هل سينتصر الإسلام ؟ للشيخ إبراهيم العلي رحمه الله - هل سينتصر الإسلام ؟ للشيخ إبراهيم العلي رحمه الله - هل سينتصر الإسلام ؟ للشيخ إبراهيم العلي رحمه الله - هل سينتصر الإسلام ؟ للشيخ إبراهيم العلي رحمه الله - هل سينتصر الإسلام ؟ للشيخ إبراهيم العلي رحمه الله
هل سينتصر الإسلام ؟
دراسة حول حديث (بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ ، بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ ، وَالنَّصْرِ ...)
تأليف
إبراهيم محمد العلي
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَال :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
( بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ ، بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ ، وَالنَّصْرِ ، وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ، فَمَنْ عَمِلَ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ ).
أخرجه أحمد:5/134 ، وابن حبان برقم: 405 ، والحاكم :4/ 311 وصححه ووافقه الذهبي ، والبيهقي في الشعب :6833 ، والحديث حسن
المقدمة
الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
في هذه الليالي الحالكة من حياة أمتنا وقد تداعت عليها الأمم من أعدائها ، كما تداعت الأكلة إلى قصعتها ، وتمزقت وتشتتت إلى كيانات كثيرة ، ضعيفة الشأن ، غير مرهوبة الجانب ، والكل يتبارى في الكيد لها ، محاولا القضاء على عقيدتها ، وإنهاء دورها الحضاري ، حتى تستقر له الأحوال على هذه الأرض .
في مثل هذا الجو ، يتساءل الناس ، هل لهذا الليل من آخر ، وهل ستسطع شمس الإسلام من جديد في حياة هذه الأمة ؟ أم أن جهود أعداءها قد نجحت في طمس معالم هذا الدين من حياتها ؟ .
وللإجابة عن هذه التساؤلات ، كان لا بد لنا من وقفة مع أحاديث المبشرات التي بشربها النبي صلى الله عليه وسلم أمته ،والتي تبث الأمل في نفوس المسلمين بمستقبل جديد لهذا الدين ، وإزالة وإنهاء الكيد العالمي الذي يجثم بمؤامراته على صدور أبناء هذه الأمة ، وإعادة البسمة المشرقة إلى وجوه غطاها العبوس ، وهي ترى ما يحل بأمتها من نكبات متتالية .
وكان لابد من توضيح بعض الأمور بين يدي هذه المبشرات التي وعد الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم ، والتي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم أمته وأتباع هذه الدين فكان هذا البيان فيما يلي :
تحقيق هدف دعوة النبي صلى الله عليه وسلم هو هم الدعاة والمصلحين :
إن الوصول إلى الهدف الذي حدده لنا رب العزة والجلال –وهو إعلاء كلمة الله ونشر دينه في الأرض ، ونشر الخير والعدل بين البشر – هو الغاية الأولى في الدنيا ، وللوصول إلى الغاية الكبرى في الآخرة وهي مرضاة الله عز وجل، وقد سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتثبيت هذا الغاية في قلوب أبناء هذه الأمة من خلال المبشرات التي بشر بها بأن الله سيحقق النصر والعلو لهذا الدين ، ثم عمل صلى الله عليه وسلم لتحقيق ذلك في حياته ، فحقق جزءا من المبشرات ، ثم قبض فسعت الأجيال الخيرة السابقة لتحقيق ما بدأه النبي صلى الله عليه وسلم ، فحققت بعضه ولم تحقق البعض الآخر .
وقد جاء دورنا نحن ومن بعدنا من الأجيال لنقوم بمهمتنا في تحقيق هذا الهدف ، لأن رحلة تحقيق المبشرات التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم ليست رحلة الأحلام الكاذبة ، وإنما هي رحلة الوثوق بالنفس ، والتوكل على الله ، والانطلاق والعمل المتواصل الدؤوب الذي لا يعرف الكلل ولا الملل ،حتى الوصول إلى الغاية المرسومة دون أن يعيقنا أي عائق ، وبذلك نكون قد حققنا ما سعى أسلافنا لتحقيقه ، يحدونا قول القائل :
أيا أمتي آن الأوان لتسمعي حديثا مع التاريخ حرك لوعتي
أجب أيها التاريخ حدث بما مضى وقل كيف سجلت المعالي بدقة؟
أفق أيها التاريخ أدرك حقيقتي فعن نهج ديني لن تضل مسيرتي
أفق وانتظـر من أمـتي وثباتــها فلن يقف الأعداء في وجه وثبتي
العمل عن قناعة :
إن أكثر الناس يعملون أعمالا على غير اقتناع بها ، فلا مبادئ توجههم ولا إصرار يدفعهم ، يمشون متخبطين في حياتهم .
ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم عمل على إخراج أمته من هذا التخبط ، من خلال رسم الأهداف التي تقوم الأمة بتحقيقها من زمنه وإلى قيام الساعة ، فكانت المبشرات التي حددت هذه الأهداف ،ورسمت صورة الإسلام المشرقة في مستقبل الزمان ، والحث المتواصل منه صلى الله عليه وسلم على تحقيق هذه الأهداف، وكثرة التأكيد عليها في مجالسه العامة والخاصة ،ومن خلال كلامه وتصرفاته وأعماله صلى الله عليه وسلم ، من أعظم الحوافز التي ولدت دافعية العمل عن قناعة في نفوس الأجيال المختلفة من زمنه وإلى أيامنا ، ثم إلى قيام الساعة .
ولكي نحقق هذه الأهداف بشكل صحيح لا بد من توفر منهج سليم في التفكير ، وحتى يكون التفكير صحيحا فلا بد من مبادئ وقيم صحيحة مغروسة في النفوس تساهم في تحقيق هذه الأهداف .
وأي منهج في التفكير أسلم من منهج المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وأي مبادئ وقيم أعظم من مبادئ الإسلام العظيم الذي أنزله الله على نبيه هدى ونور ، ليخرج به البشرية من الظلمات التي تغشاها ، إلى أنوار الخير والهداية في الإسلام الحنيف .
ولذلك فالمطلوب من أبناء هذه الأمة العمل على تحقيق هذه الأهداف التي رسمتها بشريات النبي صلى الله عليه وسلم لأمته في التمكين لهذه الأمة والسناء والرفعة والنصر في الأرض ، فإن قصرنا فالخلل فينا نحن وليس في المنهج الرباني الصادق ، فهيا إلى العمل ....والعمل ... والعمل .
الحديث عن صورة المستقبل المنشود من صفات الرؤية الجيدة :
إن مما يدل على نبل المرء وعلو منزلته ، ليس ما يفعله فقط ، ولكن ما يتمناه في مستقبل أيامه ، ولهذا حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الحديث عن الصورة المستقبلية للإسلام ، ليولد في نفوس أبناء هذه الأمة شعورا حقيقيا بالأهمية والعطاء ، وليتغلغل هذا الشعور في أعماق مكنونات نفوسهم ، وفي قلوبهم وأرواحهم ، بشكل يستخرج أفضل ما لديهم ، عندها يرتفع في نفوسهم علم الأمل والمستقبل والطموح ، وحينذاك يكونون جاهزين للتشمير عن ساعد الجد لتحقيق هذه الصورة المستقبلية .
ولهذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم حال الإسلام في المستقبل وصفا يرفع الهمم ، ويثير العزائم للعمل للوصول إلى تلك الحال فقال صلى الله عليه وسلم : ( لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ ) سيأتي تخريجه .
وذلك لأن رؤية المستقبل إذا تمكنت من روح الإنسان ، انبعثت فيه الدماء لتكون للإنسان طول الأفق الممتد ، وهكذا كانت نظرة النبي صلى الله عليه وسلم للأمور حين خاطب ملك الجبال الذي أراد إطباق الأخشبين على أهل الطائف : ( بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا) .أخرجه البخاري برقم:3231 ومسلم برقم:1795
إنه البعد الزمني وسبق النظر الذي بفقده يفقد الإنسان الكثير من الطاقات المذخورة ، فأمتنا حين تفقد هذا العنصر فإن مرضا يسري في أجساد وعقول أبناءها بحيث لا يفكرون إلا فيما يزرعون في يومهم ليحصدوه في غدهم ، ويأكلوه في اليوم الثالث ، فقراءة المستقبل تجعل الإنسان يتصف بصفة بعد النظر ، فهو يضع في حسابه كل الاحتمالات ويفترض أن أصعبها يمكن أن يقع .
فهذا عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يخبرنا أنه كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ ، فلبس سلاحه مع سالم مولى أبي حذيفة ، وقصدا المسجد بينما تفرق الناس فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن امتدح تصرفهما بقوله : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا كَانَ مَفْزَعُكُمْ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ ثُمَّ قَالَ أَلَا فَعَلْتُمْ كَمَا فَعَلَ هَذَانِ الرَّجُلَانِ الْمُؤْمِنَانِ) .
