قال الله تعالى: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
إن لله تعالى سنناً لاتتغير وقوانين لاتتبدل : سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً . وهذه سنة وقاعدة اجتماعية سنها الله تعالى ليسير عليها الكون وتنتظم عليها أسس البنيان: إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم : أي أن الله تبارك وتعالى إذا أنعم على قوم بالأمن والعزة والرزق والتمكين في الأرض فإنه سبحانه وتعالى لايزيل نعمه عنهم ولايسلبهم إياها إلا إذا بدلوا أحوالهم وكفروا بأنعم الله ونقضوا عهده وارتكبوا ماحرم عليهم. هذا عهد الله ومن أوفى بعهده من الله ؟ فإذا فعلوا ذلك لم يكن لهم عند الله عهد ولا ميثاق فجرت عليهم سنة الله التي لاتتغير ولاتتبدل فإذا بالأمن يتحول إلى خوف والغنى يتبدل إلى فقر والعزة تؤل إلى ذلةٍ والتمكين إلى هوان.
قال صل الله عليه وسلم :"الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والارض "
سلاح المؤمن اذا قسا القلب ولا حل وذهب العقل ولا رادع وتاهت النفس ولا مرشد
سلاح المؤمن اذا سيطرت الاحزان وحلقت اشباح الهموم وانتهت الاسباب الارضية ولم يبق الا مدد السماء
لقد كان من اثر الخلافات السياسية والعدل عن نهج الفطرة والتأثر بالمذاهب الفكرة الطارئة
فكل مدرسة منها تمثل لونا معينا من التفكير وتستأثر هي وحدها بالحق دون غيرها في زعمها
ومن لم يدخل في دائرة تعالميها يعد في نظرها خارجا عن الاسلام:
فمدرسة لاهل الحديث ومدرسة للاشاعرة ومدرسة للماتردية ومدرسة للمعتزلة ومدرسة للشيعة
ومدرسة للجهمية
مصطلحات فقهية:
1- الفرض
ما طلب الشرع فعله طلبا جازما بحيث يترتب على فعله الثواب كما يترتب على تركه العقاب.
مثاله"كتب عليكم الصيام"
2-المندوب
هو ما طلب الشرع فعله لكن طلبا غير جازم حيث يترتب الثواب على فعله ولا يترتب العقاب على تركه
مثال ذلك "صلاة الضحى,قيام الليل"
ويسمى المندوب سنة,ومستحبا وتطوعا ونفلا
3-المباح
وهو ما كان فعله وتركه سواء لان الشرع لم يامرنا بتركه ولم يأمرنا بفعله بل جعل لنا حرية الترك والعمل
4-الحرام
وهو ما طلب الشرع بتركه طلبا جازما بحيث يترتب على تركه امتثالا لامر الله ثواب ويترتب على فعله عقاب
مثالها :"ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق"
5-المكروه
وهو نوعان,المكروه التحريمي ,المكروه التنزيهي
المكروه التحريمي :هو ما طلب الشرع بتركه طلبا جازما لكن دون طلب ترك الحرام مثال صلاة النفل المطلق
المكروه التنزيهي :هو ما طلب الشرع تركه طلبا غير جازم مثال صيام يوم عرفة
باب التقوى
) عن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول اللهصلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم يخطب في حجة الوداع فقال اتقوا الله وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا أمراءكم تدخلوا جنة ربكم
رواه الترمذي في آخر كتاب الصلاة وقال حديث حسن صحيح
يقول الله تعالى : " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)" سورة الأحزاب
هذه الآية من آيات البلاء والإمتحان والتمحيص ، تضع المؤمن على المحك الحقيقي لإيمانه ليتميز الصادق من الدعي ، والكيّس من العاجز... يالها من آية عظيمة تكشف حقيقة الإيمان عندما يصطدم أمرالشرع مع هوى النفس وعندما يكون أمر الله ورسوله في كفة وحظوظ النفس وشهواتها في كفة.
كلنا نحب الإسلام ... وكلنا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وكلنا نطمع في رضوان الله وجنتة ... وكلنا يتمنى أن يكون مؤمناً صادق الإيمان. ولكن هل المسألة بالتمنى والإدعاء أم بالعمل والإخلاص ، هل نريد الإيمان بلاعمل ونرجوه بلاثمن؟! ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله هي الجنة.
اشهر الخلافات التي وسعت الهوة بين الامة الواحدة هو ما وقع من خلاف بين الاشعارة والمعتزلة
وكان اهم الموضوعات التي ثار حولها الخلاف هي ما ياتي :
1) هل الايمان تصديق فقط او هو تصديق وعمل
2) هل صفات الله الذاتية ثابتة او منفية عنه؟
3) هل الانسان مسير او مخير
4) هل يجب على الله فعل الصلاح او الاصلح او لا يجب
5) هل الحسن والقبح يعرفان بالعقل او بالشرع
6) هل يجب على الله ان يثيب الطائع ويعذب العاصي او لا يجب ذلك
7) هل يرى الله في الاخرى او ان ذلك مستحيل
8) ما حكم مرتكب الكبيرة التي لم يتب منها حتى مات
معنى الطهارة لغة: النظافة والتخلص من الادناس حسية كالنجس او معنوية كالعيوب
وشرعا: فعل ما تستباح به الصلاة كالوضوء لمن كان غير متوضئ والغسل لمن وجب عليه الغسل وازالة النجاسة عن الثوب والبدن والمكان.
قال الله تعالى: ( ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولانساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن ولاتلمزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) .
ونظراً لأن هذا الأمر خطير وأن عاقبتهم سيئة فقد حذرنا ربنا تبارك وتعالى منه ونادانا بنداء الإيمان ياأيها الذين آمنوا : نداء تلطف ورحمة أي يامن اتصفتهم بهذه الصفة العظيمة التي اجتمعتم عليها وانظويت تحت لوائها صفة الإيمان لاالحسب ولاالنسب ولاالمال ولاالجاه ولااللون ولاغيرها لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً أي لايهزأ جماعة بجماعة ، ولايسخر أحد من أحد فقد يكون المسخور منه خيراً عند الله من الساخر ولانساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن وأيضا لايسخر نساءٌ من نساءٍ فعسى أن تكون المحتقرة خيراً عند الله وأفضل من الساخرة ولاتلمزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب أي ولايعب بعضكم بعضا ولايدع بعضكم بعضاً بلقب السوء وإنما قال أنفسكم لأن المسلمين كنفس واحدة بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان أي بئس أن يسمى الإنسان فاسقاً بعد أن صار مؤمناً، قال البيضاوي وفي الآية دليل على أن التنابز فسق وأن الجمع بينه وبين الإيمان مستقبح وفي الحديث : (يامن آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لاتغتابوا المسلمين ولاتتبعوا عوراتهم ‘ فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ومن يتّبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته) أخرجه الحافظ . وختم الآية بقوله تعالى: ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون أي ومن لم يتب عن اللمز والتنابز فأولئك هم الظالمون حيث أنهم قد ظلموا أنفسهم بتعريضها للعذاب بسبب إقحامها في معصية الله وارتكاب ماحرم عليها. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحرم أجسادنا وأجسادكم ولحومنا ولحومكم على النار وأن يعف ألسنتنا عن أعراض المسلمين وأن يحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة ومساوئ الأخلاق وأن يعفو عن خطأنا ونسياننا وأن يلهمنا رشدنا ويغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا في الدنيا والآخرة