ذكرى إستشهاد عزام وعقل وأبو الهنود تتزامن مع أيام النصر والصمود
ذكرى إستشهاد عزام وعقل وأبو الهنود تتزامن مع أيام النصر والصمود - ذكرى إستشهاد عزام وعقل وأبو الهنود تتزامن مع أيام النصر والصمود - ذكرى إستشهاد عزام وعقل وأبو الهنود تتزامن مع أيام النصر والصمود - ذكرى إستشهاد عزام وعقل وأبو الهنود تتزامن مع أيام النصر والصمود - ذكرى إستشهاد عزام وعقل وأبو الهنود تتزامن مع أيام النصر والصمود
غزة-معا - أكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في محافظة شمال غزة عبد اللطيف القانوع أن ذكرى استشهاد القادة الشهيد عبد الله عزام، والشهيد محمود أبو الهنود، والشهيد عماد عقل، والتي تتزامن اليوم في الرابع والعشرين من تشرين ثاني (نوفمبر)، مع انتصار معركة حجارة السجيل على العدوان الاسرائيلي.
وقال القانوع "إن القادة الشهداء رسموا بدمائهم الزكية طريق النصر والتمكين، وأكدوا لكل الذين يحاولون أن يساوموا على أرضنا وقضيتنا أن فلسطين أرض مباركة ومقدسة لا تقبل الاحتلال والمساومة ولا يحررها إلا الأبطال العظام الذين يقدمون أرواحهم ويضحون بكل ما يملكوا".
وأضاف: "إن الأرض الأفغانية التي استشهد فيها القائد عبد الله عزام، والأرض الغزية التي استشهد فيها القائد عماد عقل، بعد أن أربك الاحتلال في شوارع وأزقة جباليا، والأرض التي استشهد عليها محمود أبو الهنود في الضفة الغربية وطارد ولاحق الاحتلال أينما حلو ونزلوا؛ لتؤكد على وحدة الطريق والهدف والعدو".
وأشار إلى أن التضحيات التي قدموها والبطولات التي رسموها وجهادهم ومقاومتهم للاحتلال نحييها اليوم بكل معاني العزة والكرامة والرفعة وذكراهم تتزامن مع أيام النصر والصمود.
يا إلهي كم نغبط هؤلاء الأبطال الذين علمونا معنا التضحية و الفاء ولذة الاستشهاد
في جنة الخلد ان شاء الله يا شهداءنا الأبرار ...
عبد الله عزام له في داخلي كينونة خاصة ... نقله للجهاد كفلسطيني إلى أفغانستان له دلالة عظيمة عند أولي الألباب !!
عبد الله يوسف عزام (1360 هـ - 24 ربيع الآخر1410هـ) هو شخصية إسلامية يوصف بأنه رائد "الجهاد الأفغاني" ومن أعلام الإخوان المسلمين. ولد عبد الله عزام في جنين. أنهى دراسته الابتدائية والثانوية في قريته ثم واصل تعليمه بكلية "خضورية الزراعية" ونال منها الدبلوم بدرجة "امتياز" ثم عمل في سلك التعليم، وواصل طلبه للعلم الشرعي حتى انتسب إلى كلية الشريعة في جامعة دمشق، ونال منها شهادة الليسانس في الشريعة بتقدير "جيد جدا" عام 1386هـ.
وبعد سقوط الضفة الغربية عام 1387هـ عاد إلى فلسطين ليؤدي فريضة الإعداد والجهاد فشارك في العديد من المعارك. ثم انتسب إلى الأزهر فحصل على شهادة الماجستير في أصول الفقه عام 1389هـ بتقدير "جيد جداً " وعاد سنة 1390هـ إلى الأردن ليعمل مدرساً في كلية الشريعة بعمان، وبعث من قبل الكلية إلى الأزهر للحصول على شهادة الدكتوراه في أصول الفقه حيث حصل عليها سنة 1393هـ.
وفي عام 1400هـ صدر قرار الحاكم العسكري الأردني بفصله من عمله في الكلية، فانتقل إلى السعودية للتدريس في جامعة "الملك عبد العزيز" بجدة. أعير سنة 1401هـ إلى الجامعة الإسلامية الدولية بإسلام آباد للتدريس حسب طلبه ليكون قريباً من الجهاد الأفغاني، بعد انتهاء مدة الإعارة رفضت جامعة "الملك عبد العزيز " تجديد العقد، فقدم الشيخ استقالته وتعاقد مع الرابطة عام 1406هـ.
بدأ الشيخ في العمل الجهادي مع المجاهدين الأفغان عام 1402هـ، وقد قام عام 1404هـ بتأسيس "مكتب الخدمات". ثم قد قدم استقالته من الجامعة الإسلامية بإسلام آباد، وتفرغ للعمل الجهادي وتحريض الأمة. وفي 24 ربيع الآخر1410هـ وبينما كان الشيخ في طريقه إلى مسجد "سبع الليل" في بيشاور لإلقاء خطبة الجمعة مرت سيارته من فوق لغم فقتل.
عماد عقل الأسطورة.. عماد عقل الاسم الذي أرعب اليهود وقذف في قلوبهم الرعب.. قهر اليهود بجرأته وقوة قلبه، وفاجأهم حين كان يباغتهم في عملياته العسكرية النوعية.. عماد جنرال كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة والقطاع، ذلك الشاب الذي خرج من تحت الركام والأنقاض، ليحول حياة اليهود إلى جهنم!
تحدث عنه القادة والجنرالات الصهاينة، وتحدث عنه المجرم رئيس وزراء العدو الصهيوني إسحاق رابين نفسه، ووصفه بالأسطورة.
عماد عقل .. مولده ونشأته ودراسته
ولد عماد حسن إبراهيم عقل في 19 يونيو 1971م في مخيم جباليا بقطاع غزة، هاجر أهله بعد حرب 1948م من قرية برعير القريبة من المجدل.
وكان والده -الذي يعمل مؤذنًا لمسجد الشهداء في مخيم جباليا- قد اختار لابنه الذي جاء ثالثًا بين الذكور هذا الاسم (عماد)؛ تيمنًا بالقائد المسلم (عماد الدين زنكي) الذي قارع الصليبيين، في الوقت الذي كانت كل القيادات متخاذلة.
نشأ عماد عقل وتربّى على طاعة الله في هذا البيت المتدين الفخور بعقيدته، وبدا واضحًا منذ نعومة أظافره تمتعه بالذكاء والعبقرية؛ ولهذا صمم والده على أن يواصل مسيرته التعليمية حيث تفوقه بحصوله على مرتبة متقدمة بين الأوائل. وكما كان متوقعًا، أحرز الشهيد عماد عقل الترتيب الأول على مستوى المدرسة وبيت حانون والمخيم في شهادة الثانوية العامة (التوجيهي)، بعد ذلك تقدم بأوراقه وشهاداته إلى معهد الأمل في مدينة غزة لدراسة الصيدلة، إلا أنّه ما إن أتم إجراءات التسجيل ودفع الرسوم المقررة، حتى وجد جنود الاحتلال يعتقلونه في 23/9/1988م، ويقدمونه إلى المحكمة بتهمة الانتماء لحركة (حماس)، والمشاركة في فعاليات الانتفاضة المباركة.
