أحكام مختصرة في صلاة الضحى - أحكام مختصرة في صلاة الضحى - أحكام مختصرة في صلاة الضحى - أحكام مختصرة في صلاة الضحى - أحكام مختصرة في صلاة الضحى
أحكام مختصرة في صلاة الضحى
عبدالله محسن الصاهود
feqheyat@
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
1- حكم صلاة الضحى؟
قال ابن باز:
صلاة الضحى سنة مؤكدة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وأرشد إليها أصحابه.
مجموع الفتاوى (11/ 396).
2- فضل صلاة الضحى؟
قال صلى الله عليه وسلم :
((يصبح على كل سُلامَى (عظام البدن ومفاصله) من أحدكم صدقة:فكل تسبيحة صدقة،وكل تحميدة صدقة،وكل تهليلة صدقة،وكل تكبيرة صدقة،وأمر بالمعروف صدقة،ونهيٌ عن المنكر صدقة،ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى))رواه مسلم.
3- وقت صلاة الضحى ؟
قال ابن باز:
من ارتفاع الشمس قدر رمح إلى وقوف الشمس قبل الزوال والأفضل صلاتها بعد اشتداد الحر وهذه صلاة الأوابين.
مجموع الفتاوى (11/ 396).
4-متى يبدأ وقت صلاة الضحى ومتى ينتهي بالدقائق ؟
قال ابن عثيمين:
من ارتفاع الشمس قدر رمح يعني حوالي ربع ساعة أو ثلث ساعة بعد طلوعها، إلى قبيل الزوال ما بين عشر دقائق إلى خمس دقائق فقط. مجموع الفتاوى (14/ 306)
5- كم عدد ركعات صلاة الضحى ؟
قال ابن باز:
أقلها ركعتان وإن صليت أربعا أو ستا أو ثمانا أو أكثر من ذلك فلا بأس على حسب التيسير ، وليس فيها حد محدود. مجموع الفتاوى (11/ 399)
قال ابن عثيمين:
أقلها ركعتان وأما أكثرها فلا حد لها يصلي الإنسان نشاطه.
مجموع الفتاوى (14/ 305)
أقلها ركعتان ولا حد لأكثرها والأفضل ألا يتجاوز بها الثمان ويسلم في كل ركعتين ولا ينبغي جمعهن بسلام واحد. اللجنة الدائمة (6/145).
6- هل تسن صلاة الضحى كل يوم؟
قال ابن باز:
صلاة الضحى سنة كل يوم. مجموع الفتاوى (30- 59)
قال ابن عثيمين:
الأظهر أنها سُنَّة مطلقة دائما. الشرح الممتع (4-83)
7- ما الفرق بين صلاة الإشراق وصلاة الضحى؟
قال ابن باز:
صلاة الإشراق هي صلاة الضحى في أول وقتها.
مجموع الفتاوى (11/ 401).
قال ابن عثيمين:
سنة الإشراق هي سنة الضحى لكن إن أديتها مبكرا من حين أشرقت الشمس وارتفعت قيد رمح فهي صلاة الإشراق وإن كان في آخر الوقت أو في وسط الوقت فإنها صلاة الضحى. (لقاء الباب المفتوح).
8-ما أفضل وقت لصلاة الضحى؟
أفضل صلاة الضحى حين ترمض الفصال وذلك حين يشتد الضحى قبل وقوف الشمس . اللجنة الدائمة (6/148).
9-ما حكم صلاة النافلة جماعة مثل صلاة الضحى؟
قال ابن عثيمين:
ج :لا بأس أن يصلي الجماعة بعض النوافل جماعة ولكن لا تكون هذه سنة راتبة كلما صلوا السنة صلوها جماعة. مجموع الفتاوى (14/ 335)
10- هل صلاة العيدين أو الاستسقاء تنوب عن صلاة الضحى أم لا؟
لا تنوب صلاة العيد أو الاستسقاء عن صلاة الضحى. اللجنة الدائمة (7/ 256)
11- هل سنة الضحى تلزم من يقوم بها على طول الحياة أولا؟
لا تلزمه سنة الضحى إذا صلاها مرة أو مرات، بل تبقى سنة كما كانت من قبل.اللجنة الدائمة (7/ 257)
12- ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : « من صلى الصبح في جماعة ثم جلس يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامةتامة » فهل هاتان الركعتان هما من صلاة الضحى ؟
ج : هاتان الركعتان المذكورتان في الحديث هما من صلاة الضحى لكن لهما فضل خاص لكونهما مرتبطتين بجلوسه في مصلاه بعد صلاة الفجر حتى ترتفع الشمس.اللجنة الدائمة (6/148).
13- هل يشرع للمسافر صلاة الضحى ؟
تستحب صلاة الضحى للمسافر وغيره. اللجنة الدائمة (6/151)
14- هل توجد صلاة تسمى صلاة الأوابين ؟
صلاة الأوابين هي صلاة الضحى عند اشتداد حر الشمس.
اللجنة الدائمة (6/154).
15- هل صيام الأيام البيض يسقط في السفر أم لا بد من صيام أيام أخرى من الشهر وصلاة الضحى ؟
صلاة الضحى وصيام أيام البيض نوافل ، لا تلزم لا في الحضر ولا في السفر ، بل من فعلها فله الأجر ومن تركها فلا إثم عليه حضرا وسفرا .
اللجنة الدائمة (6/456).
16- هل يجهر بصلاة الضحى أم يُسر فيها ؟
قال ابن باز:
الصلاة النهارية كصلاة الضحى فإن السنة فيها الإسرار.
مجموع الفتاوى (11/ 127)
17- هل تقضى سنة الضحى إذا فاتت الإنسان ؟
قال ابن عثيمين:
ج: الضحى إذا فات محلها فاتت؛ لأن سنة الضحى مقيدة بهذا.
مجموع الفتاوى (14/ 305).
المراجع:
مجموع فتاوى العلامة ابن باز
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة
مجموع فتاوى العلامة ابن عثيمين
لقاء الباب المفتوح للعلامة ابن عثيمين
الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين.
