الذكرى ال 15 لاستشهاد القائد المهندس يحيى عياش - الذكرى ال 15 لاستشهاد القائد المهندس يحيى عياش - الذكرى ال 15 لاستشهاد القائد المهندس يحيى عياش - الذكرى ال 15 لاستشهاد القائد المهندس يحيى عياش - الذكرى ال 15 لاستشهاد القائد المهندس يحيى عياش
لم يستطع "شمعون رومح" -أحد كبار العسكريين الصهاينة- أن يخفي إعجابه بيحيى عياش حين قال: "إنه لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطرا للاعتراف بإعجابي وتقديري بهذا الرجل الذي يبرهن على قدرات وخبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وعلى روح مبادرة عالية وقدرة على البقاء وتجديد النشاط دون انقطاع".. ولم يكن شمعون وحده هو المعجب بالرجل، لكن وسائل الإعلام الصهيونية كلها شاركته الإعجاب حتى لقبته: "الثعلب" و"الرجل ذو الألف وجه" و"العبقري"…
ولهم الحق في احترامه والخوف منه، فحين نزف الدم الفلسطيني بغزارة على أرض الحرم الإبراهيمي في خليل الرحمن، في الخامس عشر من رمضان المبارك 1414ه، غلت الدماء في قلوب المسلمين في كل مكان.
لكن قلبًا واحدًا قرَّر أن يغلي بطريقة أخرى ومميزة، تلقن الحقد اليهودي درسًا لا يمكن نسيانه، كان ذلك قلب المهندس "يحيى عيَّاش" الذي أسَّس مدرسة ما زال طلابها يتخرجون فيها بتفوق على الرغم من غياب ناظرها !
قبل الكتائب .. حياة عادية وذكاء ملحوظ
وُلِد يحيى عيَّاش في نهايات مارس 1966، نشأ في قرية "رافات" بين نابلس وقلقيلية لعائلة متدينة تصفه بأنه حاد الذكاء، دقيق الحفظ، كثير الصمت، خجول هادئ.
بدأ يحفظ القرآن الكريم في السادسة من عمره، حصل في التوجيهي على معدل 92.8% -القسم العلمي، ليلتحق بجامعة بيرزيت- قسم الإلكترونيات، وظلَّ على حبه الأول للكيمياء التي أصبحت هوايته، أصبح أحد نشطاء الكتلة الإسلامية، وبعد تخرجه حاول الحصول على تصريح خروج للسفر إلى الأردن لإتمام دراسته العليا، ورفضت سلطات الاحتلال طلبه، وعلق على ذلك "يعكوف بيرس" رئيس المخابرات قائلاً: "لو كنا نعلم أن المهندس سيفعل ما فعل لأعطيناه تصريحًا بالإضافة إلى مليون دولار".
تزوَّج عيَّاش بعد تخرجه من ابنة عمته، ورزقه الله ولده البكر "البراء"،ثم "يحيى" قبل استشهاده بأسبوع تقريبًا
القتل بالقتل.. هكذا العدل
بدأت عبقريته العسكرية تتجلى مع انطلاق شرارة الانتفاضة الأولى 1987م، كتب أبو البراء رسالة إلى كتائب الشهيد عزّ الدِّين القسَّام يوضح لهم فيها خطةً لمجاهدة اليهود عبر العمليات الاستشهادية، وأُعطي الضوء الأخضر، وأصبحت مهمة يحيى عيَّاش إعداد السيارات المفخخة والعبوات شديدة الانفجار.
ولكن الولادة الحقيقية للمهندس وعملياته العبقرية كانت إثر رصاصات باروخ جولدشتاين وهي تتفجر في رؤوس الساجدين في الحرم الإبراهيمي في رمضان عام 1994م.
ففي ذكرى الأربعين للمجزرة كان الرد الأول؛ حيث فجَّر الاستشهادي "رائد زكارنة" (عكاشة الاستشهاديين) حقيبة المهندس في مدينة العفولة ؛ ليمزق معه ثمانية من الصهاينة ويصيب العشرات.
وبعد أسبوع تقريبًا فجَّر "عمار العمارنة" نفسه ؛ لتسقط خمس جثث أخرى من القتلة.
