الثورة على الثورة - الثورة على الثورة - الثورة على الثورة - الثورة على الثورة - الثورة على الثورة
السبيل
1- أمريكا ذات خبرات في إفشال الثورات، فاحذروها!
في كتاب لضابط المخابرات الأمريكي «كيم روزفلت» يبين في كتابه هذا كيف أمرته المخابرات الأمريكية بالثورة على ثورة «مصدق»، ومصدق رجل وطني ثار على الشاه ونجح في خلعه، واستلم الحكم، وطرد الشاه. وأعطت المخابرات الأمريكية لروزفلت ربع مليون دولار من أجل إنجاح مهمته، ولشراء بعض الفوضويين والهتيفة.
وخلاصة كتابه أنه اشترى قيادات تقود المظاهرات، واشترى بعض المخربين، وقام بحركة مظاهرات ضخمة ضد مصدق الجماهيري والشعبي، واستطاع في النهاية أن يسقطه ويعيد الشاه. يقول وظل الشاه مديناً له بعدها بعودته إلى الحكم، وظللنا نستغل الحادثة إلى أن فارق الحكم مرة أخرى.
أقول هذا وأنا أشاهد ما لا يكاد يصدق بما يشبه الانقلاب على ثورة مصدق؛ بدعوى المساس بالقضاء من قبل مرسي، وما القضاء وما المساس به؟ إنه إحالة مخرب مفسد من فلول نظام مبارك زرعه في القضاء ليفسد القضاء، فأصبح الآن في نظر اليسار المتأمرك وبلطجية مبارك والبرادعي وعمرو موسى «اللي ما يصحاش»، وحمدين صباحي «المتقلب كخبز الصاج» أصبح في نظرهم رمز القضاء. والكل يعلم أن مبارك خرب القضاء أول ما خرب ومن رموز الخراب والدمار والفساد في القضاء عبد المجيد محمود.
ولقد قرأت في «الأهرام العربي» التي لا يصدرها لا مرسي ولا الحرية والعدالة، مذكرات ضابط كان يقوم بحراسة مبارك ومجموعته نشرتها المجلة على حلقات قبل عدة شهور من الآن، وفيها أن مبارك كان يطمئن المجموعة حوله أنه في محاكمة غد لن يكون شيء، وسيدعى فلان للشهادة وستكون شهادته كيت وكيت بالتفصيل، وسترفع الجلسة بعد شاهدين.
وفي إحدى الحلقات ذكر مسبقاً شهادة أحمد شفيق وعمر سليمان، وأنهما لن يتكلما بكلمة تمسكم فاطمئنوا، وظلوا قلقين، فلما رفعت الجلسة وكانت كما وصف مبارك سلفاً، جاؤوا إليه مصدقين مذعنين (صدقكم وهو كذوب!) وعلق: مش قلتلك يا عادلي؟ مش قلتلكم (لبقية العصابة!)؟ فقالوا كما يصف الضابط: صدقت يا ريس! (باعتباره ما زال رئيساً.. لسة!) فهل هذا قضاء يا مجموعة العملاء؟
والآن وقد نجحت الثورة، وأثبت مرسي أنه رجل دولة فعلاً وزعيم بحق وشخصيته قيادية، فقد بات من الضروري إفشاله وعرقلة خطواته. من هنا بدأ المشبوهون يتحركون، والدليل الحرق والتدمير وضرب الأمن ورشقهم بالحجارة، وكأن مرسي مفروض على الشعب من قبل «إسرائيل» كمبارك!
إن لأمريكا من العملاء فوق الذي نتخيل، ولـ»إسرائيل» مثلهم أو يزيد، وهؤلاء وهؤلاء مع فلول بلطجية مبارك الذين بلغوا 300 ألف بلطجي، وجيش المرتزقة من العاملين في مصانع «عز» وكثير غيرهم، هم الثورة المضادة.
إن مرسي منذ اليوم الأول يواجه هؤلاء، وأسوأ الجميع فاسدو القضاء، وفي قمتهم الزند وعبد المجيد وقاضية في المحكمة الدستورية تفتخر في مقابلة لها مع الصحافة الأمريكية قائلة: «إنني أنا كنت وراء حل مجلس الشعب». وكم كتب الأستاذ هويدي عن عبد المجيد، وعن الملفات التي كان يخفيها ويطمسها ولا يقدمها ولا بعد سنوات من رفعها إليه.
لقد كان «فلتراً» للقضايا، فكل ما كان يمس المفسدين كان لا يظهره، فإذا جاء رئيس الدولة يغيره، كما أتى به مبارك بلا أسس فليخلع على هذا الأساس: إنه أتى بلا أساس! ومن جاء بلا أساس يخلع بلا أساس.
2- إنجازات مرسي..
