تحية الاسلام
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
أزكى التحيات وأجملها..وأنداها
وأطيبها..أرسلهااليك
بكل ود وحب وإخلاص..
تعجز الحروف أن تكتب ما يحمل قلبي
من تقدير واحترام..
وأن تصف ما اختلج بملء فؤادي
من ثناء واعجاب..فما أجمل
أن يكون الإنسان شمعة
تُنير دروب الحائرين..
دمت بخير
رحم الله والدي ووالديك
كل عام وانت الى الله اقرب
في اليوم التاسع من شهر آب/أغسطس عام 2001 كانت فلسطين على موعد مع أحد فرسانها الذين ترجلوا إلى ساعات الوغى ليذيقوا الصهاينة من ذات الكأس الذي شرب منه شعبنا الفلسطيني المجاهد. حيث انطلق شهيدنا القسامي المجاهد عز الدين المصري إلى قلب مدينة القدس المحتلة ليفجر نفسه وسط حشد صهيوني داخل أحد المطاعم موقعاً 20 قتيلاً صهيونياً وأكثر من 100 مصاب جراح العشرات منهم وصفت بالخطيرة.
ويا لها من ساعات عصيبة عاشتها أجهزة الأمن الصهيونية وهي لا تدري كيف تمكن الاستشهادي القسامي من الوصول إلى قلب مدينة القدس المحتلة على الرغم من حالة الاستنفار القصوى التي كانت قد أعلنتها عقب اغتيال الجمالين في مدينة نابلس وتعهد كتائب القسام بالثأر لدماء الشهداء القادة، ولم يتأخر الرد طويلاً على تلك الجريمة النكراء التي نفذتها طائرات الاحتلال الصهيونية بحق قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة الغربية جمال منصور وجمال سليم وثلة مؤمنة كانت حولهم، وهو ما تم بالفعل بعد 9 أيام فقط من جريمة الاغتيال حتى نفذت كتائب الشهيد عز الدين القسام تهديدها بعملية استشهادية زلزلت أركان الكيان الصهيوني الغاصب.
الميلاد والنشأة
ولدالاستشهادي عز الدين شهيل المصري في قرية عقابا بمحافظة جنين شمال الضفة الغربية في السابع عشر من شهر آب لعام 1979، ونشأ وترعرع وسط أسرة متدنية عرف عنها التقوى والصلاح، وتربى على حب الدين وأهله، واعتاد على ارتياد المساجد، والقيام بالنوافل من صيام وزيارة للأرحام والدعوة إلى الله علىبصيرة.
وأما في مجال العمل فقد اضطر شهيدنا إلى ترك المدرسة في مرحلة مبكرة ليساعد والده وإخوانه في المطعم الذي كان يعد مصدر رزق العائلة الوحيد، وقد كان عز الدين يوصل الطلبات إلى الزبائن، حيث عُرف عنه أنه كان شخصية محبوبة لدرجة أنه لم يكن أحد يراه إلا ويحبه، فهو ذو الخلق الدمث والتعامل السمح والابتسامة التي ما كانت تفارق محيّاه.
موقف بطولي
كما عرف عن عز الدين أنه كان ذو رباطة جأش في مواجهة اليهود المحتلين، حيث استدعته المخابرات الصهيونية في أحد الأيام عام 1999 وطلبت منه الحضور إلى معسكر سالم العسكري، وفور وصوله إلى المكان بدأ التحقيق معه بأنه عضو في حماس وله نشاطات معادية لـ"إسرائيل" وغير ذلك من الأسئلة المعتادة في مثل هذه المواقف.
وقد أنكر الشهيد جميع التهم الموجهة له، مما أضطر ضابط التحقيق الصهيوني إلى إتباع أسلوب الترهيب وتهديده بالسجن والتعذيب فما كان من شهيدنا إلا أن ازداد عزيمة وصلابة غير آبهٍ بكل الوعيد والتهديد، وهو الأمر الذي حدا بالمحقق لأن يغيّر أسلوبه ويبدأ بإتباع أسلوب الترغيب من خلال إغرائه بالمال والسيارة ومحل جديد خاص له إن وافق على العمل معهم وتقديم مساعدات لهم. وهنا انتفض الشهيد صارخاً في وجه المحقق قائلاً: "والله لو أعطيتني مال الدنيا كله على أن أتعامل معكم، ما فعلت وما حلمتم بذلكأبداً، فافعلوا ما شئتم فلن أكون خائنا لديني وأمتي أبدا بإذن الله تعالى".
جهاده وانضمامه للقسام
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى واشتداد ضراوتها وارتقاء الشهيد تلو الشهيد قرر عز الدين المصري أن يكون له من أسمه نصيب وأن ينخرط في صفوف كتائب عز الدين القسام لينصر دين الله بقتاله أبناء القردة والخنازير، فكانت البداية على يد القائد القسامي الشهيد قيس عدوان الذي قام بتجنيده بانتظاره الفرصة المواتية لتنفيذ عملية استشهادية بناء على طلب عز الدين وإلحاحه على ذلك.