سُنَّة قراءة سورة العصر عند الافتراق - سُنَّة قراءة سورة العصر عند الافتراق - سُنَّة قراءة سورة العصر عند الافتراق - سُنَّة قراءة سورة العصر عند الافتراق - سُنَّة قراءة سورة العصر عند الافتراق
سُنَّة قراءة سورة العصر عند الافتراق
د. راغب السرجاني
إحدى أكبر مهامِّ المؤمن في الدنيا أن يُذَكِّر إخوانه بالله عز وجل، وأن يُذَكِّرهم كذلك بقيمة الطاعة، وأهمية العبادة، وقد لَخَّص موسى عليه السلام ما يُريده من أخيه فقال -كما جاء في القرآن الكريم-: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا} [طه: 29-34]، فواجب الأخ أن يُعين إخوانه على ذِكْرِ الله عز وجل؛ لهذا كانت هذه السُّنَّة النبوية الجميلة، وهي سُنَّة قراءة سورة العصر عند افتراق الصديقين؛ فقد روى الطبراني -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَبِي مَدِينَةَ الدَّارِمِيِّ رضي الله عنه، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: كَانَ الرَّجُلاَنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم "إِذَا الْتَقَيَا لَمْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَقْرَأَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: 2] ، ثُمَّ يُسَلِّمَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ".
والصحابة لا يفعلون ذلك من تلقاء أنفسهم، ولكن من المؤكَّد أنهم علموا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسورة العصر سورة قصيرة، ولكنها شافية كافية؛ فقد أوضحت خسارة البشر جميعًا إلا مَنْ قام بأربعة أعمال: الإيمان بالله، والعمل الصالح، ودعوة الناس إلى الخير والحقِّ، والصبر على الابتلاء في كل ما سبق.
فكان أمرًا عظيمًا أن يُذَكِّر المؤمن أخاه بكل ذلك عند الافتراق، وبذلك تحمل الأُخُوَّة معانيَ جميلة من التثبيت على الدين، والتكثير من الحسنات، والتذكير بمهمَّة الإنسان الأولى في الأرض؛ وهي مهمَّة عبادة الله عز وجل، وكلُّ هذا يُؤْخَذ من سورة العصر؛ لهذا قال الشافعي رحمه الله: "لَوْ تَدَبَّرَ النَّاسُ هَذِهِ السُّورَةَ لَوَسِعَتْهُمْ".
فلنحرص في نهاية مجالسنا على قراءة هذه السورة العظيمة.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبُّ للمسلم أن ينتبه إلى أهمية يوم الجمعة؛ فإن الأمم السابقة قد نُبِّهت لأهمية هذا اليوم ولكنهم غفلوا عنه، فضاع عليهم خيرٌ كثير؛ فقد روى مسلم عَنْ أبي هريرة، وحُذَيْفَةَ رضي الله عنهما، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَضَلَّ اللهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ، فَجَاءَ اللهُ بِنَا فَهَدَانَا اللهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ، وَالسَّبْتَ، وَالْأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ».
لذلك حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار من السنن الخاصة بيوم الجمعة؛ ومن هذه السنن أنه كان يتناول طعام الغداء وينام القيلولة بعد صلاة الجمعة؛ فقد روى البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنهما، قَالَ: «كُنَّا نَقِيلُ وَنَتَغَدَّى بَعْدَ الجُمُعَةِ». وفي رواية مسلم: «مَا كُنَّا نَقِيلُ، وَلَا نَتَغَدَّى إِلَّا بَعْدَ الْجُمُعَةِ».
ولعل الكثير من المسلمين يفعلون ذلك الآن دون أن يدروا أنها سُنَّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الواقع أن معرفة سُنِّية هذا الفعل أمرٌ مهمٌّ؛ لأننا عرفنا بذلك نظام حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم، فهم كانوا يتناولون طعام الغداء في كل أيام الأسبوع قبل صلاة الظهر، أما في يوم الجمعة فكانوا يُؤَخِّرون ذلك بعد صلاة الجمعة؛ لأنهم يُبَكِّرون في الذهاب إلى المسجد، فلا يجدون وقتًا للغداء؛ فقد روى البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: «كُنَّا نُبَكِّرُ بِالْجُمُعَةِ وَنَقِيلُ بَعْدَ الجُمُعَةِ». مع العلم أنهم كانوا يبدءون يومهم من قبل صلاة الفجر؛ ومن ثَمَّ كانوا يحتاجون للغداء في منتصف النهار قبل صلاة الظهر، باستثناء يوم الجمعة كما تَبَيَّن لنا، فلنحرص على هذه السنن الجميلة، فنجعل ذهابنا إلى المسجد يوم الجمعة مبكِّرًا جدًّا، ثم نعود مباشرة لتناول طعام الغداء فالقيلولة، ولنعلم أن لنا في ذلك أجرًا كبيرًا لأننا مُتَّبعون فيه للسُّنَّة.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
حدد لي الديوان الأميري ١٥دقيقة أقابل فيها الأمير الراحل جابر الأحمد رحمه الله
وأشرح له فيها أعمال جمعية العون المباشر في افريقيا
فحصلت المقابلة وامتدت إلى ساعة ونصف
ثم قال الأمير لي :
متى ستسافر إلى إفريقيا؟
قلت: الأسبوع المقبل
وقبل موعد سفري بيومين
أخذ موظفو الديوان الأميري مني تذكرتي ذات الدرجة السياحية
وقالوا لي:
تعال إلى المطار غداً في الساعة العاشرة صباحاً
وسنرتب أمور سفرك كله.
وصلت في الموعد المحدد وإذ بطائرة أميرية في انتظاري
وبداخلها ستة أشخاص
وعندما هممت أن أجلس معهم
قالوا: مكانك في الأمام .
فلما ذهبت حيث أشاروا
وجدت الأمير رحمه الله
وقد لبس ثوباً كويتياً عادياً
وليس عليه بشت
ولم تصحبه صحافة ولا كاميرات.
