الفقرة الثانية: الاسباب الدينية
1.المكان المخصص لسكن الاله في الارض
سفر زكريا اصحاح 2 الاية (10_12)
" 10ترنمي وافرحي يا بنت صهيون، لأني هأنذا آتي وأسكن في وسطك، يقول الرب11 فيتصل أمم كثيرة بالرب في ذلك اليوم، ويكونون لي شعبا فأسكن في وسطك، فتعلمين أن رب الجنود قد أرسلني إليك12 والرب يرث يهوذا نصيبه في الأرض المقدسة ويختار أورشليم بعد "
ارتبط يهوفا اله اليهود في الهيكل حيث جاء داوود واتخذ أورشليم مكان لسكن الاله ثم جاء بعده سليمان ليبني الهيكل واعتبر انه مقر الاله الذي دعاهم له الانبياء.
وكان تحديد الهيكل وزخرفته وتجسيمه من دواعي استجابتهم الى هذا المعبود واصبح الهيكل رمزا لكل ما يدور بخلدهم من معبودات ؛ ففيه مسكن الارواح,الحجارة,المذبح الذي بداخله عجل امسك به سليمان قبل موته واستجار به,والاصنام.
وعندما كانت الوحدة السياسية في ايام داوود وسليمان تركزت العبادة في أورشليم فاخذ الدين يزود أصداء التاريخ والسياسة وامسى يهوفا اله اليهود الأوحد ويقول الباحثون في مجال الاديان ان الهدف لم يكن ديني وانما كان لغرض دنيوي فكان القصد منه توحيد فكر اليهود لتثبيت دولتهم والمحافظة عليها .
ان من مزاعم اليهود أنهم ورثت الأرض التي بارك بها يهوفا لابراهيم واسحاق ويعقوب
وبعدها لموسى وانهم عاشو بها قرون من الزمن واخبر سيدنا موسى قومه ان يخرجوا
من مصر الى الارض المباركة ويتنقلون في المشرق والمغرب ولكن هذا الوعد لا يعطي
لليهود حق في وراثة الارض لان الوراثة لها شروط وهي ان يستعينوا بالله ويصبرو لحكم الله
وان يخلصو عبوديتهم لله وطاعتهم لهُ وهذه الشروط لا تنتطبق عليهم الان وقد فسر انبياء
العهد القديم سقوط القدس وتدميرها وسبي اليهود على انه الغاء لوعد الله وجاء في نبؤات
العهد القديم بعودة اليهود من السبي وهذا حدث بالفعل لكن باعداد قليلة حيث فضل اكثر
اليهود ان يبقو في بلاد المهجر وعندما جاء الرومان ودمرو الهيكل وضعو حد لنهايه الوجود
اليهودي في المدينة .
اما انهم اصحاب ارض فالمعروف ان اليهود دخلو فلسطين غزاة وحاربو اهلها ,
وطردهم من الارض الاشوريين والبابليين والرومان وجاءت المسيحية واعتنقها
الكثير من اليهود ودخل عدد اخر منهم الى الإسلام والباقي هرب الى قارات
اخرى مثل افريقيا واوروبا وامريكيا وامتزج دمهم السامي بدماء الشعوب التي
هاجرو اليها وعلى الجهة الاخرى فهناك الكثير من الاشخاص الذين اعتنقو الدين
اليهودي ومنهم ملوك حمير العرب بسبب خلافاتهم مع الروم المسيحيين واما زعماء اليهود اليوم هم من نسل اليهود الخرز القواقازيين الروس الذين اعتنقو اليهودية في القرن 8 ميلادي جائت الحركة الصهيونية وارادت تجميع يهود العالم ونقلهم الى دولتهم المستقلة فلسطين حيث تجمع البؤساء الذين يهاجرون بداعي الحاجة والمثقفين الذين تلسعهم الاهانات وللمتديين الذين يبكون على هدم الهيكل واكد عدد من المفكرين الصهاينة ان الاندماج في مجتمعات العالم غير فلسطين هو تخلي عن فكره العودة للارض المقدسة وان هجرة اليهود الى اي منطقة في العالم غير فلسطين يعتبر تشريد ونفي حياة الجيتو مرة اخرى وهناك عامل اخر ردة فعل حركة الهسكالاه الذين هاجمو فكره المسيح المنتظر الذي سوف يلم شمل اليهود ويرجعهم الى صهيون ودعت الهسكالاه ان يحررو نفسهم بنفسهم ووافق اليهود على الهجرة الى صهيون .
