من نوادر الادب العربي ..الحلقة السادسة - من نوادر الادب العربي ..الحلقة السادسة - من نوادر الادب العربي ..الحلقة السادسة - من نوادر الادب العربي ..الحلقة السادسة - من نوادر الادب العربي ..الحلقة السادسة
كان العرب ذو فطنة وذكاء حاد في اقتناص المعنى المقصود من كلمة او جملة والانتباه الى المعنى الحقيقي المقصود والذي قد يكون ظاهره غير باطنه ويتجلى ذلك في القصة التالية والتي بطلها الحجاج بن يوسف الثقفي .
كان الحجاج مع بعض اصحابه حين اعترضت طريقه امرأة وقالت : ايها الامير ..بيّض الله وجهك ..وأعلى كعبك .. وفرّحك بما اتاك ..وانصرفت .
تجهم وجه الحجاج وتغير لونه فقال له أصحابه : ما بك ايها الامير ...أما كان الاجدر بك ان تعطي تلك المرأة لما قالته فيك ؟
فقال الحجاج : والله ان تلك المرأة قد دعت علي ولم تدع لي ....فعندما قالت " بيض الله وجهك ...فهي دعت علي بالبرص .....وعندما قالت ...أعلى كعبك ...فهي قد دعت علي بأن أّشنق ....فالمشنوق يرتفع كعباه عن الارض
وعندما قالت ...فرحك بما أتاك تقصد قول الله تعالى " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون "
أخي سمير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن هذه الإضافة الرائعة تبين مدى فصاحة العرب ونباهتهم.. ففي هذه الرواية كانت المرأة في غاية الدهاء بدعائها على الحجاج، وأما الحجاج نفسه فكان أكثر فطنة ممن حواليه.. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على رجاحة عقل وسدادة رأي أمراء المؤمنين عند تعيين الولاة والقضاة الذين لم توسد الأمور لهم عبثاُ!
وهنا تحضرني روايتان عن الحجاج أوجزهما بما يلي:
الأولى:
أتى الحجاج بامرأة من الخوارج فقال لأصحابه: ما تقولون فيها؟
قالوا: عاجلها بالقتل أيها الأمير!
فقالت الخارجية: لقد كان وزراء صاحبك خيراً من وزرائك يا حجاج.
قال: ومن هو صاحبي؟
قالت: فرعون، استشارهم في موسى عليه السلام فقالوا أرجه وأخاه!
الثانية:
وجد الحجاج مكتوباً تحت منبره: "قل تمتع بكفرك قليلاً إنك من أصحاب النار".
فكتب تحته: "قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور"
من نوادر الأدب العربي - الحلقة 7 - من نوادر الأدب العربي - الحلقة 7 - من نوادر الأدب العربي - الحلقة 7 - من نوادر الأدب العربي - الحلقة 7 - من نوادر الأدب العربي - الحلقة 7
من نوادر الأدب العربي - الحلقة 7
نستعرض في كل حلقة من حلقات هذه السلسلة إن شاء الله تعالى واحدة من أطرف نوادر الأدب العربي وأغربها،
ونرجو من جميع الأخوات والأخوة المشاركة بما لديهم من نوادر في مواضيع مستقلة.. بعبـارة أخرى فإن الرواية
التالية والتي تتحدث عن الدارمي والخمار الأسود تحمل الرقم 7.. وبالتالي فإن من يرغب في طرح واحـدة أخرى
فإننا نرجو أن تكون في موضوع مستقل و برقم جديد.. ودمتم.
الدارمي والخمار الأسود
قدم تاجر من العراق إلى أهل المدينة
ليبع عليهم من الخمر - وهي جمع خمار: ما يغطى به رأس المرأة ..
وقد كانت بكميات كبيرة وألوان متعددة ؛فبيعت كلها إلا السود منها فلم يبع منها شيئاً
فشكا ذلك إلى الدارمي - وهو شاعر من تميم كان من أهل العشق والغزل
لكنه تاب عن ذلك ولزم المسجد وتنسك ..
فقال له : ما تجعل لي على أن أحتال لك بحيلة حتى تبيعها كلها ..
فقال التاجر : لك ما شئت .
فذهب الدارمي إلى بيته .. ولبس ما كان يلبسه أيام تغزله وعشقه ..
وعاد إلى مثل شأنه الأول فقال شعراً أرسله إلى أحد أصدقائه من المغنين في الأسواق ..
فأخذ المغني أبيات الدارمي وغنى بها بالسوق قائلاً :
قل للملحية في الخمار الأسود مــاذا فعــل بزاهـــدٍ متعـــبـدٍ
قـد كـان شمّـر للصــلاة ثيــابه حتى خطرت له ببابِ المسجـد
ردّي علــيه صلاتــه وصيامـــه لا تقتليـه بحـــقّ آل محمـــــدٍ
فشاعت هذه الأبيات في المدينة ..
وقال الناس : لقد رجع الدارمي وعشق صاحبة الخمار الأسود
فلم تبقى مليحة في المدينة إلا واشترت خماراً أسوداً
وباع التاجر العراقي جميع ما كان معه ولمّا نفد رجع الدارمي إلى صلاته ونسكه ..
لغتنا الجميلة يستعين بها من كسدت تجارته
فلولا تلك الأبيات الجميلة التي تنم عن ذكاء الشاعر ونباهته لما تم ترويج تلك الخُمر
أحسنت الاختيار عزيزتي شروق
لك وافر الشكر