وبعد أقل من شهر عجَّل جيش الاحتلال الانسحاب من غزة، ولكن في 19-10-94 انطلق الشهيد "صالح نزال" إلى شارع ديزنغوف في وسط تل أبيب ليحمل حقيبة المهندس ويفجرها ويقتل معه اثنين وعشرين صهيونيًّا.
وتتوالى صفوف الاستشهاديين لتبلغ خسائر العدو في عمليات المهندس عياش في تلك الفترة 76 صهيونيًّا، و400 جريح.
عذابات من أجل اللقاء
تعتبر فترات الملاحقة في حياة الشهيد من الفترات المجهولة في حياة فارسنا ؛ فمنذ 25 أبريل 1993م عرفت مخابرات العدو اسم عيَّاش كمهندس العبوات المتفجرة، والسيارات المفخخة التي أقضت مضاجع العدو، وتروي زوجته "أسرار" ملاحقة جيش الاحتلال لأسرة المهندس.
قالت زوجته: "مكثت في بيت عمي في بداية فترة مطاردة يحيى متخفية عن أنظار الجيران حتى إذا ذهبت لزيارته لا يشك بذلك أحد، وقبل ذهابي إلى غزة أرسل إليَّ يحيى رسالة مكتوبة بخط يده الذي أميزه بين آلاف الخطوط يستشيرني في إمكانية مغادرتي الضفة الغربية، وتشاورت في الأمر مع والد زوجي، وقررت الذهاب إلى زوجي، ثم اصطحبني أحد الإخوة المجاهدين عن طريق كلمة سر قالها لي لا يعرفها أحد سواي أنا ويحيى، فاصطحبني الشاب ووالدة يحيي وابني البراء، وكان الشاب يحمل معه العديد من البطاقات الشخصية المزيفة ليسهّل علينا دخول الحواجز".
لقد كانوا يجتازون كل حاجز إسرائيلي باسم مستعار مختلف وبسيارة أخرى غير السيارة الأولى، حتى يتخفوا على جنود الاحتلال، كما أن الشاب كان يمتلك قدرة فائقة على التنكر حسب شكل الصورة التي كانت تحملها البطاقة الشخصية المزيفة.
أما بالنسبة لأم البراء ووالدة المهندس فقد كان الأمر سهلا؛ لأن قوات الاحتلال لم تكن آنذاك تدقق كثيرًا في صور النساء.
وتذكر أم البراء: "لم يكن يمكث عندنا في الأسبوع سوى ساعات معدودة، ثم يخرج دون أن أعلم إلى أين مقصده، فحياة المطاردة وإن كانت مليئة بالأخطار فهي تمتاز بحلاوة الجهاد التي لا يمكن لأحد أن يتذوقها غير المجاهد".
رسائل عيَّاش.. وثائق تنشر لأول مرة
وحول أهم المغامرات التي عاشتها في تلك الأيام قالت: "قضيت معظم أيام مكثي في غزة مطاردة أتنقل من بيت لآخر، ولا أمكث في أحدها أكثر من أسبوع لا أشاهد أحدًا حتى لا يشك في وجودي، وأنام والقنابل اليدوية فوق رأسي، وسلاحي بجواري، وخاصة أنني كنت أتقن استخدامه وأتقن كيفية تحديد الهدف؛ فحياتنا معرضة للخطر في كل لحظة، والمنزل معرَّض للمداهمات من قبل جيش الاحتلال حتى يستخدمني الصهاينة وسيلة للضغط على زوجي".
وضمانًا للسرية كان الاعتماد الأساسي على الرسائل الخطية بينها وبين زوجها ؛ لقدرة كل منهما على تمييز خط الآخر، وما زالت تحتفظ برسائله حتى يومنا هذا .
وتتذكر أم البراء بصوت متألم: "ذات مرة لاحظ أهل البيت الذي كنا نختبئ به وجود مراقبة حول البيت ؛ فاضطررت أن أختفي أنا وولدي براء، وأحكم إغلاق الغرفة علينا لمدة أسبوع تقريبًا، لا أرى أحدًا من البشر غير زوجة المجاهد التي كانت تحضر لي الطعام، كانت لا تمكث معي أكثر من ربع ساعة".