قضى الشهيد عماد عقل 18 شهرًا في المعتقل، ليخرج في شهر مارس/آذار 1990م.
وفي العام الدراسي 1991-1992م تم قبول عقل في كلية حطين في عمّان قسم شريعة، إلا أن سلطات العدو الصهيوني منعته من التوجه إلى الأردن؛ بسبب نشاطه ومشاركته في الانتفاضة.
عماد عقل وحركة حماس
عمّر الإيمان قلب الشهيد عماد عقل حيث تربى في أحضان عائلته المتدينة والمساجد القريبة من مكان سكناه التي اعتاد ارتيادها منذ أن بلغ الثانية عشرة، وجد في مسجد النور القريب من مدرسة الفالوجة ضالته، إذ عرّفه أحد الإخوة الفضلاء على دعوة الإخوان المسلمين وحبه للجهاد والاستشهاد. ولقد تميز الشهيد عماد عقل -رحمه الله- بعمله الدءوب لما تتطلبه هذه المرحلة من ضرورة التواجد الإسلامي المكثف في مخيم جباليا، الذي كان يُسمى فيما سبق مخيم الثورة؛ لما للتنظيمات الأخرى من قوة وتواجد فيه، فشارك إخوانه في استنهاض همّة الشباب وتجميع الصالحين منهم.
واكبت حركة عماد عقل ونشاطه وقوة حبه للجهاد وقتال اليهود، اشتعال الانتفاضة الفلسطينية المباركة وتصاعد وتيرتها وامتدادها على طول رقعة الوطن المحتل، وما أن أطلقت (حركة الإخوان المسلمون) في قطاع غزة لشبابها وأنصارها العنان لقيادة المظاهرات وتوجيه الجماهير منذ الثامن من كانون أول (ديسمبر) من عام 1987م، حتى تقدم الشهيد الصفوف مشكِّلاً المجموعات من الشباب المسلم في المخيم؛ لملاحقة جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين كانوا يعيثون فسادًا وتخريبًا.
كما شارك الشهيد عماد عقل -رحمه الله- في كتابة الشعارات الجدارية ضد العدو الصهيوني، وعُرف عنه ولعه الشديد بالمظاهرات والمسيرات الاحتجاجية، فشارك في الكثير من فعاليات الانتفاضة ضمن مجموعات السواعد الرامية التي تكونت في المخيم بعد انبثاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جناحًا ضاربًا (لجماعة الإخوان المسلمين) في الضفة الغربية وقطاع غزة.
كتائب الشهيد عز الدين القسام
بعد أن خرج عماد عقل من المعتقل الصهيوني في شهر مارس 1990م بدأ اتصالاته وتحركاته للالتحاق بالجهاز العسكري لحركة حماس المعروف باسم (كتائب الشهيد عز الدين القسام) الذي يلبي رغباته وطموحاته العسكرية، فكان له ما أراد؛ إذ انتخب في بداية العام 1991م ضابط اتصال بين (مجموعة الشهداء)، وهي أول مجموعات كتائب عز الدين القسام وبين قيادة كتائب القسام.
وقد كانت مجموعة الشهداء هذه تعمل بشكل أساسي في ملاحقة العملاء الخطرين، وتصفية بعضهم إلى حين الحصول على قطع لتسليح أفراد المجموعة؛ استعدادًا لتنفيذ عمليات عسكرية ضد دوريات وجنود الاحتلال.
عماد عقل .. مطلوب لدى الاحتلال الصهيوني
في ليلة معتمة كان المجاهدان مجدي حماد ومحسن العايدي على موعد مع القدر، فقد وقع المجاهدان في الأسر أثناء محاولتهما عبور خط الحدود الدولية بين فلسطين المحتلة ومصر بالقرب من مدينة رفح في 26 ديسمبر 1991م، ليرسلا فورًا إلى قلعة الأبطال (سجن سرايا غزة) حيث يمارس التعذيب البشع والحرب النفسية والإرهابية ضد المجاهدَيْن البطلين، حتى تبدأ الصفحة المختفية في الظهور وتبرز الكلمات والخطوط والأسماء أمام عيون الجلادين الصهاينة، فاضطر المجاهد مجدي حماد تحت هذا التعذيب إلى الكشف عن أسماء أعضاء مجموعة الشهداء التي كان عضوًا فيها.
منذ ذلك التاريخ، أصبح البطل عماد عقل مطلوبًا لقوات الاحتلال وأجهزة مخابراتها ووحداتها الخاصة والمستعربة.
لكن عماد عقل الذي هزم الخوف منذ أن بايع على الشهادة، راح يواجه واقعه الجديد بشجاعة وإقدام، وإذا كان مجدي حماد -فك الله أسره- قد اضطر إلى الاعتراف بأن عماد عقل هو ضابط اتصال المجموعة، فإنّ الشهيد القائد لم يرتعب ولم يضعف، بل زاده هذا الأمر شجاعة، وفرض عليه في نفس الوقت أن يظل على أهبة الاستعداد يحمل روحه على كفه وبندقيته على كتفه، فقد عزم على الجهاد حتى الشهادة، ورفض أن ينسحب من الميدان ويخرج خارج الوطن، وبقي وفيًّا لقسمه، إذ نقل عن عماد عقل -رحمه الله- عند بداية مطاردته قوله: "من الآن فصاعدًا فأنا مطارد للاحتلال، وعليه سوف أذيقهم العلقم بإذن الله".
رحلة المطاردة
عاش شهيدنا البطل عماد عقل مع إخوانه الخمسة المطاردين حياة الأخوة بمعناها الحقيقي، ومما يسجل للشهيد ما يرويه أحد الإخوة المجاهدين الذين عرفوه، إذ يقول هذا الأخ: "في أحد مكامنه كنت وأحد الإخوة معه فقمنا نصلي، ففضّل البقاء في حراستنا ثم صلى بعد ذلك؛ حتى لا نؤخذ على حين غرة، كان خلال ذلك يحرث الغرفة جيئة وذهابًا، وكأنه يفكر في أمر يشغله، وضع بعدها لنا الطعام فلم يتناول سوى لقيمات قائلاً: لا أريد الإكثار حتى لا أتثاقل إلى الأرض، فيشغلني ذلك عن مقارعة أعداء الله".
