تقرير عن اللاعب محمود السرسك المعتقل منذ 3 سنوات - تقرير عن اللاعب محمود السرسك المعتقل منذ 3 سنوات - تقرير عن اللاعب محمود السرسك المعتقل منذ 3 سنوات - تقرير عن اللاعب محمود السرسك المعتقل منذ 3 سنوات - تقرير عن اللاعب محمود السرسك المعتقل منذ 3 سنوات
عقدٌ احترافيٌ يتجدّدُ كل ستة أشهر "ادارياً"
لاعب كرة القدم محمود السرسك يحترف قسراً في سجون الاحتلال الإسرائيلي
تقرير صحفي رياضي/ بقلم: أحمد العلي
حزم أمتعته وودّع أهله وزملاءه في نادي خدمات رفح وخرج من قطاع غزة للالتحاق بمركز بلاطة النابلسي في الضفة الغربية، آملاً أن يستكمل مسيرته الرياضية مع معشوقته كرة القدم التي حُرم منها، بعد تدمير قطاع الرياضة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء عدوانه الأخير على غزة، في وقت كان العالم بأسره ينتظر الاحتفال بنهاية العام 2008.
محمود الذي حَلُمَ أن يكون في استقباله المئات من الصحفيين والآلاف من المشجعين على غرار ما يحدث مع اللاعبين الكبار، أمثال البرتغالي"كريستيانو رونالدو" أو الأرجنتيني"ليونيل ميسي" سرعان ما تبدّدت أحلامه عندما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقاله على حاجز "إيريز" (بيت حانون) الفاصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
عقدٌ احترافي كان من المتوقع أن يتم بين السرسك وإدارة مركز بلاطة للّعب في صفوف الأخير ولاشك أن العقد كان سيتم بموافقة وشروط الطرفين من خلال تحديد مدّة العقد، ومدى إمكانية تجديده، مع توضيح حقوق وواجبات كل منهما تجاه الآخر، إضافة إلى الاستحقاقات المادية التي كان سيحصل عليها اللاعب مقابل الدفاع عن قميص الجدعان.
خليفة الخطيب المدير الفني لمركز بلاطة يقول: " محمود السرسك شهرته سبقت وصوله إلينا ولا شك أنّه كان سيشكل نقطة قوة إضافية ضمن صفوف الفريق، حاولنا جاهدين في الفترات الماضية الخروج بحل لمشكلة السرسك عن طريق اتحاد كرة القدم، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل أمام تعنّت الجانب الاسرائيلي".
الاحتلال الصهيوني مافتئ يؤكد يوماً بعد يوم على سياسته التعسفية تجاه جميع أبناء الشعب الفلسطيني باختلاف انتماءاته واتجاهاته، وردّاً على ذلك كان محمود ممن أعلنوا إضرابهم عن الطعام في المعركة التي يقودها مع باقي الأسرى في سجون الاحتلال، تحت عنوان معركة "الأمعاء الخاوية" الهادفة إلى إنهاء ما يسمى بسياسة الاعتقال الاداري التي تتبعها حكومة الاحتلال تجاه المعتقلين، إضافة إلى تحسين أحوال الأسرى بشكل عام.
خاصة مع ازدياد ممارسات التضييق على الأسرى تحت ما يسمى "قانون شاليط" نسبة إلى الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" الذي تم الإفراج عنه مؤخراً ضمن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة التي حدثت بين حماس و "إسرائيل".
محمود الذي لم يكن يحلم سوى بممارسة لعبة كرة القدم التي أحبّها منذ نعومة أظفاره، يواجه كغيره من الأسرى خطر الموت مع تزايد سوء حالته الصحية في ظل اصراره على الاستمرار في الاضراب عن الطعام الذي دخل به يومه الـ 60، مع استمرار سياسة التعنّت الإسرائيلية الرافضة للإفراج عنه أو حتى تقديم العلاج الذي من شأنه الحفاظ على حياته.
النجم عبد الحميد أبو حبيب يستذكر اللاعب السرسك، ويقول: "كان من المفترض أن يلتحق بي في مركز بلاطة، ولكن شاءت الأقدار ألا يتم ذلك، وأضاف أنا شخصياً أفتقد محمود اليوم خاصة مع انطلاقة بطولة النكبة، لقد كان من لاعبي المنتخب المتميزين، وطريقة لعبه تكاد تقترب من طريقة اللاعب اسماعيل العمور" لاعب الأمعري وأحد الركائز الأساسية في كتيبة الفدائي، وأضاف: "نسأل الله أن يتم الافراج عنه وعن جميع الأسرى".
عقد تم توقيعه قسراً، بين السّجان الاسرائيلي واللّاعب محمود السرسك، الذي قضى بموجبه حتى اللحظة ما يقارب الثلاث السنوات، وهو قابل للتجديد كل ستة أشهر، دون توجيه أي تهمة أو تقديمه لأية محاكمة.
ولا يقتصر الأمر على ذلك، فهاهو يتلقى عدة عروض احترافية من قبل الاحتلال من شأنها ارساله للعلاج خارج فلسطين مقابل وقف الإضراب عن الطعام، لكن محمود باصراره وثباته ماضٍ في اضرابه حتى يتم الافراج عنه وإعادته إلى مسقط رأسه في غزة.
فهل يأتي اليوم الذي يعود فيه محمود إلى البساط الأخضر واستكمال حلمه، أم أنّ يد الغدر الصهيونية التي قتلت أحلام الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني، قادرة أيضاً على قتل أحلام محمود، وربما قتله هو أيضاً.