وبتاريخ الحادي والثلاثين من تموز لعام 2001كانت فلسطين على موعد مع مجزرة بحق قادة عظام وشهداء كرام ... انه موعد ارتقاءالجمالين ورفاقهما إلى حور الجنان، حيث بدأت الكتائب تستعد للانتقام،فالمصاب جلل، والفاجعة بالشيخين عظيمة وبدأ الاستشهاديون بالتجهز للصعود إلى الحور العين وكان من ضمنهم عز الدين المصري .. ليحقق أمنيته التي طالما رددها عندما كانيجيب مع من يعرض عليه الزواج .. الحور العين أفضل من هذا كله.
تفاصيل مثيرة للعملية
وبعد أن اتخذت كتائب الشهيد عز الدين القسام قراراً بالرد على مجزرة الاحتلال بدأ العمل حثيثاً وبصورة مكثفة بين خلايا منطقتي رام الله ونابلس، حيث تم الاتفاق في نهاية المطاف على إرسال الاستشهادي من منطقة جنين وهو شهيدنا عز الدين المصري إلى منطقة رام الله ليقوم الأسير القسامي القائد عبد الله البرغوثي بتجهيزه تمهيداً لنقله إلى مدينة القدس المحتلة.
وبالفعل تم إعداد عز الدين جيداً وتوجه بعد ظهر يوم الخميس 11/8/2001 بمساعدة الأسيرة القسامية أحلام التميمي –التي تقضي حكماً بالجسن 16 مؤبداً- إلى مطعم "سبارو" الشعبي في شارع يافا بالقدس المحتلة حيث كان مزدحماً وقت الغذاء، وفي شهادة أحد الصهاينة الناجين لوسائل الإعلام العربية، قال: "من بين الذين كان يتدافعون لدخول المطعم كان هناك شاب فلسطيني يرتدي تي شيرت ابيض اللون وبدلة رياضية غامقة، وكان يضع حول وسطه محفظة مثل أكياس الكاميرات".
ويضيف شاهد العيان الصهيوني "وحين دخل المطعم بدأ ينظر إلى قائمة الطعام المضيئة والمعلقة على الحائط وعلى الألواح الرخامية الحمراء والخضراء والبيضاء، كما لو انه يستكشف المنطقة المحيطة به، ثم سأل الشاب الفلسطيني موظف المطعم كم يستغرق الوقت لإعداد طبق من الاسباجيتي (المعكرونة) لأخذه خارج المطعم، وبينما كان الموظف يرد فيه على سؤاله مد الشاب الفلسطيني يده داخل محفظته وفجر قنبلة".
وبهذه العملية الاستشهادية التي كان بطلها الاستشهادي عز الدين المصري تكون كتائب القسام قد طوت صفحة جديدة من صفحات البطولة والفداء، فهكذا هي حياة الشهداء دائماً، أجساد على الأرض وأرواح تحلق في السماء، ودماء ترسم خارطة الوطن قائلة للأجيال: "إياكم والتفريط بذرة تراب واحدة منه".
ولد عبد الباسط محمد قاسم عودة بتاريخ 29-3-1977 في طولكرم وترعرع في بيت متدين، وينتمي لأسرة لاجئة من قرية "خربش" قرب مدينة كفر قاسم الواقعة داخل مناطق فلسطين المحتلة عام 1948، وله من الإخوة سبعة: 3 أشقاء و4 شقيقات، وترتيبه فيما بينهم الخامس من حيث العمر، وكان أحد أشبال حركة حماس في الانتفاضة الأولى وأحد نشطائها البارزين، وكان مميزا بجرأته وشجاعته في المواجهات والتصدي للقوات الإسرائيلية، وقد اعتقل خلال الانتفاضة الأولى لمدة 5 شهور، علاوة على إصابته بشظايا في رأسه.
ويعتقد مقربون منه أنه عمل في خلية ضمت الشهيد عامر الحضيري والمجاهد المعتقل نهاد أبو كشك، وبعد اعتقال القسامي نهاد أبو كشك وجدت القوات الصهيونية معه وصية تعود لعبد الباسط محمد عودة حيث توصلت أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى أن عبد الباسط كان جاهزًا لتنفيذ عملية استشهادية ولكن استشهاد عامر واعتقال نهاد حال دون ذلك.
ومن بداية يوليو 2001 أدرج اسمه ضمن لوائح المطلوبين للتصفية أو الاعتقال لقوات الاحتلال في أكثر من صحيفة إسرائيلية بعد اتهامه حسب الصحف الصهيونية بالوقوف خلف عمليتي كتائب القسام في مدينة نتانيا في شهري مارس وإبريل2001 واللتين أوقعتا 9 قتلى وعشرات الجرحى.
