50 ـ قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)
( فاطر )
ـ ابن آدم ما أحوجك إلى ربك ولو أغتنيت ، وما أفقرك ولو ملكت ، وما أضعفك ولو قويت ، أنت العبد الفقير المحتاج ، والله هو الغني الحميد .
لا تتعاظم بمالك ، ولا تتفاخر بجاهك ، ولا تتباهى بحرسك ، فالله الغني الذي أعطاك وأكرمك وأعلاك . وإنه لقادر على سلبه وحرمانك ، فاتق الله ولا تطغ .
( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ) صفتكم الفقر والاحتياج وهو لازم لكم كما أنه الغني بذاته سبحانه وتعالى
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله فيما كتبه إلى تلميذه العلامة ابن القيم رحمه الله:
أنا الفقيرُ الى رب السمـواتِ أنا المسيكينُ في مجموع حالاتي
والفقر لي وصفُ ذاتٍ لازم أبداً كما الغنى أبدا وصـف له ذاتي
وهذه الحال حال الخلق أجمعهم وكلهم عنده عـبــد له آتي
كل المخلوقات فقيرة وذليلة عند غناه وعزته وكماله تبارك وتعالى . هي فقيرة في ذاتها وفقيرة في رزقها وفقيرة في خلقها ، وفقيرة في إحتياجها . فلماذا تتجاوز حدودها ، وتسرف في تصرفاتها وأفعالها .
إن المسلم الذي يستحضر وصف الفقر في ذاته أمام الله وغناه ، يتعاظم التوحيد في نفسه ويصدق توكله، ويستحلي التواضع والإخبات ، ويعاف التجبر والسخط على إخوانه المسلمين وإذا اجتمع فقر الذات مع فقر الحال أثبت قلباً مؤمناً ونفساً مطمئنة ،دائمة الذكر والابتهال ، وثيقة الصلة بربها ورازقها وإلى هذا يشيرصلى الله عليه وسلم بقوله : " ربَّ أشعث أغبر ، مدفوع بالأبواب ، لو أقسم على الله لأبره " رواه مسلم في صحيحه
اللهم إنا فقراء إليك فأغننا ، وضعفاء فقونا ، ومساكين فارزقنا إنك أنت الغني الحميد ،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
51 ـ قال تعالى : " فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً
51 ـ قال تعالى : " فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً - 51 ـ قال تعالى : " فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً - 51 ـ قال تعالى : " فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً - 51 ـ قال تعالى : " فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً - 51 ـ قال تعالى : " فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً
51 ـ قال تعالى : " فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً " (84)
( سورة مريم )
ـ قد يستبطئ بعض الأخيار نصر الله ، وتدميره للكفرة الظالمين من اليهود والنصارى والملحدين وأشباههم ، ولهؤلاء : اتعظوا بهذه الموعظة . فمهما بغوا فإنما نعد لهم ونحصي لهم ومهما طغوا وتمادوا ، فإنما نمتعهم قليلا ، ومهما أسرفوا وتوسعوا فإنما ليزدادوا إثما .
قال تعالى : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ) وقال تعالى ( إنما نملي لهم ليزدادوا إثما )
وقال تعالى : ( نمتعهم قليلا ثم نضطرهم الى عذاب غليظ ) .
فالله تعالى ليس بغافل عن ظلمهم وفسادهم ، وإنما يؤخرهم لأجل محدود مضبوط ، وفي ذلك التأخير فتنة لهم يزدادوا به إثما وعصيانا ، ويصيبوا به شهواتهم ، حتى يأتيهم العذاب وهم لا يشعرون كما قال تعالى ( حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذنا هم بغتة ) .
فلا تستعجل أيها المؤمن هلاك الظالمين ، فإن لهم يوما مرصودا وزمنا محدودا ( إنما نعد لهم عدا )
ولا يكن علوهم في الأرض ، سببا للحزن والتقاعس ( إنما نعد لهم عدا ) ، ولا يكن بطشهم وتمردهم سبباً للإياس ( إنما نعد لهم عدا ) . وفي المتفق عليه من حديث أبى موسى قال : قال رسول الله : " إن الله ليملي للظالم ، فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ : وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ( هود : 102 ) 0
اللهم عليك بالكافرين الظالمين ، فإنهم لا يعجزونك ، اللهم أحصهم عددا واقتلهم بَدَدا ، ولا تغادر منهم أحدا . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
ليس في الناس أحد أحق بحسن الصحبة ، وطيب المعروف وتمام الرحمة والرعاية من الأبوين . لقد قرن الله حقهما بحقه في آيات عديدة ، قال تعالى ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا )
وقال ( أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير )
إن حق الأبوين لعظيم لمن تأمل حقهما شرعا وواقعا،فقد استفاضت النصوص في الحث على الإحسان إليهما . و الرحمة بهما لا سيما وقت الاحتياج . ولا يزال الأبوان في محبه شديدة لابنهما ، جعلها الله فطرة يحتملان معها الجوع والنصب والمشقة ، ويقدمون سعادة الأبناء على سعادتهم وراحتهم .