عماد عقل في القدس
انتقل الشهيد عماد عقل عن طريق حاجز ايريز، وهو المعبر الوحيد الذي يربط قطاع غزة بفلسطين المختلة عام 1948م إلى الضفة الغربية في 22 مايو 1992م، واستقر في مدينة القدس، وما هي إلا أيام قليلة حتى تبعه إلى القدس وبنفس الطريقة بقية أفراد المجموعة، حيث تم استئجار شقتين أخريين في رام الله.
وبعد أن اكتمل عقد المجموعة، تم ترتيب اتصال مجموعة الشهداء بمسئول (كتائب عز الدين القسام) في الضفة الغربية، حيث طلبت المجموعة تزويدها بالسلاح الحديث.
ضربة قاسية
نجا عماد عقل من محاولة اعتقال حين قامت القوات الخاصة والجيش الصهيوني باقتحام الشقة التي نزل فيها مع إخوانه المجاهدين، ولحسن الحظ لم يكن عماد في الشقة، وتم اعتقال محمد أبو العطايا ومحمد أبو عياش ومحمد حرز، وكانت هذه ضربة قاسية تلقتها كتائب القسام في الضفة الغربية.
عودة عماد عقل إلى غزة
وبعد هذه الضربة انتقل عماد عقل مع باقي إخوانه إلى الخليل، ومن ثَمّ عاد إلى قطاع غزة في 13 نوفمبر 1992م بعد أن نظم العمل العسكري في الضفة الغربية، وبعد أن تم اعتقال العشرات من مقاتلي القسام في الضفة، الأمر الذي اضطر عماد عقل إلى العودة إلى القطاع.
ولم يكن الوضع في قطاع غزة بأخف وطأة على الشهيد عماد عقل وإخوانه المطاردين، فقد اشتدت الإجراءات الصهيونية، وازدادت قساوة في مختلف مدن وقرى ومخيمات القطاع، مع التصعيد الجهادي المتميز لكتائب الشهيد عز الدين القسام.
عماد عقل وعملياته جهادية
بعد أن فشلت أجهزة المخابرات الصهيونية في الوصول إلى جنرال حماس وتصفيته، لجأت إلى أسلوب آخر وهو المساومة، حيث إن رئيس الوزراء الصهيوني رابين اتصل بأهله وعرض عليهم أن يخرج عماد إلى مصر أو الأردن بسلام، على أن يعود بعد ثلاثة سنوات دون أن يُقدّم إلى المحاكمة، فردّ بطل الإسلام عماد عقل بقوله: "إن رابين لا يستطيع أن يمنع شابًّا قرر أن يموت".
وهكذا أخذ عماد عقل بندقيته وانتظر في ليلة 25 من شهر نوفمبر عام 1992م على مدخل حي الشيخ رضوان في غزة، ليردي برصاصه جنديًّا صهيونيًّا، وبعدها بشهر كان يربض أمام مفرق الشجاعية في مدينة غزة ليصرع ثلاثة من الجنود بينهم ضابط كبير، وفي نفس المفرق وبعد حوالي شهر استطاع أن يصيب اثنين من جنود الصهاينة.
وفي شهر مارس كانت رصاصاته تخترق أجساد ثلاثة من جنود الاحتلال في جباليا وغرب الشيخ رضوان عند منطقة السودانية، كان عماد عقل هناك وذلك في 20/3/1993م ليصرع ثلاثة من جنود الاحتلال، ثم قفز إلى حي الزيتون ليقتل ثلاثة آخرين، ثم كان في الخليل ليصرع جنديًّا ويجرح آخر.
وهكذا نفّذ عماد عقل خلال سنتين من المطاردة أكثر من 40 عملية، منها إطلاق نار على الجنود والمستوطنين وخطف العملاء والتحقيق معهم وقتل العديد منهم.
وما قيل في شجاعة عماد عقل ومدى الخوف الذي انتاب العدو الصهيوني منه، أن ضباط الجيش الصهيوني كانوا يقتحمون بيت أسرة عماد عقل فجأة من فوق الجدران، يقول والد عماد عقل: "سألت الضابط الصهيوني لماذا تتسلقون الجدران دون أن تطرقوا الباب، فردّ عليَّ قائلاً: إننا ندخل المنزل فجأة عن طريق الجدران؛ حتى لا يقتلنا عماد برصاصه إذا كان موجودًا في المنزل".
وبعد كثرة عملياته الجهادية الناجحة وقتله لعدد كبير من جنود الجيش الصهيوني، أصبح اسم عماد عقل يرعب الجنود، ومن شدة خوفهم وحقدهم على عماد، أصبح الجيش يتعرض لأي شاب اسمه عماد، وينهال الجنود عليه بالضرب.
وكان شكل عماد عقل مجهولاً للجنود الصهاينة، إذ لطالما تساءلوا عن أوصافه، حيث كان يمرّ بينهم وعن حواجزهم دون أن يظفروا به، فلم يكن يسمح على الإطلاق بأن تلتقط له صور، وعلى عكس مطلوبين عديدين، حرص عماد عقل على عدم الظهور علنًا.
وعُرف الشهيد القائد عماد عقل بخفة حركته وسرعة بديهته وخبرته العسكرية التي أذهلت القادة العسكريين الصهاينة، وجعلتهم يعدونه أخطر مطاردي الضفة الغربية وقطاع غزة، حتى أطلقوا عليه اسم (المطارد ذي الأرواح السبعة)؛ وذلك لتمكنه من الإفلات من قبضة جيش الاحتلال أكثر من سبع مرات، رغم وجود عشرات الحواجز العسكرية في الطرقات، ووجود صورة الشهيد لدى الجنود والضباط الصهاينة.
لقد استطاع عماد عقل أن يحوِّل غزة مع رفاقه إلى جحيم حقيقي أرعب جنود الاحتلال، فوصل بهم الحال ليقول بعضهم لبعض وقت لحظات الغضب والنزاع: اذهب إلى غزة؛ أيْ (اذهب للجحيم)!
لقد اعتُبر قطاع غزة كابوسًا بالنسبة للصهاينة، يجب التخلص منه بأي ثمن. قال إسحاق رابين بعد إحدى عمليات الشهيد عماد عقل قولته المشهورة: "أتمنى لو أستيقظ من نومي فأجد غزة وقد ابتلعها البحر".
عماد عقل والخروج إلى مصر
ومع ازدياد الضغط الذي يشكله وجود عشرات المطاردين دون أن يكون في مقدور مسئوليهم توفير الملجأ الآمن في أعقاب سياسة تدمير المنازل، حينها قررت (قيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام) الطلب إلى عدد كبير من هؤلاء المطاردين الاستعداد لمغادرة القطاع وعبور الحدود باتجاه مصر، حيث بدأ المجاهدون المطاردون بالخروج على شكل مجموعات صغيرة..