واختفى عودة من حينها مدة عام ونصف عن الأنظار ولم يظهر إلا في مدينة نتانيا في الساعة السابعة والنصف مساء الأربعاء الموافق 27-3-2002 بعد أن استطاع أن يخترق كامل التحصينات الصهيونية التي انتشرت في كافة المناطق المحتلة وعلى مفترقات الطرقات وعلى الحدود ليصل إلى عمق مستوطنة نتانيا الساحلية متوجها إلى فندق بارك بكامل عتاده وينفذ كبرى العمليات الاستشهادية.
تفاصيل العملية
وكانت الشرطة الإسرائيلية وعمال إنقاذ قد أكدوا أن العملية التي وقعت مساء 27-3-2002 نتجت عن تفجير فلسطيني لنفسه في قاعة طعام بفندق ساحلي إسرائيلي عقب الغروب في بداية عطلة عيد الفصح اليهودي بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش أن مبعوثه إلى الشرق الأوسط وقتها أنتوني زيني نجح في تحقيق تقدم لوقف إطلاق النار.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس مسئوليتها عن العملية، وقالت: إن منفذ العملية هو القسامي عبد الباسط عودة من طولكرم بالضفة الغربية.
وأكدت مصادر فلسطينية أن منفذ العملية كان مسجلاً لدى كل الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمواصفاته، وكان يتخفى بزي يهودي، موضحًا أن الصحف العبرية الإسرائيلية كتبت مرات عن عودة بأنه مشروع تفجير وأن طائرات الأباتشي الإسرائيلية كانت تطارده وتبحث عنه بهدف قتله.
وكان وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف عوزي لانداو قد وصف الفلسطينيين عقب العملية بأنهم "حيوانات"، ودعا إلى دخول القوات الإسرائيلية مناطق الحكم الذاتي لاعتقال رجال المقاومة الفلسطينية.
وتعد عملية فندق بارك التي نفذها الشهيد عبد الباسط عودة يوم 27-3-2002 من أقوى وكبرى العمليات الاستشهادية الفلسطينية على الإطلاق؛ حيث أسفرت عن مقتل 33 إسرائيليًا واصابة 252 صهيونيا واستخدمتها قوات الاحتلال ذريعة للبدء بتنفيذ عملية السور الواقي واحتلال مدن الضفة الغربية وارتكاب مجزرة جنين.
وصيته
وجاء في وصية عودة لأهله: "إنني أعلم أن الفراق صعب ولكنه سنة الله عز وجل في خلقه، وإن هذه الدنيا لا يخلد فيها أحد، وإنني قد أتسبب لكم ببعض المتاعب والمشاق ولكن ستكون إن شاء الله رخيصة في سبيل الله، وتكون عند الله عظيمة الأجر والثواب، واعلموا أن الله عز وجل يبتلي المؤمنين على قدر إيمانهم".
وخاطب عودة والدته ووالده وإخوته قائلاً: "عند سماعكم نبأ استشهادي ارفعوا رؤوسكم عالياً لتعانق عنان السماء؛ لأن ابنكم أحب لقاء الله عز وجل فأكرمه الله بميتة كريمة شريفة، أوصيكم بتقوى الله عز وجل والتقرب في كل الأحوال، وكونوا على ثقة بالله عز وجل أنه لن يضيعكم".
وُلِد ابراهيم المقادمة عام 1952 في مخيم جباليا بعد أربع سنوات من تهجير أهله إلى قطاع غزة من قريته "بيت دراس" على يد المغتصبين الصهاينة عام 1948، إلا أن الحقد الصهيوني لاحق والده، وأجبره على الرحيل، فانتقل للعيش في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وذلك عام 1970 يوم أن كان إريل شاورن حاكمًا لغزة، وانتهج يومها سياسة تدمير المنازل للقضاء على ثورة الشعب الفلسطيني المقاوم للاحتلال.
حصل المقادمة على الثانوية العامة، وكان الأول على مدرسته، ثم التحق بكلية طب الأسنان في مصر، وكان في ذلك الوقت قد التحق بجماعة الإخوان المسلمين؛ فكان إلى جانب تحصيله للعلم يقوم بمهام الدعوة مع الإخوان المسلمين؛ فكان أحد أهم المسئولين عن النشاط الطلابي الإسلامي الفلسطيني في الجامعات المصرية.
أنهى المقادمة عام 1976 بكالوريوس طب الأسنان، وعاد إلى قطاع غزة بعد أن تزوج من ابنة عمه المقيمة في مصر، وفور عودته عُيِّن في مديرية الصحة زمن الاحتلال الإسرائيلي، وعمل في قسم الأشعة بمستشفى العريش الذي كان تحت الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يعود إلى مصر، ثم انتقل للعمل في مستشفى النصر للأطفال والشفاء بغزة.