ان مفهوم اليوم الاخر يرتكز على اساس من الكتاب المقدس الذي يرمز الى مجيء المسيح ويسمى"يوم الرب"
سفر زكريا اصحاح 14 اية(4-5)
"وتقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قدام أورشليم من الشرق، فينشق جبل الزيتون من وسطه نحو الشرق ونحو الغرب واديا عظيما جدا، وينتقل نصف الجبل نحو الشمال، ونصفه نحو الجنوب5 وتهربون في جواء جبالي، لأن جواء الجبال يصل إلى آصل. وتهربون كما هربتم من الزلزلة في أيام عزيا ملك يهوذا. ويأتي الرب إلهي وجميع القديسين معك
تصف هذه الفقرة دخول الرب الى المدينة وكأنه سيكون من الشرق وربما عبر هذا الباب
يوئيل اصحاح 2 اية(30-32)
" وأعطي عجائب في السماء والأرض، دما ونارا وأعمدة دخان31 تتحول الشمس إلى ظلمة، والقمر إلى دم قبل أن يجيء يوم الرب العظيم المخوف32 ويكون أن كل من يدعو باسم الرب ينجو . لأنه في جبل صهيون وفي أورشليم تكون نجاة، كما قال الرب. وبين الباقين من يدعوه الرب "
ويوئيل اصحاح 3 اية (1-4)
" لأنه هوذا في تلك الأيام وفي ذلك الوقت، عندما أرد سبي يهوذا وأورشليم2 أجمع كل الأمم وأنزلهم إلى وادي يهوشافاط، وأحاكمهم هناك على شعبي وميراثي إسرائيل الذين بددوهم بين الأمم وقسموا أرضي3 وألقوا قرعة على شعبي، وأعطوا الصبي بزانية، وباعوا البنت بخمر ليشربوا4 وماذا أنتن لي يا صور وصيدون وجميع دائرة فلسطين ؟ هل تكافئونني عن العمل، أم هل تصنعون بي شيئا ؟ سريعا بالعجل أرد عملكم على رؤوسكم "
يونعاط ليس أحد ملوك الاسرائيلين وانما تعني "الرب يقضي"او"وادي القضاء" وهو اسم اخر لوادي قدرون الذي يفصل جبل الزيتون الى الشرق من القدس ,حسب سفر يوئيل فان الرب سيجمع الامم في واد شرقي القدس ليحاسبهم ,كانت المحاكم في العادة تقوم عند أبواب المدينة ولهذا يفترض الانبياء ان الله سيحاكم الشعوب عند باب القدس الشرقي لانه اقربها الى الهيكل .