وعندما جاء الدور على الشهيد عماد عقل، رفض الشهيد البطل عماد الخروج من قطاع غزة متجهًا إلى خارج فلسطين في شهر ديسمبر 1992م، وأصرّ على البقاء؛ لكي ينال الشهادة على ثرى فلسطين. ومما قاله لمسئوليه الذين عرضوا عليه الخروج تلك العبارة الخالدة للشهيد الشيخ المجاهد عز الدين القسام: "سأبقى في فلسطين حتى أنال الشهادة وأدخل الجنة، هذا جهاد نصر أو استشهاد".
عماد عقل .. موعد مع الشهادة
بعد مضيّ عامين على مطاردة الشهيد عماد عقل من قِبل الصهاينة، ظل فيها البطل يجوب الضفة الغربية وقطاع غزة يقاتل الصهاينة، ويشكل المجموعات الجهادية لمقارعة المحتلين.
وفي يوم الأربعاء الموافق 24 نوفمبر 1993م وبعد أن تناول الشهيد طعام الإفطار مع بعض رفاقه في حي الشجاعية في منزل الشهيدين القساميين نضال ومحمد فرحات، وبعد لحظات من دخوله المنزل انتشر عدد كبير من القوات الخاصة وقوات الجيش الصهيوني تحاصر المكان، فقال لمن حوله: "حان الآن موعد استشهادي"، فقفز شهيدنا البطل عماد عقل من فوق سطح المنزل صارخًا الله أكبر بعد أن صلى ركعتي الشهادة، وبدأ تبادل إطلاق النار بين الشهيد وقوات الاحتلال، أسفر عن مصرع عدد من جنود الاحتلال، واستشهاد عماد عقل بعد أن أصاب جسده إحدى القذائف المضادة للدروع التي استخدمها الجنود في معركتهم مع عماد عقل، وقد أصابت القذيفة وجه الشهيد الطاهر.
وبعد أن تيقن الصهاينة من استشهاد عماد عقل، قام عدد منهم بالرقص فرحًا وطربًا لمقتل البطل القائد، وأخذوا ينشدون (عماد.. عماد..!!).
وهكذا انطوت صفحة عظيمة من صفحات الجهاد الفلسطيني المقدس، تلك الصفحة التي كتبها المجاهد الفلسطيني الشاب عماد عقل رحمه الله، الذي استشهد ولم يتجاوز عمره 22 عامًا بعدُ، إلا أن حياته القصيرة أثّرت تأثيرًا بالغًا في تاريخ القضية الفلسطينية.
القائد القسامي محمود أبو هنّـود شولي من قرية عصيرة الشمالية شمال نابلس. ولد في 1/7/1967
سيرته:
دراسته: بكالوريوس في الشريعة من كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة القدس.
أنهى الدراسة في شهر 2/ 1991 الحالة الاجتماعية: أعزب عدد سنوات المطاردة: 7 سنوات مواصفاته الشخصية:عريض المنكبين، بيضاوي الوجه, صاحب عيون خضر، بشرة بيضاء.
دراسته:
كمل أبو هنود دراسته الثانوية في قرية عصيرة الشمالية والتحق في العام 1995 بكلية الدعوة وأصول الدين بـ جامعة القدس حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، والتحق وبشكل طبيعي هناك بـ الكتلة الإسلامية جامعة القدس. ويعمل شقيقه أحمد مدرساومصطفى ممرضاً والثالث حسين محامياً والرابع خالد طبيب مختبرات طبية والأخير مهندساً .
حياته النضالية:
يعتبر محمود أبو هنود المسؤول عن تجنيد الاستشهاديين الخمسة الذين فجروا أنفسهم عام 1997 وتبين أن معظمهم جاء من قرية عصيرة الشمالية شمال نابلس الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية فيما تخضع للسيطرة الأمنية الفلسطينية. وتشير مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن أبو هنود تمكن من فن الاختفاء والمراوغة مستغلاً عيونه الزرقاء وشعره الأشقر.
سطع نجم أبو هنود عام 1996 عندما اعتقل إلى جانب نشيطي حماس الآخرين في حملة شنتها أجهزة الأمن الفلسطينية التابعة لحركة فتح في ذلك الوقت إلا أن أبو هنود أطلق سراحه وقيل أنه فر من السجن في شهر أيار 1996. وخلال الانتفاضة الفلسطينية شارك محمود أبو هنود في فعالياتها وأصيب في العام 1988 بجراح خطيرة جراء طلق ناري خلال مواجهة مع جنود الاحتلال وتم اعتقاله لاحقاً لعدة شهور في سجن مجدو.
وبعد إطلاق سراحه أصبح عضواً ناشطاً في حركة حماس في منطقة نابلس وفي شهر كانون الأول عام 1992 كان هو وخمسة آخرين من بلدته عصيرة الشمالية من بين 400 عضو في حركة حماسوالجهاد الإسلامي أبعدوا إلى جنوب لبنان. ولم تثنِ عملية الإبعاد أبو هنود عن مساره في الانخراط في الحركة الإسلامية بل إنه واصل نشاطه العسكري في الحركة وأضحى بعد استشهاد محي الدين الشريف المطلوب رقم واحد لأجهزة الأمن الإسرائيلية و أجهزة أمن السلطة على حد سواء.
كانت الصحف الإسرائيلية قد أسهبت سابقاً في التقارير الخاصة التي نشرت عن أبو هنود وقالت مجلة - جيروزلم بوست - قبل عامين أن على الكيان الإسرائيلية مهمة ملحة جداً وهي القبض عليه.
ويفتخر والده بأن نجله محمود عشق التدين منذ نعومة أظافره، وحسب أقرانه فإن محمود كان يحب أن يلعب دور الطفل المحارب حيث كان يصوب بندقيته البلاستيكية عليهم ويلاحقهم في حقول الزيتون الممتدة في الجبال المحيطة بالقرية وكان يحظى بمحبة جميع أهالي القرية.
ويؤكد محللون سياسيون أن اعتقال أبو هنود إن صح ذلك لن يغلق الباب عن ميلاد قادة جدد في الجناح العسكري لحركة حماس حيث أثبتت التجارب صحة ذلك.
قائمة بعملياته العسكرية وعلى صعيد آخر نشرت الصحف الإسرائيلية نبذة عن حياة محمود أبو هنود الذي استهدفته عملية قوات الاحتلال الفاشية ليلة السبت 23/11/2001 والذي تقول أجهزة الأمن الإسرائيلية أنه قائد الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة، وتصنفه على أنه المطلوب الأول لها في الأراضي الفلسطينية منذ أربع سنوات.