في مخيم جباليا عاد المقادمة وفتح عيادة لطب الأسنان حتى يقدم خدمة لأهل مخيمه الذي عاش سنين طفولته وشبابه فيه، ورغم النجاح الذي حققه في عمله، فإنه تفرغ فيما بعد لعمله الإسلامي ودعوته التي وهب لها عمره.
إلى فلسطين.. مرحلة جديدة
عندما عاد المقادمة عام 1976 إلى قطاع غزة التحق بقيادة الإخوان المسلمين، وكان على مقربة من الشيخ أحمد ياسين الذي أحبه حبًّا لا يوصف، وشكَّلا معًا القيادة الفاعلة لحركة الإخوان في فلسطين، كما شكَّل المقادمة مع الشهيد القائد صلاح شحادة وبعض الكوادر الأخرى النواة الأولى للجهاز العسكري للإخوان المسلمين في قطاع غزة، وعمل على إمداد المقاتلين بالأسلحة، وفي عام 1983 اعتقل مع الشيخ أحمد ياسين بتهمة الحصول على أسلحة، وإنشاء جهاز عسكري للإخوان المسلمين في قطاع غزة، وحكم على الشيخ أحمد ياسين بثلاثة عشر عامًا، وعلى المقادمة بثماني سنوات. بعد أن أنهى فترة عقوبته حكم عليه بستة أشهر إضافية "إداريًّا" (أي بدون محاكم) بعد أن كتب حول اتفاقية أوسلو ومخاطرها على القضية الفلسطينية، وعندما خرج عام 1992 علقت الصحف العبرية بأنه تم الإفراج عن نووي حماس في غزة، واصفة إياه بأنه أخطر المعتقلين على إسرائيل.
نشط الدكتور المقادمة في الفترة الأخيرة من حياته في المجال الدعوي والفكري لحركة حماس، وكان يقوم بإلقاء الدروس الدينية والفكرية والسياسية والحركية بين شباب حماس وخاصة الجامعيين منهم، وكان له حضور كبير بينهم.
وقفات مع شعر الشهيد إبراهيم المقادمة في ديوانه لا تسرقوا الشمس
لم يقتصر دور الشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة على المجال السياسي والفكري، بل تعداه إلى التجربة الشعرية النابعة من تجارب قاسية مرّ بها الشهيد، شحذت عواطفه وقريحته بمجموعة من القصائد التي جُمعت في ديوانه الصادر حديثاً ((لا تسرقوا الشمس)).
ينتمي شعر الشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة إلى أدب السجون فقد كتب إحدى عشرة قصيدة من الاثنتي عشرة في السجون. وتحمل القصائد رسالة إنسانية مفعمة بالصبر على الأذى والإصرار على دعوة الخير، والروح الأبوية المفعمة بالإحساس المعذب قي قصيدة ابنه البكر أحمد الذي غرق في البحر، وفيها عتاب من الشاعر على البحر، فكأنه اشترك مع أعدائه في المؤامرة عليه.
يتمتع الشاعر بنفَس قصصي أخذ حيزاً كبيراً من شعره فقصيدة ((على الشبك)) قصة قصيرة تعتمد موقفاً إنسانياً، وكذلك قصيدة ((في التحقيق)).
يقع الديوان في خمس وستين صفحة من القطع المتوسط، ويضم اثنتي عشرة قصيدة نظمها على مدار اثنتي عشرة سنة (1984-1996)، فقد كان –رحمه الله- شاعراً مقلاً مجيداً، على الرغم من كتابته الشعر منذ الطفولة.
يرى عميد كلية الآداب في الجامعة الإسلامية في غزة الدكتور محمود العامودي أن الشهيد المقادمة كان ((حالة نادرة في حركة الوعي الفلسطيني منهجاً في عقله وعقيدة في قلبه وتضحية في حياته، فكان لذلك نموذجاً يستحق أن نقف عنده تفكراً وتأملاً لكلماته واقتداءً بسلوكه)).
أما الدكتور يوسف الكحلوت رئيس قسم اللغة العربية بالجامعة الإسلامية في غزة فيلاحظ أن الشهيد استطاع ((أن يثري عقولنا بمضامين فكرية شتى كانت قد أنتجتها تجربته الخاصة فجاءت صادقة ومعبرة.. مما مكن لهذه التجربة الحضور الواسع في ساحة الأدب وفي ذهن المتلقي)).
رئيس منتدى أمجاد الثقافي الدكتور عبد الخالق العفّ؛ أستاذ الأدب والنقد في الجامعة، اعتبر أن لشعر القائد الشهيد أثراً انفعالياً في نفس المتلقي ((لأن نبض الحياة قد سرى في شرايين الكلمات بعد أن استشهد قائلها في سبيلها)).
