يوم الأرض... هو كل الأيام الفلسطينية - يوم الأرض... هو كل الأيام الفلسطينية - يوم الأرض... هو كل الأيام الفلسطينية - يوم الأرض... هو كل الأيام الفلسطينية - يوم الأرض... هو كل الأيام الفلسطينية
بقلم زهير الخطيب
تبرز خصوصية التجربة الفلسطينية نضالاً وصموداً ومقاومة في أنها وضعت مسألة الأرض كوطن في مصاف قضايا الوجود والمصير، فاستلاب الأرض والتهجير من قبل الحركة الصهيونية والكيان الصهيوني بالتالي أمران بارزان من بين دوافع إيلاء الأرض أهمية قصوى في التوجه النضالي لشعب فلسطين وثورته .
لأن الأرض هي الوطن فالصراع مع الصهيونية ابتدأ بغزو هذا الوطن، ولن ينتهي هذا الصراع بالتالي إلا باسترجاع الأرض، كل الأرض، الوطن كل الوطن. وفي ظل هذه الخصوصية أيضاً شكلت الأرض الكيانية الفلسطينية ثنائية غير قابلة للتجزئة، وهل هناك من يجرؤ على هذه التجزئة؟ !
الأرض هي كل الأيام الفلسطينية، وإذا كان ثمة يوم للأرض في فلسطين فمن أجل ألا تتحول الأرض نفسها إلى ذكرى أو مناسبة، وكان لا بد من ملحمة يوم الأرض لتوحيد العقل والقلب معاً وفي لحظة واحدة تتذكر أن فلسطين عربية. ومن هنا سقطت المقولة الفلسطينية أن الكبار يموتون والصغار ينسون، وسقطت معها أيضاً نسيان أجيال المنافي لفلسطين الأرض والوطن، الأكثر طهراً وصفاءً وتحدياً، والأكثر عطاءً وصدقاً وانتماءً .
إن الحديث عن انتفاضة يوم الأرض التي تتجدد متوهجة على امتداد كل السنوات ما بعد الثلاثين من آذار عام 1976م هو حديث لا يستقيم دون رؤية لحظة الصدام بين المشروعين الصهيوني والعربي حول النقطة المركزية الفاصلة في المسار التاريخي للصراع، ألا وهي الأرض. فالمشروع الصهيوني يركز أهدافه في أولوياته على الاستيلاء على الأرض واقتلاع شعبها منها والحلول مكانه، ويرتبط هذا الهدف بأمرين أساسيين :
أولهما: ارتكاب المجازر وشن الاعتداءات على قرى وبلدات ومدن الشعب الفلسطيني، لترويعهم وتشريدهم إن لم يكن قتلهم عن سابق إصرار وعمد وترصد . وثانيهما: إقامة المستوطنات وتسمينها كنوع من الزحف على الأراضي العربية، ومصادرة أملاك أصحابها الحقيقيين .
بذلك حققت الحركة الصهيونية اغتصابها لفلسطين بدعم واضح وصريح من حكومة الانتداب البريطاني التي سهلت لها تدمير وتخريب القرى والمدن الفلسطينية وتشريد شعبها، والسيطرة على الأرض في نكبة فلسطين عام 1948، وهو ما تأكد حين أعلن دافيد بن غور يون قيام دولة إسرائيل، قبل بضع ساعات من بدء الانسحاب البريطاني من فلسطين، والذي كان متفقاً عليه مع الصهاينة، وبات واضحاً في الوقت نفسه أن طبيعة الصراع وعلى الأرض بين العرب والصهاينة هو صراع وجود وليس صراع حدود .
في ضوء ذلك تبدو عظمة قرار الصمود الفلسطيني وإفشال الهجمات الصهيونية المتلاحقة للاستيلاء على الأرض، لتتجلى قضية العرب في فلسطين المحتلة كجزء لا يتجزأ من القضية الفلسطينية. فإذا كان شعبنا الفلسطيني في المنفى القسري يطالب بالعودة إلى أرضه واستعادة حقه وفوق ترابنا الوطني،فإن العرب داخل الوطن المحتل يعملون من أجل ألا يصبح مصيرهم كمصير المليون فلسطيني الذين اقتلعتهم السلطات الصهيونية وشردتهم،،و يناضلون في سياق ذلك لإحباط الإجراءات الرامية إلى جعلهم غرباء في وطنهم، وعلى رأسها ممارسة الاضطهاد والتمييز العنصري بحقهم .
