ولد الشهيد اشرف في مخيم جنين للاجئين بتاريخ 28/4/1979 و هو أصغر إخوانه الثمانية منهم أربعة ذكور و مثلهم من الإناث .
عمل شهيدنا القسامي بعد انتهائه من دراسته الثانوية من مدرسة السلام في المدينة ببعض الأعمال التجارية و توزيع المواد الغذائية و قد كانت جميع أرباحه المالية تصب في جيب والده ليساعده في مصروف البيت ، إلا أن والده كان ينميها له من أجل مساعدته في الزواج ، أما أشرف فقد رفض رفضا قاطعا أية فكرة للزواج لأنه ينوي الزواج من الحور العين ، لذلك أخذ جزءا من توفيراته و قام بشراء قطعة من سلاح نوع أم 16 ليشارك إخوانه في الدفاع عن المخيم ، و قد شارك في معظم حملات الدفاع عن المخيم ، و كان يستغل مع رفاقه في الكتائب فترات الهدوء العسكري في المدينة بالتقدم إلى خطوط متقدمة على الشوارع الالتفافية و الاشتباك مع القوات الصهيونية .
و بعد نهاية الاجتياح السابق للمخيم عاد الشهيد أشرف إلى منزله غاضبا ، فلما سئل عن سبب غضبه قال : "هل تراني غير صادق في طلبي للشهادة ليحرمني الله منها" ، إلا أن رفاقه من المجاهدين أفهموه أن للمجاهد إحدى الحسنيين إما النصر و إما الشهادة ، فقد كان من أبرز أصدقائه قيس عدوان قائد كتائب القسام في شمال الضفة ، و كذلك محمود طوالبة قائد سرايا القدس في شمال الضفة .
و في يوم الإثنين الموافق 8/4/2002 و أثناء قيام الشهيد مع فرقته المكونة من ثلاثة عشر مجاهدا سمع أحد النساء و هي تصرخ تريد المساعدة بعد أن قطعت رجلها فتقدم منها أشرف و قدم لها كل ما أرادت إلى أن أوصلها إلى المنزل لمعالجتها ، أما أشرف الذي اشتعل قلبه حقدا من صراخ المرأة ، فقد صرخ في إخوانه طالبا منهم النزول كاستشهاديين على تجمعات الجيش الصهيوني ، حيث تقدم إلى مسافات لم تتعدَ الأمتار و جرى بينه و بين الجيش مجموعة من الاشتباكات قتل فيها من صفوفهم مجموعة من الجنود قبل أن يتحين أحد القناصة الفرصة ليصوب سلاحه على رأس الشهيد القسامي أشرف لتخترقه رصاصة القناص و تصعد روحه إلى بارئها فرحة بما انتظرت و يكون أول شهداء مجموعته ، لينقله رفاقه و على رأسهم صديق عمره الشهيد عبد الرحيم فرج الذي قتل الجندي الصهيوني الذي قنص أشرف ، ليلحق بزميله أشرف بعدها بثلاث ساعات بعد أن قصِف المنزل الذي كان في أشرف و بعض إخوانه .
ولد محمود طوالبة في مخيم جنين بتاريخ 19/3/1979 [1] ميلادي، تلقى تعليمه الأساسي والإعدادي في مدرسة وكالة الغوث قبل أن يتفرغ للعمل في مجال البناء، في أحد المحلات التجارية بمدينة جنين.
عرف محمود طوالبة بارتياده الدائم للمساجد وصيامة يوم الإثنين ويوم الخميس دوما، والدعوة إلى الله
تزوج طوالبة ورزق بطفلين ولد وبنت، واطلق على البنت اسم (دعاء)، وولد اطلق عليه اسم (عبد الله)، وبقيت حياة طوالبة عادية حتى اندلاع انتفاضة الأقصى.
بعد انطلاق انتفاضة الأقصى عام 2000، بدأ دور طوالبة المميز في هذه الانتفاضة، فالتحق في صفوف حركة الجهاد الإسلامي بعد تعرفه على محمد بشارات أحد مقاتلين حركة الجهاد الإسلامي، وبدأ المشاركة في عمليات إطلاق النار على حواجز الاحتلال الإسرائيلي، وعلى الطرق الالتفافية التي كانت تمر منها سيارات المستوطنين اليهود وآليات الجيش الإسرائيلي.
وبعد فترة من العمل العسكري في صفوف سرايا القدس، أصبح طوالبة قائد سرايا القدس في مخيم جنين، وقام بتجهيز الكثير من الفدائيين الذين كانوا يفجرون انفسهم في المدن الفلسطينية المحتلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وقد اسفرت هذه العمليات عن حصد ارواح حوالي 38 قتيل و 263 جريح في صفوف الصهاينة.
قامت السلطة الفلسطينية في عام 2001 ميلادي باعتقال محمود طوالبة، وتبع هذه الحادثة العديد من المظاهرات امام المركز الأمني الذي كان طوالبة يقبع فيه، وبعدها قامت السلطة بنقل طوالبة إلى معتقل اخر في مدينة طولكرم، وبعد قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف السجن الذي كان يقبع فيه بهدف القضاء على من فيه، تمكن طوالبة من الهروب.
بعدها تعرض طوالبة للعديد من محاولات الاغتيال من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولكن بائت كلها بالفشل وصنف أحد أبرز المطلوبين لاسرائيل في الضفة الغربية.
احترف طوالبة مهنة تصنيع المتفجرات و العبوات الناسفة و الاحزمة الناسفة و القنابل اليدوية، يقول الأسير ثابت مرداوي وهو أحد مقاتلين معركة مخيم جنين: ((أما على صعيد المواد المتفجرة اللازمة لإعداد العبوات بأنواعها المختلفة، فقد انصبت جهودنا في تحضير مادة قوية وبكميات ضخمة قياسا بعامل الزمن والإمكانات.