ويلفت الدكتور كمال غنيم أستاذ الأدب والنقد في الجامعة الإسلامية إلى أثر السيرة الجهادية للمقادمة الذي قضى خُمس حياته في السجن انتصاراً للحق، وكتب إحدى عشرة قصيدة من أصل اثنتي عشرة في السجن. حيث أن قصائده ((حملت طابعاً إنسانياً وجدانياً خاطب فيها أبناءه وأمته بأسلوب عاطفي رائع)).
ويشدد الدكتور حماد أبو شاويش على القيم الإسلامية في شعر المقادمة، خاصة الباعث الديني الذي خلق التجربة في نفس الشاعر متمثلاً بالبيئة والنشأة وصدق التجربة، فهو فارس السيف والقلم.
ويضيف الدكتور عبد الرحيم حمدان أن القيم الإسلامية في ديوان ((لا تسرقوا الشمس))، والتي تمثلت في الصبر والتوجه إلى الله بالدعاء ومناجاته والصمود والتحدي..
ويتناول الدكتور يوسف رزقة في مبحثه عن شعر المقادمة في ندوة جرت في الجامعة الإسلامية في غزة ((الرومانسية الإيمانية في الخطاب الشعري لديوان المقادمة)) بالوصف والتحليل والتفسير على مستوى الشكل والمضمون. وقارنها بالرومانسية الدنيوية المتمثلة في شعر أحمد زكي أبو شادي، وتطرق إلى قصيدته لابنته فاطمة ((على الشبك)) حيث كانت الطفولة أقوى في مواجهة الحياة من الأب.
رحم الله الشهيد القائد المفكر وجعلنا من رفقائه في الفردوس الأعلى ان شاء الله
على الشبك، أواجه صوتها الرنان
يهتف صائحاً أبتي
فيعزف أعذب الألحان
وتقفز كالعصفورة انحطت على شركِ
على الشبكِ
وتنفض كل ما حملت
من الأشواق فاطمة وما فتئت
تداعب قلبي المربوط بالشبك
بأخبار الصغار، تصيح تفتخر
بأخوتها وقد كبروا
وأعمام أحاطوها عنايتهم وما ضجروا
أفاطمُ، يا ربيع القلب يزدهر
ويا من تحسب الأيام تنتظر
زيارة والدٍ في السجن مرتهن
عهداً يظل جهادنا أبداً
حتى تعود لوجهك البسمات تنتشر
على الشبك
مدت أصابعها والقلب يرتجف
لكي تمس أصابعي والدمع ينذرف
يا للصغيرة بات الشوق يعصفها
فتصيح يا أبتي
صبراً، يهون الأذى إن يشرف الهدف
أنا في انتظارك حين تخرج
نبدأ درب ثورتنا ونعتصف
قواعد الظلم والطغيان والسَفكِ
على الشبكِ
كانت تلامس روحها روحي
فتلتحما على وشكِ
ويصيح جلفٌ من وارء الظهر مسترقاً
خُتمت زيارتكم هيا لتفترقا
هيهات
إن عيونها بعثت رسائلها بلا وجل
فتوصلها، برغم مكهرب الأسلاك والحسكِ
أبنيتي إني على ثقةٍ
بعناية من واحد أحد
تلف روحك، ترعاها، تحيط بها
حين اتقيت، سلكتُ الدرب بالرشدِ
جاهدت فيك إلهي طائعاً رغباً
ولن أهادن فاحفظ فلدة الكبد
أبنيتي كوني على ثقةِ
بالحق، بالنصر، مهما استبدت ظلمة الحَلَكِ
***
ويأتي الليل يطرق بابنا المقفل
وقضبان الحديد تدق إسفينا
وأبواب من الفولاذ تربض في فم المدخل
وقلبي نابض، هاتوا سلاسلكم
هاتوا بنادقكم، هاتوا قنابلكم
لن نستكين لبطشكم، هيهات، لن نرحل
ويأتي الليل يطرق بابنا المقفل
ويمضي الليل، هيا دونكم جسدي
وهات القيد، مزق معصمي الأجدل
وهات الكيس واكتم زفرتي الحرَّى
وصب الثلج، في كانون في صدري
فإن القلب كالمرجل
وهات الغاز واحرق مقلتي الحرّة
وسد منافذ الأنفاس في رئتي فلن أوجل
وهدد كيفما تهوى
وعذب كيفما تهوى
فدونك قلبي المقفل
ويمضي الليل هيا، دونك، اصلبني
على الجدران، واحرم مقلتيَّ النوم
هات الضرب، هات الركل ، لا تبخل
وكل وسائل التعذيب جربها، فلا تخجل
وشرد أسرتي ما شئت
واهدم فوقها المنزل
وعذب صبيتي، هيهات، أن أهن
وقلبي عامر بالذكر، يبتهل
وعزيمتي نار بها الإيمان يشتعل
وروعي بارد كالطل
وكل وسائل التعذيب لن تجدي
فتيلاً في فمي المقفل
سأصبر رغم تعذيبي وآلامي
وأصبر رغم أوجاعي وأسقامي
ولما تصّعد الآهات من قلبي فلا تعجل
فتلك الآه للرحمن أرسلها لتثبيتي
فإن الموت أهون من قبول العار يا أرذل
وإن الآه للرحمن أطلقها
تخفف وطأة الآلام، تطفئ لذعة الحنظل
بلال، يا بلال الخير علمني
دروساً في تحدي البطش
أحفظها ولا أغفل
وأرفع هامتي للشمس أستعلي
ومن ظُلمِ الزنازين
سأخرج في يدي المشعل
لأرشد أمتي العزلاء
أصنع للغد الآتي
بطولات ومستقبل
وُلد الشهيد محمد فتحي فرحات في حي الشجاعية شرق مدينة غزة في بيت بسيط بشارع الشهيد عماد عقل لأسرة متدينة متوسطة الحال، وكان ميلاده في اليوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر سنة ألف وتسعمائة واثنتين وثمانين.