فلما وصلنا إلى وجهتنا..
دخل الأمير إلى البلد الإفريقي بجواز عادي باسم مستعار ،
فلم يعرفه أحد في المطار.
ولم يدخل إلى قاعة تشريفات.
كانت جولة سريعة استمرت ليوم واحد،
اطلع فيها رحمه الله بنفسه على بعض مشاريعنا الخيرية في تلك الدولة الإفريقية،
ثم غادرها مساءً إلى الكويت.
فلما وصلت إلى الكويت بعده بأيام
علمت من مدير حسابات جمعيتنا
أن الأمير رحمه الله
قد أودع في حسابنا ٢٣مليون دينار كويتي
تبرعاً منه لجمعيتنا
- يقول د. السميط
سألني صاحب السمو الشيخ جابر فقال :
"سمعت يا إبني أنه انقلبت فيكم السيارة كم مرة
والأسود حولكم
واللصوص المسلحين
وألغام انفجرت فيكم
لماذا تعرض نفسك لكل هذه المخاطر؟
فقلت له : يا طويل العمر اسمحلي أن أكون إلى حد ما غير مؤدب معاك
فقال لي: تفضل
فقلت : اقسم لك بالله
لو تحس باللذة التي احنا نحس فيها في شغلنا هذا
ما قعدت على كرسيك يوم واحد
ولكنت الآن في أفريقيا ويدك بالطين معنا
لا أستطيع أن أن أصف لك
اللذة عندما
تجد أحد الايتام
كيف كانت حالته
ملابسه ممزفة حافي القدمين وضعه سيئ
وقد تحول الى متعلم وضابط ودكتور ومسؤول كبير.
- إن عشرات الأطباء
وأساتذة الجامعات
والسفراء والوزراء
حتى أن وزير الدفاع ونائب رئيس جمهورية ملاوي
كان ممن أوتهم جمعية العون المباشر
التي أسسها د . السميط
لقد كان بمقدوره كأحد أوائل الأطباء الكويتين،
أن يعيش حياة رغدة
يمتلك فيها الملايين
كما هو الحال مع زملائه وطلبته،
لكنه كان يقول:
" والله أعطف عليهم إذ يظنون أن السعادة فيما تحمله من مال .،
السعادة ليست كم هو حسابك في هذا البنك أو ذاك،
لكن السعادة كم هو رصيدك عند رب العزة والجلال..
لقد تعلمتُ أن السعادة الحقيقية هي أن أُدخل السعادة إلى قلوب الآخرين"
وهنا استحضر قولة العابد
الزاهد (إبراهيم بن أدهم)
حينما يقول :
"لو يعلم الملوك وأبناء الملوك
ما نحن فيه من النعيم
لجالدونا عليه بالسيوف "
يظن بعض المسلمين أن رضا الله عز وجل على العبد في رمضان متعلِّقٌ فقط بامتناعه عن الطعام والشراب من وقت الفجر إلى المغرب،
بينما الصواب أن الصيام عبادة متكاملة، لها شروط وآداب، ولها صفة وشكل، فمَنْ لم يكترث بتطبيق الشكل الذي أراده الله منا فلا يتوقعنَّ أن يرضى الله عنه، بل يكون قد عذَّب نفسه بالجوع والعطش،
بينما لم يُحَصِّل شيئًا من الأجر، وقد روى ابن ماجه -وقال الألباني: حسن صحيح- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ»، فالله عز وجل قد فرض علينا الصيام لتهذيب نفوسنا، وتحسين أخلاقنا، وتنوير بصائرنا، أو قل إجمالًا: لتحقيق التقوى في حياتنا، فقد قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، ولهذا فلا معنى لصيام البطن عن الطعام بينما تقع كل جوارح الإنسان في الحرام،
فالواجب أن يُعَلِّمنا الصيامُ أن نحفظ ألسنتنا، وأعيننا، وآذاننا، وكل جوارحنا عن الإثم والمعصية، وهذه هي سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصيام، فقد روى البخاري عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»، وروى البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ»، فلْيحفظ كل واحد منا صومَه، ولْيُكْمِل نُسُكه، ولْيعلم أن أجره في الصيام ليس مرتبطًا فقط بامتناعه عن الشراب والطعام، بل مرتبط كذلك بامتناع جوارحه عن الحرام!
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
كن ولا تكن في رمضان - كن ولا تكن في رمضان - كن ولا تكن في رمضان - كن ولا تكن في رمضان - كن ولا تكن في رمضان
كن ولا تكن في رمضان
موقع يا له من دين
1- كُنْ ممَّن يدخل بابَ الرَّيَّان:
عن سَهْلٍ رضي الله تعالى عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: "إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يدخل منه الصَّائمونَ يَوْمَ القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يُقَالُ: أين الصَّائمونَ؟ فيقومون، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أُغْلِقَ؛ فلم يدخل منه أحدٌ" [1].
2- كُنْ ممَّن يُغْفَر له ما تقدَّم من ذنبه:
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا؛ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذنبه، ومَنْ قام ليلة القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا؛ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذنبه" [2].
3- كُنْ ممَّن يُصلِّي الله والملائكة عليه:
عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ؛ فلا تَدَعُوهُ، ولو أن يَجْرَعَ أحدكم جُرْعَةً من ماءٍ؛ فإنَّ اللَّه عزَّ وجَلَّ وملائكته يصلُّون على المُتَسَحِّرينَ" [3].
4- كُنْ ممَّن صام الدَّهر على الطريقة الصحيحة:
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "شهر الصَّبر، وثلاثة أيامٍ من كلِّ شهرٍ؛ صَوْمُ الدَّهر" [4].
عن أبي أيوب الأنصاريِّ رضي الله تعالى عنه قال: إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صام رمضان، ثمَّ أَتْبَعَهُ ستًّا من شَوَّالٍ؛ كان كصيام الدَّهر" [5].
5- كُنْ ممَّن يُضاعَف صيامه:
عن زيد بن خالدٍ الجُهَنِيِّ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَطَّرَ صائمًا؛ كان له مثل أَجْرِهِ، غير أنَّه لا يَنْقُصُ من أَجْرِ الصَّائم شيئًا" [6].
6- كُنْ ممَّن يعمل عملاً لا مِثْل له:
عن أبي أُمامةَ رضي الله تعالى عنه أنَّه سأل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أفضلُ؟ قال: "عليكَ بالصَّوْم؛ فإنَّه لا عِدْلَ له" [7].
7- كُنْ ممَّن يفرح مرَّتَيْن لا مرَّة واحدة:
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم: "قال اللَّه: كلُّ عمل ابن آدم له، إلاَّ الصِّيام؛ فإنَّه لي، وأنا أجْزِي به، والصِّيام جُنَّةٌ، وإذا كان يوم صَوْم أحدكم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ؛ فإن سابَّه أحدٌ أو قاتلَه؛ فليقل: إنِّي امْرُؤٌ صائمٌ، والذي نَفْسُ محمَّدٍ بيده؛ لخُلُوفُ فم الصَّائم أطيب عند اللَّه من ريح المِسْك. للصَّائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقيَ ربَّه فرح بصوْمه" [8].
8- كُنْ ممَّن لا يظمأ أبدًا:
عن سَهْل بن سعدٍ رضي الله تعالى عنهعن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "للصَّائمين بابٌ في الجنَّة، يُقال له الرَّيَّان، لا يدخل فيه أحدٌ غيرهم، فإذا دخل آخِرهم أُغْلِقَ. مَنْ دخل فيه شرب، ومَنْ شرب لم يظمأ أبدًا" [9].
9- كُنْ ممَّن يَجعل له وقايةً منَ النَّار:
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنهعن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "الصِّيام جُنَّةٌ، وحِصْنٌ حصينٌ منَ النَّار" [10].
10- كُنْ ممَّن يتخلَّق بأخلاق النبوَّة:
عن أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثٌ مِنَ النُّبُوَّةِ: تعجِيل الإِفطارِ، وتأخِير السُّحورِ، ووَضْعُ اليمين على الشِّمال في الصَّلاة" [11].
11- كُنْ ممَّن يُظهِر الدِّين:
عن أبي هُرَيْرَةَ، عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "لا يزال الدِّينُ ظاهرًا ما عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ؛ لأنَّ اليهود والنَّصارى يؤخِّرون" [12].
12- كُنْ ممَّن يأكل منَ الغداء المبارك:
عن المِقْدام بن مَعْدِي كَرِب، عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "عليكم بغداء السُّحور؛ فإنه هو الغداء المبارك" [13].
13- كُنْ ممَّن يعمل عملاً لا يعلم جزاءه إلا الله:
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "كلُّ عمل ابن آدم له، إلا الصِّيام؛ فإنه لي، وأنا أجزي به" [14].
14- لا يكن صيامك كصيام أهل الكتاب:
عن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهأنَّ رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "فَصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب: أَكْلَةُ السَّحَر" [15].
15- لا تكُنْ ممَّن يٌحْرَم العتق من النار ويُحْرَم الدعوة المستجابة:
عن أبي هُرَيْرَةَ أَو عن أبي سعيدٍ شَكٌ منَ الأعمش قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ للَّه عُتَقَاءَ في كلِّ يومٍ وليلةٍ، لكلِّ عَبْدٍ منهم دعوةٌ مستجابةٌ" [16].
16- لا تكُنْ ممَّن يترك مكفِّرات الذُّنوب:
عن أبي هُرَيْرَةَ، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "الصَّلَوَات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضانَ - مكفِّراتٌ ما بينهنَّ؛ إذا اجْتَنَبَ الكبائر" [17].
عن حُذَيْفَةَ قال: قال عمر رضيَ اللَّه عنه: "مَنْ يحفظُ حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قال حُذَيْفَةُ: أنا سمعته يقول: "فتنة الرَّجل في أهله وماله وجاره تكفِّرها الصَّلاة والصِّيام والصَّدقة" [18].
17- لا تكُنْ ممَّن يُبْعِده الله فيدخل النار:
عن جابر بن سَمُرَةَ رضي الله تعالى عنه قال: صعد النبيُّ صلى الله تعالى عليه وسلَّم المِنْبَرَ فقال: "آمين، آمين، آمين". فقال: "أتاني جبرائيل عليه الصلاة والسلام، فقال: يا محمَّد، مَنْ أدرك أحد أبوَيه، فمات، فدخل النَّار؛ فأبعده الله تعالى، فقُلْ: آمين. فقلتُ: آمين. فقال: يا محمَّد، مَنْ أدرك شهر رمضان، فمات، فلم يُغْفَر له، فأُدخل النَّار؛ فأبعده الله. فقُلْ: آمين. فقلتُ: آمين. فقال: ومَنْ ذُكِرْتُ عنده ولم يصلِّ عليك، فمات، فدخل النَّار؛ فأبعده الله. فقُلْ: آمين. فقلتُ: آمين" [19].
18- لا تكن ممَّن يُحْرَم الحج مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم:
عن ابن عبَّاسٍ، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال لامرأةٍ منَ الأنصار، يقال لها أمُّ سِنانٍ: "ما منعكِ أن تكوني حججت معنا؟". قالت: ناضحان كانا لأبي فلانٍ زوجها حجَّ هو وابنه على أحدهما، وكان الآخر يسقي عليه غلامنا. قال: "فعُمْرَةٌ في رمضان تقضي حجَّةً" أو "حجَّةً معي" [20].
19- لا تكن ممّن يُحْرَمِ البركة:
عن أنس بن مالكٍ رضيَ الله عنه قال: قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "تَسَحَّروا؛ فإنَّ في السَّحور بَرَكَةٌ" [21].
