من النواب الحاليين والسابقين.
خوري افتتح الاجتماع بعد الترحيب بالحضور بعرض فيديو تطرق خلاله الى الاحداث الاخيرة مفندا بيان قوات الدرك بعرض وضح من خلاله كيف بدأت الاحداث واستحالة ان يكون هناك تراشق بالزجاجات الفارغة والبلاستيكية بين جمهور الوحدات والفيصلي .
وعاد ليؤكد خوري ان ما حدث لم يكن اشتباكا بين جمهورين نظرا لخروج جماهير الفيصلي بعد انتهاء المباراة مباشرة من دون ان يكون هناك أي تجاوزات داخل الملعب , واكد خوري بان ما حدث نتج عن اخطاء في اساليب الدرك في التعامل مع الاحداث وان ما تم تداوله في الفترة الاخيرة عن تحويل الحديث في الموضوع الى امور سياسية هو بعيد كل البعد عن ارض الواقع .
اعتزاز بالوحدات
النائب يحيى السعود اكد اعتزاز نواب الامة بنادي الوحدات وجماهيره , مؤكدا بان هناك خطأ وقع على الجماهير من قبل قوات الدرك لافتا ان طريقة التعامل مع الخبر من قبل عدد من وسائل الاعلام لم يكن منطقيا حيث هولت الاحداث بطريقة ادت الى تفاقم الموضوع بهذا الشكل .
كما اكد السعود اعتزاز الجميع بقوات الدرك التي تعتبر الدرع الحامي لهذه الامة من خلال جهودها الكبيرة في حفظ النظام مبينا بان الجميع تربى وترعرع في مدرسة الهاشميين , مشيرا انه لا بد من الوقوف عند هذه الاخطاء .
السعود بين ان اكثر من 28 نائبا في البرلمان ابدو الرغبة في تشكيل لجنة تحقيق نيابية منفصلة للبحث في الاحداث نظرا لحالة الاستياء العام التي تسود مجلس النواب بسبب الاحداث الاخيرة .
واثنى السعود على بيان سمو الامير علي بن الحسين وموقفه الذي تعتز به كافة الجماهير متمنيا التوفيق والنجاح لسمو الامير في خطوته المقبلة في الاتحاد الدولي للفيفا .
واشار سعيد عجاوي رئيس نادي الجليل ان حالة من الاحباط بدأت بالانتشار في الشارع الرياضي نتيجة الاحداث الاخيرة , مبينا بان التطرق الى بعض المسائل الحساسة قد يثير العديد من الامور التي قد تؤثر على الوحدة الوطنية مبينا بان المستفيد الاكبر في مثل هذه الحالة هو الاستعمار , واردف عجاوي بانه يرى في حال كانت الكرة ستوصلنا كشعب الى اضعاف الوحدة الوطنية فنحن في الاندية لا نريدها .
اما النائب السابق روحي شحالتوغ فاكد اعتزازه بنادي الوحدات وجماهيره ودورهم في اثراء الحركة الرياضية في الاردن حيث يمثل النادي الكرة الأردنية في العديد من المناسبات بعد تزعمه القمة في اكثر من موسم.
واوضح شحالتوغ ان ما حدث لا مبرر له على الاطلاق حتى وان كان هناك بعض التجاوزات من قبل بعض الجماهير فقد كان بالامكان السيطرة على الامور من دون ان تصل الى هذه المراحل .
اما رئيس نادي منشية بني حسن سليمان شديفات فقد اكد تضامن النادي وادارته وجماهيره مع نادي الوحدات وجماهيره متمنيا بان يأخذ كل ذي حق حقه .
وجدد شديفات اعتزازه بجماهير الوحدات التي يرى بانها في حال غابت عن المدرجات فلن يكون هناك جماهير في منافسات الدوري .
من جانبه سجل رئيس نادي منشية ابو حمور البستنجي اعتزازه بناديي الوحدات والفيصلي واللتين كان لهما دور كبير في ضبط الجماهير والخروج بمباراة سادتها الروح الرياضية بين الفريقين مطالبا بان يكون هناك وقفة على الاخطاء التي حصلت ومعالجتها من جذورها حتى تعود الامور الى سابق عهدها من دون ان يكون هناك أي تصعيد في المواقف هنا وهناك .
