الشعب يريد تحرير فلسطين - الشعب يريد تحرير فلسطين - الشعب يريد تحرير فلسطين - الشعب يريد تحرير فلسطين - الشعب يريد تحرير فلسطين
الشعب يريد تحرير فلسطين
ماهر أبو طير
2/13/2011
سقط الرئيس المصري ، فيخرج التوانسة ، على قلب رجل واحد ، ليهتفوا بصوت واحد في العاصمة التونسية: الشعب يريد تحرير فلسطين.
هكذا هي القصة اذن ، فثورة محمد البوعزيزي التونسية ، تثبت انه كان جندياً مأموراً ، في فعلته ، ولم يكن منتحراً ، كان مكلفاً باطلاق ثورة التونسيين ، لتكون مقدمة لثورة المصريين ، التي هي عنوان عربي قبيل ان تكون مصرية في تفاصيل خصوصيتها.
سر الثورات اللامع ، يتبدى في تدفق العاطفة العروبية ، بين العرب ، بعد سنوات طويلة ، من الكراهية والقطيعة والشكوك والخصوصيات الوطنية الضيقة ، فيسقط مبارك ، ونسمع صدى سقوطه في عواصم العرب ، ودول كثيرة.
الروح التي سرت في الجسد العربي الذي كان غارقاً في غيبوبته ، روح خلاقة ، غير انها ملعونة بنظر الرسميين الذين يعتبرون ان خنقها ضرورة سياسية لاستمرارهم.
العرب يعترفون ان غياب مصر يعني غياب فلسطين ، عن المشهد ، والغضب المصري والعربي على النظام المصري ، كان لاسباب مصرية بحت ، ولاسباب عروبية تتعلق بما جرى في فلسطين التي حوصرت على يد النظام.
تتعلق ايضاً بما جرى في العراق ، ودول عربية اخرى ، ابرزها السودان التي حظي تقسيمها بمباركة النظام المصري رغم ان مصر اول المتضررين من تقسيم السودان.
تقديرات الاستراتيجيين كلها تشير الى ان المستفيد الرئيس من هكذا ثورات ، ستكون فلسطين ، وان كان ذلك سيكون على المدى الطويل ، وليس على المدى القصير.
فلسطين التي لا تغيب ، شوهدت أعلامها في ميدان التحرير في القاهرة ، وفي هتافات المصريين التي تضج حنيناً الى الزمن الذي كانت فيه مصر تقود العرب.
صدى السقوط ، سمعناه ايضاً ، في تونس ، وهو ذات الصدى في كل مكان ، باعتبار ان سقوط النظام المصري مقدمة للتغيير في مصر ، ومقدمة لتغييرات في كيانات اخرى ، وكأن الدنيا تدير دورتها ، لاجل اعادة رسم المنطقة ، وهو مد يستحيل الوقوف في وجهه.
بهذه المعاني ، علينا ان نعرف ان انظمة اقليمية كبرى عربية ، واحتلالات سوداء كاسرائيل ، وبالتواطؤ مع عواصم غربية ، كلها ستسعى لتفجير هذه الثورات من الداخل.
ستسعى ايضاً ، بكل الوسائل ترغيباً وترهيباً ، لضمان غفوة اطول لشعوبهم ، حتى لا يكتمل عقد التغيير ، باتجاه العنوان النهائي: فلسطين.
تقييد مصر وتصغيرها وتكبيلها بالفساد والديون والقمع والقتل وانتهاك حقوق الانسان ، واعادة انتاج المصري ونقله من صدارته وطليعيته الى مراتب اقل ، ينشغل اصحابها برغيف الخبز ، كان مقصوداً به المصري حصراً ، والعربي سنة واتباعاً وتأثراً.
مقصود به المصري هدفا ، والعرب نتيجة ، لان ركوع مصر وخضوعها يعنيان تاريخياً ، خضوع العرب وركوعهم.
صلاح الدين الايوبي الذي حرر فلسطين ، لم يكتمل امره ، يومها ، الا بتحرير مصر ، وادخال مصر ، ناصية في التخطيط لتحرير فلسطين ، فأرض الكنانة ، ليست ارضاً عابرة ، والبلد الذي ينفرد بتوصية الرسول صلى الله عليه وسلم على اهله ، وبذكره اسماً صريحاً في القرآن الكريم متساوْ مع مقامي مكة المكرمة والقدس ، لم يذكر عبثاً ، الا لسر في قدره ، هو مفتاح التغيير ، ومطلعه.
قال التوانسة: الشعب يريد تحرير فلسطين. هكذا اذن تخرج الامنيات الغائبة ، من غيابها ، وكأن هؤلاء لسان العرب الذين يدركون بفطرتهم واحلامهم ، ان ما يجري ليس مجرد صدف تاريخية ، وان كل ما نراه ، يثير الامل في ان يأخذنا الى تحرير فلسطين.
كل هذا يفسر دموع تل ابيب على مبارك ، وارتعاشة تل ابيب الواضحة ، من حربها على لبنان ، وصولا الى سقوط نظامين حليفين لها في تونس ومصر ، مروراً ، بكل الصفعات المتوالية ، التي تقول ان الزمن بدأ يتغير.
ها نحن وسط مخاضة تاريخية صعبة ، ستقودنا الى بوابات القدس ، وعداً الهياً قبل اي شيء اخر ، هكذا تخفق قلوب الناس ، في مدارات الصعود الجديد.
ليس اصعب من موتنا والهزيمة مدفونة في عيوننا ، وقد نعيش ذلك الزمن الذي نرى فيه العروس الاسيرة قد استردها اهلها واقاربها وابناء عمومتها واخوالها ، من مشرق العرب الى مغربهم.
عن الدستور
[[/ الحقيقة الدولية