لقد نتج عن حرب عام 1948 طرد أكثر من مليون عربي فلسطيني من ديارهم بالقوة، وأصبحوا لاجئين في الأقطار العربية المجاورة، وتم إحلال حوالي 300 ألف مهاجر يهودي محلهم في أقل من ثلاث سنوات..إلا أن نحو170 ألف عربي فلسطيني يصل عددهم الآن إلى المليون نسمة ويزيد مازالوا متشبثين بأرض الوطن خاضعين لقوانين وسلطات الاحتلال وقسوته... ومازالوا متشبثين بأرض الوطن،مستعصين على الاندماج والذوبان، يؤكدون يومياً ارتباطهم بشعبهم العربي الفلسطيني في الضفة والقطاع والمنفى، وانتماءهم للأمة العربية .
كان الهدف الأول للمنظمة الصهيونية العالمية هو استملاك الأراضي في فلسطين بحجة إنقاذ الأرض. في أرض إسرائيل وبقيام إسرائيل ككيان صهيوني مصطنع زالت العقبات أمام هذا الهدف الصهيوني. فمع بدء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين 1948 م، هدمت سلطات الاحتلال 250 قرية عربية، واغتصبت أراضيها، وآلت إليها أراضٍ شاسعة أيضاً عقب توقيع اتفاقيات الهدنة عام 1948م، وبعد ذلك قامت حكومة العدو بإجراءات تعسفية، امتلكت بموجبها أراضي عربية كثيرة وأصدرت قوانين خاصة وخبيثة لتبرير أعمال المصادرة وللتمهيد لمصادرات جديدة، واعتماداً على هذه القوانين سلبت إسرائيل حوالي مليون دونم من أراضي العرب الفلسطينيين، كما سلبت أراضي أخرى بالقوة، حيث صادرت نحو 40% من الأراضي التي يملكها العرب في فلسطين المحتلة 1948م بالإضافة إلى ملايين الدونمات التي استولت عليها واعتبرتها أملاك غائبين، كما صادرت جميع الأراضي الأميرية والتي تقدر نحو 3 ملايين دونم، بهذا وصلت نسبة الأراضي المصادرة من العرب إلى نحو 70% من مساحة أراضيهم بموجب العديد من القوانين الخاصة التي كانت تسن لهذه الغاية، أو تلك التي ورثتها حكومات الاحتلال الإسرائيلي عن حكومة الانتداب البريطانية، وخاصة قانون الطوارئ الانتدابي لعام 1945م .
وهناك أمثلة عديدة على المصادرات بالقوة، منها ما جرى لقريتي اقرث وكفر برعم في الجليل الغربي شمالي فلسطين، حيث استولى على أراضي القريتين ونقل سكانهما إلى قرية الرامة.. وكذلك أخلت قوات جيش العدو قرية عنان من سكانها، وكذلك طرد أهالي قرى:حسام، قطية، الجاعونة بكل عنف وقوة، وطرد أيضا بالقوة سكان قرى:الغابسية،بطاط، مجدل غزة، كما تم إجلاء سكان 13 قرية عربية في وادي عارة إلى خارج أرض فلسطين المحتلة، وأخليت عسكرياً قرية البويشاب قضاء أم الفحم ونسفت بيوتها، وكذلك حدث لقرية أم الفرج، قرب نهاريا، وهكذا أصبح بعض العرب الفلسطينيين لاجئين حتى في وطنهم المحتل .
وهكذا ارتكزت خطط الاستيطان الإسرائيلية منذ وقت مبكر على ضرورة تهويد هاتين المنطقتين. واتجهت هذه الخطط في البداية إلى صحراء النقب من خلال الاستيطانين المدني والزراعي .
وفي مطلع عام 1975م أقر المجلس القطري الإسرائيلي للتخطيط والبناء خطة هيكلية تنفذ على مرحلتين حتى 1985م هدفها زيادة عدد المستوطنتين اليهود في المنطقة إلى 416 ألفاً مقابل 290 ألف فلسطيني أي أن تصبح النسبة 60 مقابل 40 بالمئة، وتضمن المشروع أيضا إقامة العديد من المناطق الصناعية قرب القرى والمدن العربية .