وهذه المادة تحضر من مادتين فرعيتين حيث تم شراء ما يقارب ثلاثة أطنان من كل مادة والطاقم المختص في هذا الجانب الذي كان على رأسه البطل القائد محمود طوالبة هو الذي كان يصل الليل بالنهار حتى استطاع أن يجهز طنين من هذه المادة بشكلها النهائي في غضون عشرة أيام فقط.))
آمن محمود طوالبة بفكرة موازنة الرعب مع جيش الاحتلال الإسرائيلة بدلاً من موازنة العدة والعتاد، فقام بالتخطيط والدراسة لكيفية قض مضاجع الاحتلال الإسرائيلي، ووجد من العمليات الفدائية كطريقة مثلى لموازنة الرعب، فقام بإرسال العديد من الفدائيين لداخل الخط الأخضر، قدّر عدد العمليات بأكثر من 12 عملية فدائية.
قام محمود طوالبة بإرسال شقيقه الأصغر (مراد طوالبة) إلى مدينة حيفا المحتلة لكي يفجر نفسه، ولكن الحزام لم ينفجر، فقام شقيقه بالاتصال بمحمود طوالبة واخبره ان الحزام الناسف لم ينفجر، فقام محمود طوالبة باغلاق الهاتف في وجهه، وبعدها حاصرات قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي شقيقه مراد، وقامت باعتقاله.
معركة مخيم جنين
قام طوالبة بتلغيم بيته، وبيوت العديد من سكان مخيم جنين واخلائها من سكانها، وبعد دخول جنود جيش الاحتلال فيها كان يفجرها، ولاحظ طوالبة بقاء جنود في بيته، فقام بالقاء العديد من القنابل اليدوية على البيت ممى أدى إلى مقتل اربع جنود من جنود الاحتلال الإسرائيلي.
كان القضاء على محمود طوالبة أحد اهداف الجيش الإسرائيلي في معركة جنين، لما كان يشغله محمود طوالبة من منصب مهم في حركة الجهاد الإسلامي، ولقيامه بتجنيد العديد من الفدائيين وارسالهم لتفجير انفسهم في التجمعات الإسرائيلية.
خاض محمود طوالبة ورفاقه من كافة الفصائل الفلسطينية معركة الدفاع عن مخيم جنين بكل بسالة وشجاعة، وقاموا بإعداد الكمائن لجنود الاحتلال، واستطاعوا حصد ارواح الكثير منهم (58 جندي من جيش الاحتلال).
يقول والدi محمود طوالبة في تسجيل مصور: حكى معاه رمضان شلح، قله يا محمود انسحب المعركة كر وفر، فرد عليه محمود قائلا المعركة عندي كر ما فيها فر، أنا بدي افر من اليهودي اللي انا كنت اوديله ناس يفجروا حالهم فيه؟!)
وبعد نفاذ الذخيرة من مقاتلين المقاومة الفلسطينية بعد 15 يوم من بدء المعركة، قام جنود الاحتلال بمحاصرة المقاومين، وتم اعتقال بعضهم، واستشهد الآخرون.
موعد مع الشهادة
تم ايضاح كيفية قتل طوالبة ورفاقه في بيان النعي الخاص به محمود طوالبة الصادر عن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وذكر البيان:بعد مقاومة عنيفة وضارية من المجاهدين لعدة أيام، استطاع العدو تشخيص المكان الذي يتواجد فيه القائد الفارس محمود طوالبة، عقب الكمين البطولي الذي نفذه المجاهدون الأبطال ضد جنود الاحتلال، وقُتل فيه على الفور 13 جندي إسرائيليا وأصيب 7 آخرون، وقد ارتفع عدد القتلى لاحقاً إلى خمسة عشر جندياً باعتراف العدو، بعد هذه العملية البطولية النوعية والجريئة صب العدو جحيم ناره بصواريخ "الأباتشي" ومدافع الدبابات على المكان الذي تواجد فيه القائد محمود طوالبة مع عشرات المجاهدين، مما أسفر عن قتله مع العديد من إخوانه الأبطال.
ولم يستطع اهله التعرف على جثته بعد ازالة الانقاض، بسبب تلاشي جثث المقاومين.
ولد الشيخ الشهيد "أبو العبد" في قرية فرعون جنوب غرب طولكرم في العام 1947 والتحق بمدارس المدينة قبل أن يكمل تعليمه العالي في معهد خضوري الزراعي ليتخرج منه ويلتحق بسلك التربية والتعليم أستاذا يعلم طلبته فنون التضحية والفداء ويقول كلمة الحق لا يبالي في سبيلها بأشواك الطريق وعذابات الاحتلال .
ومع انطلاق الانتفاضة المباركة الأولى كلن الشيخ الشهيد أحد رموزها وقادتها وموجهي فعالياتها حتى اعتقل في العام 1988 في أول دفعة أسرى تفتتح سجن النقب الصحراوي، حيث أمضى فيه ستة شهور معتقلا إداريا لم يتوقف خلالها عن نشاطه التربوي والتعبوي للأسرى ليعدهم لما بعد الإفراج من دور في ميدان الانتفاضة.