أخرجه أحمد في المسند:4/204 ورجاله رجاله الصحيح كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد، ، والحديث حسن .
سينتصر الإسلام بإذن الله تعالى
مبشر ومطمئن ما قرأته هنا
رحم الله الشيخ إبراهيم محمد العلي وجزاه عنّا خيراً
وجزاك الله عنّا خيراً أخي يحيى لنقلك هذا الموضوع
سينتصر الإسلام بإذن الله تعالى
مبشر ومطمئن ما قرأته هنا
رحم الله الشيخ إبراهيم محمد العلي وجزاه عنّا خيراً
وجزاك الله عنّا خيراً أخي يحيى لنقلك هذا الموضوع
جزاك الله خيرا اخي الكريم على مرورك ومشاركتك المثمرة
من هم الذين سيحققون هذه البشريات - من هم الذين سيحققون هذه البشريات - من هم الذين سيحققون هذه البشريات - من هم الذين سيحققون هذه البشريات - من هم الذين سيحققون هذه البشريات
من هم الذين سيحققون هذه البشريات :
ليس كل الناس مهيئا لتحمل الأعباء الشاقة والثقيلة في سبيل تحقيق هذه البشريات والأهداف التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم ، والتي ذكر ضمن ما ذكره فيها أن المستقبل المنشود سيكون لهذا الدين العظيم ، ولذلك فما أكثر الناس وما أقل القادرين على تحمل هذا العبء الكبير.، وفيهم يصدق قول النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( إِنَّمَا النَّاسُ كَالْإِبِلِ الْمِائَةِ ، لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً ) .
أخرجه البخاري برقم:6498 ، ومسلم برقم :2547، والترمذي برقم:2872، وابن ماجة برقم:3990 .
فالمعنى لا تجد في مائة من الإبل راحلة تصلح للركوب، لأن الذي يصلح للركوب ينبغي أن يكون وطيئا سهل الانقياد ، وكذا لا تجد في مائة من الناس من يصلح للصحبة بأن يعاون رفيقه ويلين جانبه.
قال الخطابي: تأولوا هذا الحديث على وجهين:
أحدهما : أن الناس في أحكام الدين سواء، لا فضل فيها لشريف على مشروف، ولا لرفيع على وضيع ، كالإبل المائة التي لا يكون فيها راحلة وهي التي ترحل لتركب، والراحلة فاعلة بمعنى مفعولة أي كلها حمولة تصلح للحمل ولا تصلح للرحلة والركوب عليها.
والثاني : أن أكثر الناس أهل نقص: وأما أهل الفضل فعددهم قليل جدا، فهم بمنزلة الراحلة في الإبل الحمولة.
وكيف نطمع في نصر نعيد به أمجادنا دونما سعي ولا عمل
ترى جموعا ولكن لا ترى أحدا وقد ترى همة الآلاف في رجل
وهذا يعني أن القلة من الناس من يستطيع تحمل أعباء الدعوة الإسلامية ، والعمل للوصول إلى الرؤيا المستقبلية المنشودة لرفعة دين الله ، والذي يعمل بجد ودون ملل ولا كلل ، متحملا في سبيل ذلك الإيذاء والسخرية ، وتنكيل الأعداء به لعمله لرفعة دين الإسلام يصدق فيه قول القائل :
وجد القنوط إلى الرجال سبيله وإليك لم يجد القنوط سبيلا
ولرب فرد في سمو فعاله وعلوه خلقا يعادل جيلا
إن القادرين على تحقيق هذه البشريات هم الذين وضعوا في إطار مرن يستطيعون من خلاله التحرك والانطلاق ، ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على هذا المعنى .
فعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ وَيُطِيعُوا ، فَأَغْضَبُوهُ فِي شَيْءٍ ، فَقَالَ : اجْمَعُوا لِي حَطَبًا ، فَجَمَعُوا لَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَوْقِدُوا نَارًا فَأَوْقَدُوا ، ثُمَّ قَالَ : أَلَمْ يَأْمُرْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَسْمَعُوا لِي وَتُطِيعُوا ، قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : فَادْخُلُوهَا ، قَالَ : فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ، فَقَالُوا : إِنَّمَا فَرَرْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ النَّارِ ، فَكَانُوا كَذَلِكَ ، وَسَكَنَ غَضَبُهُ ، وَطُفِئَتِ النَّارُ ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
( لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ ) .