برغم المعوقات والعراقيل الضخمة التي وضعت في وجه مرسي، وبرغم القنابل الموقوتة التي فجرت في وجهه ووجه الثورة، فإن مرسي استطاع أن يثبت أنه زعيم شعبي من الطراز الأول، وزعيم عملي تنفيذي من الطراز نفسه. وكان خطابه في الملعب البلدي خطاباً تاريخياً دخل من خلاله في تفاصيل الحياة والمعيشة التي تخص المصريين وذلك بمناسبة أكتوبر، وتكلم عن عمق الفساد واستشرائه وسطوته وحجمه وحجم المليارات التي ينهبها في كل صنف من السلع!
وكان في خطابه موفقاً جداً ومقنعاً، وحظي بتصفيق حاد مرات عديدة. فهل كانت هذه الجماهير التي بلغت مئة وخمسين ألفاً مجموعة من البهم؟! هل كان يخدعهم وهم لا يعقلون؟
وكان آخر إنجازاته موقفه الموفق والوطني في حرب غزة والمناقض لمخازي مبارك ولا أقول مواقفه.
وأظن أن الثورة عليه «مكافأة» على موقفه في حرب غزة!! فكان يضغط لصالح غزة عكس عمر سليمان الذي يترحم عليه اليوم عبد المجيد محمود! ومن صبروا ثلاثاً وثلاثين سنة عجافاً مريرة عسيرة نكدة صبروا على مبارك، لا يستطيعون أن يصبروا على مرسي ثلاثة أشهر؟
يا من كنتم في عمى عما ينهب مبارك، ألا ترون في زمن هذا أعني مرسي كيف يعيش؟ ألا ترون الفارق بين الإيمان والكفر وبين الوطنية والخيانة وبين النور والظلام؟
لقد قزم مبارك مصر فأعاد مرسي لها حجمها، أتنكرون هذا الإنجاز؟ يكتب صحفيو «إسرائيل» مقالات عدة في دور مصر، وأحدهم كتب مقالاً في دور مصر في حرب غزة وقارن مع مبارك. وأحدهم كتب مقالاً بعنوان: «كل الطرق تؤدي إلى القاهرة».
مهما تعاميتم وتصاممتم واستهبلتم فإن الواقع شاهد على ما أنجز الرجل. ألم يعزل مبارك مصر عن محيطها الحيوي قارة إفريقية وغزة والعرب؟ ألم تكن أولى خطوات مرسي السعي باتجاه ترميم علاقات مصر مع إفريقية والسودان بالذات ودول منابع النيل ومجراه؟
أما استطاع أن يحصل لمصر على عدة مليارات من الدولارات من تركيا ومن قطر؟ ولولا ثقة هؤلاء بنظافته ونظافة حكومته أكانوا يدفعون؟ لم طال أمد حرب غزة 2009 وقصر أمد حرب غزة 2012؟ لا ريب في أن لمصر دورها في تقصير أمد الحرب.
وتكتب صحيفة إسرائيلية تثني على كاتب من كتاب الأهرام «الرواد» كما تنعته الصحيفة الإسرائيلية يقول لمرسي: «انتخبناك من أجل الخبز لا من أجل قضية فلسطين!».
هل منطق الكاتب الطليعي والريادي هو منطق الشعب المصري، أما كشفت المجلات المصرية عن مليارات الصحفيين؟ إبراهيم سعدة مثلاً 1.5 مليار جنيه.
العالم كله يثني على المالكي، والعالم كله يدير وجهه عن الذي دمر بلده وقتل فوق الخمسين ألفاً وما يزال عند يسارنا العظيم «وعروبيينا الإيرانيين» ما يزال رمز الصمود والممانعة والمقاومة والتحدي للإمبريالية! ومرسي رمز التخلف والرجعية والتبعية لأمريكا!! ووالله لو كان من التابعين لكنتم عنه من الساكتين. ولكن لأنه يحاول أن يتخذ لمصر موقفاً مستقلاً فأنتم من المنتقدين. والبرادعي الذي دمر العراق وتقاعد يحذر مرسي من سوء العواقب، عجبي! كيف لو لم تكن ببردعة؟ آالآن وقد عصيت قبل «وتعاملت»؟ ألأن مرسي لا يقتل ولا ينفي ولا يغيب وراء قضبان السجون، ولا بلطجية يشغّلهم في سلخ جلد أمثالكم تجارأتم وتجاسرتم عليه؟ ولو كان –وحاشاه- مثل مبارك وسليمان لصمتم صمت أصحاب القبور أو خررتم على أستاهكم رعباً أو على وجوهكم تزلفاً!
أعطوا الرجل فرصته ليخدم بلده وشعبه كما قال العاقل حسنين هيكل، وهو ليس إخوانياً بالمطلق لا من قريب ولا من بعيد! هل حرق مصر غيرة على مصر؟ هل تعطيل اقتصادها لتنهضوا بها؟ هل إشاعة الفوضى التي كانت زمن مبارك لخير شعب مصر؟ هل أنتم مصريون أحرار كما تزعمون؟ اكشفوا أقنعتكم حتى نراكم ونعرف من تكونون!.