تروى أم نضال أنها كانت تجلس مع محمد قبل العملية بيومين وتستمع له أثناء قراءته للوصية وأنها كانت تُجهش بالبكاء وكانت تحاول إخفاء ذلك عنه.
ودع محمد والدته التي علمت أن ابنها في طريقه للشهادة، ، وبدون دموع قالت أم نضال "لو كنت أعرف كيف أزغرد فرحاً بخبر استشهاد ابني لفعلت" نالت أم نضال الشرف حين وقفت أمام شبلها وهو يقرأ وصيته في شريط مصورا تناقلته وسائل الأعلام فقبلته وأوصته بذكر الله والتوكل على الله والتركيز في تنفيذ العملية وأن النصر حليفه وحليف المجاهدين.
خرج محمد القسامي الصغير من بيته في حي الشجاعية في غزة باتجاه مغتصبة "عتصمونا" ربما شاهده أحد جنود الاحتلال ولكنه لم يأبه بهذا الفتى الذي ما زالت على وجهه علامات الطفولة.. كان عقل محمد وقلبه يأخذانه نحو معركته التي بدأ الإعداد لها مبكراً من قبل كتائب الشهيد عز الدين القسام ولم يكن يعلم بما هو مقبل عليه إلا قبل أيام قليلة فقط من موعد تنفيذ الخطة كان يراجع الخطة للمرة الألف ويتخيل نفسه وسط حشود الجنود يقارعهم ويقاتلهم.
وبقيت أم نضال مستيقظتا طوال الليل تدعوا الله عز وجل بنجاح العملية و تابعت أم نضال نشرات الأخبار إلى أن وصل خبر العملية وأنها نجحت فحمدت الله فأسرعت إلى أولادها لتبشرهم بنجاح العملية، لم تقبل أم نضال التعزية بشبلها بل زغردت له ووزعت الحلوى وفتحت بيتها لاستقبال المهنئين باستشهاده وبنجاح العملية.
وتذكر أن محمد نام آخر ليلة معها على السرير ولما أفاق من نومه روى رؤية لها بأن الحور العين تنتظره وتستعد لاستقباله، وبعد ذلك ودعها وانطلق.
تمكن الشهيد فرحات ابن كتائب الشهيد عز الدين القسام من اقتحام كافة حصون الاحتلال وإجراءاته الأمنية المشددة في ساعة متأخرة من ليل الخميس 7/3/2002، ليضرب نظرية الأمن الصهيونية التي بدأت تترنح من ضربات المقاومة الفلسطينية الباسلة، حيث خاض معركة لمدة 25 دقيقة أسفرت عن استشهاده ومصرع سبعة صهاينة وجرح أكثر من عشرين آخرين، حسب ما اكتفى الاحتلال في الاعتراف به، وبعد أشهر ذكرت مصادر صحفية صهيونية أن عملية عتصمونا أدت إلى مقتل11 من المتدربين والجنود في المستوطنة.
وفي تفاصيل العملية البطولية نجح الاستشهادي فرحات في النفاذ من سلسلة حواجز أمنية وعسكرية صهيونية ووصل إلى مستوطنة عتصمونا، حيث اشتبك مع دورية عسكرية كانت مكلفة بالحراسة مكونة من ثلاثة جنود هناك فقتل جميع أفرادها، ثم دخل إلى مدرسة للمتطرفين اليهود كان طلبتها تحت الإعداد للالتحاق بصفوف جيش الاحتلال، وفتح نيران بندقيته صوبهم ملقياً عدداً من القنابل اليدوية التي كانت بحوزته وقد دخل إلى غرفهم وألقى عليهم القنابل وأثناء هجومه على المعهد الديني المتخصص بتعليم التوراة للشبان الذين يلتحقون بالجيش الإسرائيلي وصلت الإمدادات العسكرية الإسرائيلية إلى هناك، واشتبك مجدداً مع قوات الاحتلال حتى استشهد بعد نفاذ ذخيرته وعاد مسجى.