الكرة في الملعب
اما رئيس نادي الوحدات السابق سامي السيد فقد ابدى احترامه لكل وجهات النظر التي تتفق مع الوحدات والتي لا تتفق , مبينا بان ما حدث في اعقاب المباراة لم يكن مبررا , واضعا الكرة الان في ملعب النواب والاحزاب والنقابات والتي عليها ان تتصدى لعلاج الموضوع برمته لا ان يبقى الوحدات وحيدا في الساحة , واضاف بان على كل جهة ان تتحمل مسؤولياتها في هذا الوقت الحرج والذي لا بد ان يكون متزامنا مع وقف التصريحات وعدم تأجيح المواقف .
في حين اعلن النائب بسام حدادين بان حضوره جاء ليعلن من خلاله تضامنه مع نادي الوحدات وجماهيره , مطالبا باظهار الحقائق من دون (تسييس) , واتفق حدادين مع السيد في ضرورة ان تتدخل الاحزاب والنقابات الى جانب النواب لايجاد الحلول لا ان يبقى نادي الوحدات وحيدا في الساحة .
عزت حمزة نائب رئيس النادي شكر في نهاية الجلسة كافة المتضامنين مقدرا الجهود الكبيرة من كافة الاندية التي واصلت حضورها الى النادي لاعلان تضامنها وتأييدها .
وبين حمزة بان موقف النادي رياضي بحت يتمثل بالدفاع عن جماهير الوحدات والذين هم عماد جماهير الكرة الأردنية والمنتخب الوطني , وبين حمزة دور نادي الوحدات الاساسي في تطوير كرة القدم ودور النادي الكبير في تطوير اللعبة على المستوى المحلي والاقليمي .
وثمن حمزة موقف اتحاد كرة القدم وعلى رأسها رئيس الاتحاد سمو الامير علي بن الحسين من خلال البيان الذي اطلقه قبل عدة ايام , ونوه الى اعتزاز النادي بسموه كرئيسا للاتحاد متمنيا التوفيق له في انتخاباته المقبلة على منصب نائب رئيس اتحاد الفيفا .
هذا وحضر الاجتماع كل من :تيسير الشديفات - رئيس نادي منشية بني حسن ,ايوب خميس - رئيس نادي اليرموك ,منصور عبيد الله - رئيس نادي اتحاد الرمثا, راكان محمود - رئيس نادي الكرمل ,سعيد عجاوي - رئيس نادي الجليل ,مهند الشحادات - رئيس نادي السخنة, احمد عبد الهادي رئيس نادي الوحدة (مادبا), غازي الزياني - رئيس نادي وادي الريان, رأفت القرعان - رئيس نادي الطيبة (اربد), نعيم درايسة - رئيس نادي الطرة ,خالد الغويري - رئيس نادي اتحاد الزرقاء, عمر العجلوني - رئيس نادي الصريح, فايز البستنجي - رئيس نادي منشية ابو حمور, سمير ابو شاور - رئيس نادي حي الامير ,حسن نايف المليطي - رئيس نادي اتحاد مادبا ,محمد عبد الله - رئيس نادي عين كارم, الى جانب كل من النواب يحيى السعود وغازي عليان وبسام حدادين والنائب السابق روحي شحالتوغ .
