13 عاما اعتقال البطل مروان البرغوثي - 13 عاما اعتقال البطل مروان البرغوثي - 13 عاما اعتقال البطل مروان البرغوثي - 13 عاما اعتقال البطل مروان البرغوثي - 13 عاما اعتقال البطل مروان البرغوثي
إسرائيل تعتقل مروان البرغوثي في رام الله بعد بحث طال أسبوعين
والرجوب يحذر من أن المساس بحياته سيأتي بكارثة * فدوى البرغوثي تناشد البرلمانيين العرب والدوليين للوقوف إلى جانب زوجها
لندن: علي الصالح تل أبيب: «الشرق الأوسط»
واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلية حملات الاعتقال والقتل في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة. فقد تمكنت امس من اعتقال مروان البرغوثي أمين سر اللجنة الحركية العليا في فتح بالضفة الغربية ومرافقه الخاص ابن شقيقه احمد البرغوثي في منزل في رام الله. وحذر جبريل الرجوب مدير الامن الوقائي الفلسطيني في الضفة من المساس بالبرغوثي لأن ذلك من شأنه ان يجلب كوارث بالنسبة للفلسطينيين والاسرائيليين معا. بينما ناشدت زوجته فدوى البرغوثي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» البرلمانيين العرب والدوليين الوقوف الى جانبه باعتباره عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب. واما رفيقه في التنظيم وزميله في المجلس التشريعي حسام خضر، فقد اعتبر اعتقاله خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني، وضربة موجعة للانتفاضة.
في المقابل تلقى الاسرائيليون نبأ اعتقال البرغوثي بالفرحة، اذ اطلقت السيارات ابواقها ورقص الناس في الشوارع، والمستوطنون في مستوطناتهم والطلاب في جامعاتهم لدى سماعهم الاخبار عبر القنوات التلفزيونية والاذاعية.
في غضون ذلك احتجز الجيش الاسرائيلي لفترة قصيرة رئيس بلدية بلدة دير الغصون شمال مدينة طولكرم في منزله.
وفي طولكرم ايضا قتل احد المتعاونين مع سلطات الاحتلال وسط المدينة. وقال مصدر فلسطيني في المدينة لـ«الشرق الأوسط»: «ان ملثمين مسلحين قتلوا بالرصاص فهمي قوزح وهو من مخيم طولكرم. وقد نفذ القتل وسط المدينة وفي وضح النهار». وبذلك يكون عدد المتهمين بالتعاون الذين قتلوا في المدينة منذ بدء عملية اعادة الاحتلال الاسرائيلي الاخيرة الى .9 وقتلت قوات الاحتلال امس أحد أفراد جهاز الامن الوقائي وهو علاء احمد الاعرج (21 سنة) واصابت اخر قرب مستوطنة كفر داروم في دير البلح جنوب مدينة غزة. كما قتلت شاباً فلسطينياً في مخيم قلندية للاجئين، الواقع بين مدينتي القدس ورام الله وذلك خلال حملة تفتيش ومداهمات في المخيم.
وحول اعتقال البرغوثي او كما يطلق عليه «دينامو الانتفاضة»، فقد جرى اعتقاله في منزل يعود الى زياد أبوعين في حي الطيرة في مدينة رام الله حسب قول العقيد الرجوب لـ«الشرق الاوسط». وحذر الرجوب من «ان المساس بحياة البرغوثي أو كرامته سيأتي بكارثة على الفلسطينيين والاسرائيليين معا».
وحملت فدوى البرغوثي زوجة مروان اسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة زوجها او اي اذى يصيبه. وناشدت البرلمانيين العرب والدوليين بالوقوف الى جانبه في محنتهم باعتباره عضوا في المجلس التشريعي المنتخب. وقالت فدوى البرغوثي «كل ما كنت اعرفه ان مروان كان مختبئا خارج رام الله ولا اعرف من دفعه الى الحضور الى رام الله. ربما استغل رفع الحظر لساعات امس. لا أدري». وتعتقد فدوى البرغوثي ان «جواسيس الاحتلال ربما تحركوا بكثافة هذه الايام وكانت النتيجة اعتقال مروان الذي اختفى عن الانظار منذ بدء الحصار واعادة الاحتلال. وقد كان حريصا على ألا يتكلم بالهاتف».