تتجلى قدرة الله في العملية البطولية، فقد ذكرت إحدى الصحف الصهيونية على لسان أحد جنود جيش الاحتلال الذي كان يقف في برج المراقبة أنه "شاهد أحد المقاتلين بعد تسلله وشاهده يقطع السلك المحيط بالمستوطنة"، ورغم أن الجندي كان بحوزته رشاش وباستطاعته أن يسدد نحو الشهيد محمد إلا أن قدرة الله تتجلى وقد أصيب بالإرباك وألقى رشاشه أرضاً وأصبح يرتجف خوفاً.
أحد الصهاينة الناجين من العملية يقول: "شاهدناه دخل علينا الغرفة وأخذ زجاجة الماء وشرب منها ثم واصل إطلاق النار ونحن نعتصر رعباً ورهبة".
محمد فرحات برصاصاته هذه قتل أكثر من 11 جندياً صهيونياً وأصاب العشرات بجراح خطيرة، ولم يستشهد رحمه الله إلا حينما فرغت ذخيرته في مشهد أسطوري كما في خيال أفلام الآكشن الأمريكية.
بعد هذه العملية الفذة حدثت مفاجأتين من العيار الثقيل. الأولى اكتشاف العالم أن أم البطل حثته بنفسها على الجهاد والمقاومة وضحت بفلذة كبدها من أجل هدف سامٍ، والمفاجأة الثانية إعلان شارون رئيس وزراء الكيان آنذاك ولأول مره أنه يُفكر في الانسحاب من غزة والهروب منها وقد فعل.
ولد سعيد محمد شعبان صيام في 22 يوليو 1959 في مخيم الشاطئ في غزة وتنحدر عائلته من قرية الجورة في قضاء المجدل عسقلان، جنوب فلسطين. كان متزوجا وله ستة أبناء، ولدان وأربع بنات.
تخرج عام 1980 من دار المعلمين في رام الله حاصلا على دبلوم تدريس العلوم والرياضيات، وأصبح عضواً في اتحاد الطلاب بدار المعلمين برام الله ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة القدس المفتوحة التي حصل منها على شهادة بكالوريوس في التربية الإسلامية. عمل معلما في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة من العام 1980 حتى نهاية العام 2003 حيث اضطر إلى ترك العمل بسبب مضايقات إدارة وكالة الغوث على خلفية انتمائه السياسي,كما كان عضو اتحاد الموظفين العرب في وكالة الغوث لعدة دورات، وترأس لجنة قطاع المعلمين لمدة سبع سنوات متتالية، وكان عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في غزة، وقد كان من مؤسسي أكاديمية فلسطين للعلوم الأمنية بغزة وأول رئيس لمجلس أمنائها. وعضو الهيئة التأسيسية لمركز أبحاث المستقبل. عمل خطيبا وإماما متطوعا في مسجد اليرموك في مدينة غزة، وعمل كذلك واعظا وخطيبا في العديد من مساجد قطاع غزة .
نشاطه السياسي
عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني.
عين وزيرا للداخلية في الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة حماس كأول حكومة تشكلها بعد فوزها المطلق في الانتخابات التشريعية الثانية.
اسس قوة داعمة للقوى الامنية الفلسطينية في قطاع غزة سميت بقوة الانقاذ الوطنية (القوة التنفيذية) .
يعتبر من ابرز قادة حماس السياسيين الجدد في القطاع.
تعرض مكتبه إلى قصف جوي إسرائيلي في نهاية شهر حزيران 2006 في خضم الهجمة الإسرائيلية الشرسة على غزة بعد عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط التي قام بها نشطاء من كتائب عزالدين القسام التابعة لحماس.
تم تعيينه وزيرا للداخلية في الحكومة الفلسطينية في غزة في 3 حزيران 2008 في إطار توسييع الحكومة وتعيين 6 وزراء جدد.
استشهاده
أعلن الجيش الإسرائيلي في يوم 15 يناير 2009 اليوم العشرون للهجوم على غزة (2008 - 2009) عن اغتياله لسعيد صيام في حوالي الساعة 7 مساء الخميس مع شقيقه رياض صيام وزوجة شقيقه سماح الخضري وولده وقيادي آخر في حماس . وذلك من خلال قصف منزل شقيقه الكائن في حي اليرموك بمدينة غزة بواسطة صواريخ جو أرض أطلقتها طائرة إف 16.
