كم كذبنا حين قلنا : نحن استثناء !
أن تصدق نفسك أسوأ من أن تكذب على غيرك !
أن نكون ودودين مع من يكرهوننا ، وقساة مع من يحبوننا
تلك هي دونية المتعالي ، وغطرسة الوضيع ,,,
" تمايل العربيّ و هو راكب و كأنّه سكر بشيء و أخذ يُغني للحب. عادت نبرته أكثر رقة و رطّبت بحّته نداوة الدموع.
و عندئذ بكى الشاب، و كفّ العربي عن الغناء و سأل رفيق سفره:
- هل قلت شعرا فيمن تُحب؟
رد عليه صوت مشروخ فيه الأسى و الرضا و الشوق و الصبر و الاستعداد المطمئن لحمل المشقّات:
- قلتُ فيه شعرا صامتا. هل تعرف نظرات العبادة ؟! حين ترى العين من تُحبه ولا تراه في وقت واحد ؟! و هل سمعت أذنك ذات ليلة صوتا ثم فتّشت عن مصدره فتحيّرت و أنت سعيد حين أدركت أنّ أذنك سمعت قلبك؟! ... "
رواية "الباحث عن الحقيقة" - محمد عبدالحليم عبدالله