وبعد خروجه من المعتقل تعرض الشيخ للفصل التعسفي من سلك التربية والتعليم كأسلوب مارسه الاحتلال في محاربة المجاهدين في أرزاقهم وأقوات عيالهم ولما كان يشكله الشيخ من إزعاج لهم من خلال تربيته لتلاميذه على التمسك بالأرض والدفاع عنها وصونها وان بالدماء، غير أن الحرب الاقتصادية التي أعلنها الاحتلال على الشيخ كانت أصغر من أن تنال فالتحق بالعمل في المجالات الاجتماعية والإنسانية لتخفيف أعباء الممارسات الاحتلالية على أبناء شعبه من خلال عمله في دور الأيتام والمؤسسات الشعبية واللجان الوطنية والخيرية مثل لجنة الزكاة.
تقول زوجة الشهيد "أم العبد" إن الجهاد والتضحية والتمسك بالأرض وإغاظة اليهود والعمل على الانتقام منهم ومحاربتهم كانت اكثر ما يميز شخصية الشهيد، فهو دائم الحديث عن هذا الأمر في دروسه في المساجد ولقاءاته مع الناس حيث كان يمتلك شخصية اجتماعية فريدة يجتمع الكثير من الناس حوله ليسمعوا منه ما يخشون البوح من تعطش للجهاد ورغبة بالشهادة.
وقد برزت الروح الإسلامية بوضوح في شخصية الشهيد "أبو العبد" منذ بداية حياته وفي مختلف جوانب سلوكه بما فيها أسماء أبنائه الثلاثة (سيد قطب، إسلامبولي، القسام) أما نجله البكر فقد أطلق عليه اسم عبد الفتاح تيمنا بشقيقه الذي استشهد في إحدى عمليات المقاومة الفلسطينية في السبعينات في غور الأردن.
ولم تتوقف حرب الاحتلال على الشيخ بفصله من التدريس بل واصل المحتلون اعتقاله وتعريضه لأبشع أشكال التحقيق، حيث اعتقل مجددا في العام 1990و 1991 وخضع لتحقيق قاس تحدى خلاله المحققين في مسالخ إجرامهم ليخرج في كل مرة منهك الجسد قوي الروح يدوس عظام السجان بجرحه الذي لا يبرأ إلا برفضه الاعتراف.
وخلال حملة الإرهابي رابين على قادة حماس والجهاد الإسلامي في العام 1992 وإبعادهم إلى مرج الزهور اعتقل الشيخ مجددا وأخضع للتحقيق ولم يقل كلمة واحدة يمكن أن تفيد عدوه الذي يخوض معه حربا مفتوحة على كافة الصعد.
ولم تسلم سيرة الشيخ الاعتقالية من الاعتقال في سجون السلطة حيث اعتقل في العام 1995 ليقضي في سجونها عدة اشهر ثمنا لتمسكه بخيار الجهاد في عهد التسوية.
الشهيد في انتفاضة الأقصى
ومع انطلاق انتفاضة الأقصى المبارك كان الشيخ يشتد حنينا إلى الرحيل وكان يحدث أبناءه أن عمره قد طال أكثر مما ينبغي وأنه قد آن له أن يقضي شهيدا في سبيل الله تحقيقا لأعز حلم راوده وأغلى أمنية تمناها فطارد الشهادة مرات ومرات وبحث عنها في كل جولاته مع الاحتلال كقائد لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ، إذ لم يقنع الشيخ رغم تقدمه في السن وإعالته لأسرة كبيرة بقصر جهاده على كلمة الحق والموقف الصلب والتوعية والإعداد والتربية والتأهيل لمدرسة الجهاد بل التحق بجناح الجهاد الإسلامي العسكري ينصب الكمائن ويطارد المحتلين ويشارك في الاشتباكات المسلحة رغم توليه جانبا كبيرا في إدارة الانتفاضة كممثل لحركة الجهاد الإسلامي في لجنة التنسيق الفصائلي.
ولتمويل عمله العسكري باع الشيخ بيتا بناه ولم يسكنه وسيارة كان يعمل على نقل الناس بها كمصدر لرزقه واشترى بثمنها السلاح الذي وجد فيه الضمان لتحقيق الحلم الأكبر بالشهادة.
وحين كان يسأله الناس ماذا تركت لأسرتك ؟ كان يجيب.. الله ورسوله، وكانت الشهادة على مرمى لحظات من الشيخ مرتين قبل أن ينالها فعلا الأولى حين أصيب برصاصة في ساقه خلال اشتباك مسلح تصدى فيه مع رفاقه في السلاح لمحاولة اجتياح صهيونية لمخيم نور شمس، والثانية بعد أن تعرض سجن المقاطعة في طولكرم للقصف بصواريخ طائرات الـ(ف16) حيث كان محتجزا لدى السلطة إثر موقفه الرافض لوقف إطلاق النار، وقد أتت الصواريخ على مبنى المقاطعة بالكامل وتمكن ورفاقه داخل السجن من الخروج رغم إصابتهم.
مع إعلان الاحتلال عن مخيم جنين والبلدات القديمة في نابلس كأهم أهداف حملته المرتقبة فيما يسمى عملية السور الواقي حمل الشيخ سلاحه وانطلق إلى مخيم جنين للمشاركة في الدفاع عنه وتسطير أروع ملاحم البطولة الفلسطينية في وجه العتاد الصهيوني المدجج بالقتل والدمار، حيث تقول زوجة الشهيد ( أم العبد) إنها لم تعلم بنيته التوجه إلى هناك إلا بعد أن تلقت اتصالا منه أبلغها خلاله أنه قد وصل إلى المخيم بسلام وأن لا عودة منه إلا بانتصار أو محمولا على الأكتاف.