20- لا تكن ممّن يعلَّق بعراقيبه، وتشقَّق أشداقُه:
عن أبي أُمامَة رضيَ الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بينما أنا نائمٌ؛ أتاني رجلان، فأخذا بضبعيَّ؛ فأتيا بي جبلاً وعرًا، فقالا: اصعد؛ فقلتُ: إنّي لا أُطيقُهُ، فقالا: إنَّا سنسهِّله لكَ، فصعدتُ، حتَّى إذا كنتُ في سواء الجبل؛ إذا بأصواتٍ شديدةٍ، فقلتُ: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذه عواءُ أهل النَّار. ثمَّ انطلق بي، فإذا أنا بقومٍ معلَّقين بعراقيبهم، مشقِّقةً أشداقُهم دمًا، قلتُ: مَنْ هؤلاء؟ قال: الذين يُفْطِرون قبل تَحِلَّّة صومهم" [22].
وأخيرًا: لا تنسونا من صالح دعائكم، والحمد لله ربِّ العالمين.
رمضان وصناعة المستقبل - رمضان وصناعة المستقبل - رمضان وصناعة المستقبل - رمضان وصناعة المستقبل - رمضان وصناعة المستقبل
رمضان وصناعة المستقبل
إسلام محمود دربالة
رمضان شهر الإعداد لصناعة المستقبل، مدرسة سنوية للأمة تتجدد في كل عام، ونتاجها طاقات إيمانية، وإشراقات نورانية، ومحطات تربوية للنفس البشرية، وإنجازات تاريخية، ومواقف عزة وفخار.
مدرسة يتربى فيها الفرد على الترقي في درجات الإيمان، وتربية النفس على معاني الصبر، ومعالي الأمور.
مدرسة تغرس في النفس روح التعاون والمودة والتقارب، والتضحية والعطاء.
رمضان مدرسة للأمة تعلمها كيف تصنع المستقبل، مدرسة تعلمها كيف ترتقي بين الأمم؛ لتكون رائدة لهم وموجهة ومخرجة لهم من الظلمات إلى النور.
رمضان مدرسة للأمة تتفجر فيه الطاقات، طاقات الصبر والعزيمة، والثقة بالله، والالتجاء إلى الله .
رمضان مدرسة للتضحية والفداء، والشوق إلى جنات الرحمن، رمضان مدرسة للأمة لتجديد الخضوع لعلام الغيوب ملك الملوك.
رمضان مدرسة لصناعة الرجال، مدرسة لصناعة الأمهات المؤمنات القانتات، مدرسة لصناعة الشبيبة وإعدادهم لقيادة المستقبل.
في رمضان تصوم الأمة خضوعًا وطاعة لربها وخالقها {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
في رمضان نزل القرآن، ونزوله في رمضان لحكم عديدة، علمها من علمها وجهلها من جهلها {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].
في رمضان انتصرت الأمة أولى انتصاراتها، يوم بدر.
في رمضان تسمو النفوس وتحلق في آفاق السماء، وتترفع القلوب عن مخالطة الشهوات الطينية الأرضية، وتحلق طلبًا لمرضاة علام الغيوب.
فشهر رمضان هو فرصة وموسم للتخطيط، والإعداد لصناعة المستقبل الباهر الموعود.
يرتقي فيه الفرد بروحه وخلقه وعمله وآماله، تصوغ فيه الأمة مقومات عزتها، ودعائم سؤددها؛ فمعالم صناعة المستقبل في رمضان يمكن صياغة بعضها في نقاط:
- تلاوة القرآن وتدبره، وتدارس معانيه وأحكامه حتى تخالط بشاشة القلوب، وتصوغ النفوس وفق الأحكام والتعاليم الربانية.
- تَرَسم الهَدي النبوي وتتبع دقائق السنن، حتى تتعلق النفوس وتفتش عن الهدي المحمدي في كل صغيرة وكبيرة.
- حمل النفس على مكارم الأخلاق ومعالي الأمور حتى يرتقي مجمل المجتمع الإسلامي إلى مستوى أمة الشهادة {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143].
- تربية النفس من خلال معاني الصيام، من صبر عن الشهوات، وبعد عن المحرمات، ومداومة على الطاعات.
- تلمس المعاني التربوية من صبر، ومداومة، وتعاون، واجتماع على الخير، ومتابعة، وترتيب، وخشوع، وإنصات، كل ذلك من خلال قيام رمضان.
- مدارسة التاريخ الإسلامي والاستفادة من المواقف، ودراسة البطولات، واستخلاص الدروس والعبر.
- الالتفاف حول الشخصيات الإسلامية التي أثرت في مستقبل الأمة، وشاركت في صياغة تاريخها المشرق.
- غرس روح العزة والتضحية والفداء، من خلال المواقف الإيمانية الرمضانية وغير الرمضانية.
- النفوس في رمضان تكون أقرب إلى مرضاة علام الغيوب، وأطوع للصياغة والتوجيه والإعداد، فليكن رمضان فرصة لصهر النفوس، وسبكها، وإعادة تشكيلها.
- تأصيل مبدأ المداومة وإن قل، حتى يدوم الأثر، وتجنى الثمار في رمضان وبعد رمضان، فقد كان أحب العمل إلى رسول الله "أدومه وإن قل"[1].
- تربية النفوس على التعلق ببارئها، واللجوء إليه، والخضوع لشرعه، وجعل ذلك كله هو (منهج حياة)، {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162، 163].
هذه بعض معالم صناعة المستقبل في رمضان، فإلى أصحاب النفوس السامية، وأصحاب الأهداف الراقية، وأصحاب التوجيه والإرشاد، وأصحاب الأقلام، وأصحاب الرأي والمشورة، بل إلى الأمة جمعاء، لا تفوتنكم المدرسة الرمضانية، استثمروها واستغلوا الفرص، واجعلوه شهر إعداد وتهيئة، وإحياء لصناعة المستقبل، وتوجيه القلوب والنفوس إلى استعادة مجد الأمة التليد، وعزها الزاهر، وليس على الله بعزيز، بل إن وعد الله الصادق هو الذي يبعث فينا روح صناعة المستقبل واستعادة الأمجاد.
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور: 55]، وقال : "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام، وذلاًّ يذل به الكفر"[2].
المصدر: موقع صيد الفوائد.
[1] رواه مسلم وأبو داود والنسائي.
[2] رواه الإمام أحمد.
كلمة في رثاء الشيخ الداعية عبد المنعم أبو زنط -يرحمه الله-
كلمة في رثاء الشيخ الداعية عبد المنعم أبو زنط -يرحمه الله- - كلمة في رثاء الشيخ الداعية عبد المنعم أبو زنط -يرحمه الله- - كلمة في رثاء الشيخ الداعية عبد المنعم أبو زنط -يرحمه الله- - كلمة في رثاء الشيخ الداعية عبد المنعم أبو زنط -يرحمه الله- - كلمة في رثاء الشيخ الداعية عبد المنعم أبو زنط -يرحمه الله-
الدكتور احمد نوفل
26 يوليو، الساعة 05:55 مساءً ·
كلمة في رثاء الشيخ الداعية عبد المنعم أبو زنط -يرحمه الله-
نعزّي الأمة الإسلامية وآل الشيخ عبد المنعم أبو زنط بفقده..
فلقد كان قوّالاً لكلمة الحق، خدوماً للناس من كل الأماكن، فقد كانوا يأتونه ويقصدونه ويتركون نوّاب مناطقهم، يقولون له: أنت من تتبنّى قضايانا..
ولقد كان من الدعاة النوادر في مدينة نابلس في وقت كان حامل الدين والدعوة ندرة نادرة وعملة صعبة تكاد لا توجد..
ولقد كنّا نأتي من أطراف مخيم العين إلى مسجد الحاج نمر بنابلس ونحن في أواخر الطفولة وأوائل الشباب نستمع خطبة الجمعة التي يصدع فيها بكلمة الحق، وكان المسجد يمتلئ بالناس كل جمعة..
وماذا نقول في الشيخ عبد المنعم، فقد صحبته في أسفار كثيرة شرقاً وغرباً.. ونشكر له أخوّته الصادقة وحرصه على لغته العربية الفصحى وجرأته الدائمة على قول الحق..
رحم الله الشيخ أبا أنس وعوّض الأمة عن فقده خير عوض، وأسأل الله أن يبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله، وأن يجزيه عن الدين ودعوة الدين خير الجزاء.. وأن يجعله في صحبة حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
الاتحاد العام لعلماء المسلمين ورئيسه العام العلامة يوسف القرضاوي ينعى الشيخ #ابوزنط
نص البيان:
"فقد تلقينا بقلوب مفعمة بالرضا بقدر الله، نبأ وفاة أخينا الكريم الشيخ الداعية والنائب السابق عبد المنعم ابو زنط الذي توفي عن عمر يناهز ثمانية وسبعون عام وإننا باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نقدم عزاءنا الخالص لأسرته الكريمة وللشعب الأردني الشقيق
و يعدّ أبو زنط داعية إسلاميا بارزا، وشغل منصب عضو مجلس النوّاب الأردني عدّة مرات، وعضو المؤتمر الإسلامي الشعبي في بغداد، وهو أحد رموز جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، ومن الأعضاء المؤسّسين لحزب جبهة العمل الإسلامي الذي انبثق عن الجماعة في الأردن.
تمتع أبو زنط بشعبيّة كبيرة بين مواطنيه، فحملوه في الدائرة الثانية بالعاصمة الأردنيّة إلى مجلس النوّاب ممثّلا عنهم ثلاث مرّات، منذ عام 1989 حتى عام 2007؛ فحصد أعلى الأصوات من حيث النسب عام 1989، ثم حصل على أعلى الأصوات مطلقا في برلمان عام 1993.
وقد فقدتْ الأمّة الإسلامية واحدًا من زعمائها وعلمائها الربانيين المربين، نرجو من الله العلي القدير أن يغفر له، ويرحمه، ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويوسع مثواه، ويدخله جنة الفردوس، ويمطر عليه شآبيب رضوانه ورحمته، ويحشره يوم القيامة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم إخوانه ، وذويه، وأهله، ومحبيه، وزملاءه، وتلاميذه الصبر والسلوان. إنه نعم المولى ونعم المجيب"
دافيد ليفلي .. الإسلام هو دين الله - دافيد ليفلي .. الإسلام هو دين الله - دافيد ليفلي .. الإسلام هو دين الله - دافيد ليفلي .. الإسلام هو دين الله - دافيد ليفلي .. الإسلام هو دين الله
دافيد ليفلي .. الإسلام هو دين الله
د. راغب السرجاني
ولد دافيد ليفلي David Lively في مدينة فيلادلفيا شمال شرق الولايات المتحدة، وأخذ في دراسة الرياضيات حتى تخرج في جامعة (ليهاي) متخصِّصًا في الكمبيوتر.
ويقول عن نفسه: "في بداية الشباب كنت مواظبًا على ارتياد الكنيسة البروتستانتية أنا وأسرتي، والبروتستانتية مذهب غالبية الشعب الأمريكي، وطالعت مبكرًا النصوص والمعتقدات الدينية، إلا أنني لاحظت أن عقلي وقلبي لا يتقبلان أمرين أساسيين من معتقدات النصرانية، هما:
- عقيدة التثليث (مرفوضة بأي شكل) لتعارضها مع العقل.
- وعقيدة الخلاص المنسوبة للمسيح عليه السلام؛ لما فيها من التناقض الديني في مجال الأخلاقيات.
عند ذلك اندفعت للبحث عن معتقد جديد يعصمني من الانحراف والضياع، ويملأ الفراغ الروحي الذي يعانيه ويشكو منه الشباب الأمريكي والأوربي(1).
قصة إسلام دافيد ليفلي
يتحدث دافيد ليفلي عن نفسه فيقول:
"تعرفت على صديق أمريكي سبقني للإسلام، وكانت لديه ترجمة لمعاني القرآن الكريم بالإنجليزية، فأخذتها لأضيفها إلى ما لديَّ من كتب دينية، وما إن بدأت في قرأتها حتى استراح قلبي للمبادئ التي اشتمل الإسلام عليها، ثم اتجهتُ إلى الإسلام داعيًا الله بهذه الدعوات: يا صاحب الهداية، إذ لم يكن هذا الدين المسمَّى بالدين الإسلامي هو دينك الصحيح الذي ترضى عنه، فأبعدني عنه وعن أصحابي من المسلمين، وإذا كان هو دينك الحق فقربني إليه وفقهني فيه.
ولم يمر أسبوع إلا واستقرَّ الإسلام في قلبي ورسخ في ضميري، فاطمأن قلبي وعقلي وسكنت نفسي، واستراحت إلى أن الإسلام هو دين الله حقًّا، وصدق القرآن عندما يقرِّر: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ} [آل عمران: 19]"(2).
إسهامات دافيد ليفلي
حاول داود عبد الله التوحيدي (وهذا اسمه بعد إسلامه) تنبيه المسلمين لما هم عليه، طالبًا منهم تغيير أوضاعهم فيقول:
"ما أبعد الفرق بين الإسلام وما يشتمل عليه من قيم وأخلاقيات وعقائد سامية، وبين حال المسلمين من جهلهم بعقيدتهم وفقدانهم لقيمهم، وابتعادهم عن قيم الإسلام وأخلاقياته!! فحكام المسلمين تباطئوا في العمل من أجل الإسلام مع أنها رسالتهم السامية، وعلماء الإسلام تخلوا عن دورهم الحقيقي في الدعوة وفي الاجتهاد واستنباط الأحكام، والمطلوب من علماء الإسلام ألاّ يكتفوا بحفظ التراث فقط، بل عليهم العودة إلى إعمال الفكر الإسلامي، وعندئذٍ يعود إليهم نور النبوة والإيمان والتطبيق والنفع لغيرهم.
وإنه لمِمَّا يثير الدهشة ابتعاد كثير من الشباب في العالم الإسلامي عن قيم الإسلام الروحية وانصرافهم عن تعاليمه، في الوقت الذي نجد فيه شباب العالم الغربي متعطشًا إلى هذه القيم، ولكنه لا يجدها في مجتمعاته العلمانية التي لا تعرف عن الإسلام شيئًا"(3).
أما عن أمنية ذلك المسلم الأمريكي داود التوحيدي:
"إن أمنيتي أن تتواصل دراساتي الإسلامية، والتخصص في مجال مقارنة الأديان؛ حتى أتمكَّن من الاشتراك في تربية الأجيال المقبلة من أبناء المسلمين في أمريكا، والتصدي للغزو الفكري هناك، وحتى أعمل على نشر الإسلام بين غير المسلمين. كما أتمنى أن يأتي اليوم الذي أرى فيه للإسلام تأثيرًا في إعادة صياغة المجتمع الأمريكي في المستقبل، وأن أشارك في نهضة الإسلام في أنحاء العالم؛ فالإسلام لا يعرف الأوطان، وإنما هو هداية مُرسلة إلى العالمين، والقرآن الكريم يقول عن رسول الإسلام: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
المصدر: كتاب (عظماء أسلموا) للدكتور راغب السرجاني.
(1) مفيد الغندور: الإسلام يصطفي من الغرب العظماء ص175، 176.
(2) المصدر السابق ص176.
(3) السابق نفسه ص177، 178.
سؤال لدارسي المعارف المقدسية وسفراء القدس ومحبي المسجد الأقصى !
سؤال لدارسي المعارف المقدسية وسفراء القدس ومحبي المسجد الأقصى ! - سؤال لدارسي المعارف المقدسية وسفراء القدس ومحبي المسجد الأقصى ! - سؤال لدارسي المعارف المقدسية وسفراء القدس ومحبي المسجد الأقصى ! - سؤال لدارسي المعارف المقدسية وسفراء القدس ومحبي المسجد الأقصى ! - سؤال لدارسي المعارف المقدسية وسفراء القدس ومحبي المسجد الأقصى !
سألني أحدهم : كيف نفسّر الأمر النبوي ببعث الزيت ليسرج في قناديل بيت المقدس كما في الحديث الذي أخرجه أحمد وابن ماجه :" ائتوه فصلوا فيه؛ فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره. قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إِلَيْهِ؟ قال: فتهدي له زيتًا يسرج فيه، فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه" ، علما أنها تنتج الزيت وتصدّره ولا تستورده !
قرأت أمس إجابات لافتة لدى سؤالي عن معنى الأمر ببعث الزيت لإسراج المسجد في أرض تنتج هذا الزيت ؛ ورأيتُ أن الإجابات تأويلية يستحسنها العقل ، ويستحبّها الهوى الجميل .
في القراءة العلمية أسوق تجربتين تفسيرتين: الأولى ذات طبيعة واقعية لراوية هذا الحديث ، والثانية ذات طبيعة تأويلية تشبه ما قرأناه من إجاباتكم :
التفسير الأول : نجد أم المؤمنين ميمونة نذرت أن تصليّ في المسجد الأقصى إنْ فتح اللهُ على رسول الله مكة المكرمة، فلمّا تحقق الفتح نبهها رسول الله إلى صعوبة ذلك لوقوع بيت المقدس تحت السيادة البيزنطية العسكرية، وأن ذلك سيكون خطراً عليها، لاسيما أنها زوج أكبر أعدائهم الجدد في المنطقة؛ ومع إداركها لصعوبة هذا الأمر فقد اقترحت أن تخرج للصلاة في حماية عسكرية أو ضمانات دبلوماسية حتى تفي بنذرها ، وتشفي غليلها بالصلاة هناك ؛ فأرشدها رسول الله إلى سلوك بديل وهي أن تنيره بالزيت والسُّرُج بدل أن تنيره بالصلاة فيه ؛ ففهمت من ذلك الأمر أنه أن تبعث بالمال كل سنة لشراء الزيت ثم الإيصاء بذلك ، كما روى الواقدي في مغازيه عن عطاء بن أبي رباح قال: ( قالت ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: إني جعلت عَلَى نفسي إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس! فَقَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقدرين عَلَى ذلك، تحول بينكِ وبينه الروم ! قالت: آتي بخَفِير يُقبِل بي ويُدبِر. قال: لا تقدرين عَلَى ذلك ! ولكن ابعثي بزيت يُسْتَصْبح لك به فيه فكأنك أتيتيه؛ فكانت ميمونة تبعث إِلَى بيت المقدس كل سنة بمال يُشترَى به زيتٌ يُستصبًح به في بيت المقدس ،حتى ماتت، فأوصت بذلك).
التفسير الثاني : تأوَّل الإمام الأوزاعي الحديث على أنه إشارة للعمل الصالح ، وأن تنويره يكون بكثرة الصلاة فيه وكثرة الذكر ، خرّج ابن أبي خيثمة عن الوليد بن مسلم قال : ذكرت للأوزاعي هذا الحديث فَقَالَ: أوصى اللهُ إِلَى نبي من أنبياء بني إسرائيل أنْ مُرْ بني إسرائيل أن يُكثروا في مساجدهم النور، قال: فظنوا إِنَّمَا يراد به المصابيح فأكثروها، وإنَّما يراد به العمل الصالح ؛ ولكن ابن رجب الحنبلي في إحدى رسائله رد على تأويل الأوزاعي فقال : (لفظُ الحديث يأبى ذلك لمن تأمّله؛ فإن هذا لا يرسله إِلَيْهِ العاجز عن إتيانه) أي أن العاجز عن إتيانه لا يرسل له الصلوات والعبادات بل لابد من إرسال شيء محسوس يقبل الانتقال .
فانظروا أي الأمرين أقرب !
سؤال لدارسي المعارف المقدسية وسفراء القدس ومحبي المسجد الأقصى !
ما دلالة سؤال ميمونة رضي الله عنها لرسول الله : أفتِنا في بيت المقدس ؟ ولماذا سألت هذا السؤال وطلبت الفتوى فيه ؟ وبمعنى آخر: هل طلبت الفتيا في حكم زيارته وفي حكم الصلاة فيه أم أنها طلبت بيان فضله ومكانته ؟ ولماذا سألت عن هذه الأحكام أو غيرها ؟
وما دلالة جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم لها: ائتوه، فصلّوا فيه ! بالنظر إلى دلالة السؤال ! وهل أجابها عن المراد من سؤالها أم أنه استخدم أسلوب الحكيم فأجابها عن سؤال آخر كان ينبغي أن تسأله ؟
يتوقع المتابعون أن أجيب عن سؤالي في المنشور السابق عن سر طلب الفتيا في بيت المقدس ، وسر الجواب النبوي ، وسأجيب هنا لكن بصيغة أسئلة لكون الإجابات ظنية وغير حاسمة .
أولاً : من هي ميمونة راوية حديث " أفتنا في بيت المقدس" هل هي أم المؤمنين أم مولاة رسول الله أم ميمونة بنت سعد ؟ وماذا يفيدنا ذلك في معرفة المراد من الحديث ، مثلاً : هل كانت ميمونة مولاة رسول الله والخادم الصغيرة في بيته أصلاً من أهل الشام وأن أهلها من هناك لاسيما أن الرواة عنها معظمهم من بيت المقدس كعثمان بن أبي سودة وأخيه زياد ، وهل ألحّت في السؤال بغرض تسريع العودة إلى موطنها وزيارة أهلها ؟
ثانياً: ما هي الظروف التي دفعت للسؤال عن بيت المقدس وطلب الفتيا فيه :
هل هي للسؤال عن مكانة بيت المقدس بعد تحويل القبلة عنه وللتأكد من أن المزايا والفضائل التي فيه لم تتغيّر بتغيّر التوجّه إليه ؟
أم كانت نتيجة حرص رسول الله على رواية قصة الإسراء من بيت المقدس والعروج منه ، وهي قصة عجيبة مثيرة ، حتى أحب كل أحد أن يرى هذا الموضع العظيم لاسيما أن حديث الإسراء رواه نحو 25 صحابياً !
أم كان رغبةً في زيارة موضع حثّ عليه رسول الله ودعا للصلاة فيه وشد الرحال إليه ، مما فهم منه الصحابة الأمر بذلك حتى ولو لم يكن تحت السيادة النبوية ؟
أم شيء آخر ؟
ثالثاً: نلاحظ أن الجواب النبوي كان يتحدث عن مكانة غيبيّة غير واضحة الغرض المباشر من ذكرها -وربما يكون لمجرد البيان – ومع ذلك يمكن بحث وجوهها من أنها أرض المحشر والمنشر ، وجواب آخر يتحدث عن إجراءات مباشِرة ينبغي العمل عليها إذا توفرت الفرصة : ائتوه فصلوا فيه ، ابعثوا بزيت يسرج في قناديله ، ويلاحظ أن هذه الإجراءات غير ممكن تنفيذها مباشرة لوقوع المدينة تحت السيادة البيزنطية ، فلذلك رأى العلماء توجيهَ الحديث نحو البشارة بالفتح القريب !
رابعاً: إذا كان الحديث منكراً أو منقطعاً وبالتالي ضعيفاً فلماذا نشغل أنفسنا بكل هذه التحليلات فيه ؟ أم أن أحاديث الأحكام الفاصلة تختلف عن مثل هذه الأحاديث في باب الفضائل والرغائب ؟ أم أن الحديث يحسن بشواهده ومتابعاته فلا داعي لصرف النظر عنه !
هذه الأسئلة تتبطّنها أسئلةٌ كثيرة تصلح لدراسة تحليلية غابت عن بحوثنا التاريخية المرتبطة بالنص الشرعيّ ، وما زلنا نعمل عليها ، ونستنير بآرائكم !
Osama Al-Ashqar
د أسامة الأشقر