الحب بين الخسائر المؤلمة و تحديات العودة و النهوض - الحب بين الخسائر المؤلمة و تحديات العودة و النهوض - الحب بين الخسائر المؤلمة و تحديات العودة و النهوض - الحب بين الخسائر المؤلمة و تحديات العودة و النهوض - الحب بين الخسائر المؤلمة و تحديات العودة و النهوض
الدكتور راجح السباتين
الحبُّ بين الخسائر المؤلمة وتحدّيات العودة والنهوض
تذوب الشمس في بحور الكراهية، فيختنق بعدها الأمل وتتساقط أوراق اليأس رويداً رويداً، وتسدل الستارة السوداء ببطءٍ معلنةً عن انتهاء المسرحية ... لا ذِكْرَ لحبٍ صادقٍ في هذه الأيام يا أبنائي ... كُلُّهم ممثّلُون يُجيدُ واحدهم لعب دوره في هذه المسرحية بإتقانٍ وبراعةٍ متناهيةٍ لا تُدانيها براعة ... لقد وقع الحب في كمائن المصلحة والنفوذ والكبرياء مراتٍ عدةً وكان يخرج كلَّ مرةٍ مُنهكاً فاقدا لجزءٍ من قُوَّتِه إلى أن فقدها في النهاية.
ما بقي من الحب شيءٌ يستحق أَنْ يُذكر، حتى تلك الحكاية البريئة بين أطفال قريتنا في كلِّ موسمِ حصادٍ أتى الموتُ عليها وأدرك اليَبَسُ جذورها فقتلها من الداخل. لا خلود لحب بعد اليوم بالمرة، لأنْ لا طهارةَ ولا براءةَ لحبٍّ بعد اليوم بالمرة ... أين الطهارة والبراءة عنا؟ لقد باتا مجرَّدَ كلمتين تدلاّن على ذكرى عابرةٍ مضت واندفنت تحت رمال التاريخ. وتلوح في الأفق صورةُ عينين خضراوين مزَّقتِ الرياحُ شراعهما وذهبت مياه البحر الزرقاء بلونهما وأغرقته في الأعماق البعيدة المظلمة ... انتهى كلُّ شيءٍ وانجلى وجه الليل بعد طول مكوثٍ عن خسارةٍ مؤلمةٍ فقدتُ فيها كلَّ أسباب النصر والشوق والحبّ والأمل ... مَنْ يُعيد إليَّ الحياة من جديد؟؟ مَن يعيُد إليّ العينين الخضراوين اللتين فقدتهما في عاصفة بحر الحياة التي لا ترحم؟؟ مَنْ يعيد إليّ تلك الذكريات الغالية التي لوّحتها الأيام وتلاعبت بها رياح السنين؟؟ أبكي وأبكي مواسياً نفسي بالقول: إنَّ الدموع حين تخرج، تأخذ في طريقها تراكمات الآلم والحروق والوجع ليرتاح الواحد منا بعدها ممّا كان يثقله ويُتعِبُهُ، وانتظر بعد ذلك سماع موسيقى الفرح صادرةً عن جروح قلبي لتعلن عن بدايةٍ جديدةٍ فهل تراني أسمعها؟؟
أتذكر الآن قصة الرذائل والفضائل عندما اجتمعت لتلعب لعبة ( الطميمة ) فكان الحب موجودا وكذلك الأمانة والصدق والشجاعة كما تواجد الحقد والجنون والكراهية والكذب عندما قررت الشجاعة أن تبدأ العد ليختبئ الجميع ,,, أما الصدق فاختبأ خلف الشجرة وقال أنا خلف الشجرة ,,, واختبأت الأمانة فوق القمر ,, واختبأ الكذب في النهر وقال أنا خلف الصخرة ,, واختبأ الحقد بين القاذورات ,,, وكعادته الجنون اختبأ خلف الشجاعة مباشرة ,,, أما الحب فقد اختبأ بين الورود ,,, وعندما انتهت الشجاعة من العد أخذت تبحث عن الجميع فوجدت الجنون أولا ثم الصدق ثانيا ,,, ثم الحقد والكراهية وأخيرا الكذب ,,, إلا أنها عانت لتجد الحب ,,, فقام الجنون بالوشي للحقد عن مكان الحب ,,, فاستل الحقد رمحا وأخذ يغرزه بين أغصان الورود ,,, إلى أن سمع نشيج الحب ,,, فاستدلت الشجاعة على مكان الحب وإذ به أعمى من رمح الحقد ,,, ومن يومها تبرع الجنون الذي وشى بالحب للحقد ,,, أن يسير مرشدا للحب
حيرتني حروفك يا دكتور سباتين...أرهقني الوجع المترامي بين الكلمات...تُرى ..هل لحروفك هذه جذور ثابته أم كانت نابعة عن تجربة مؤلمة ترهقك ذكرياتها؟؟؟
ليس لي أن أحكم على مثل هذه الحروف كحقيقة...لكني سأترجم لك إعجابي الشديد بطريقة صيدك للمفردات بهذه المهارة ..أما لوحود الحب البريء فقصة أخرى ..لانستطيع أن نكون من الملمين بكل جوانبها...
أبدعت كعادتك دكتور راجح
دمت بحفظ الله
للحب - يا سيدي - إن كان صادقا شاطئ واحد ، أوله أنت ، وعلى الطرف المقابل نصفك الآخر ، وما بين الشطئين براكين من الشوق وفيضانات من الحنين.
هذه المشاركة اقتبستها من ردي على الأخ لاروساليدا ( أبي) ، في موضوعه ( ٲڜﯘاﭰـ ٿٳئـھـة .. و ٱڔوٳځ مٻعـٹڑة) ؛ لأنه في فقرة من فقرات موضوعه تحدث عن الحب أيضا ، وها أنت دكتورنا الجميل تفرد موضوعا كاملا عن الحب الذي انتهى من الوجود إلا من قلوب قليلين ، هم الأقرب إلى الله - تعالى - .
إذن المسألة برمتها مفتاحها واحد ، فبدل أن نظل كذلك وربما في يوم ستصير قلوبنا أشد قسوة من الحجارة ، لنعد إلى الله.
نصك - رغم ما كتبتُ سابقا - يلامس الواقع تماما
أحسنت