واصل بن عطاء و حرف الراء - واصل بن عطاء و حرف الراء - واصل بن عطاء و حرف الراء - واصل بن عطاء و حرف الراء - واصل بن عطاء و حرف الراء
حرف الراء ,,,
كان "واصل بن عطاء" ألثغ اللسان، لا يستطيع نطق حرف الراء بطريقة سليمة، وكان خصومه يعيبون عليه ذلك، فأراد أن يلقي خطبته خالية من حرف الراء، وبالفعل استطاع أن ينظم خطبة بليغة، لا تكاد تشعر وأنت تقرؤها أنه يتجنب فيها هذا الحرف، فكانت دليلاً على تمكنه من لغته، وعلو كعبه في الفصاحة وهذا نص خطبته:
"الحمد لله القديم بلا غاية، والباقي بلا نهاية، الذي علا في دنوِّه، ودنا في علوِّه، فلا يحويه زمان، ولا يحيط به مكان، ولا يَؤُوده حفظ ما خلق، ولم يخلقه على مثال سبق؛ بل أنشأه ابتداعًا، وعدَّله اصطناعًا، فأحسن كل شيء خلقه، وتمم مشيئته، وأوضح حكمته، فدل على ألوهيته، فسبحانه! لا معقب لحكمه، ولا دافع لقضائه، تواضع كلُّ شيءٍ لعظمته، وذل كل شيء لسلطانه، ووسع كلَّ شيء فضلُه، لا يعزب عنه مثقال حبة وهو السميع العليم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا مثيل له، إلهًا تقدست أسماؤه، وعظمت آلاؤه، علا عن صفات كل مخلوق، وتنزه عن شبه كل مصنوع، فلا تبلغه الأوهام، ولا تحيط به العقول ولا الأفهام، يُعصى فيحلم، ويُدعى فيسمع، ويقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما يفعلون، وأشهد شهادة حق، وقولَ صدق، بإخلاص ونية، وصدق طوية: أن محمد بن عبدالله عبده ونبيه، وخالصته وصفيُّه، ابتعثه إلى خلقه بالبينات والهدى ودين الحق، فبلَّغ مألكته (أي رسالته)، ونصح لأمته، وجاهد في سبيله، لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا يصده عنه زعم زاعم، ماضيًا على سنته، موفيًا على قصده، حتى أتاه اليقين، فصلى الله على محمد وعلى آل محمد أفضل وأزكى، وأتم وأنمى، وأجلّ وأعلى صلاة صلاها على صفوة أنبيائه، وخالصة ملائكته، وأضعاف ذلك، إنه حميد مجيد".