وتبتسم أم البراء حين تتذكر لحظات عصيبة أخرى: "ذات مرة دُوهم البيت.. كانت ساعة عسيرة.. فاضطررت أن أختبئ وولدي داخل الخزانة، وأن أحكم إغلاقها علينا، والغريب أن براء -الذي لم يتجاوز الأربع سنوات- كان واعيًا لحجم الخطر الذي يهدد حياتنا وحياة والده، وبدلاً من أن أهدئ من روعه حتى لا يخرج صوتًا، وضع هو يده على فمي حتى لا أتفوه بكلمة واحدة.. وكم شعرت بالفخر بوليدي، وأنه حقًّا يستحق أن يكون ابنًا لمجاهد، وبطلاً مثل المهندس يحيى عيَّاش.. شعرت أني لم أشاركه وحدي الكفاح؛ فقد كان صغيري البراء على مستوى المسئولية في أكثر من موقف، فعندما كان يخرج ليلعب مع أولاد صاحب المنزل الذي يستضيفنا كان يُعرّف نفسه باسم "أحمد"، ولا يعلن عن هويته أبدًا.
نضال زوجة مناضل
لا شك أن كل امرأة تتلقى خبر جهاد زوجها بشيء من الخوف والفزع في البداية، وتبدأ الهواجس تصوِّر لها زوجها وقد تحول إلى أشلاء متناثرة.. تتذكر أم البراء كيف عرفت بجهاد زوجها، قائلة: "منذ الأيام الأولى لحياتي الزوجية كان يأتي يحيى إلى المنزل وملابسه متسخة بالوحل والتراب، وعندما أسأله عن سبب ذلك كان لا يرد عليّ، بل كان يرجوني برفق ألا أسأله عن شيء. وفعلاً استجبت لرأيه؛ لأني على ثقة بأخلاقه والتزامه بمبادئ دينه، حتى جاء اليوم الذي حاصر جيش الاحتلال المنزل ليعتقل يحيى، لكنه لم يكن بالمنزل، وعندما شعر أني خائفة كثيرًا صرَّح لي بطبيعة عمله وخيَّرني بين مواصلة طريق الجهاد معه أو الانفصال عنه.
كابوس يهدد دولة
تحوَّل المهندس بعملياته الاستشهادية إلى كابوس يهدد أمن الدولة العبرية وأفراد جيشها الذي يدِّعي أنه لا يُقهر بل وقادته أيضًا؛ حيث بلغ الهوس الإسرائيلي ذروته حين قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك إسحق رابين: "أخشى أن يكون عياش جالسًا بيننا في الكنيست". وقوله أيضًا: "لا أشك أن المهندس يمتلك قدرات خارقة لا يملكها غيره، وإن استمرار وجوده طليقًا يمثل خطرًا واضحًا على أمن إسرائيل واستقرارها".
ولا يعتبر كثير من الباحثين الإسرائيليين أن يحيى نبتٌ منفردٌ، لكنه وليد محضن تربوي ونسق فكري، وهو ما حدا بأحدهم أن يصرِّح: "إن المشكلة في البيئة العقائدية الأصولية التي يتنفس المهندس من رئتها ؛ فهي التي تفرز ظاهرة المهندس وظاهرة الرجال المستعدين للموت في سبيل عقيدتهم".
أما "موشيه شاحاك" وزير الأمن الداخلي الصهيوني السابق فقد قال: "لا أستطيع أن أصف المهندس يحيى عيَّاش إلا بالمعجزة؛ فدولة إسرائيل بكافة أجهزتها لا تستطيع أن تضع حدًّا لعملياته التخريبية".
كما كتبت الصحف العبرية عن مواصفاته، ونشرت عدة صور مختلفة له لتحذر الشعب الصهيوني منه تحت عنوان رئيسي "اعرف عدوك رقم 1 .. يحيى عيَّاش".
وأخيرًا.. ارتاح المقاتل الصلب
بعد أربع سنوات مليئة بأشلاء الصهاينة تمكَّن جهاز الشاباك من الوصول إلى معلومات عن موقع المهندس، وتسلله إلى قطاع غزة عبر دائرة الأشخاص الأقرب إلى أبي البراء.