اما زميله في المجلس التشريعي ورفيقه في اللجنة الحركية العليا حسام خضر فقد اعتبر اعتقال البرغوثي «خسارة حقيقية للفلسطينيين، وضربة موجعة للانتفاضة لان مروان شكل حالة رمزية لجيل الشباب وخاض تجربة الحرب والسلم بقناعة وعقائدية. وعندما اكتشف ان اسرائيل تريد فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني من خلال مجموعة من المأجورين، عاد الى خيار المقاومة عبر الانتفاضة التي لعب فيها دورا مركزيا».
وقال خضر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «ان اسرائيل سترتكب خطأ فادحا اذا ما اقدمت على تقديمه لمحاكمة عسكرية، لأن مروان قادر اكثر من غيره على دعم عملية السلام اذا ما استجابت اسرائيل لشروط السلام العادل القائم على اساس الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني».
وتحاول اسرائيل منذ بدء عملية اعادة الاحتلال الاخيرة التي يطلق عليه اسم «السور الواقي» في 29 مارس (آذار) الماضي، اعتقال البرغوثي رغم المكانة السياسية التي يحتلها كونه مسؤولا سياسيا في تنظيم فتح الحاكم وعضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب. وقد احتلت قريته قرب رام الله وفرض عليها حظر التجول، وشنت قوات الاحتلال خلالها حملة تفتيش منزلي بحثا عن مروان الذي اختفى عن الانظار كليا.
وساد اعتقاد في بداية الحرب انه يحتمي في مقر الامن الوقائي في بيتونيا، وبناء على ذلك اقتحمت القوات الاسرائيلية المقر، لكنه لم يكن موجودا فيه.
وتعرض البرغوثي لأكثر من محاولة اغتيال حسب قول زوجته، التي اضافت ان اعتقاله لن يكون نهاية الانتفاضة، وسيكون هناك آلاف مروان البرغوثي.
وجرى اعتقال البرغوثي في منزل ابوعين في حي الطيرة غرب مدينة رام الله. وقالت مصادر اسرائيلية ان قوات اسرائيلية خاصة تعززها الدبابات حاصرت المنزل بعد تلقيها معلومات استخبارية عن مكان وجوده، فانتشرت عناصر من هذه الوحدة حول البيت في ثلاثة اطواق محكمة، واغلقت الحي كله، وبعد ان فرضت منع التجول عليه واعتقلت مرافقه احمد البرغوثي وهو ابن عمه.
واعلن ضابط اسرائيلي بواسطة مكبر صوت: «مروان البرغوثي، نحن نعرف انك موجود داخل هذا البيت، نطلب منك باحترام ان تخرج وتسلم نفسك. نحن لا نريد سفك دماء، لا من طرفنا ولا من طرفكم».
ومرت بضع دقائق قليلة، فخرج البرغوثي من البيت. واقترب منه قائد القوة مباركا بأنه استسلم بلا مقاومة. فأجابه البرغوثي، باللغة العبرية: «عرفت انكم جئتم من اجلي، واطلب منكم ألا تمسوا العائلة التي القيتم القبض عليّ لديها».
وجدير بالذكر ان اعتقال البرغوثي كان قد اثار نقاشا حادا في اسرائيل طول الوقت. فهناك مشكلة قانونية، اذ لا توجد اية اثباتات على انه يقود الجناح العسكري ويرسل الفدائيين، بل بالعكس. واذا جرت محاكمته، فان العديدين من اليهود الذين عرفوه في اسرائيل سيشهدون لصالحه، اذ انه معروف بتأييده للحل على أساس دولتين متجاورتين، وهناك مشكلة اخرى سياسية تتعلق بالمستقبل، اذ ان هناك قوى في المخابرات ترى ان «فتح» اثبتت خلال المعارك الاخيرة انها القوة القيادية الطليعية المستقبلية. ولا بد ان يأتي يوم وتضطر اسرائيل للتعامل معه، ومع القادة الشباب الحاليين. ولهذا نصحت تلك القوى بأن لا يعتقل البرغوثي. ولكن، في اعقاب عملية القدس الاخيرة، التي تبنتها كتائب شهداء الاقصى، تقرر البحث عن البرغوثي واعتقاله.