وقالت صحيفة هارتس في تقرير تصدر العنوان الرئيس على صفحاتها الأولى قبل عام والتي منعتها الرقابة العسكرية الإسرائيلية كما باقي الصحف العبرية الصادرة عن نشر أي معلومات عن عدد قتلى وجرحى الجيش الإسرائيلي الذين أصيبوا خلال عملية الاشتباك في بلدة عصيرة في آب 99 :
"محمود أبو هنود رجل الذراع العسكري لحركة "حماس" كتائب عز الدين القسام، بدأ طريقه كمسؤول عن خلية محلية في قريته (عصيرة الشمالية) في منتصف التسعينات في عام 1995 نفذ أعضاء الخلية أول هجوم بالرصاص حينما أطلقوا النار وجرحوا طبيبا عسكريا إسرائيليا وسائقه على مقربة من مستوطنة ألون موريه.. وتضيف هارتس وبالتدريج احتل أبو هنود موقعا مركزيا أكثر في نشاطات الجناح العسكري لحركة "حماس" وأبو هنود هو الرجل الذي يقف وراء عمليتي التفجير الاستشهاديتين في القدس الغربية في صيف عام 1997 وقد قتل في هاتين العمليتين 19 إسرائيليا وخمسة انتحاريين فلسطينيين أربعة منهم من سكان بلدة عصيرة الشمالية.
ومنذ ذلك الحين أضحى أبو هنود – حسب هارتس- ضالعا في عمليات مختلفة وإقامة عدد من مختبرات المتفجرات التي عملت لحساب الجناح العسكري لحركة "حماس".
وفي نيسان من العام الحالي ارتبط اسم أبو هنود بعملية إطلاق نار وقعت بالقرب من مستوطنة الون موريه أسفرت عن إصابة مستوطنة إسرائيلية بجروح طفيفة وبحسب الصحيفة كان أبو هنود أيضا على صلة بإقامة مختبر المتفجرات الذي دمرته أجهزة الأمن الفلسطينية قبل حوالي شهر ونصف في نابلس، والذي عثر فيه على ما يقارب أربعة أطنان من المواد الكيماوية التي تستخدم في صناعة المتفجرات.
وتحت عنوان كشف الحساب الدامي ل"أبو هنود" أوردت صحيفة "معاريف" النبذة التالية عن أبو هنود والعمليات المنسوبة إليه :
محمود أبو هنود 35 عام ولد في قرية عصيرة الشمالية وهو يعتبر المطلوب رقم واحد لإسرائيل في الضفة، وهو الذي خطط وقاد الهجومين الاستشهاديين الذين وقعا في سوق محانيه يهودا وشارع بن يهودا في القدس الغربية في صيف 1997 وهو الذي جند الاستشهاديين الذين نفذوا العمليتين.
ومن بين العمليات التي تنسب المسؤولية عنها إلى خلية أبو هنود:
تشرين ثاني 1995: إطلاق نار باتجاه سيارة أحد حاخامات المستوطنين المتطرفين قرب مستوطنة "كوخاف يعقوب" مما أدى لإصابة الحاخام بجروح.
كانون الأول 1995: إطلاق نار باتجاه سيارة عسكرية قرب وادي الباذان "شرق نابلس" من دون وقوع إصابات.
أيار 1996: إطلاق نار على حافلة مستوطنين في مستوطنة بيت ايل مما أسفر عن مقتل مستوطن وإصابة 3 آخرين بجروح.
أيار 1996: إطلاق نار على سيارة عسكرية في جبل عيبال قرب نابلس مما أدى إلى جرح ضابط إسرائيلي بجروح طفيفة.
أيار 1997 : إطلاق نار على سيارة إسرائيلية قرب مستوطنة "الون موريه " من دون وقوع إصابات.
تموز 1997 : تفجير عبوة ناسفة "جانبية" ضد سيارة جيب تابعة لقوات حرس الحدود الإسرائيلية على الطريق المؤدي ل"مسجد النبي يوسف " في مدينة نابلس، أسفرت عن إصابة جنديين إسرائيليين بجروح.
تموز1997: عملية تفجير استشهادية مزدوجة في سوق "محانيه يهودا" في القدس الغربية أسفرت عن مقتل 16 إسرائيليا وإصابة 169 آخرين بجروح مختلفة.
أيلول 1997 : تنفيذ عملية تفجير استشهادية " مزدوجة" في شارع بن يهودا أسفرت عن مقتل 15 صهيوني وإصابة أكثر من 120 بجروح.
المركز التجاري الرئيس وسط القدس الغربية أسفرت العملية عن مقتل خمسة صهاينة وجرح حوالي 169 آخرين.
تشرين الثاني 1997: محاولة فاشلة لاختطاف جندي إسرائيل. وتعرض أبو هنود في آب العام الفائت لمحاولة اغتيال في سجنه بنابلس إلا أنه نجا بأعجوبة حيث أصيب بجراح طفيفة فيما استشهد 11 عنصراً من الشرطة الخاصة خلال الغارة التي نفذتها طائرة إف 16 الحربية. وتمكنت طائرات الأباتشي الإسرائيلية من اغتياله مساء في قصف صاروخي للسيارة التي كان يستقلها شمال نابلس.
في ذكراهم ..عزام وعقل وأبو الهنود .. شموس جهاد لا تنطفئ
القسام_ خاص:
يزدحم الرابع والعشرين من نوفمبر من كل عام بذكريات البطولة والجهاد, حيث ذكرى استشهاد ثلاثة من أعلام الجهاد الفلسطينيين الذين على يديهم جاء الحق وزهق الباطل, حقُ شعبٍ في العيش بكرامة فوق أرضه, وباطلُ احتلالٍ لا شك زائل.
وعلى الرغم من أن الأرض التي ارتشفت دم الشهيدين عماد عقل, ومحمود أبو الهنود, والشهيد عبد الله عزام لم تكن واحدة, فهذه فلسطينية, وتلك أفغانية, إلا أن المنبت كان واحد: فلسطين, والعدو كان واحد: المحتل, والسبيل كان واحد: الجهاد, والحلم كان واحد: الشهادة, في يوم وشهر واحد: 24/11
يحيي المجاهدون في العالم الإسلامي اليوم ذكرى استشهاد ثلاثة أعلام من أعلام الجهاد والمقاومة, لم يهدأ لهم بال, ولم يسكن لهم جسد, ولم يقف لهم لسان, في سبيل قضية عادلة في وجه عدو محتل يتوزع في الأرض.
عزم لا يلين ..
ففي مثل هذا اليوم من عام 1989م تم اغتيال الدكتور عبد الله عزام (ولد عام 1941) وولديه محمد (20 عاما) وإبراهيم (15 عاما) في بيشاور بباكستان بتفجير لغم بسيارته.
ويعتبر عزام الأب الروحي للعرب الذين شاركوا مع الأفغان في مقاومة الاحتلال الروسي لبلادهم.