وكما يروي "أسامة حماد" صديق المهندس والشاهد الوحيد على عملية الاغتيال فإن يحيى التجأ إليه قبل خمسة أشهر من استشهاده ؛ حيث آواه في منزله دون أن يعلم أحد، وكان كمال حماد –وهو خال أسامة ويعمل مقاول بناء- على صلة وثيقة بالمخابرات الإسرائيلية يلمِّح لأسامة بإمكانية إعطائه جهاز "بيلفون" لاستخدامه، وكان كمال يأخذ جهاز البيلفون ليوم أو يومين ثم يعيده، وقد اعتاد والد المهندس الاتصال بيحيى عبر البيلفون، وقد طلب منه يحيى مرارًا الاتصال على الهاتف المنزلي، وقد اتفق يحيى مع والده على الاتصال به صباح الجمعة على الهاتف المنزلي.
وفي صباح يوم الجمعة الخامس من يناير 1996م اتصل كمال حماد بأسامة وطلب منه فتح الهاتف المتنقل؛ لأنه يريد الاتصال من إسرائيل، واتضح أن خط هاتف البيت مقطوع.. وفي الساعة التاسعة صباحًا اتصل والد يحيى على الهاتف المتنقل وقد أبلغ أسامة أنه لم يستطع الاتصال على الهاتف المنزلي.
وما كاد المهندس يُمسك بالهاتف ويقول لوالده: "يا أبي لا تتصل على البيلفون…"، عندها دوى انفجار وسقط المهندس لينفجر الرأس الذي طالما خطَّط ودبَّر في كيفية الانتقام من الصهاينة.. وتتناثر أجزاء من هذا الدماغ الطاهر لتعلن عن نهاية أسطورة خلَّفت وراءها العشرات من المهندسين ممن أرقوا مضاجع الاحتلال، وما زالوا أبناء لمدرسة عياش.
وتبين فيما بعد أن عبوة ناسفة تزن 50 جراما قد انفجرت في الهاتف النقَّال ليهوي الجسد المتعب ويستريح من عناء السفر.. يستريح المقاتل الصلب بعد سنوات الجهاد، ويصعد إلى العلا والمجد.
عياش عاش لفلسطين وشهداء فلسطين ،
إنه صانع الشهداء ,,
فتتقزم الكلمات امام بهاء دمه وإنفجار الروح فيه ،،،
سنظل نكتب يا سيد الشهداء ونداري عجزنا بالكلمات والأناشيد
ولن نوفي من حقك شيئا علينا ..
"على الكريم أن يختار الميتة التي يجب أن يلقى الله بها. فنهاية الإنسان لابد أن تأتي ما دام قدر الله قد نفذ".
"مستحيل أن أغادر فلسطين، فقد نذرت نفسي لله ثم لهذا الدين إما نصر أو استشهاد. إن الحرب ضد الكيان الصهيوني يجب أن تستمر إلى أن يخرج اليهود من كل أرض فلسطين".
"بإمكان اليهود اقتلاع جسدي من فلسطين، غير أنني أريد أن أزرع في الشعب شيئاً لا يستطيعون اقتلاعه".
"لا تنزعجوا فلست وحدي مهندس التفجيرات، فهناك عدد كبير قد أصبح كذلك، وسيقضون مضاجع اليهود وأعوانهم بعون الله"
"بالنسبة للمبلغ الذي أرسلتموه، فهل هو أجر لما أقوم به؟ إن أجري إلا على الله وأسأله أن يتقبل منا. وأهلي ليسوا بحاجة، وأسأل الله وحده أن يكفيهم وأن لا يجعلهم يحتاجون أحداً من خلقه. ولتعلموا بأن هدفي ليس مادياً ولو كان كذلك، لما اخترت هذا الطريق. فلا تهتموا بي كثيراً واهتموا بأسر الشهداء والمعتقلين، فهم أولى مني ومن أهلي".
"لا شك بأن العائلة تعاني، ولكن هذا ابتلاء من الله سبحانه وتعالى وهو القائل : (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم ونعلم الصابرين ونبلوا خياركم) أسأل الله أن يكتبنا في الصابرين".
"لسه الحبل على الجرار، والله، إن شاء الله، ما أخليهم يناموا الليل ولا يعرفوا الأرض من السماء".
عياش … شعلة للمقاومة … راية للشهادة … شعاع أثر شعاع … سنبلة تلو سنبلة ...وتواصل قافلة الشهداء عبر التاريخ ، نجم جهادي انضم إلى كوكبة الشهداء ، ريحانة قسامية انغرست في أرض فلسطين … هكذا ترجل فارس المجاهدين قائد مجموعات الاستشهاديين في كتائب الشهيد عز الدين القسام ، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس
شهيد يلي شهيد وفلسطين تنتظر هناك في البعيد من غزة يا عياش اعلنت للجميع ان فلسطين بدمانا نرويها
نموت ونورث الحب للعشق الازلي لاحلى فلسطين
عياش لست اول سطر الفداء ولست اخره ولكنك عنوان الفداء وشمس الشهداء
عياش يامن رويت ارض غزة بدماء للان نحن لم نسدد الدين وكن وا ثق ان دينك في الرقاب وللابد
دعني أخجل من نفسي كثيراً أخي طارق لأني لم أحترم نفسي عدما نسيت و وربما تناسيت "لا أدري حقاً" ذكرى هذا البطل ..
أخي أعود وأقول أنا لست مع الذكرى بمفهومها الحاضر وهو الحزن قليلاً والتألم ولكن ثم النسيان والنسيان والنسيان !!
أهلكتنا الذكريات ...لم نعد نستوعب لماذا نتذكر فقد أصبحنا نتذكر لكي ننسى ..
ربما يجب أن لا نَنسى لكي لا نُنسى !!
ولكن لا أعلم صراحةً متى سنعود وننجب بطلاً وصقراً جارحاً على أعدائه مثل الشهيد البطل بإذن الله يحيى عياش ...
فعلاً تدمى القلوب حين تعي أنها فارقت رجالاً بمعنى الكلمة
رحمك الله يا يحيى عياش ...
ولا حول ولا قوة الا بالله
"عياش بطل صنعه الوطن، فكان أحد نجومه البارزين، ومن حوله أبطال آخرون كلهم نجوم في سماء شعب لا يرضَى إلا بالعزةِ له هدفًا ورايةً؛ ولذلك وإن كان عياش هو بطلنا المحوري فإنَّ الذين كان معهم وعاشوا معه هم أبطال، والشعب الفلسطيني عمومًا هو قصة هذا الشريط".
المخرج الفلسطيني إياد الداوود- عن شريط (عياش والوطن)
"خرج القسام من أحراش يعبد وجاءت خلفه أسراب الشهداء.. حضروا جميعًا إلى مسجد فلسطين لكي يشهدوا عرس التحاق فتاهم الأروع بهم، وقف الشيخ الجليل في الجموع، وصاح صيحته التاريخية: إنه جهاد.. نصر أو استشهاد، فاستعادت الجبال والوديان والناس وقع الصدى.. إنه جهاد.. نصر أو استشهاد".
الكاتب- ياسر الزعاترة
"بدأت خيوط القصيدة تُنسج وملامحها تكتمل، واستوى العنوان قائمًا قبل استواء النص على الورق: كيمياء".
د. حسن الأمراني- شاعر وأديب مغربي
"حي أنت يا يحيى وقريب.. أكاد أشعرُ بنبضك يروي قلوبنا بدم الثورة التي تسير نحو القدس بكل وهجها وكل غضبها.. لا هروبَ عن الموتِ حين يعرف طريقه للمرء، لكنه يُصبح حين ينتزع رجلاً مثلك بوابة الخلود في تاريخنا الحائر".
القاصَّة والروائية جهاد الرجبي
"لن نكتب افتتاحيةً هذه المرة؛ لأنَّ الافتتاح يعني أن ثمة خاتمة، ودمك أيها الكبير لا خاتمةَ له".