فالواجب تقوى الله تجاه الأبوين، وتقواه تكون بحبهما والإحسان إليهما ومزيد الحنو عليهما .
قال تعالى ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) وصاكم الله بالإحسان فلا تبغوا ، ووصاكم بالحنان فلا تحيدوا .
من الإحسان محبتهم ورحمتهم ، ورعايتهم وتعاهدهم ، والأدب معهم والإنصات ، ( فلا تقل لها أف . ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما )
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( رغم أنف ، ثم رغم أنف ، ثم رغم أنف رجل أدرك أحد أبويه ، أو كلاهما عند الكِبَر ، ولم يدخل الجنة )
اللهم وفقنا لطاعتك ، وجنبنا معصيتك
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ بالعدل تنتظم مصالح الناس وأمورهم ويحيون الحياة الفاضلة ، التي تضمن لهم السلامة والرخاء وصلاح الحال والبال . والعدل يشمل عدل الأقوال والأفعال ، كما قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى)) . وعدل الأقوال يكون بالاعتصام بالحق ، وقول الصدق ، وعدم الكذب والبخس والغش والمجاوزة .
وعدل الأفعال يكون بالتزام النهج الصحيح . والسير على بصيرة ، و الخلو من الظلم والشطط والانحراف . ويشمل العدل عدم ظلم النفس ، ومن ظلمها الحياد بها عن الاستقامة ، وزجها في براثن المعصية ، ومن العدل إنصاف الناس في الحكم عليهم ، وفي معاشهم وشؤونهم ، ومن العدل رحمة الأبناء والتسوية بينهم في العطايا والهدايا .
قال صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم )
فيجب العدل في كل شيء ، واجتناب الظلم والحيف ، وسائر ألوان الباطل والبهتان ، ولو مع ذوي القربى ، يُنصف منهم الغرباء ، والفقراء والمساكين . وما قامت الشريعة الإسلامية إلا بالعدل في المعتقدات والأقوال والأفعال والأحكام ولأهل العدل ،وحسن مقامهم ، جعلهم الله من أصحاب الظلال في يوم الكرب الشديد ، ففي السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله ، إمام عادل كمافي الصحيحين
وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال رسول صلى الله عليه وسلم : " إن المقسطين عند الله على منابر من نور : الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وماولُّوا "
نسأل الله تعالى من رحمته وانعامه ، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينامحمد
يعتبر اليهود عليهم لعائن الله المتوالية -أكثر الأمم فساداً وأعظمها ظلماً و طغياناً ،فالفساد سجية لهم ، وطبيعة في نفوسهم وأخلاقهم ، وقد بلغ من فسادهم أن حرفوا كتاب الله وبدلوا نعمة الله وقتلوا أنبياءهم ، والذين يأمرون بالقسط من الناس .
ولا يزالون يكيدون للأمة الإسلامية ويسعون في حربها ، ويحاولون تمزيقها ، وإلحاق الفتن بها . وما إن ظهر الإسلام وقامت دولته إلا وبدأ اليهود الحرب والكيد ، فلقد عانى منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نقضوا عهده ، وحاولوا قتله ، وحاربوه ، وحزبوا الأعداء ضده .
وفي هذا العصر تتنوع أساليبهم وطرقهم في حرب الإسلام ، وإبادة المسلمين ، فما يصيب المسلمين من مصيبة إلا و اليهود غالباً وراء ذلك . ووجودهم في فلسطين المحتلة ، نوع من أنواع الفساد في الأرض .
وفي الحياة العامة يظهر فسادهم وإفسادهم ،احتكارهم لحركة الاقتصاد فى العالم وتدبيرهم لمؤسسات الإعلام ، وتهديدهم لكل المنافع والمصالح والحريات .
من صفاتهم الإفساد والتدمير والحقد والغدر والخيانة ، ونقض العهود ، واستحلاء الباطل ، وليسوا على وجهة صحيحة ، وإنما تؤزهم الشياطين ، وتحكمهم المعتقدات الفاسدة ، كفى الله الأمة شرهم وشرارهم وطهر المسجد الأقصى من كيدهم ورجسهم ، إنه على كل شئ قدير .
اللهم انصرنا ولا تنصر علينا ، وامكر لنا ولا تمكر علينا ، وانصرنا على
من بغى علينا ، واهدنا ويسر الهدى لنا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .