كذبة نيسان..مفاجآت غير سارة لكثيرين - كذبة نيسان..مفاجآت غير سارة لكثيرين - كذبة نيسان..مفاجآت غير سارة لكثيرين - كذبة نيسان..مفاجآت غير سارة لكثيرين - كذبة نيسان..مفاجآت غير سارة لكثيرين
كذبة نيسان..مفاجآت غير سارة لكثيرين
قد يفاجئك احدهم غدا بخبر مفجع او مفرح غير متوقع من باب الدعابة بسبب تزامن هذا اليوم مع الاول من نيسان والذي يعرف بيوم «كذبة نيسان» فقد اعتاد البعض على اختلاق الاكاذيب والقصص الوهمية والتي قد تكون مفجعة وغير سارة ليخبر بها بعض الاشخاص سواء كان هؤلاء الاشخاص من الاقارب او المقربين أو اصدقاء العمل وذلك من باب الدعابة.. الا ان هذا الاسلوب الذي أصبح عادة عند البعض قد لا يفضله الاخرون وقد لا يجده البعض الاخر سلوكا سويا خاصة وأن بعض الاكاذيب التي يبتدعها اصحاب الـ»مقالب» قد تكون غير محتملة وتكون ردة الفعل غير محمودة العواقب.
خبر وفاة
ويقول احمد جعافرة ،موظف انه تفاجأ السنة الماضية في بداية شهر نيسان باتصال هاتفي من احد اقاربه يخبره بوفاة عمه الذي كان مريضا وقد افجعه هذا الخبر لدرجة انه لم يستطع ان يتمالك قواه وسقط على الارض في حالة اعياء وفقدان للوعي لمدة نصف ساعة وقد كان الشخص الذي ابلغه بالخبر يحاول الاتصال به بضع مرات ليخبره ان ما فعله لم يكن الا دعابة بسبب تزامن هذا اليوم مع يوم «كذبة نيسان».
ويضيف انه لا يؤمن بهذه الخزعبلات والتي قد تتسبب بحدوث كارثة نفسية واجتماعية عند البعض خاصة وان من يختار الاخبار او « الكذبة» يختارها بطريقة مبالغ فيها بحيث تتسبب بصدم الشخص المتلقي وقد يكون تأثير الكذبة فوق قدرة الشخص على التحمل والاستيعاب وقد تسبب له صدمة او سكتة قلبية. ولهذا لا ينصح احمد أي شخص التعامل بهذا الاسلوب حتى لو كان من باب الدعابة .مشيرا الى ان هناك الكثير من الناس لا يفضلون هذا الاسلوب.
ويوافقه في الرأي محمد سلامة محام، والذي يرفض هذا الاسلوب وهذه الطريقة في الدعابة او في التعامل مع الاخرين بسبب المزاح ،وذكر انه تعرض اكثر من مرة الى هذا النوع من الأكاذيب غير الصحيحة في الاول من نيسان مشيرا الى انه وقبل سنتين أخبره احد زملائه في العمل بأن موكله سحب ملف قضيته من المحكمة وقام بتوكيل زميل آخر بدلا منه. وبعد أن اغلق الهاتف وسارع بالاتصال بموكله ليعرف السبب الذي دفعه الى هذا الفعل اكتشف بأن موكله يخبره بأن كل ما يقوله غير صحيح وبأنه لم يقم بأي شيء مما ذكره، الامر الذي اوقعه في موقف محرج امام موكله وبعد ان عاود الاتصال بزميله اخبره بأن ما اخبره به لم يكن الا دعابة بسبب تزامن هذا اليوم بيوم كذبة نيسان.
ومن جهة اخرى اعترفت «مها كمال» طالبة جامعية انها تفضل المزاح مع صديقاتها واصدقائها وكذلك اقاربها في هذا اليوم من كل عام مشيرة الى انها وقبل يوم الاول من نيسان تقوم بترتيب مجموعة من الاكاذيب القوية لتخبر بها صديقاتها واصدقائها في اليوم التالي ولكل واحد منهم كذبة وقصة تناسبه .
واشارت الى ان البعض يتقبل هذه الدعابة والبعض الاخر يشعر بحالة من الخوف ولكنهم في النهاية ايضا يتقبلونها ويعتبرونها نوعا من المزاح والقصد منه فقط خلق جو من المرح في هذا اليوم.
مقلب خاص
وكذلك يفعل ايضا «موسى عبد العزيز» طالب جامعي في السنة الرابعة، حيث يختار قصصا واكاذيب خاصة لكل شخص ويحاول ان يتصنع حالة من الحزن او الفرح وهو يخبرها لهم ليقنعوا بها.. ومن اكثر المواقف التي يعتبرها موسى طريفة ذكر بأن اصدقاءه تنبهوا في هذا اليوم له وقد اتفقوا جميعا ان يقوموا هم بعمل «مقلب» أو اكذوبة لكي يبادروا هم بمباغتته في أول نيسان. واشار الى انه تلقى صباح الاول من نيسان مكالمة تلفونية من اكثر من صديق وزميل في الجامعة جميعهم يخبرونه بان عميد الجامعة اصدر قرارا بفصله من الكلية بسبب عدم التزامه بالدوام وبسبب تكرار الشكاوى من قبل المحاضرين عليه .وذكر انه لم يشعر بان ما قام به اصدقاؤه هو «مقلب»، خاصة، وان اكثر من شخص قام بالاتصال به واخبروه بنفس القصة وجميعهم كان يبدو عليهم الاستغراب والأسف على ما حدث له.
واضاف انه شعر بحالة من الاحباط والحزن الشديدين والتي وصلت فيه الى التفكير بالانتحار كونه كان من المتفوقين في دراسته وكان في السنة قبل الاخيرة ولم يعرف وقتها ماذا يفعل وبقي في ذلك اليوم في البيت دون أن يخبر والديه بما حصل وبعد مرور ثلاث ساعات اتصل به احد اصدقائه المقربين واخبره بان ما قاموا به جميعا كان بترتيب مسبق وانه دعابة «كذبة نيسان».
واشار موسى انه شعر في هذه اللحظة التي عرف فيها ان ما حصل له كان دعابة من اصدقائه بصعوبة الموقف وقرر بعدها ان يتوقف عن ابتداع الاكاذيب المفجعة في يوم كذبة نيسان مراعاة لشعور اصدقائه.
فإن الكذب داء عظيم إذ يعد من قبائح الذنوب وفواحش العيوب وقد جُعل من آيات النفاق وعلاماته، ويُعد صاحبه مجانبًا للإيمان، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبغض الخلق إليه الكذب، فالكذب والإيمان لا يتفقان إلا وأحدهما بحساب الآخر والكذب ريبة ومفسدة على صاحبه.