وقد تحققت إحدى أمنيتيّ الشهيد الذي لم يترك في حديثه أي مجال للتراجع أو النكوص، فقد قاتل قتال الأبطال حتى فرغت ذخيرته وهدم المنزل الذي كان يتحصن به عليه بصواريخ الاحتلال ليكتشف جثمانه بين الأنقاض بعد أيام من انتهاء معركة جنين الأسطورية بقيت خلالها حكاية مصير الشيخ في طور المجهول إلى أن وجد جثمانه خلال عمليات البحث وليس في يده سوى مسبحة لم تكن تفارق أصابعه ومصحف كان يجد في تلاوة آياته نور دربه نحو الشهادة، وبندقيته التي باع كل ما يملك للحصول عليها ونقش اسه برصاصها في كتاب الخالدين.
وتواصل أم العبد حديثها عن حكاية زوجها مع عشق الشهادة إلى قصة الصبر والثبات الذي يسطره الفلسطينيون في كل فصل من ملاحم بطولاتهم التي لا تنتهي إلا بزوال الاحتلال.
فبعد استشهاد الشيخ ونقله إلى طولكرم التي خرجت عن بكرة أبيها لتزفه إلى مقبرة الشهداء حضر نجله" سيد قطب" من الخليل حيث يدرس في جامعتها لإلقاء النظرة الأخيرة على والده ، غير أن جنود الاحتلال أوقفوه على الطريق وقاموا باعتقاله وأبلغه أحد الضباط أن الاعتقال ليس إلا أنه ابن الشهيد رياض بدير حيث حول للاعتقال الإداري، وتضيف أم العبد إن التضحية التي قدمتها ككل الأمهات الفلسطينيات لم تقتصر على تواصل اعتقال الشيخ وإصاباته بالرصاص والشظايا وأخيرا استشهاده وإنما بصبرها على اعتقال الأبناء، حيث سبق لنجلها الأكبر "عبد الفتاح "أن اعتقل مرتين في سجون الاحتلال أولاهما وهو مازال طفلا وأمضى أكثر من سنتين في سجون مختلفة ليعاود المحتل اعتقاله كذلك بعد استشهاد والده حيث يقبع الآن في سجن نفحة الصحراوي.
أما النجل الثاني "سيد قطب" فهو الآخر تعرض للاعتقال ثلاث مرات كذلك أولاها كانت في طفولته، كما كان منزل الشهيد هدفا للتخريب والتفتيش والعبث على يد قوات الاحتلال خلال حملاتها المتواصلة واقتحامها لمدينة طولكرم، لكنها ع ذلك لا تبدي أي مظهر من مظاهر ليأس والقنوط أو الندم بل تعتبر أن ما قدمته أسرتها مثال بسيط على التضحية الفلسطينية التي تمتد لتشمل آلاف الأسر الباحثة عن شمس الحرية خلف ليل الاحتلال.
الشهيد الجعبري .. قصة حياة القائد العسكري لـ"حماس"
شغل الجعبرى "أبو محمد" منصب نائب القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، ويوصف بأنه "رئيس أركان حركة حماس" لمكانته التى يحظى بها فى الحركة، وهو موضوع على رأس قائمة المطلوبين لإسرائيل، التى تتهمه بـ"أنه المسئول والمخطط لعدد كبير من العمليات ضدها".
والجعبرى من مواليد عام 1960، ومن سكان حى الشجاعية شرق مدينة غزة، حاصل على شهادة البكالوريوس تخصص تاريخ من الجامعة الإسلامية بغزة، وهو متزوج تبعاً لروايات من ثلاث سيدات أخراهن ابنة الدكتور عبد العزيز الرنتيسى، بعد استشهاد زوجها علاء الشريف.
وللجعبرى "بصماته فى التغيير الدرامى للجناح العسكرى لحركة حماس"، حسب وصف تقرير إسرائيلى له، وقد ظل ممسكا بملف الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط منذ أسره فى 25 يونيو 2006، لحين إتمام صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل بوساطة مصرية، ومن أبرز تصريحاته قوله: "ما دام الصهاينة يحتلون أرضنا فليس لهم سوى الموت أو الرحيل عن الأراضى الفلسطينية المحتلة"، كما سبق أن قال فى رسالة نشرتها مجلة "درب العزة" التى تصدر عن المكتب الإعلامى لكتائب القسام فى ذكرى الحرب الإسرائيلية الثانية على غزة: "كتائب القسام لم ولن تسقط من حساباتها أى خيار ممكن من أجل تفعيل المقاومة وتحرير الأسرى وقهر العدو الغاصب المجرم"، مضيفاً: "عيوننا ستبقى دوماً صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دوماً إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً".
وبدأ الجعبرى حياته فى صفوف حركة فتح، وقد اعتقل مع بداية عقد الثمانينيات على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى، وأمضى 13 عاما فى السجن بتهمة انخراطه فى مجموعات عسكرية تابعة لفتح خططت لعملية فدائية ضد الاحتلال عام 1982، وخلال وجوده فى السجن، أنهى الجعبرى علاقته بحركة "فتح"، وانتمى لـ"حماس" وعمل بمكتب القيادة السياسية لها، وتأثر بعدد من قادتها ومؤسسيها الأوائل كان أبرزهم الشهيد عبد العزيز الرنتيسى، وإسماعيل أبو شنب، ونزار الريان، وإبراهيم المقادمة، ومؤسس أول ذراع عسكرى للحركة الشيخ الشهيد صلاح شحادة.