الهيكل اليهودي هو تسمية قديمة لمكان العبادة وكان اليهود وهم في الشتات يرددون عبارة "غدا نلتقي في اورشليم"
استعد الصهاينة لبناء الهيكل فتم تجهيز أعداد هائلة من الحجارة في صحراء النقب بمبالغ كبيرة جدا ليصل عددها الى 6 ملايين حجر توراتي ,وبالمزامنة مع هذا الامر توجد في مدينة القدس أكاديمية تلمودية تؤهل طلابها لمهمة خاصة وهي اعداد الكهنة الذين سيقومون بالخدمة في الهيكل الكبير عند اعادة بناءه وكما يعمل الان على تحويل الشمعدان ذلك الرمز الاسطوري الديني التاريخي السياسي الى حقيقة واقعية وادلى "باروخ بن يوسف "زعين منظمة بناة الهيكل بتصريح الى وكالة الانباء الفرنسية في اغسطي عام 1997 ميلادي وقال فيه"ان جماعته انتهت من سنع الشمعدان الذهبي الضخم وتم صنعه في أمريكا ونقل بالفعل الى اسرائيل وقال ان جماعته بدات مع جماعات اخرى يهودية في اعداد حاخامات متمرسين في هذا الشأن لإقامو الشعائر الدينية التي ستقام في الهيكل"
يطلق اليهود على القدس اسم اورشليم وتعني مدينة السلام اي المدينة التي سيحكمون العالم منها وترتبط وثيق بشريعة اليهودي وعقيدتهم فهم يحجون اليها 3 مرات في العام ولن يقبل الصهاينة بتقسيم القدس وانما يحاولون توسيعها لتصل حدود دمشق وستكون هي عاصمة المسيح المخلص ولذا يسمونها "الشخينا"اي الملكوت الذي سيتنعم منه العالم.
واما السر وراء ذلك التعلق ببناء الهيكل ان لكل دين معلم ديني واضح يربطهم بالمكان فمثلاً المسيحيين لديهم كنيسة القيامة وكنيسة المهد والمسلمين لديهم المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الاقصى واليهود دليهم الهيكل لكنه غير موجود ولا يعلم له مكان لذلك اتخذوه رمزا للتوحد وان تكون القدس هي المكان وهذا سيؤدي الى جذب المزيد من المستوطنين والمهاجرين الى فلسطين والقدس وبالتالي تهويد المدينة بالكامل .
ومن هنا تنطلق الصهيونية التي تريد ان تضم مملكة اسرائيل منن هر النيل الى نهر الفرات ويسمونها ارض الرب ,او الارض المختارة؛والذي يدل على ذلك هو العلم اليهودي الذي يحتوي على خطين ازرقين ونجمة سداسية ويرمز الخطين الى نهر النيل والفرات وترمز النجمة الى مملكة داوود وان تطابق النجمتين تدل على تماسك السلطة الدينية مع السلطة المدنية وايضا ما يدل على ذلك هو الشكل اليهودي المرسوم عليه خريطة الارض بحدودها كاملة من النيل الى الفرات.
ويهود اليوم يريدون هدم المسجد الاقصى لبناء الهيكل وهذا ليس لبعد ديني فقط وانما لبعد سياسي وعسكري ايضا ً ولها اسباب منها :
1.اان اليهود يسابقون الزمن لهدم الاقصى وبناء الهيكل قبل الالفية الثالثة التي توافق عندهم الاحتفالات لمرور 3 الاف سنة على بناء القدس ومملكة اسرائيل .
2.موافقة النصارى البروتستنت بأن عودة المسيح اصبحت قريبة وستنطلق امن ارض الهيكل .
ولا غريب في ذلك لان القدس هي قبلة اليهود والنصارى يتجهون اليها في صلاتهم ,جاء في شرح التوراة :"توصف القدس بالشخنة يعني الملكوت الذي سيحكم العالم وستحيط بها المرتفعات حتى لا تصل اليها قوى الظلام وستعلوا جدرانها حتى يعود التوازن الى العالم"
نتفق على بعض الامور منذ البداية
اسم اله اليهود يهوفا.
اسم بني اسرائيل اسم خاطئ ان نطلقه على يهود اليوم ,لان اسم اسرائيل هو اسم من اسماء سيدنا يعقوب عليه السلام,ويعني الذي عبد الله
في العقيدة اليهودية معناه هو الذي صرع الله,او الذي نغلب على الله.
فننتبه بني اسرائيل هم اولاد واحفاد سيدنا يعقوب وهم اسباط بني اسرائيل ولا وجود لهم الان ابداً.