(إن على قوات الدرك إن تتعامل مع مختلف الظروف الأمنية عبر استراتيجية وقائية وعلاجية وبأساليب أمنية حضارية للمحافظة على الأمن والنظام بما يتوافق مع القوانين المرعية لتعزيز الشعور بالراحة والطمأنينة لجميع أفراد وشرائح المجتمع) الملك عبدالله الثاني
أصدر وزير العدل الامريكي – أعني الامريكي فعلا- أن الجندي الذي وجهت إليه تهمة تسريب وثائق الى موقع ويكليكس لم يعتقل وانه لم يتعرض لأي سوء معاملة أثناء التحقيق معه، وهذا الجندي الامريكي اذا ثبتت التهمة الموجهة اليه، قد ينال عقوبة شديدة لأنه قام بإفشاء أسرار امريكية خطيرة، وفضح السياسة والسياسيين الامريكيين وأظهر مدى احتقارهم لحلفائهم وأصدقائهم في النظام العربي، بل انه ذهب في تسريب الوثائق حد تجريد الولايات المتحدة من ملابسها الداخلية، ومع هذا لم يعتقل ولم يوقف ولم يتعرض للضرب المبرح ولم يتم تكسير رأسه أو أضلاعه أو يديه أو ساقيه ولم يجر البصق في وجهه لأنه مواطن وللمواطن في البلدان الديموقراطية احترام وتقدير وقداسة تجعله في حماية الدستور والقوانين حتى لو ارتكب الجريمة الكاملة، حيث يخضع للتحقيق ويحال للمحاكمة ويدافع عنه محامون على نفقته او على نفقة حكومته ، لأنه لا جريمة اكبر من جريمة إهانة المواطن بكلمة فكيف بهراوة وغاز مسيل للدموع وعصي غليظة واحتقار يتجاوز احتقار الإنسان لحيوان غير متوحش. أمام بيان وزير العدل الامريكي لا يجد الكاتب الكلمات التي تعبر عن موقفه مما حدث بعد مباراة الوحدات والفيصلي، فقد انتهت المباراة بفوز الوحدات وخسارة الفيصلي، غادرت غالبية المشاهدين مدرجات الملعب بمن فيهم لاعبو الفيصلي وجمهوره.
وتأخر المئات من مشجعي نادي الوحدات الفائز للاحتفال بفوز فريقهم، كما يحدث بين كل فريقين يخوضان مباراة في كرة القدم، ثم كانت المفاجأة المفجعة باقتحام قوات الدرك لصفوف المحتفلين، بهراواتهم واحقادهم وكراهيتهم وسيارات الاسعاف، وخلال نصف ساعة كانت هذه السيارات وسيارات اخرى تنقل عشرات المصابين الى المستشفيات .
كل هذا حدث امام شاشات العالم وكاميرات فضائية الجزيرة، دون ان يبدي مسؤول في أي جهاز امني او في الدرك اسفا صادقا او ان يتوقف عن التصريح بمسؤولية جمهور الوحدات عما حدث، او انتظار ما تخرج به لجنة تحقيق شكلت من جانب واحد هو جانب المعتدين على جمهور الوحدات، وهذه اللجنة مثل عشرات اللجان الزائفة التي يعلن عن تشكيلها فلا تشكل او تشكل ولا تجتمع، او تجتمع وتستمع لما يقوله المعتدون، او يأتي إليها تقرير ينشر او لا ينشر لان الاردنيين يعرفون ضحالة المصداقية فيه.
عندما شكلت قوات الدرك قال قانونها انها قوة أمنية ستتولى حماية المنشآت العامة والسفارات والهيئات الدبلوماسية، لكن اولويتها وكتائبها انتشرت في كل زاوية من الاردن، وبات تواجدها واستعراضها بهذا التواجد امرا مستفزا لكل مواطن يطالب الدولة باحترامه، وتوفير الامن والامان له وليس للحكومة واشخاصها، وباتت تمارس استعراضها الاستفزازي بين مدننا وقرانا وشوارعنا وازقتنا واطفالنا وشيوخنا حتى شعر المواطن انه يعيش في كابل وليس في عمان وفي مقديشو وليس في اربد وفي بغداد وليس في العقبة، وبات المواطن الاردني اسير اليقين بأنه يعيش في بلد أمني وليس في بلد آمن، حتى خيل للجميع ان ما تسعى اليه الحكومة وخاصة اجهزتها الامنية هو اضافة الهلع والخوف وفقدان الطمأنينة الى مشكلاته الكثيرة المتعلقة بفقره وجوعه ولقمة خبزه وحبة دوائه ومقعد أبنه في مدرسة او جامعة، واحس المواطنون ان شعار الحكومة ومعظم مسؤوليها وخاصة في الأمن هو (جوع كلبك يلحق بك واضربه ينحن امامك واهنه يسبح باسمائهم بدل ان يسبح باسم الله سبحانه وتعالى) حتى ان بعض الدراسات الغربية تضع الاردن بين الدول الخمس الاكثر اجهزة امنية واكثر منتسبين لهذه الاجهزة وتحظى بنسبة تصل الى 25% من الميزانية لتحديثها وتطويرها وتحويلها الى عدو داخلي، بينما تعاني مدارسه وجامعاته ومستشفياته مما يشبه الافلاس.