من افتتاحية عدد فبراير 1996 لمجلةِ (فلسطين المسلمة)
يا صوتَ حرّياتِنا والليلُ يقتلعُ الصّهيلْى يا وَهْجَ نيرانٍ تجودُ بها براكينُ الفصولْ
في كلّ عيدٍ لانتفاضتنا على الدَّربِ الطّويلْ والآن يأتي عيدُنا لتَغيبَ في جَوْفِ الرّحيلْ
الشاعر الفلسطيني- محمد عبد الرازق أبو مصطفى
**********************
شهادات الأعداء
"لا شك أن المهندس يمتلك قدراتٍ خارقةً لا يملكها غيره، وأن استمرار وجوده طليقًا يُمثل خطرًا داهمًا على أمن "إسرائيل" واستقرارها".
رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق إسحاق رابين
"لا أستطيع أن أصف المهندس يحيى عياش إلا بالمعجزة، فدولة "إسرائيل" بكافة أجهزتها لا تستطيع أن تضع حلاًّ لتهديداته"
موشيه شاحل وزير الأمن الداخلي السابق
"إن "إسرائيل" ستواجه تهديدًا إستراتيجيًّا على وجودها إذا استمرَّ ظهور أناس على شاكلة المهندس".
الجنرال أمنون شاحاك رئيس أركان الجيش الصهيوني السابق
"إنني أقرُّ أن عدم القبض على المهندسِ يمثل أكبر فشل ميداني يواجه المخابرات منذ إنشاء دولة (إسرائيل)"
يعكوف بيري- رئيس المخابرات الصهيونية سابقًا
"إن احتراف المهندس وقدرته تجلَّت في خبرته وقدرته على إعداد عبوات ناسفة من لا شيء".
جدعون عزرا نائب رئيس المخابرات سابقًا
"المطلوب يحيى عياش شخصية وذهنية مبدعة".
الدكتور أبراهام سيلع المحاضر في الجامعة العبرية
"إن يحيى عياش يبرهن على قدرة عالية جدًّا في البقاء، وقد تبيَّن أنه ذكي ومتملص بارع على ما يبدو، فهو يحرص على استبدالِ مخبأه بوتيرة عالية، وهذا يجعل عملية العثور عليه بالغة الصعوبة".
قائد كبير في (الشاباك)
"كنت كل يوم أحاول القبض على يحيى عياش، وأحيانًا أكثر من مرةٍ واحدةٍ يوميًّا، كنا على استعدادٍ لصرف ميزانيات بلا حدودٍ وتخصيص قوات كبيرة من الجيش والوحدات الخاصة من أجل تصفيته، لكنه كان يهرب عادةً بوثائق مزوَّرة منتحِلاً شخصيات مختلفة".
جدعون عزرا- نائب رئيس (الشاباك) السابق
"لكل مرحلةٍ من مراحلِ النضال الفلسطيني رموزُها الخاصة بها، فمثلما شكَّل عماد عقل رمز العمل العسكري في حركةِ حماس فإنَّ يحيى عياش يُمثل رمز العمل العسكري الاستشهادي".
المعلق الصهيوني في التلفزيون الصهيوني إيهود يعاري
"إنه لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطَّرًا للاعترافِ بإعجابي وتقديري بهذا الرجل الذي يُبرهن على قدراتٍ وخبراتٍ فائقةٍ في تنفيذِ المهام الموكَلة إليه، وعلى رُوح مبادرةٍ عاليةٍ وقدرةٍ على البقاءِ وتجديد النشاط دون انقطاع".
عبر شمعون رومح- أحد كبار العسكريين الصهاينة
"إنَّ آلافًا من عناصرِ قوات الأمن- ومن ضمنهم أفراد المخابرات العامة الشاباك، ووحدات استخبارات خاصة، ووحدات مختارة من الجيش (الإسرائيلي) وقوات حرس الحدود والشرطة (الإسرائيلية)- تشارك في المطاردةِ الواسعة النطاق للمطارد رقم واحد، ولا أذكر منذ سنوات طويلة جهدًا مكثفًا ومركَّزًا يُشارك فيه مثل هذا العدد الضخم من القواتِ من أجل ملاحقةِ شخصٍ واحدٍ كما في هذه الحالة".
