لقاء مع ابو ماهر اليماني قبيل وفاته - لقاء مع ابو ماهر اليماني قبيل وفاته - لقاء مع ابو ماهر اليماني قبيل وفاته - لقاء مع ابو ماهر اليماني قبيل وفاته - لقاء مع ابو ماهر اليماني قبيل وفاته
من كتاب " شهادات لمقتلعين فلسطينيين " ننشر حوارا متميزا مع شيخ الثورة المستمرة أبو ماهر اليماني
أحمد حسين اليماني*
(أبو ماهر)
أبو ماهر - أحمد اليماني إنسان لا يكل ولا يتعب، إنسان من طينة خاصة
قلَ مثيله في النضال والتخطيط لاستعادة
الأرض السليبة والدفاع عن كرامة الإنسان العربي ووحدته وحريته وعودته إلى فلسطين الكاملة
مسقط الرأس: سحماتا / الجليل
الولادة: 1924
س. حدثنا عن الأيام أو الأسابيع الأخيرة قبل الاجتياح الصهيوني للجليل.
ج. بلغت الجنة المركزية دعوة من قيادة جيش الإنقاذ في بنت جبيل، القريبة من الحدود اللبنانية ألفلسطينية، للقاء عدد من القادة العرب الذين وصلوا الى جنوب لبنان من الأقطار العربية على رأس جماعات من المتطوعين العرب، وكان في طليعتهم أكرم الحوراني (سوريا) واحمد حسين (رئيس حزب مصر الفتاة) برفقة زملائه في قيادة الحزب، أديب الشيشكلي، خليل الكلاس، ألعقيد مدلول عباس، العقيد مهدي صالح والدكتور أمين رويحة.
رحب أعضاء اللجنة المركزية بالقادة والمناضلين ألعرب، وحددوا بالتعاون مع قيادة جيش الإنقاذ المواقع التي سيتمركز فيها المناضلون العرب. وقد بينا لهم المجالات التي سيساهم فيها الأهالي في المجهود ألحربي. عدنا برفقة القادة الميدانيين العرب: العقيد مهدي صالح والعقيد مدلول عباس وهما صلة الوصل مع قيادة جيش الانقاذ في قريتي بنت جبيل وعيثرون في الجنوب اللبناني.
س. هل كان هناك تعاون بين المقاومة الفلسطينية وأهالي الجنوب اللبناني؟
ج. أثناء زيارتنا الى بنت جبيل تعرفنا على أهالي المنطقة من عائلات بزي، بيضون، شرارة والزين وغيرهم الذين قدموا ما باستطاعتهم أثناء القتال مع العدو الصهيوني وبعد النزوح لأهالينا المشردين من أرضهم وطيلة وجودهم في جبل عامل.
س. هل وصلتكم نجدات من مناطق عربية أخرى؟
ج. العقيد يوسف كمال (رئيس اللجنة العسكرية) يرافقة قائد الكتيبة شكيب وهاب، وبعض قادتها بجولة في المنطقة لتحديد المواقع الملائمة لتمركزها ومنها: بيت جن، الرامة، كسرى وشفا عمر. وبعد دراسة ميدانية للمناطق قرر القادة التمركز في منطقة شفا عمر بالقري من حيفا. استقبل الوفد القيادي بفرح من قبل الأهالي وانضم الكثيرون منهم الى صفوفها للمشاركة في القتال وخصوصا في مجال رصدهم تحركات العدو الصهيوني في المستعمرات المنتشرة في تلك المنطقة ومنها كفر آتا، بيالك، موتسكين التي يعرفونها جيدا.
س. ما هو الدور الذي لعبته قيادة اللجنة المركزية؟
ج. من أهم المشاكل التي واجهتنا في مقاومة الغزو الصهيوني هو الشح في الإمكانيات المادية والسلاح والزخيرة، الى قصر المدة الفاصلة بين انتهاء الإنتداب البريطاني وبدء المعركة الحاسمة. فكما هو معروف كانت سلطات الإنتداب تمنع لا بل تقاوم بكل قوة وبطش تملك العرب الفلسطينيين للسلاح والتدرب عليه، بينما كانت تسلح وتدرب العدو لمساعدته على الإستيلاء على فلسطين.
قدمت اللجان المحلية واللجنة المركزية واللجان المتفرعة عنها خدمات للمواطنين بحيث أمنت لهم حاجياتهم الأساسية من لبنان، تنظيم الحراسات المحلية، والمشاركة في المعارك ضد ألعدو الصهيوني الى مهاجمة بعض المستعمرات الصهيونية القريبة من ألحدود اللبنانية، كما أمنت المساعدة للأهل المشردين من قرى قضائي الناصرة وطبرية كتأمين المأوى والطعام والماء خصوصا هؤلاء المشردين باتجاه لبنان. هذا، كما قامت اللجنة بحل المنازعات بين المواطنين وقد تولى ذلك المحامي جميل حميد المسؤول عن اللجنة القضائية هذه المهمة.
س. هل حدثت تجاوزات من قبل بعض ألمواطنين الفلسطينيين ألعرب إبان المعركة مع العدو الصهيوني؟
ج. في أحد الأيام حضر الى مقر اللجنة المركزية لمنطقة الجليل في ترشيحا للمدعو الشيخ جبر الداهش من قرية بركا برفقة صديقين له، وادعى أن شريكا بدويا له بعدد من رؤوس الماشية أخذ حصته من البقر والماعز وفر بها، وطلب تصريحاً للحاق به. وقد تنبهت الى أن المذكور كان يحضر لعملية لتهريب الماشية الى المناطق التي احتلها العدو. وقد نسقنا مع مقر قيادة العقيد مهدي صالح لافشال عملية التهريب هذه، وقد تم لنا ذلك، اذ إن جهاز معلومات جيش الانقاذ كانت لديه معلومات معينة حول أوضاع الشيخ جبر وعلاقاته مع العدو. ومن المعلوم أنه أصبح لاحقا عضواً في الكنيست عن حزب العمل الصهيوني.