ليست القصة قصة رمانة ولكنها قصة قلوب حاقدة ومليانه، ولا احد يحمل نادي الفيصلي والوحدات مسؤولين فيهما او جماهير لهما مسؤولية اقتحام قوات الدرك للاعبين والمشجعين، لكن المسألة تتعلق بتربص الحكومة ومسؤوليها واجهزة امنها ومنتسبيها باردنيين ترفض اردنيتهم، ويبدو مؤكدا ان الامر يتعلق بقرار سياسي متخذ في منع الاردنيين من اصل فلسطيني من حق الفرح وحق الانتماء لبلد استقبلهم فيه الاباء والاجداد القوميون قبل ان تنزلق في عنصريتنا واقليميتنا كأبناء واحفاد لهؤلاء الاباء والاجداد، ونسعى لمعاقبة هؤلاء الاردنيين على حملهم لموطنهم الاصلي – فلسطين- في عقولهم وقلوبهم رغم حديثنا الكاذب عن السعي لتثبيتهم في وطنهم فلسطين، ولا احد يتوقف عند تصرف كارثي كهذا الذي يحدث كل يوم وكأن علينا ان نظل نخفي غسيلنا الوسخ تحت سجادنا، وعندما يطالب احد بالتوقف عن هذه السياسة الاقليمية يخرج علينا الاقليميون الاردنيون بتهمة اننا الاقليميون واننا نسعى للاساءة الى الوحدة الوطنية، مع ان ممارسات الحكومة واجهزتها لا تفرق بين اردني من الانصار واردني من المهاجرين في الاساءة الينا وفي احتقارنا وفي زيادة معاناتنا وفي تكميم افواهنا وفي الرغبة لتحويلنا الى شعب تافه جبان مستكين لا يعرف ان يقول (لا) واحدة في وجه من يسيء اليه والى مواطنته والى حقه في الاكل والشرب والدواء والانتماء والمواطنة وفي رفض الاذلال والضرب بالهروات والارسال الى العيادات والمستشفيات ثم الصمت الا حديث الحكومة الزائف وغير الممارس عن الوحدة الوطنية المقدسة!!
في الثمانينات من القرن الماضي زار وفد صحفي اردني تركيا وكان برئاسة فقيدنا الكبير المرحوم محمود الكايد، وفي احد لقاءاتنا مع مسؤول تركي اظهر عتابه على العرب بسبب حملتهم المستمرة على الدولة العثمانية وطرح علينا السؤال التالي: العرب يحملون على هذه الدولة اعتقادا منهم أننا كأتراك كنا نعيش في ظلها بالف خير، ونحن كنا نعاني ما يعانون فلماذا لا يقفون عند هذه الحقيقة؟
تذكرت هذا الامر بمناسبة الحوار الديموقراطي جدا الذي اقدمت عليه قوات الدرك الاردنية وكنت كأردني من الانصار فكرت بالاعتذار للاردنيين من المهاجرين عما تعرضوا له، لكنني تذكرت اننا جميعا كأردنيين نواجه هذه الاستهانة بنا وبمواطنتنا وبالضرب والتكسير وإننا وإياهم الاسرة الواحدة التي تواجه الارهاب الواحد والقمع الواحد والاذلال الواحد ومسؤولية الحكومة ان تفكر مرة واحدة بالاعتذار لنا جميعا قبل ان يصعب تدارك الامر، فالاردنيون ليسوا عبيدا ولا ملكا للحكومة ولا شعبا بلا كرامة او كبرياء.