في شهر تشرين الأول من العام 1975م، كشفت حكومة الكيان النقاب عن مخطط يدعو إلى مصادرة ما يزيد عن عشرين ألف دونم من الأرض العربية في الجليل، وأصدرت حكومة الكيان يوم 29 شباط من العام 1976بياناً اقرت بموجبه المخطط تحت اسم ( مشروع تطوير الجليل) كما أقرت تسييج ما يزيد عن 29 ألف دونم واعتبارها منطقة عسكرية .
* مخطط تطوير الجليل !
هو التسمية الرسمية التي تخفي مشروع صهينة الجليل، ويهدف هذا المشروع إلى :
- تحويل إقليم الجليل إلى منطقة ذات أكثرية يهودية، وفي مراحل لاحقة محاولة اجتثاث الوجود العربي في هذه المنطقة .
- زرع المزيد من المستوطنات بين التجمعات العربية، لمحاصرة هذه التجمعات، وقطع الاتصال الجغرافي بينها .
- إقامة قاعدة مادية، تشكل منطقة جذب للمستوطنين .
لم يكن هذا المخطط هو الأول من نوعه، لقد تعرض شعبنا قي الأرض المحتلة، وبشكل متواصل إلى سلسة من قوانين الاحتلال والطوارئ، ومن سياسات التمييز العنصري والإفقار والتجهيل، ومن ممارسات القمع والإرهاب، شكلت في مجموعها مع ظروف الجهل والتخلف والتآمر ضغوطاً كادت أن تسحقه .
ومع اشتداد حملة المصادرات للأراضي العربية في الجليل والمثلث، تنادى رؤساء المجالس المحلية والبلدية العربية وأطباء ومحامون ومزارعون وصحفيون، لتشكيل لجنة مبادرة قررت في اجتماع لها يوم 15/8/1975م عقد مؤتمر الشعبي بالناصرة للوقوف بوجه مصادرة الأراضي العربية .
في 18/10/1975م عقد هذا المؤتمر بالناصرة -عاصمة الجليل العربي الخالدة، تحت شعار( شعب بلا أرض.. شعب بلا وطن)، وقد شارك فيه نحو 1500 شخص يمثلون الأوساط العربية، وتم انتخاب لجنة الدفاع عن الأراضي العربية من 121 عضواً وسكرتارية من 9 أعضاء.. وصدر بيان في ختام أعمال المؤتمر قال:" إن المؤتمر القطري الشعبي يرفض أعمال الحكومة الإسرائيلية الرامية إلى مصادرة المزيد من الأراضي من السكان العرب في الجليل والمثلث، ويطالب في إنهاء الأعمال والمشاريع الحكومية التي يتم تنفيذها باسم التطوير وتوزيع السكان ".
وما أن ترامى إلى جماهيرنا العربية نبأ إقرار الحكومة الإسرائيلية خطط من مصادرة 20 ألف دونم من الأراضي العربية من الجليل - في المنطقة المسماة رقم9-بحجة تطوير الجليل، حتى شهدت هذه الفترة تحركاً مكثفا لإحباط هذا القرار.. فأصدر رؤساء المجالس المحلية لقرى المشهد واالرينه وعين ماهل وكفركنا، بياناً ضد أعمال المصادرة، وأكد: "لقد آلينا على أنفسنا الوقوف في طليعة النظام، ولن نتردد في التوجه إلى الرأي العام المحلي والعالمي، من أجل رفع القرار الجائر الذي يفتقر إلى تبرير.. وهذا النضال هو نضال مقدس يمس أرضنا ومستقبلنا ومصيرنا في هذه البلاد ".
وفي السادس من آذار 1976 عقد مؤتمر في الناصرة عقده نحو خمسين من رؤساء البلديات والمجالس المحلية في المدن والقرى المحلية ومن جميع أنحاء الجليل والذين تألفت منهم اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي العربية ..