وتركز نشاط الجعبرى، عقب الإفراج عنه عام 1995 على إدارة مؤسسة تابعة لحركة حماس تهتم بشئون الأسرى والمحررين، ثم عمل فى العام 1997 فى حزب الخلاص الإسلامى الذى أسسته الحركة فى تلك الفترة لمواجهة الملاحقة الأمنية المحمومة لها من جانب السلطة آنذاك، وفى تلك الفترة توثقت علاقة الجعبرى بالقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، والقائدين البارزين عدنان الغول وسعد العرابيد، وساهم معهم إلى جانب الشيخ صلاح شحادة فى بناء كتائب القسام، ما دفع جهاز الأمن الوقائى التابع للسلطة فى العام 1998 إلى اعتقاله لمدة عامين بتهمة علاقته بكتائب القسام، وتم الإفراج عنه مع بداية الانتفاضة، إثر قصف الاحتلال لمقار الأجهزة الأمنية فى القطاع.
وقد ظل الجعبرى ثالث ثلاثة فى المجلس العسكرى لكتائب القسام، حتى قامت إسرائيل باغتيال الشيخ شحادة عام 2002، وفشلت فى محاولة اغتيال الضيف عام 2003، والتى أصيب خلالها بـ"جروح بالغة وإعاقات غير محددة"، ليتحول معها الجعبرى إلى القائد الفعلى لكتائب القسام إلى جانب "الضيف" القائد العام للكتائب فى فلسطين.
وتعرض رجل "صفقة الأحرار" لمحاولات اغتيال إسرائيلية عدة، كان أبرزها تلك التى نجا منها بعد إصابته بجروح خفيفة عام 2004، بينما استشهد ابنه البكر محمد، وشقيقه وثلاثة من أقاربه، باستهداف طائرات الاحتلال الحربية منزله فى حى الشجاعية.
لا يعرف تاريخ ميلاده على وجه التحديد، ولكن يرجح أنه ولد عام 1937، في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، بعد قيام إسرائيل هاجر مع أهله عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة، ثم هاجر من هناك وهو في العاشرة، ومن ذلك الحين لم يعرف الاستقرار أبدا، فبعد أن مكث مع أسرته في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان اعتقلته القوات الإسرائيلية وهو صبي لنشاطاته المعادية للاحتلال، فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها. وكذلك قام الجيش اللبناني باعتقاله أكثر من مرة وكان هناك أيضاً يرسم على جدران السجن. سافر إلى طرابلس ونال منها على شهادة ميكانيكا السيارات. تزوج من وداد صالح نصر من بلدة صفورية الفلسطينة وأنجب منها أربعة أولاد هم خالد وأسامة وليال وحسنية.
كان الصحفي والأديب الفلسطيني غسان كنفاني قد شاهد ثلاثة أعمال من رسوم ناجي في زيارة له في مخيم عين الحلوة فنشر له أولى لوحاته وكانت عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد تلوّح، ونشرت في مجلة "الحرية" العدد 88 في 25 سبتمبر 1961.
في سنة 1963 سافر إلى الكويت ليعمل محررا ورساما ومخرجا صحفيا فعمل في الطليعة الكويتية، السياسة الكويتية، السفير اللبنانية، القبس الكويتية، والقبس الدولية.
حنظلة
حنظلة شخصية ابتدعها ناجي العلي تمثل صبياً في العاشره من عمره، ظهر رسم حنظلة في الكويت عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية، أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973 وعقد يداه خلف ظهره، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته. لقي هذا الرسم وصاحبه حب الجماهير العربية كلها وخاصة الفلسطينية لأن حنظلة هو رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي توجهه فهو شاهد صادق على الاحداث ولا يخشى أحد.
ولد حنظلة في 5 حزيران 1967، ويقول ناجي العلي بأن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية.
كان لدى ناجي شخصيات أخرى رئيسية تتكرر في رسومه، شخصية المرأة الفلسطينية التي أسماها ناجي فاطمة في العديد من رسومه. شخصية فاطمة، هي شخصية لا تهادن، رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها، بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانا. في العديد من الكاريكاتيرات يكون رد فاطمة قاطعا وغاضبا، كمثال الكاريكاتير الذي يقول فيه زوجها باكيا: سامحني يا رب، بدي أبيع حالي لأي نظام عشان أطعمي ولادي فترد فاطمة: الله لا يسامحك على هالعملة. أو مثلا الكاريكاتير الذي تحمل فيه فاطمة مقصا وتقوم بتخييط ملابس لأولادها, في حين تقول لزوجها: شفت يافطة مكتوب عليها "عاشت الطبقة العاملة" بأول الشارع, روح جيبها بدي أخيط اواعي للولاد. أما شخصية زوجها الكادح والمناضل النحيل ذي الشارب، كبير القدمين واليدين مما يوحي بخشونة عمله.
مقابل هاتين الشخصيتين تقف شخصيتان أخرتان, الأولى شخصية السمين ذي المؤخرة العارية والذي لا أقدام له (سوى مؤخرته) ممثلا به القيادات الفلسطينية والعربية المرفهة والخونة الانتهازيين. وشخصية الجندي الإسرائيلي, طويل الأنف, الذي في أغلب الحالات يكون مرتبكا أمام حجارة الأطفال, وخبيثا وشريرا أمام القيادات الانتهازية.
اغتياله
يكتنف الغموض اغتيال ناجي العلي فاغتيالة هناك جهات بحبك با حنضلة مسؤولة مسؤولية مباشرة الأولى الموساد الإسرائيلي والثانية منظمة التحرير الفلسطينية كونه رسم بعض الرسومات التي تمس القيادات آنذاك اما قضية الاغتيال ان جاز التعبير قد تنتهي بفرضية التصفية أو بعض الأنظمة العربية الرجعية مثل سوريا بسبب انتقاده اللاذع لهم. اطلق شاب مجهول النار على ناجي العلي على ما أسفرت عنه التحقيقات البريطانية ويدعى بشار سمارة وهو على ما يبدو الاسم الحركي لبشار الذي كان منتسباإلى منظمة التحرير الفلسطينية ولكن كان موظفا لدى جهاز الموساد الإسرائيلي وتمت العملية في لندن بتاريخ 22 يوليو عام 1987 فاصابه تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 اغسطس 1987، ودفن في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه.
