بهذه الكلمات "الفلاحية" الجميلة والتي تعبر عن حبِّها وولائها ببساطتها البريئة هكذا كانت ردة فعل أمِ وحداتية تستمع لحديث أبنائها حول رحيل "حكاية" لطالما نحن الأخوة تسامرنا وتجادلنا حول هذه الحكاية ليال وليالي.
هذه الكلمات من أمٍ اعتادت أن ترى عشق أبنائها لهذه "الحكاية" ..فتكمل صدمتها وتكمل انتماءها ..."أنداري يمّا شو هذولا ما بصير يبيعوه طب انتو اعترضوا ...!! "..وعلى ماذا نعترض يا أماه؟!!،أنعترض على زمانٍ تغيرت فيه كل المفاهيم و تبددت فيه كل الاحلام ، أنعترض على هروبنا من "دchانة أبي رحمة الله عليه ..لكي نسترق اللحظات ونحن نشاهد ونهتف لهذه "الحكاية" ، على ماذا نعترض؟!، على أن الحب ليس له مقاييس ولا مفاهيم في زمن سلبَ منَّا كل براءة اللحظات الشهية...
هذه الأم "الفلاحة" التي نفتخر بها كأمٍ أسطورية فربما بساطتها في متابعة كرة القدم لا تمثل شيء من عظمتها في تربية أبنائها وبناء جيل مكافح من معلمين ومهندسين وأساتذة جامعات!!، هذه الأم تحاكي أبناءها من واقع تربينا عليه ، أمٌ لا تتوقع أن تكون للحكاية فصول غير خضراء، وكيف ذلك ؟!،فعندما كانت ترى "الحكاية" بلباس غير الأخضر عندما كان يمثل المنتخب الوطني ، فكانت تقول :"ليش مش لابس وحداتي ..كيف بلعب لغير الوحدات"..أو عندما كانت تشاهد -أبو جديلة -"رونالدينيهو" يلعب البرازيل تقول كيف بلعب مع البرازيل ما هو برشلوني !!"،فان استطعت حينها أن أفسر لها أن اللاعب يمثل منتخب بلاده فكيف سأفسر لها أنَّ "الحكاية" سيلعب خارج الوطن و بلباس اخر لا أخضر ولا منتخب وطني؟!!.
ربما أنا من أشد المعارضين لمن يشكك بانتماء "الحكاية" للمارد الأخضر، ولكنني من أشد الحزينين على تلك "الحكاية" !!، فالحكاية معي لا تنتهي هذه الأيام فها أنا استعيد شريط اللحظات و الايام من حيث لا أحتسب ، كنت أتربص للحظة التي أستطيع فيها الهروب من قبضة أبي "رحمه الله"..بأن أشاهد هذه "الحكاية" من واقع سردها ..اختبئ خلف الجدران كي لا يراني وأنا متأهب مع "ولاد الحارة " على ملعبِ تتراقص فيه "الحكاية" وتكتبُ فيه "سناريوهات" خضراء لا مثيل لها تطرب المشاهدين وتنعش العشاق، فكل ضغوط الحياة و ضيق العيش تتبخر بلحظة فرح مع تلك "الحكاية" ..وعندما أعود وقد أشبعتني تلك "الحكاية" حتى الثمالة ..أرى أبي ينتظرني ..مخفياً شيئاً من ابتسامته الوحداتية العتيقة و مظهراً صلابته و شدته التي صنعت الرجال ...."وين باكي ..خلي رأفت ينفعك .... شو بسويلك الفطبول ..و شو بسويلك رافت ...وشو بسويلك الوحدات" ...نعم يا أبي ...ربما كنت حينها لا استطيع فهمك فأنا كنت متيماً بتلك "الحكاية" حتى الثمالة !!...
لا أنكر أن الوحدات و تلك " الحكاية" سببا لي أوقات كثيرة من السعادة والفرح والهذيان ..و"الهستيريا الوحداتية" التي لم أجد لها تفسيراً في قواميس المنطق ...الا أن تلك الحكاية عندما تنتهي تسبب لي من الغصة الكثير ...و الكثير ...ففعلاً :
"أحبب حبيبك هوناً ما ، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وأبغض بغيضك هونا ما ، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما "
قل لها ببساطه اخي ذياب اننا تغيرنا ولا تقل لها الزمن تغير ، فالزمن هو الزمن ومن يتغير هو نحن ، قلها لها نحن في وقت الدرهم والدينار والدولار وتأمين المستقبل ، حكايتك اخي ذياب فضلت ما تم ذكره على الحب والمحبة والتضحية والنبل والعشق وحاجة الحبيب لحبيبه ، ربما حكايتك معذوره فالعالم كله يسير على هذا الخط فلماذا يخاطر ويختار الخط الخط الاخر ، في النهاية الله يطولك بعمر الحجه ولتذهب حكايتك الى حيث تريد فالكتاب الموجوده فيه ثابت ثابت جدوره في الارض وراسه في السماء ولن يضيره هروب الف الف حكاية فهو قادر قادرعلى كتابة مئات مثلها بل واروع منها باذن الله
سلمت يمينك .......فعلا موضوع رائع .......يخاطب اشجاننا جميعا ويشرح مشاعرنا......
لكن بالنسبة لما ذكرته على انه حديث نبوي شريف .......فللعلم اخي الكريم هذا ليس بحديث وانما قول للفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه.......طبعا هذا يعني ان نأخذ به بحذافيره.....لأنه قول لسيدنا عمر....ولكن يجب ان نتوخى الحذر عندما ننسب أي قول او فعل لرسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.......