من بين الذي تحدثوا في هذا المؤتمر، ينتصب المناضل" توفيق زياد" رئيس بلدية الناصرة يصرخ في وجه المحتلين قائلاً: تريدون طردنا من أراضينا لكننا سنبقى فيها، وعليكم أنتم الرحيل.. تريدون خنقنا، لكن نعرف كيف نحبط محاولاتكم .
* و بصورة إجمالية كانت النتائج كما يلي :
- بحث المؤتمر قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي القاضي بمصادرة المزيد من الأراضي العربية وإجلاء أصحابها تمهيداً لتهويدها ، وصدر عن المؤتمر رفض بالإجماع لذلك القرار .
- قرر المؤتمرون التصدي لجميع الإجراءات الإسرائيلية الهادفة لمصادرة الأراضي العربية .
- قرر المؤتمر الدعوة إلى إضراب عام في جميع أنحاء البلاد يقوم به السكان العرب في 30 آذار 1976م إذا لم توقف إسرائيل خطتها .
صحيفة يديعوت أحر ونوت نقلت وصفاً لهذه القرارات يقول: إنها أخطر قرارات أخذت منذ قيام الدولة. وخلال شهر آذار 1976م كانت التحضيرات تتم على قدم وساق لتلبية نداء الأرض في يوم الأرض .
ومن البيانات والاجتماعات، اجتماع بلدية الناصرة مع لجنة رؤساء المجالس المحلية العربية الذي تم فيه إقرار التضامن مع مقررات مجلس الدفاع عن الأراضي، وقد أصدر بياناً جاء فيه: الدفاع عن الأرض واجبنا تجاه أنفسنا ومستقبلنا .. إن الناصرة هي طليعة هذا الشعب الصابر المكافح المتشبث بترابه وحقوقه، وهي علم شعبنا الخفاق، وسنثبت من جديد يوم الثلاثين من هذا الشهر أن هذا العلم سيظل خفاقاً .
وبالفعل أثبتت الجماهير العربية في يومي التاسع والعشرين والثلاثين من آذار 1976م أنها ستظل متمسكة بقرارها في الدفاع عن أرضها، لم ترهبها حراب الاحتلال والتهديدات الرامية إلى إجهاض التحرك في يوم الأرض. فخرجت هذه الجماهير تردد: عاش الشعب الفلسطيني.. الأرض لنا..بالروح بالدم نفديك يا جليل، وتحولت القرى العربية إلى ساحة حرب حقيقية، واجه شعبنا فيها قوات الاحتلال بالحجارة والمولوتوف وبالإطارات المشتعلة، وكانت الحصيلة عشرات الإصابات في صفوف الصهاينة، ودفع شعبنا ضريبة الدم والوطن 6 شهداء من خيرة شبابه وعشرات الجرحى والمعتقلين .
والشهداء هم: ( خيري ياسين من عرابة، وخديجة قاسم شوا هنة ورجا أبو ريا وخضر خلايلة من سخنين ورأ فت علي زهيري من مخيم نور شمس، ومحسن طه من كفر كنا). وإلى الآن مايزال شعبنا بالوطن المحتل يحيي يوم الأرض الذي أصبح تقليداً نضالياً في مسيرة هذا الشعب، يضاف إلى الوقائع النضالية الأخرى التي يشهدها الوطن المحتل سواء في أراضي ال48 أو في أراضي ال67 على طريق تحقيق أهداف شعبنا وطموحاته الوطنية .
واضح هنا أن نضالات جماهير شعبنا في فلسطين المحتلة لم ولن تقف عند حدود المطالب اليومية والحياتية وانتزاع حقها في الحياة، أو التصدي لمحاولات مصادرة الأراضي العربية، بل تعدتها منذ 1/12/1980م إلى مواضيع هامة ذات علاقة بقضايا الصراع في المنطقة. ففي ذلك اليوم عقد في (الناصرة ) مؤتمر الجماهير العربية، خرج ببيان واضح هو(الميثاق القومي للعرب)في فلسطين المحتلة، أعلنت فيه جماهير شعبنا انتماءها إلى الشعب العربي الفلسطيني الموحد في الأهداف والمصير، وإلى الأمة العربية، انتسابا قومياً وحضارياً ووجوداً .