قامت الشرطة البريطانية، التي حققت في جريمة قتله، باعتقال طالب فلسطيني يدعى إسماعيل حسن صوان ووجدت أسلحة في شقته لكن كل ما تم اتهامه به كان حيازة الأسلحة. تحت التحقيق، قال إسماعيل أن رؤساءه في تل أبيب كانوا على علم مسبق بعملية الاغتيال. رفض الموساد نقل المعلومات التي بحوزتهم إلى السلطات البريطانية مما أثار غضبها وقامت مارغريت تاتشر، رئيسة الوزراء حينذاك، بإغلاق مكتب الموساد في لندن.
لم تعرف الجهة التي كانت وراء الاغتيال على وجه القطع. وإختلفت الآراء حول ضلوع إسرائيل أم منظمة التحرير الفلسطينية أو المخابرات العراقية أو أنظمة عربية رجعية كـ سوريا. ولا توجد دلائل ملموسة تؤكد تورط هذه الجهة أو تلك.
يتهم البعض إسرائيل بالعملية وذلك لانتمائه إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي قامت إسرائيل باغتيال بعض عناصرها كما تشير بعض المصادر أنه عقب فشل محاولة الموساد لاغتيال خالد مشعل قامت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بنشر قائمة بعمليات اغتيال ناجحة ارتكبها الموساد في الماضي وتم ذكر اسم ناجي العلي في القائمة.
يتهم آخرون منظمة التحرير الفلسطينية وذلك بسبب انتقاداته اللاذعة التي وجهها لقادة المنظمة. بحسب تقرير للبي بي سي فإن أحد زملاء ناجي العلي قال أن بضعة أسابيع قبل إطلاق النار عليه التقى بناجي العلي مسؤول رفيع في منظمة التحرير الفلسطينية، وحاول إقناعه بتغيير أسلوبه فقام ناجي العلي بعد ذلك بالرد عليه بنشر كاريكاتير ينتقد ياسر عرفات ومساعديه .
ويؤكد هذه الرواية شاكر النابلسي الذي نشر عام 1999 كتابا بعنوان "أكله الذئب" كما يدعي أيضا في كتابه أن محمود درويش كان قد هدده أيضا ويورد مقتطفات من محادثة هاتفية بينهما كان العلي قد روى ملخصها في حوار نشرته مجلة الأزمنة العربية ويتهم اخرون سوريا أو أنظمة عربية رجعية سوريا أو الأردن.....الخ، فمثلا نشر كاريكاتر يقول فيه مقطع من الانجيل (اعطنا خبزنا كفاف يومنا ونجنا من الغضنفر) الغضنفر هو اسم من أسماء الاسد (حيث المقطع الاصلي من الانجيل يقول (اعطنا خبزنا كفاف يومنا ونجنا من الشرير)
دفن الشهيد ناجي العلي في مقبرة بروك وود الإسلامية في لندن وقبره يحمل الرقم 230191. وأصبح حنظلة رمزاً للصمود والاعتراض على ما يحدث وبقي بعد ناجي العلي ليذكّر الناس بناجي العلي.
مقولات لناجي العلي
اللي بدو يكتب لفلسطين, واللي بدو يرسم لفلسطين, بدو يعرف حالو: ميت.
هكذا أفهم الصراع: أن نصلب قاماتنا كالرماح ولا نتعب.
الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة, إنها بمسافة الثورة.
متهم بالانحياز, وهي تهمة لا أنفيها, أنا منحاز لمن هم "تحت".
أن نكون أو لا نكون, التحدي قائم والمسؤولية تاريخية.
وعن حنظلة يقول ناجي:
«ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء. واما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي: كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع.»
وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب: عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته
الشهيد الأسطورة كمال عدوان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.
ولد كمال عدوان في قرية بربرة القريبة من عسقلان عام 1935, ثم لجأت عائلته إلى قطاع غزة أثناء نكبة عام 1948, و قد درس كمال عدوان بمدارس القطاع قبل الانتقال إلى مصر ليتخرج منها مهندسا للبترول.
عقب الخلاف بين جمال عبد الناصر والإخوان المسلمين عام 1954 ترك عدوان تنظيم الإخوان ليسلك سبيلا آخر بعد أن نشأت لديه فكرة العمل المسلح الفدائي، فأسس خلية مستقلة ضمت اثني عشرة شابا معظمهم كانوا في تنظيم الإخوان و شكلت هذه المجموعة فيما بعد النواة الأولى لحركة فتح. و عندما خرج عدوان من غزة إلى مصر كان قد أسس قبل ذلك مجموعة نشطة مقاومة لعدوان 1956 وهذه فتحت له آفاق معرفة أشخاص آخرين كأبي جهاد و خليل الوزير وأبي يوسف النجار وأبي عمار أيضا و آخرين. و نتيجة لظروف اجتماعية و مالية ترك كمال عدوان الدراسة في مصر بعد سنتين من دراسته كمهندس بترول و غادر إلى السعودية و بدأ إنشاء تنظيم حركة فتح بالسعودية، و بالتالي فهو يعتبر أول المؤسسين للتنظيم في السعودية، وانتقل بعدها إلى قطر حيث قاد التنظيم في قطر و كان مع زملائه في قطر و السعودية و الكويت و سوريا. كما عززت معركة الكرامة في الأراضي الأردنية عام 1968 مكانة فتح في الشارعين الفلسطيني و العربي و اكتسبت أبعادا أسطورية عقب تأكيده على تفوق قوات الفدائيين. في حين حركت معركة الكرامة آلاف الشباب الفلسطينيين و العربيين للالتحاق بقوات العاصفة و شكلت هذه المعركة تحولا حاسما في العمل الفلسطيني لسنوات عدة و من تم تفرغ كمال عدوان لأن يستلم الإعلام و ينظمه و يرتبه، و قد كان خير من اشتغل في هذا الموضوع وأعطى الإنجازات الكبيرة جدا.