حماس نعته وقالت أنه لحق بإخوانه القادة الشهداء الذين ارتقوا من قبل أمثال الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وإبراهيم المقادمة والمهندس إسماعيل أبو شنب وجمال منصور وجمال سليم والشيخ صلاح شحادة وأخيرا بالشهيد القائد الشيخ نزار ريان الذي ارتقى هو الآخر في غارة مماثلة استشهد هو و15 من أفراد أسرته.
قدم والده من مدينة غزة إلى يافا، وهناك ولد صلاح خلف في 31 آب/أغسطس عام 1933 وعاش أول سنين حياته حتى قبل قيام إسرائيل بيوم واحد، حيث إضطر وعائلته الذهاب إلى غزة عن طريق البحر، فأكمل في غزة دراسته الثانوية وذهب إلى مصر عام 1951 ليكمل دراسته العليا في دار المعلمين هناك، حصل على ليسانس تربية وعلم نفس من جامعة القاهرة.
انضم أثناء وجوده في غزة إلى العمل الوطني وكان لا يزال قاصرا، وفي أثناء وجوده في مصر، نشط مع ياسر عرفات وآخرين في العمل الطلابي وقاما بدور بارز في اتحاد طلاب فلسطين، قبل أن يعود إلى غزة مدرسا للفلسفة حيث واصل نشاطه السياسي وبدأ ينحو به منحا عسكريا، وانتقل أبو إياد إلى الكويت عام 1959 للعمل مدرساً وكانت له فرصة هو ورفاقه وخصوصاً ياسر عرفات وخليل الوزير لتوحيد جهودهم لإنشاء حركة وطنية فلسطينية وهي حركة "فتح"التي وبدءوا بعرض مبادئهم أمام الجماهير الواسعة بواسطة مجلة "فلسطيننا"،
يعتبر أبو اياد ابرز اعضاء اللجنة المركزية، واكثرهم قدرة على اتخاذ القرارات الجريئة، ومن ابرز قراراته التي اتخذها باسم اللجنة المركزية لحركة فتح قرار تعيين ياسر عرفات ناطقا رسميا باسم فتح لقطع الطريق امام طامعين في قيادة فتح مع غياب أبو عمار. تم نشر القرار في وسائل الاعلام دون علم رفاقه في اللجنة المركزية، الذين اثنوا على القرار وايدوا توقيته بعد سماع حجة أبواياد. وفي العام 1969 بعد دمج حركة فتح في منظمة التحرير الفلسطينية بدأ اسم أبو إياد يبرز عضو اللجنة المركزية لفتح، ثم مفوض جهاز الأمن في فتح، ثم تولى قيادة الأجهزة الخاصة التابعة للمنظمة ومنذ عام 1970 تعرض أبو إياد لأكثر من عملية اغتيال استهدفت حياته أصدر كتاب(فلسطيني بلا هوية)عام 1978 على شكل سلسلة من اللقاءات مع الصحفي الفرنسي اريك رولو حيث حاول نفي أي علاقة له بأيلول الأسود.
يعتبر أبو اياد أحد أهم منظري الفكر الثوري لحركة فتح، حتى انه لقب ب تروتسكي فلسطين، واسع الافق نافذ البصيرة، أول من طرح فكرة الدولة العلمانية في فلسطين، التي يتعايش فيها الأديان الثلاثة (المسلمون والمسيحيون واليهود) متساوون في الحقوق والواجبات. ابرز مؤسسي ركائز جهاز الرصد الثوري، حيث وصل بالجهاز إلى ارقى المستويات سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، باعتراف خبراء الامن في العالم، وصل بالعمل الخارجي مرتبة نافس فيها الموساد الإسرائيلي والسي آي ايه الأمريكية والكي جي بي السوفياتية بالرغم من الإمكانيات المتواضعة للثورة الفلسطينية. كما يعتبر من ابرز المحاورين على المستويات الفلسطينية والعربية والعالمية، وكان يسمى على النطاقات النخبوية في حركة فتح بجارنج فلسطين نسبة للدبلوماسي السويدي المشهور جارنج وذلك لقدرته الفائقة على صياغة التوجهات والاستراتيجيات وبناء التحالفات وإدارة التفاوض بشكل فائق الحكمة.
اغتاله الموساد الإسرائيلي على يد العميل لديه" حمزة أبو زيد" بتخطيط وتوجيه من صبري البنا زعيم منظمة أبو نضال في 14 يناير 1991 تونس في عملية طالت القيادي في حركة فتح هايل عبد الحميد الملقب بأبو الهول والقيادي أبو محمد العمري الملقب بـ فخري العمري حيث كان الثلاثة يعقدون اجتماعا في منزل أبو الهول، حين اقتحم المنزل العميل "حمزة أبو زيد" وكان أحد افراد طاقم الحراسة للشهيد أبو الهول، وفتح العميل نيران رشاشه وأخذ يطلق النار.