مصدري أمني صهيوني لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية
"المشكلة في البيئةِ العقائدية الأصولية التي يتنفس المهندس من رئتها هي التي تبدع وتفرز ظاهرة المهندس وظاهرة الرجال المستعدين للموت في سبيل عقيدتهم".
د. سيلع ود. شتايتبرغ- أحد كبار الصهاينة
**********************
عياش.. حكاية متجددة
بقلم الأديبة: لمى خاطر
يا زهورَ الدم المتيَّم عشقًا والمتنفس صبحًا وشهادةً.. أَسرجي لفارسك القنديل بالرحيق.. واستقبلي إطلالته بألق الفجر الذي رحلَ عنه قبل عشرةِ أعوام، وما اشتفى من تنسّمِ عبيره المضمّخ بتكبيراتِ الذاهبين إلى الميدان.
يا فيافي المراحلِ القاحلة.. أطلي على عهدِ عياش القسام.. اربطي جرحك بأحزمة التفجير.. دثريه بمراهم البارود ترصع سماء فلسطين بالنيازك.. وتتفتح من أكمامها أقمار بعمر الورد تنتظم في قلادةِ دريَّة تطوق جِيد الوطن؛ ليحفظ للاستشهاديين إرثَهم البهيَّ ولمهندسي عمليات العزِّ بيعتَهم الأولى..
أيها العيَّاش الذي ما فتئ يحيا في أعمار القادمين..
يا وجه ثورتنا المفعم بالشموخ..
يا صوت الثائرين يهتف للرجال المزنرين بدين الوفاء للراحلين..
أيها الممتد في دمنا مشاهد فخار تؤرق المحتلّ أينما حلّ..
أيها الواقف أبدًا على مشارف العزائم المتقدة.. تستمطر من سيرتك حافز الصعود، وتستلهم منها
براعة التخطيط..
لكأنها غزة اليوم تعود لاحتضانِ أشلائك التي توسَّدْت ترابها الطهور قبل عشر سنوات، لكأنها تستعير عينيك النابضتين أملاً بالفجر لتطل بهما على زمن غدا للقسام فيه جيش ذو بأس ومنعة، تحرسه زنود آلاف الرجال ويرتقي به إصرار عشرات المهندسين يكملون من بعدك المسير..
لكأنه الرنتيسي يخرج من جديد ليردد ومعه جموع الغاضبين (عياش حيٌّ لا تقل عياش مات)..
لكأنها رافات.. هذه القرية الوادعة التي حفرت في ذاكرة الوجد الفلسطيني.. لكأنها بتلالها وسهولها وسكونها البديع تعود لتستقبل وفود التهنئة والبيعة، ويخرج صغارها الذين كبروا وفي قلوبهم حكايات العياش لينثروا الحنون على أطراف حاكورة الدار التي ما زال سهاد الفراق يؤرق ليلها، فتسّاقط منها العبرات ندى يطرز أوراق السوسن والنعناع.
عشر سنوات مضين يا أبا البراء ولا زلت فارسَ المقاومة الأول ونجم المراحل كلها بلا منازع.. لا زال دمك يانعًا يُطارد القاتلين ومَن اغتالوا الصباح وأجهضوا استعار البنادق.. مضى عياش.. وعاش إرثه السامق، ظلَّ دمه يرشح في عروقِ الطالعين من شقوقِ الجرح ومساحات الوجع اليومي..
صار اسمه رايةً مصبوغةً بالكبرياء يتسابق الفدائيون لحملها.. يلوحون بها في مسيرة الزحف الأخضر السائر نحو الانتصار واثق الخطى محجَّل الجبين.. يُعلن أنَّ الفداء قدرُ المرابطين وأنَّ الدم زاد الطريق وبوابة المعراج صوب نهار الانعتاق.
ماضون نحن يا أبا البراء، فلن نكون يومًا من المتعثِّرين بأشواكِ الدرب أو المتساقطين حين يدهمنا ظمأ المسير الصعب.. فغاياتنا عالية.. ومرامينا بعيدة لا يقزِّمها التقادم ولا تنكِّسها المحن..