الأسير المهندس الوزير وصفي قبها صقر الضفة وصوت المظلومين
الأسير المهندس الوزير وصفي قبها صقر الضفة وصوت المظلومين - الأسير المهندس الوزير وصفي قبها صقر الضفة وصوت المظلومين - الأسير المهندس الوزير وصفي قبها صقر الضفة وصوت المظلومين - الأسير المهندس الوزير وصفي قبها صقر الضفة وصوت المظلومين - الأسير المهندس الوزير وصفي قبها صقر الضفة وصوت المظلومين
الأسير المهندس الوزير وصفي قبها صقر الضفة وصوت المظلومين
بقلم فؤاد الخفش كاتب وباحث مختص في شؤون الأسرى الفلسطينيين
هو حال الرجال الذين عشقوا قطرات الندى المنسابة على ورق الحنون في وطن مزقته الفرقة وامتلأت جنباته في السجون ، وهو حال كل من عشق الوطن بلا حدود ومن دون انتظار أي مقابل أو أي ثمن ، تحدى الصعاب وركب المخاطر ولم يدع يَراع قلمه برهة واحدة وسخر وقته كل وقته لخدمة الناس والدفاع عنهم .
نصير المظلومين هو الوصف الذي أستطيع أن أصف به بطل قصتي وصاحب مقالتي أخي وسيدي المهندس المختطف وصفي قبها لا حدود للوقت لديه فكل وقته لخدمة غيره وللوقوف على مشاكل إخوانه ورفاقه ممن جمعتهم به زنازين وسجون وأفكار ومبادئ .
تحدى المخاطر وركب الصعاب ولم يغب اسمه ولا صورته يوماً من الأيام عن الإعلام والفضائيات والمواقع الإلكترونية وكان على الدوام يطالب ويناشد ويقول ويصرح ويحذر ويدعو ، وفي كل تصريحاته دعوات لاحترام كرامة الفلسطيني ولإعادة الاعتبار للوطن وهيبته وإطلاق سراح الأسرى وتنظيم حملات التضامن معهم فكان المهندس وصفي قبها نصير المظلومين في فلسطين.
كان المهندس وصفي قبها رجلاً وفارساً حارب الظلم وواجه الاستبداد وتحدى السجان ، في عيونه كنت ألمح الدمع يترقرق وهو يتحدث عن عائلة أسير وكنت أشعر بمسؤولية كبيرة لديه اتجاه هؤلاء الذين أبعدتهم السجون وغيبهم السجان .
في الحقيقة لم أستغرب أبداً خبر ونبأ اعتقال المهندس وصفي قبها بل على العكس أعتبره قد تأخر من جانب الزمن فالمهندس الأسير ومن اللحظة الأولى لخروجه من السجن لم يخمد له صوت ولم تفتر له هامة ولم يلن له جبين ولم يغب عن ساحة العمل السياسي ، كان حاضراً في كل المناسبات وفي كل الأحداث ولا أظلم أحداً إن قلت أنه استطاع أن يملأ فراغاًً كبيراً وهائلاً لا أظن أن هناك من هو قادر على ملئه .
وصفي قبها يطيب لي أن أطلق عليه صقر الضفة وأنا والله على يقين أني ما وفّيته حقه وأن هذا الوصف وهذا الاسم سيلاقي استرضاء واستحسان كل من عرف وتابع ما يقول وما يكتب الصقر الذي غيبته زنازين الاحتلال.
قبل أسبوع تحدثت له أن أحد الإخوة يريد أن يتقدم لخطبة فتاة والدها من رفاق القيد وقد مضى على اعتقاله عقدان وقلت له أن هذا الأخ يريد تزكية منك لعائلة الأسير واتصالٌ منك سينهي الأمر ، استعد وبالفعل قام بالاتصال على عائلة الأسير وطلب منهم الموافقة على هذا الشاب الذي شهد له بحسن الخلق بعد نصف ساعة عاد المهندس للاتصال علي وكان صوته مخنوقاً وعلى غير عادته وقال لي إن الأمر انتهى وتحدثت ، قاطعته ما بال صوتك هل أنت تبكي أجهش بالبكاء وقال لي لقد توفى قبل قليل والدي ولم أشأ أن أعلق هذا الأمر بسبب وفاة والدي لم أتمالك نفسي ولم أستطع أن أعزيه قلت له رحمه الله وأعانك الله .
موقف لا يفعله أحد في زماننا هذا إنه رجل من زمن الصحابة والتابعين قد سبق أن كتبت عنه وقلت إنك تلمح في وجهه المضيء تاريخ أولئك الرجال الذين قرأنا عنهم في كتب التاريخ وكثيرة هذه المواقف في حياة الرجل الذي عشق الوطن وقدم له دون انتظار أي مقابل.
كل أسبوع ومرات في الأسبوع مرتين وثلاث مرات يخرج من جنين أقصى الشمال إلى الخليل ليستقبل أسيراً ويوصله لبيته ويقف بجواره ويهنئه بالسلامة والعودة وعلى حاجز سالم تراه هناك يقف في الحر والصيف ينتظر أسيراً أو على حاجز جبارة طولكرم ينتظر أسيرة.
ما أن يصيب أخاً من الإخوان فاقة أو مصيبة أو موت قريب أو اعتقال أسير إلا ترى المهندس وصفي قبها يرسل الرسائل عبر جواله يذكر بضرورة الوقوف مع الأخ والاتصال والتواصل معه وتراه على رأس الحضور يشد من أزر الأخ المصاب ورفع معنوياته.
قبل أسبوع بالتمام والكمال من اعتقاله توفى الله والده وقد أمّ جمع كثير بيت العزاء من كل الأطياف وفي لحظة من اللحظات غاب الوزير لمدة نصف ساعة عن بيت الأجر ولما سألته عن غيابه كان الجواب أنه ذهب ليكتب تصريحاً يتضامن به مع جمع من الأسرى مضربين عن الطعام في أحد السجون فقلت بيني وبين نفسي لله درك يا أبا أسامة ما أعظمك لا تفتر تذكر إخوانك حتى وأنت في مصابك الجلل هذا .
الآن صقر الضفة ووزير الأسرى السابق والقائم بأعمال وزير التربية والتعليم والقائم بأعمال وزير الحكم المحلي والقائم بأعمال وزير الأشغال ووزير الدولة بحكومة الوحدة والأمير العام للأسرى في سجن النقب المهندس وصفي قبها في سجون الاحتلال عادت لتوضع القيود في يديه وعادت لتعصب عيناه ما غابت عنه هذه الصورة كثيراً وما نسيها ليتذكرها فلم يمضِ على خروجه العام حتى عاد واعتقل .
تعود الكلمات أخي وسيدي تقف خجلى أمام قامتك السامقة وأمام نبع عطائك الذي لا ينضب وأمام تضحياتك التي تكشف عجز الآخرين وتثبت أنك أنت السيد ، فرج الله كربك وأقسم بالله أني رأيت الدمع في عيون مريديك ومحبيك ممن آلمهم خبر اعتقالك ولكنه حال البلاد التي تكالب عليها شر البشر من بني يهود.
سلام عليك في زنزانتك سلام على قلمك السيال الذي لن ينضب معينه ولن يجف مداده وسيبقى يتحفنا بكل ما هو جديد سلام عليك وأنت تختطف من بين أولادك وبناتك وزوجك الصابرة المصابرة سلام عليك حتى مطلع فجر حريتك يا صقر الضفة.