عاد كمال عدوان إلى عمان في الثاني عشر من شهر نيسان – أبريل عام 1968. و قد اختارته القيادة الفلسطينية لتسلم مكتب الإعلام في منظمة التحرير حيث بحث عن كل طاقة ثورية ليجسدها في هذا المكتب و استقطب أبرز الصحفيين و رواد الكلمة من العرب و الأجانب من أجل خدمة القضية الفلسطينية. و بعد ذلك انعقد المؤتمر الثالث لحركة فتح في كانون الأول – يناير عام 1971 حيث انتخب كمال عدوان في اللجنة المركزية لحركة فتح التي كلفته بالإشراف على القطاع الغربي إلى جانب مهمته الإعلامية. وقد عمل على تأسيس الجامعات في الأرض المحتلة، كما نجح في إدخال عدة مجموعات للعمل داخل الأراضي المحتلة. هذا البناء التنظيمي ساعد في تصعيد العمليات العسكرية ضد القوات الإسرائيلية. و قد اعتمدت خلايا الداخل في حربها على العبوات و التفجيرات كأسلوب رئيس بدلا من حرب العصابات مما أوقع في صفوف القوات الإسرائيلية خسائر فادحة و قللت الخسائر في الجانب الفلسطيني. كما ساهم تنظيمه لخلايا الداخل بشكل متوازن بالتخفيف من الاعتقالات في صفوف المقاومين حيث قامت مجموعة من هذه المجموعات بمهاجمة أربع مستوطنات بأربعين مناضلا وكانت المعركة موفقة وناجحة بشكل كبير جدا و رائعة جدا حيث لم تكن هناك أية خسارة للمقاومين. و من تم تسلم مسؤولية مفوض الأرض المحتلة حيث أصبح 90 في المائة من عمله هو عمل تنظيمي أكثر من كونه عسكري.
و من إنجازات الشهيد كمال عدوان أنه عمل نوعا جديدا من عمليات التنظيم المتوازي بحيث تكون كل مجموعة مقطوعة ولا تعرف عن المجموعات الأخرى شيئا و يكون اتصالها المباشر مع القائد كمال عدوان مباشر بدون الكشف عن بقية المجموعات أو معرفتها.
لقد تسبب القائد كمال عدوان في إزعاج كبير للإسرائيليين ليس فقط لأنه استمر في عملية الكفاح المسلح و طوره أو حاول أن يبدع فيه و لكن لتركيزه على العمل السياسي و تنشيطه للحركة الطلابية و للجان الطلابية لكي تقوم بالمظاهرات و تهتم بالعمل السياسي. كما أن ما قام به من خطوات في الأرض المحتلة أزعج الإسرائيليين و أشعرهم بأنهم أمام قائد يجب عليهم أن يتخلصوا منه. و بعد عملية ميونخ أراد الصهاينة الانتقام فاستهدفوا قيادات فلسطينية في لبنان و بمعرفة من أمريكا.
و في العاشر من نيسان – أبريل عام 1973 استشهد القائد كمال عدوان في منزله في بيروت إثر هجوم قامت به وحدة إسرائيلية على بيروت عرف بعملية فردان و التي استشهد فيها أيضا كمال ناصر و يوسف النجار.
الشهيد الأسطورة كمال عدوان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.
ولد كمال عدوان في قرية بربرة القريبة من عسقلان عام 1935, ثم لجأت عائلته إلى قطاع غزة أثناء نكبة عام 1948, و قد درس كمال عدوان بمدارس القطاع قبل الانتقال إلى مصر ليتخرج منها مهندسا للبترول.
عقب الخلاف بين جمال عبد الناصر والإخوان المسلمين عام 1954 ترك عدوان تنظيم الإخوان ليسلك سبيلا آخر بعد أن نشأت لديه فكرة العمل المسلح الفدائي، فأسس خلية مستقلة ضمت اثني عشرة شابا معظمهم كانوا في تنظيم الإخوان و شكلت هذه المجموعة فيما بعد النواة الأولى لحركة فتح. و عندما خرج عدوان من غزة إلى مصر كان قد أسس قبل ذلك مجموعة نشطة مقاومة لعدوان 1956 وهذه فتحت له آفاق معرفة أشخاص آخرين كأبي جهاد و خليل الوزير وأبي يوسف النجار وأبي عمار أيضا و آخرين. و نتيجة لظروف اجتماعية و مالية ترك كمال عدوان الدراسة في مصر بعد سنتين من دراسته كمهندس بترول و غادر إلى السعودية و بدأ إنشاء تنظيم حركة فتح بالسعودية، و بالتالي فهو يعتبر أول المؤسسين للتنظيم في السعودية، وانتقل بعدها إلى قطر حيث قاد التنظيم في قطر و كان مع زملائه في قطر و السعودية و الكويت و سوريا. كما عززت معركة الكرامة في الأراضي الأردنية عام 1968 مكانة فتح في الشارعين الفلسطيني و العربي و اكتسبت أبعادا أسطورية عقب تأكيده على تفوق قوات الفدائيين. في حين حركت معركة الكرامة آلاف الشباب الفلسطينيين و العربيين للالتحاق بقوات العاصفة و شكلت هذه المعركة تحولا حاسما في العمل الفلسطيني لسنوات عدة و من تم تفرغ كمال عدوان لأن يستلم الإعلام و ينظمه و يرتبه، و قد كان خير من اشتغل في هذا الموضوع وأعطى الإنجازات الكبيرة جدا.