أخرجه البخاري برقم:4340، ومسلم برقم:1840 ، والنسائي برقم:4205، وأبو داود برقم:2625 .
وقد جاء في القرآن نقدا لأهل مصر الذين اتبعوا فرعون دون تفكير : ( فاستخف قومه فأطاعوه ) ( الزخرف :54) .
والمؤهلون لتحقيق هذه البشريات يجب أن تتوفر فيهم إضافة لما ذكرنا الأمور التالية :
1) التفكر في منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأوامره وتحليلها ، ليكون الإتباع مبنيا على فهم صحيح وقناعة تامة ، وأبرز ما يدل على ذلك موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية إذ قال عمر : ألستَ نبـي الله حقاً؟ قال: «بلى» قلت: ألسنا على الحق وعدوّنا على الباطل؟ قال: «بلى» فقلت: علامَ نعطي الدنيةَ في ديننا إذاً، ونَرجعَ ولما يَحكم الله بـيننا وبـينَ أعدائنا ، فقال: «إني رَسول الله، وَهوَ نَاصري، وَلَست أعصيه» قلت: أو لستَ كنتَ تحدثنا أنا سنأتي البـيتَ ونطوف به قال: «بَلَى، أَفَأَخبَرتكَ أَنكَ تَأتيه العَامَ» قلت: لا. قالَ: «فإنكَ آتيه ومطوفٌ به». قال: فأتيت أبا بكر، فقلت له كما قلت لرسول الله ، ورد علي أبو بكر كما رد عليّ رسول الله سواء، وزاد: فاستَمسك بغَرزه حَتى تَموتَ، فوالله إنه لَعَلى الحَق. قال عمر: فعملت لذلك أعمالاً. زاد المعاد :3/295 .
2) تصحيح مسار قيادتهم الدعوية ، والسياسية إن انحرفت هذه القيادة عن الرؤية أو القيم أو المبادئ التي جاء بها النبي القائد صلى الله عليه وسلم ، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن بويع بالخلافة خطب قائلا :
إن أحسنت فأعينوني ، وإن أخطأت فقوموني .
فقام له رجل وقال: سنقومك بسيوفنا يا عمر، فقال له عمر : الحمد لله الذي جعل في أمة عمر من يقوم اعوجاجه بالسيف .
وقام رجل وقال لعمر بن الخطاب : اتق الله يا عمر ، وأكثر عليه ، فقال له قائل :اسكت فقد أكثرت على أمير المؤمنين ، فقال عمر : دعه ، لا خير فيهم إن لم يقولوها لنا ، ولا خير فينا إن لم نقبل .
أما الذين أجروا عقولهم لقياداتهم في الحق والباطل ،ولا يملكون القدرة على التفكير أو التصحيح ، والذين تتبع معهم قياداتهم المقولة المشهورة :
وافق .... أو نافق .... أو فارق .
فهؤلاء غير مؤهلين لتحقيق هذه البشريات ، بل هم لا يصلحون لهذه المهمة ، فهم ليسوا من الرواحل القيادية التي تستطيع احتمال الأعباء الثقيلة لهذه العمل الجليل المقدار .
3) توفر روح المبادرة لاتخاذ الإجراءات الصحيحة ، وعدم انتظار الأوامر فقط ، وذلك بناء على فهمهم للمنهج ، والخطة ، والرؤية ، والقيم ، والمبادئ ، التي جاء بها النبي القائد صلى الله عليه وسلم ، وأوضح دليل على ذلك ما حصل مع أنس بن النضر رضي الله عنه يوم أحد :
فقد جاء أن أنس بن النضر رضي الله عنه مر في غزوة أحد بقوم من المسلمين ، قد ألقوا بأيديهم ، فقال : ما تنتظرون ؟ ، فقالوا : قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما تصنعون في الحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه . دلائل النبوة للبيهقي :3/245، وسيرة ابن هشام :2/87 .
وكما فعل سهيل بن عمرو عندما قام في مكة خطيبا عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو خطبة الصديق بالمدينة، فسكنهم وعظم الإسلام في قلوبهم .
سير أعلام النبلاء :1/194
هذه الصفات وغيرها هي التي تؤهل أصحابها ليكونوا هم الرواحل المهيأة للوصول إلى الغاية المنشودة في التمكين لدين الله في الأرض ، وتحقيق بشريات النبي صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى : { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون } .