بعد أن احتلوا آخر سماء. . . نحن -الفلسطينيين- نعلّم الحياة
بعد أن احتلوا آخر سماء. . . نحن -الفلسطينيين- نعلّم الحياة - بعد أن احتلوا آخر سماء. . . نحن -الفلسطينيين- نعلّم الحياة - بعد أن احتلوا آخر سماء. . . نحن -الفلسطينيين- نعلّم الحياة - بعد أن احتلوا آخر سماء. . . نحن -الفلسطينيين- نعلّم الحياة - بعد أن احتلوا آخر سماء. . . نحن -الفلسطينيين- نعلّم الحياة
!
و الترجمة
اليوم كان جسدي مجزرة متلفزة ليلائم
التصريحات القصيرة
والحدّ الأقصى للكلمات
مجزرة ممتلئة بما يكفي بكلّ الإحصاءات
والحسابات والإستجابات
لقد أتقنت الإنكليزية جيداً
وأدركت ما اعتمدته الأمم المتحدة
لبلادي من قرارات
ومع ذلك يسألني:
"آنسة زيادة، ألا تظنين أنّ الأمور جميعها ستحلّ
حين تتوقفون فقط عن تعليم أطفالكم كلّ هذا الكره؟".
بحثت بداخلي عن قدرة تمدّني بالصبر
لكنّ الصبر لم يلائم لساني
مع انهمار القنابل فوق غزة...
لقد هجرني الصبر
فابتسمت وقلت:
نحن نعلّم الحياة يا سيّدي
تذكرّي يا رفيف أن تبتسمي:
يا سيّدي نحن نعلّم الحياة
نحن -الفلسطينيين- نعلّم الحياة
بعد أن احتلوا آخر سماء
بعد أن بنوا مستوطناتهم
نحن نعلّم الحياة
وبعد أن شيّدوا جدران فصلهم
أعلى من آخر السموات
يا سيّدي
نحن نعلّم الحياة...
لكنّ جسدي كان اليوم مجزرة متلفزة ليلائم
التصريحات المختصرة والحدّ الأقصى للكلمات...
"أعطنا قصة فقط... قصة إنسانية
إنّها ليست مقابلة سياسية..
نريد أن نخبر الناس عنكِ وعن شعبكِ فحسب
فأعطنا فقط قصة إنسانية...
لا تذكري كلمات كالإحتلال
والفصل العنصري
فلست هنا من أجل السياسة..
عليكِ أن تساعديني كصحافي كي أتمكن من مساعدتك
في إخبار قصة لكِ ليست سياسية"
اليوم كان جسدي مجزرة متلفزة ليلائم التصريحات المختصرة والحدّ الأقصى للكلمات...
"هل يمكنُ أن تعطينا قصة عن امرأة في غزة تحتاج للطبابة!؟
ماذا عنكِ؟ هل لديكِ ما يكفي من العظام المهشمة والضلوع المكسورة
لتغطي بها السماء؟
حدثيني عن الأموات.. وأعطِني لائحة بأسمائهم
في ألف ومئتي كلمة كحدّ أقصى من الكلمات"...
اليوم كان جسدي مجزرة متلفزة ليلائم
التصريحات المختصرة والحدّ الأقصى للكلمات
وليلائم الحديث للذين لا يتعاطفون مع من كان دمه إرهابياً
لكنّهم أحياناً يشعرون بأسف
أسف تجاه القطيع في غزة
لذا فقد أدليت لهم بكلّ القرارات الدولية والإحصاءات
و"نحن نشجب" ونحن نستنكر" و"نحن نرفض"
لكنّهما ليسا جانبين متساويين
فهنالك من يحتل البلاد
وهنالك من يقع الإحتلال عليه
هنا قتل مئة.. مئتان.. ألف
وبين جرائم الحرب والمجازر
لم أنبس بكلمة وابتسمت
لأنّي لست دخيلة
لانّي لست إرهابية
أعدت العدّ.. وأعدت العدّ
مئة قتيل.. مئتا قتيل... ألف قتيل...
هل هنالك أحد بعد؟ هلاّ يسمعني أحدكم؟
أتمنى لو أنّي أتمكن من الإنتحاب عند أجسادهم
أتمنى لو أحضن كلّ الأطفال في المخيمات
أتمنى لو بإمكاني أن
أغلق آذانهم عمّا أسمعه
طوال حياتي من انفجارات
اليوم كان جسدي مجزرة متلفزة ليلائم
التصريحات المختصرة والحدّ الأقصى للكلمات
أريد فقط ان أقول لكم
إنّكم لم تفعلوا شيئاً إزاء هذا من خلال قراراتكم الدولية
ولا أريد أن أعطيكم أيّ تصريح مختصر
مهما كانت إنكليزيتي جيدة
فلا تصريح مختصر
لا تصريح مختصر
لا تصريح مختصر
لا تصريح مختصر سيصلح هذا الأمر
لا تصريح مختصر سيعيدهم إلى الحياة
نحن نعلّم الحياة يا سيّدي
نحن نعلّم الحياة يا سيّدي
.
.
.
نحن -الفلسطينيين يا سيّدي-
نستيقظ كلّ صباح لنعلّم باقي العالم الحياة...
اليوم كان جسدي مجزرة عشق طالت السماء
رفرفت وغنت باشذى واطيب الالحان ..تنادي جسر العودة القابع هناك على اطراف مدينة مسلوبة سكنت القلب منذ قديم الزمان ..
تناجي روحا مازالت معلقة هناك في بيّارات البرتقال والليمون..هي صرخات بالقلب فجرت السكون..حطمت القيود زلزلت السجون..
هي قصة شعب تعلموا ان عشق الوطن اكبر من عشق الحياة