لقد بات واضحاً للقاصي والداني أن انتفاضة أهلنا الثورية في الوطن المحتل في قرى الجليل والمثلث والنقب والضفة وغزة وعلى كل شبر من أرضنا الفلسطينية المقدسة، تعني أن القضية الفلسطينية هي قضية حياة أو موت، قضية وجود أو لا وجود .
لقد أثبت يوم الأرض أن الجماهير الموحدة قادرة على التصدي لمخططات الصهاينة التي تهدف إلى إفراغ الأرض العربية من أهلها، ونشر سياسات التجهيل والعدمية القومية ، ومحاولات التذويب وفك الارتباط بالأرض،.وأثبت أن الجماهير المسلحة بالوعي السياسي عصية على الاقتلاع والتذويب،.وأثار الفزع والرعب في المحافل الصهيونية التي كانت تحلم بأنها تمكنت من تدجين العرب وعزلهم عن انتمائهم الوطني والقومي ..
و تمثلت نتائج هذا اليوم الخالد ب :
1- لجم حملة مصادرة الأراضي بالجليل وإرغام سلطات الاحتلال الصهيوني على التراجع عن مخططها وإن كان هذا لا يعني نهاية الخطط الصهيونية للاستيلاء على الأراضي العربية، فإنه جعلها تفكر ألف مرة قبل الإقدام على خطة جديدة لمصادرة الأراضي .
2- وضع يوم الأرض الجماهير العربية على طريق وحدة الصف الشاملة في وجه الخطط الصهيونية. وزاد من تلاحم الجماهير، حيث أصبح يوم الأرض رمزاً لوحدة النضال .
3- ساهم في بلورة النظام السياسي للجماهير العربية في الأرض المحتلة عام 1948 م، وأدى إلى تعزيز الوعي السياسي لدى مشاركتها في الانتخابات .
4- خفض من وتائر الولاء غير السياسي بكل أشكاله وأنواعه، وساعد على تعزيز الانتماء الوطني والقومي .
5- تحول يوم الأرض إلى رمز لمقاومة الاحتلال وسياساته وأساليبه، وأصبح مثلاً يحتذى به .
6- الإجماع على أن ممارسات وسياسات الاحتلال هي من أهم الدوافع التي كانت وراء يوم الأرض .
7- الاعتراف بفشل ما سمي سياسة التعايش، هذه السياسة التي تعني صهينة المواطن العربي .
8- الاعتراف بأهمية الانتصارات العربية، ودور الصمود والتصدي ورفض الاستسلام في رفع معنويات الجماهير العربية وقواها الوطنية في الأراضي العربية، وفي تتالي النضال الوطني ووحدته في الوطن المحتل .
9- الاعتراف بالعامل الفلسطيني كعامل مركزي في الصراع، وبالتأكيد على أن المواطنين العرب في الأراضي المحتلة عام 1948م هم طرف في الصراع .
10- الإجماع على أن يوم الأرض ليس ظاهرة عابرة، وأن هذا اليوم لن يمر دون أن يترك بصماته بالمستقبل،وهو بمثابة بداية تبلور تنظيم عربي سياسي وطني قومي .
ومما لا شك فيه أن الشعب الفلسطيني في تواصل انتفاضته سواء بالضفة الغربية وقطاع غزة أو في أراضي عام 1948م قد اكتسب تجربة طويلة ومتميزة في مقاومة الاحتلال،والتصدي للاستيطان،،وتعلم الكثير الكثير من الدروس،،وبرهن على قدرة كبيرة مع الظروف القاسية،ومع الهجمات الشرسة لتعزيز صموده ومقاومته وتحديه للاحتلال الصهيوني .
إن طاقة شعب فلسطين بتضحياته وملاحم البطولة والفداء التي يسطرها كل يوم على أرض الوطن، لا يمكن أن تهدأ، وهاهي تزداد توهجاً، لأن هذه الطاقة قابلة للتحول إلى قوة لا تقهر، وقد حررت طاقة المقاومة لدى شعب فلسطين كل أبنائه من العدو الأساسي الذي هو الخوف، وما تحدي الموت إلا وسيلة لحياة أفضل نحو الحرية والتحرر، وإنهاء الاحتلال كاملاً عن الأرض الفلسطينية .