ولد في قرية "سيلة الحارثية" قضاء جنين في فلسطين، وتلقى علومه الابتدائية والإعدادية في مدرسة القرية وأكملها في معهد خضوري الزراعي في مدينة طولكرم، وعين بعد ذلك معلما في منطقة الكرك (جنوب الأردن) مطلع الستينيات، ثم نقل بعد ذلك إلى مدرسة برقين في الضفة الغربية، وتابع دراسته الجامعية في جامعة دمشق (كلية الشريعة) ونال منها شهادة الليسانس في الشريعة.
شارك في التصدي لقوات العدو الصهيوني خلال عدوانه على الضفة الغربية عام 1967، وانضم إلى العمل الفدائي المقاوم، حيث شارك في عدد من العمليات داخل فلسطين، وبعد أحداث أيلول 1970 في الأردن، توجه إلى مصر حيث درس الماجستير في الأزهر الشريف، ومن ثم عاد إلى الجامعة الأردنية محاضرا في كلية الشريعة (1970 - 1971)، وأوفد للقاهرة عام 1973 لإتمام شهادة الدكتوراه.
واصل بعدها التدريس في الأردن حتى عام 1980، حيث فصل من الجامعة الأردنية، ومن ثم غادر إلى السعودية للعمل في جامعة الملك عبد العزيز في جدة عام 1981، وانتدب بعدها للعمل في الجامعة الإسلامية الدولية في إسلام آباد في الباكستان، حيث استقال عام 1983 وانخرط بعد ذلك في "الجهاد الأفغاني" من خلال تأسيس "مكتب الخدمات" الذي كان يوجه العرب لخدمة الجهاد الأفغاني ويتولى تنظيم نشاطات تعليمية وتربوية وصحية واجتماعية وإعلامية في أنحاء أفغانستان.
أمل جديد ..
في حين يستذكر الفلسطينيون في ذات اليوم من عام 2001م المجاهد القائد محمود أبو هنود قائد الجناح العسكري لكتائب عز الدين القسام" في الضفة الغربية الذي اغتالته قوات العدو مع اثنين كانا معه عندما أطلقت طائرة "أباتشي" صهيونية عشرة صواريخ باتجاه مركبتهم شمال مدينة نابلس، وهما أيمن رشيد حشايكة (35 عاما)، وشقيقه مأمون ( 29 عاما) من بلدة طلوزة.
ولد شهيدنا المجاهد بتاريخ 01/07/1967، أكمل دراسته الثانوية في القرية "عصيرة الشمالية" والتحق في العام 1995م بكلية الدعوة وأصول الدين بالقدس المحتلة حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية.
مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولي 1987م سارع أبو هنود للمشاركة في فعالياتها فأصيب في العام 1988م بجراح خطيرة جراء عيار ناري خلال مواجهته لجنود الاحتلال, وتم اعتقاله لاحقا لعدة شهور في معتقل مجدو.
وبعد إطلاق سراحه اصبح أبو هنود عضوا ناشطا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في منطقة نابلس, وفي شهر كانون أول عام 1992م كان هو وخمسة آخرين من بلدته عصيرة الشمالية من بين 400 عضو في حركة حماس والجهاد الإسلامي ابعدوا إلى جنوب لبنان.
بعد أن وضع الكيان أبو هنود على رأس المطلوبين له، بدأ بالعمل الفعلي للتخلص منه، حيث تعرض لمحاولة اغتيال في 26-8-2000، ولكنه أصيب بجراح وتمكن من الفرار بعد أن أجهز على اكثر من ثلاثة من جنود الوحدات الخاصة الصهيونية، وأصاب العديد منهم بجراح مختلفة، مما ساهم في زيادة الحنق الصهيوني عليه، والسعي اكثر للقضاء على أبو هنود الذي مرغ انف جنود الاحتلال في الوحل.
والمحاولة الثانية للقضاء على أبو هنود كانت في 20-5-2001، بعدما قصفت طائرات من نوع "إف 16" صهيونية لأول مرة السجن المركزي لمدينة نابلس بالضفة المحتلة، حيث تحتجز السلطة الفلسطينية المجاهد "محمود أبو هنود" قائد الجناح العسكري لكتائب القسام ، وللمرة الثانية يخرج أبو هنود حيا من تحت الأنقاض، وهو لا يزال يمسك بيديه مصحفا كان يقرأ فيه لحظة القصف.
هاتان المحاولتان الفاشلتان لم تثنيا قوات الأمن الصهيونية عن الجد في طلب قائد الجناح العسكري في حماس في الضفة المحتلة، فكانت المحاولة الثالثة ، والتي استشهد فيها المجاهد أبو الهنود ، حيث أقدمت طائرات اباتشي صهيونية مساء أمس الجمعة على قصف سيارته بخمسة صواريخ أدت إلى استشهاده هو واثنين من رفاقه .
لوحة شرف !!
ويتهم الشهيد محمود أبو هنود بالوقوف وراء تجنيد الاستشهاديين الخمسة الذين فجروا أنفسهم عام 1997م , وتبين أن معظمهم خرج من قرية عصيرة الشمالية شمال نابلس الخاضعة للسيطرة الأمنية الصهيونية، وتشير مصادر أمنية الصهيونية أن أبو هنود احترف فن الاختفاء, والمراوغة مستغلاً عيونه الزرقاء وشعره الأشقر.
ومن بين العمليات التي تعود المسؤولية عنها إلى خلية أبو هنود:
· تشرين ثاني 1995: إطلاق نار باتجاه سيارة أحد حاخامات المستوطنين المتطرفين قرب مستوطنة "كوخاف يعقوب" مما أدى لإصابة الحاخام بجروح.
· كانون الأول 1995: إطلاق نار باتجاه سيارة عسكرية صهيونية قرب وادي الباذان "شرق نابلس" من دون وقوع إصابات.
· أيار 1996: إطلاق نار على حافلة مغتصبين في مغتصبة "بيت ايل" مما أسفر عن مقتل مستوطن واصابة 3 آخرين بجروح.
· أيار 1996: إطلاق نار على سيارة عسكرية لقوات الاحتلال في جبل "عيبال "قرب نابلس مما أدى إلى جروح ضابط صهيوني بجروح طفيفة.
· أيار 1997 : إطلاق نار على سيارة صهيونية قرب مغتصبة "الون موريه " من دون وقوع إصابات.
· تموز 1997 : تفجير عبوة ناسفة "جانبية" ضد سيارة جيب تابعة لقوات حرس الحدود الصهيونية على الطريق المؤدي لـ "مسجد النبي يوسف " في مدينة نابلس ، أسفرت عن إصابة جنديين صهاينة بجروح .
تموز 1997: عملية تفجير استشهادية مزدوجة في سوق "محانيه يهودا" في القدس الغربية أسفرت عن مقتل 16 صهيونيا واصابة 169اخرين بجروح مختلفة.
· أيلول 1997 : تنفيذ عملية تفجير استشهادية " مزدوجة" في شارع "بن يهودا" أسفرت عن مقتل 5 صهاينة واصابة اكثر من 120 بجروح.
عملية استشهادية في المركز التجاري الرئيس وسط القدس الغربية أسفرت عن مقتل خمسة صهاينة وجرح حوالي 169 آخرين
تشرين الثاني1997 : محاولة فاشلة لاختطاف جندي صهيوني.
جنرال حماس ..
كما ويحيي المجاهدون والأحرار في اليوم ذاته من اشهر ذاته ذكرى استشهاد المجاهد القائد: عماد حسن عقل, الذي جعل من العدو سخرية في شوارع فلسطين.
في التاسع عشر من يونيو من عام ألف وتسعمائة وواحد وسبعين يطل (عماد حسن إبراهيم عقل) إلى الدنيا في مخيم جباليا ، وكان الوالد الذي يعمل مؤذناً لمسجد الشهداء في مخيم جباليا قد اختار لابنه الذي جاء ثالثاً بين الذكور هذا الاسم (عماد) تيمناً بالقائد المسلم (عماد الدين زنكي) الذي قارع الصليبيين، في الوقت الذي كانت كل القيادات متخاذلة .
نشأ (عماد) وتربى على طاعة الله في هذا البيت المتدين الفخور بعقيدته ، وبدا واضحاً منذ نعومة أظافره تمتعه بالذكاء والعبقرية ، ولهذا صمم والده على أن يواصل مسيرته التعليمية حيث تفوقه بحصوله على مرتبة متقدمة بين الأوائل ، وكما كان متوقعاً أحرز (الشهيد عماد عقل) الترتيب الأول على مستوى المدرسة وبيت حانون والمخيم في شهادة الثانوية العامة (التوجيهي) بعد ذلك تقدم بأوراقه وشهاداته إلى معهد الأمل في مدينة غزة لدراسة الصيدلة ، إلا أنه ما إن أتم إجــــراءات التسجيل ودفع الرسوم المقررة حتى وجد جنود الاحتلال يعتقلونه في 23/9/1988م ويقدمونه إلى المحكمة بتهمة الانتماء لحركة (حماس) والمشاركة في فعاليات الانتفاضة المباركة.
واكبت حركة (عماد) ونشاطه وقوة حبه للجهاد وقتال اليهود اشتعال الانتفاضة الفلسطينية المباركة وتصاعد وتيرتها وامتدادها على طول رقعة الوطن المحتل ، وما أن أطلقت (حركة الإخوان المسلمون) في قطاع غزة لشبابها وأنصارها العنان لقيادة المظاهرات وتوجيه الجماهير منذ الثامن من كانون أول (ديسمبر) من عام 1987 حتى تقدم الشهيد الصفوف مشكلاً المجموعات من الشباب المسلم في المخيم لملاحقة جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين كانوا يعيثون فساداً وتخريباً .
شارك الشهيد في كتابة الشعارات الجدارية ضد العدو الصهيوني، وعرف عنه ولعه الشديد بالمظاهرات والمسيرات الاحتجاجية ، فشارك في الكثير من فعاليات الانتفاضة ضمن مجموعات السواعد الرامية التي تكونت في المخيم بعد انبثاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جناحاً ضارباً (لجماعة الإخوان المسلمين) في الضفة الغربية وقطاع غزة .
الأول والأخير
وباعتقال مجموعة كبيرة من كوادر وشباب حماس في ما يسمى ضربة آب (أغسطس) 1988، تعرض (عماد) وشقيقه (عادل) للاعتقال في الثالث والعشرين من أيلول (سبتمبر) من ذلك العام حيث أودع السجن ثمانية عشر شهراً إثر صدور الحكم عليه من محكمة عسكرية ظالمة بتهمة الانتماء لحركة حماس ، والمشاركة في فعالياتها وتكوين مجموعات مجاهدة وإلقاء زجاجات حارقة ، وما أن خرج الشهيد رحمه الله من المعتقل في آذار (مارس) 1990 حتى عاد إليه مرة أخرى إذ وجهت إليه سلطات الاحتلال تهمة تجنيد أحد الشباب المجاهدين في تنظيم حماس، فقضى الشهيد في المعتقل هذه المرة شهراً آخر بعد أن تيقنت أجهزة المخابرات الصهيونية أنه اعترف في المرة السابقة بالتهمة التي وجهت إليه .
موعد مع القدر
في ليلة معتمة كان المجاهدان مجدي حماد ومحسن العايدي على موعد مع القدر ، فقد وقع المجاهدان في الأسر أثناء محاولتهما عبور خط الحدود الدولية بين فلسطين المحتلة ومصر بالقرب من مدينة رفح في السادس والعشرين من كانون أول (ديسمبر) 1991 ، ليرسلا فوراً إلى قلعة الأبطال (سجن سرايا غزة) حيث يمارس التعذيب البشع والحرب النفسية والإرهابية ضد المجاهدين البطلين حتى تبدأ الصفحة المختفية في الظهور وتبرز الكلمات والخطوط والأسماء أمام عيون الجلادين الصهاينة ، فاضطر المجاهد مجدي تحت هذا التعذيب إلى الكشف عن أسماء أعضاء مجموعة ( الشهداء ) التي كان عضواً فيها ، منذ ذلك التاريخ أصبح شهيدنا البطل مطلوباً لقوات الاحتلال وأجهزة مخابراتها ووحداتها الخاصة والمستعربة.
لكن شهيدنا الذي هزم الخوف منذ أن بايع على الشهادة راح يواجه واقعه الجديد بشجاعة وإقدام، وإذا كان مجدي قد اضطر إلى الاعتراف بأن (عماد عقل) هو ضابط اتصال المجموعة ، فإن الشهيد القائد لم يرتعب ولم يضعف، بل زاده هذا الأمر شجاعة وفرض عليه في نفس الوقت أن يظل على أهبة الاستعداد يحمل روحه على كفه وبندقيته على كتفه، فقد عزم على الجهاد حتى الشهادة ورفض أن ينسحب من الميدان ويخرج خارج الوطن وبقي وفياً لقسمه، إذ نقل عنه - رحمه الله - عند بداية مطاردته قوله : " من الآن فصاعداً فأنا مطارد للاحتلال وعليه سوف أذيقهم العلقم بإذن الله".
حياة الإخوة
عاش شهيدنا البطل مع إخوانه الخمسة المطاردين حياة الأخوة بمعناها الحقيقي ، ومما يسجل للشهيد ما يرويه أحد الإخوة المجاهدين الذين عرفوه ، إذ يقول هذا الأخ : في أحد مكامنه كنت وأحد الإخوة معه فقمنا نصلي ، ففضل البقاء في حراستنا ثم صلى بعد ذلك حتى لا نؤخذ على حين غرة ، كان خلال ذلك يحرث الغرفة جيئة وذهاباً وكأنه يفكر في أمر يشغله ، وضع بعدها لنا الطعام فما يتناول سوى لقيمات قائلاً لا أريد الإكثار حتى لا أتثاقل إلى الأرض فيشغلني ذلك عن مقارعة أعداء الله .