عاد كمال عدوان إلى عمان في الثاني عشر من شهر نيسان – أبريل عام 1968. و قد اختارته القيادة الفلسطينية لتسلم مكتب الإعلام في منظمة التحرير حيث بحث عن كل طاقة ثورية ليجسدها في هذا المكتب و استقطب أبرز الصحفيين و رواد الكلمة من العرب و الأجانب من أجل خدمة القضية الفلسطينية. و بعد ذلك انعقد المؤتمر الثالث لحركة فتح في كانون الأول – يناير عام 1971 حيث انتخب كمال عدوان في اللجنة المركزية لحركة فتح التي كلفته بالإشراف على القطاع الغربي إلى جانب مهمته الإعلامية. وقد عمل على تأسيس الجامعات في الأرض المحتلة، كما نجح في إدخال عدة مجموعات للعمل داخل الأراضي المحتلة. هذا البناء التنظيمي ساعد في تصعيد العمليات العسكرية ضد القوات الإسرائيلية. و قد اعتمدت خلايا الداخل في حربها على العبوات و التفجيرات كأسلوب رئيس بدلا من حرب العصابات مما أوقع في صفوف القوات الإسرائيلية خسائر فادحة و قللت الخسائر في الجانب الفلسطيني. كما ساهم تنظيمه لخلايا الداخل بشكل متوازن بالتخفيف من الاعتقالات في صفوف المقاومين حيث قامت مجموعة من هذه المجموعات بمهاجمة أربع مستوطنات بأربعين مناضلا وكانت المعركة موفقة وناجحة بشكل كبير جدا و رائعة جدا حيث لم تكن هناك أية خسارة للمقاومين. و من تم تسلم مسؤولية مفوض الأرض المحتلة حيث أصبح 90 في المائة من عمله هو عمل تنظيمي أكثر من كونه عسكري.
و من إنجازات الشهيد كمال عدوان أنه عمل نوعا جديدا من عمليات التنظيم المتوازي بحيث تكون كل مجموعة مقطوعة ولا تعرف عن المجموعات الأخرى شيئا و يكون اتصالها المباشر مع القائد كمال عدوان مباشر بدون الكشف عن بقية المجموعات أو معرفتها.
لقد تسبب القائد كمال عدوان في إزعاج كبير للإسرائيليين ليس فقط لأنه استمر في عملية الكفاح المسلح و طوره أو حاول أن يبدع فيه و لكن لتركيزه على العمل السياسي و تنشيطه للحركة الطلابية و للجان الطلابية لكي تقوم بالمظاهرات و تهتم بالعمل السياسي. كما أن ما قام به من خطوات في الأرض المحتلة أزعج الإسرائيليين و أشعرهم بأنهم أمام قائد يجب عليهم أن يتخلصوا منه. و بعد عملية ميونخ أراد الصهاينة الانتقام فاستهدفوا قيادات فلسطينية في لبنان و بمعرفة من أمريكا.
و في العاشر من نيسان – أبريل عام 1973 استشهد القائد كمال عدوان في منزله في بيروت إثر هجوم قامت به وحدة إسرائيلية على بيروت عرف بعملية فردان و التي استشهد فيها أيضا كمال ناصر و يوسف النجار.
عام 2002 كانت البحرين تموج بالمظاهرات احتجاجا على زعيم الارهاب في العالم ارييل شارون. في الوقت ذاته كان ينقل عن الرئيس الاميركي جورج بوش قوله إنه قرأ كتاب شارون عن الضربة الاستباقية ووجده من افضل الكتب، وان الارهابي شارون يعتبر أفضل رجل سلام. في الوقت نفسه ايضا كان هناك اجتماع في البحرين حضره السفير الاميركي ونُقل آنذاك شيء عن الوقوف من اجل شهداء فلسطين، وكان السفير الاميركي قد طلب - بعد أن تجاوب مع ذلك الوقوف - الوقوف ايضا من اجل «الضحايا الاسرائيليين». الارهابي شارون وجنده كانوا يقتلون محمد الدرة في القدس، والمشاعر الاسلامية تنفجر في كل مكان. والبحرين كانت من البلدان الاسلامية التي خرجت احتجاجا على الارهاب الاسرائيلي واحتجاجا على مساندة الرئيس الاميركي للارهابي ارييل شارون.
البحرين في هذه الفترة ايضا شهدت تدشين أول مظاهرة كبرى عبر الرسائل النصية للهواتف النقالة. لا أحد يعلم لحد الآن من دعا الى التظاهرة الكبرى التي اتجهت الى السفارة الاميركية واستشهد فيها محمد جمعة الشاخوري (المظاهرة كانت في 5 أبريل / نيسان 2002، والاستشهاد في المستشفى بعد يومين 7 أبريل). كل ما هناك ان دعوة انتشرت بين الهواتف النقالة تخبر الناس عن موعد ومكان انطلاق المظاهرة. وتزامن مع هذه المظاهرة الكبرى مظاهرات عدة خرجت واتجه بعضها إلى السفارة الاميركية. الحدث كان مفاجأة للمشاركين ولقوات الامن وللسفارة الاميركية، وما حدث بعد ذلك هو سقوط محمد جمعة الشاخوري على إثر اصابة في رأسه برصاصة.
وكان هذا الشاب احد ضحايا النظام في البحرين فقط لانه عبر عن نفسه تجاه فلسطين !!