ضاقت مدينة غزة بمطاردي مجموعة الشهداء ، فقد انضم عشرة أخوة مجاهدين من (كتائب الشهيد عز الدين القسام) إلى قائمة المطاردين الجدد ، والخوف من أعمال التمشيط العسكري للبيارات والملاجىء والمنازل أصبح هاجساً يتملك المطاردين في هذه البقعة الصغيرة ، إلى جانب شح السلاح في ذلك الوقت .
إلى الضفـة
وأمام هذا الوضـع الجديد ، وحفاظاً على الإخوة المطاردين وتوفيراً للجهد المضني في توفير الملجأ ، وتسهيل الحركة لهذه الأعداد تم التخطيط لخروج مطاردي (مجموعة الشهداء) من قطاع غزة والانتقال إلى الضفـة الغربية حيث تم تشكيل الجهاز العسكري لحركة حماس هناك وحمل أيضاً اسم (كتائب الشهيد عز الدين القسام) اسوة بما هو معمول به في قطاع غزة.
وكذلك جاء اختيار مجموعة الشهداء الانتقال إلى الضفة الغربية اختياراً موفقاً ، فقد خفف الانتقال العبء عن قطاع غزة من جانب وأعطى دفعة قوة للضفة الغربية بتكوين الخلايا المسلحة التابعة لكتائب القسام من جهة أخرى .
وقبل الانتقال مع مجموعة الشهداء إلى الضفة الغربية ، لابد من الوقوف مع الحدث البارز في سجل عماد عقل في تلك الفترة ، ألا وهو أول عملية عسكرية له ضد جنود الاحتلال ، ففي الرابع من آيار (مايو) 1992م أطلق عماد عقل رصاصه القسامي مستخدماً بندقية كارلو غوستاف ضد قائد الشرطة في قطاع غزة الجنرال (يوسيف آفنيبغد) أن أوقعته المجموعة في كمين نصبته له عند مفترق الشيخ (عجلين) ، غير أن العملية لم تسفر إلا عن إصابة سيارة (الشاباك) المرافقة له .
انتقل الشهيد (عماد عقل) عن طريق حاجز إيرز وهو المعبر الوحيد الذي يربط قطاع غزة بفلسطين المختلة عام 1948 إلى الضفة الغربية في الثاني والعشرين من آيار (مايو) 1992 ، واستقر في مدينة القدس وما هي إلا أيام قليلة حتى تبع الشهيد إلى القدس وبنفس الطريقة بقية أفراد المجموعة حيث تم استئجار شقتين آخريين في رام الله.
العودة ..
غادر شهيدنا البطل مدينة خليل الرحمن في الثالث والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1992م ، متجهاً إلى قطاع العز والكرامة حيث استطاع اجتياز كافة الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش التي أقامها جيش الاحتلال ودخل عبر بوابة حاجز إيرز الذي يربط القطاع بالمناطق المحتلة عام 1948 متخفياً في زي مستوطن يهودي ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على جرأة وشجاعة منقطعة النظير ناهيك عن مقدرة فائقة على التأقلم وسرعة البديهة .
لم يكن الوضع في قطاع غزة بأخف وطأة على الشهيد القائد وإخوانه المطاردين ، فقد اشتدت الإجراءات الصهيونية وازدادت قساوة في مختلف مدن وقرى ومخيمات القطاع مع التصعيد الجهادي المتميز لكتائب الشهيد عز الدين القسام .
ومع ازدياد الضغط الذي يشكله وجود عشرات المطاردين دون أن يكون في مقدور مسئوليهم توفير الملجأ الآمن في أعقاب سياسة تدمير المنازل ، حينها قررت (قيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام) الطلب إلى عدد كبير من هؤلاء المطاردين الاستعداد لمغادرة القطاع وعبور الحدود باتجاه مصر حيث بدأ المجاهدون المطاردون بالخروج على شكل مجموعات صغيرة ، وعندما جاء الدور على الشهيد (عماد عقل) اعتذر عن الخروج بإصرار ، فقد كان رحمه الله عازماً على الجهاد حتى الشهادة ، فرفض أن ينسحب من الميدان أو أن يخرج مغادراً الوطن الذي يحبه دون أن يقاتل حتى الرمق الأخير .
وبقي وفياً لقسمه ، قسم المؤمنين بالجهاد حلاً وحيداً لتحرير كل فلسطين حتى أكرمه الله بالشهادة ، ومما قاله لمسؤوليه الذين عرضوا عليه الخروج تلك العبارة الخالدة : " سأبقى في فلسطين حتى أنال الشهادة وأدخل الجنة ، هذا جهاد نصر أو استشهاد "
الشهادة ..
لبى شهيدنا البطل الذي كان صائماً في ذلك اليوم ، طلب بعض الشباب بأن يتناول طعام الإفطار معهم في بيت لآل فرحات بجانب سوق الجمعة ومسجد الإصلاح بحي الشجاعية بمدينة غـزة ، وبعد تناوله الإفطار بمدة نصف ساعة ، أي في الساعة الخامسة والربع من مساء الأربعاء الموافق 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 1993 ، والذي يصادف الذكرى الرابعـة لاستشهاد الشيخ (عبد الله عزام) ، وبعد أربعة أيام من ذكرى استشهاد الشيخ (عز الدين القسام) ، شعر البطل بأن المكان محاصر من قبل قوات كبيرة من الجيش وحرس الحدود لم يشهد لها سكان الشجاعية مثيلاً من قبل ، حيث قدرت بأكثر من (60) سيارة عسكرية من مختلف الأنواع والأحجام ، إضافة لسيارة إسعاف عسكرية وسيارة لخبراء المتفجرات ومطاردة طائرة مروحية حلقــــت فوق المكان إلى جانب عدد كبير من سيارات الوحدات الخاصة ، وشمل الحصار العسكري الذي شارك فيه المئات من الجنود الصهاينة وعدد من ضباط الاستخبارات بقيــــادة قائد المنطقة الجنوبية كافة أنحاء المنطقة الشرقية من حي الشجاعية ومنطقة سوق الجمعة واعتلى العشــــرات من هؤلاء الجنود أسطح المنازل المحيطة بالمنزل الذي تحصن فيه الشهيد القائـــــد.
وفيما بدت المنطقة أشبه بثكنة عسكرية حيث تواصل قدوم التعزيزات العسكرية أخذ أسطورة غزة بالانتقال من مكان إلى آخر باتجاه جنود الاحتلال من مسدس عيار 14 ملم كان بحوزته، يروي أصحاب المنزل بأن الشهيد القائد قال:"حضر الآن موعد استشهادي ".