استولى الفرنج على بيت المقدس عام 1099 م بقيت حيفا تابعة للدولة الفاطمية وكان لها فيها حامية صغيرة. وفي حزيران سنة 1100 م وصل إلى حيفا أسطول بندقي من مائتي سفينة. بقيت حيفا في أيدي الفرنجة إلى عام 1187 م حيث عادت للمسلمين إثر انتصار صلاح الدين في معركة حطين في تلك السنة. وقبل سقوط عكا بأيدي الأوروبيين عام 1191 م بقليل، أمر بهدم أسوار حيفا وحصونها بعد أن أخلتها حاميتها. وبموجب صلح الرملة عام 1192 م كانت حيفا ضمن المنطقة الساحلية ـ من صور إلى يافا ـ التي عهد بحكمها للفرنجة.
وفي عام 1250 ـ 1251 م اهتم لويس التاسع ملك فرنسا بتحصين حيفا وقيسارية حتى إذا كان عام 1265 م تعرضت لهجوم الظاهر بيبرس. والظاهر أن الفرنجة عادوا، بعد ذلك لحيفا واستقروا فيها. ولما استولى الملك الأشرف خليل بن قلاوون على عكا عام 1291م استرد حيفا دون أن يصادف مقاومة وكان ذلك في 31 تموز من العام المذكور. ورأى أن يوقع الهدم فيها وفي صيدا وصور وعتليت خوفاً من أن يعود الأعداء للاستفادة منها. وهكذا بقيت حيفا مهجورة لمدة طويلة إلى أيام حكم الأمير فخر الدين المعني الثاني الذي كانت جنوده تنزل برج حيفا حفظًا للأمن. إلاّ أن هذا البرج هدمه أحمد بن طرباي الأمير الحارثي على إثر الاتفاق الذي تم بينه وبين المعني عام 1623 م.
انتقلت حيفا إلى العثمانيين في عهد سليم الأول 922هـ – 1516م. وقد أشير إليها في مطلع العهد بأنها قرية في ناحية ساحل عتليت الغربي التابع لسنجق (لواء) اللجون، أحد ألوية ولاية دمشق. بدأ العثمانيون منذ النصف الثاني من القرن السادس عشر يعمرون ببطء، وذكرت دفاتر التمليك (الطابو) أن قرية حيفا كانت ضمن قطاع آل طرباي الذين أصبحوا يعرفون باسم الأسرة الحارثية في مرج ابن عامر 885 – 1088هـ / 1480- 1677م. وشهد العهد العثماني بناء الكثير من معالم حيفا المعمارية، كمسجد الاستقلال وضريح الباب.
إلا أن حيفا الحديثة، قد تأسست عام 1761 في مكان البلدة القديمة على يد القائد ظاهر العمر، والذي أسس إمارة شبه مستقلة عن العثمانيين في الجليل.
ويشار بالذكر إلى أنه نتيجة للتقارب العثماني - الألماني في تلك الفترة، فقد بدأ في عام 1868 م الاستيطان الإلماني في حيفا، من قبل مجموعة عائلات ألمانية قادمة من جنوب غرب ألمانيا، وقد أقام هؤلاء مستوطنة لهم في القسم الغربي من المدينة، حيث زودوها بكل وسائل الرفاه والتنظيم، فأقاموا المدارس الخاصة بهم وعبدوا الطرق وبنوا الحدائق، ووفروا كل مرافق الخدمات العامة فيها، ونتيجة لذلك بدأ عدد سكان المستعمرة في التزايد. وتلاحق بناء المستوطنات الألمانية في منطقة الساحل، حيث أقيمت مستعمرة ثانية عام 1869م في حيفا، ثم مستعمرة ثالثة بجوار سابقتها أطلق عليها اسم شارونا، وقد مهدت هذه المستوطنات في النهاية إلى إقامة أول حي ألماني على الطراز الحديث في المدينة، وهو حي "كارملهايم" في جبل الكرمل. لا شك أن الألمان ساهموا في تطور مدينة حيفا، من خلال ما جلبوه من وسائل وأساليب زراعية حديثة.
بعد خروج بريطانيا منتصرة من الحرب العالمية الأولى عام 1918 م، أصبحت فلسطين خاضعة للانتداب البريطاني الذي أقيم على أساس وعد بلفور الذي وعد الحركة الصهيونية بإقامة "وطن قومي" يهودي في فلسطين وطرد سكانها الأصليين العرب. في السنوات الأولى من فترة الانتداب شجعت سلطات الانتداب الهجرة اليهودية إلى فلسطين وسهلت عليهم إجراءات شراء الأراضي في منطقة الانتداب. غيرت السلطات البريطانية سياستها في فترة لاحقة، ولكن عدد السكان اليهود في مدينة حيفا كان أقلية في بداية أربعينات القرن العشرين. وفي تموز 1920 م، وقبل أن يقر مجلس عصبة الأمم صك الانتداب، الذي كانت ستحكم فيه فلسطين، بحوالي عامين، حولت الحكومة البريطانية الإدارة العسكرية في فلسطين إلى إدارة مدنية، وسبقت الحوادث، ووضعت صك الانتداب موضع التنفيذ قبل إقراره رسمياً، وعينت السير "هربرت صموئيل" اليهودي البريطاني "أول مندوب سامي في فلسطين". وقد اختلف هذا العهد عن جميع العهود السابقة التي مرت بها المسيرة التاريخية للمدينة، فقد طغت الأحداث السياسية في هذا العهد 1917- 1948 م على جوانب الحياة الأخرى للمدينة، كما تميز هذا العهد بتنفيذ المخطط الصهيوني الاستعماري في فلسطين.
وقد بلغ عدد التجمعات اليهودية الجديدة التي أقيمت في قضاء حيفا خلال فترة الانتداب 62 تجمعاً سكنياً. وأصبح اليهود أكثرية في حيفا بعد طرد سكانها الأصليين العرب بعد نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948.
ساهمت حيفا - ومعها يافا، كمدينتين فلسطينيتين منفتحتين في تطوير قدرات مواطنيها وتكوين شرائح ونخب مثقفة ومتعلمة لعبت دورًا في قيادة مشاريع سياسية واقتصادية واجتماعية داخل المدينتين وخارجها. حيفا مدينة كوسموبوليتية (عالمية) بيدها مفاتيح الحفاظ على موروثها الثقافي ومنفتحة أمام أفكار معاصرة ومتقدمة وافدة عليها من الغرب.
شهدت المدينتان نشاطًا ثقافيًا خلال فترة الانتداب ما لم تشهده أي مدينة عربية أخرى على المستويين الفلسطيني والعربي. مسارح وصالات عرض السينما وجمعيات أهلية ومدارس راقية ومتقدمة، وفرق كشفية ورياضية وصحف على مستوى راق من الأداء الإعلامي والصحافي، ونشاطات سياسية متمثلة في أحزاب مختلفة أكدت حرية التعبير عن الرأي. عرفت يافا وحيفا كيف تعيش فترتين متناقضتين ومختلفتين وأن تنقل الواحدة مع الأخرى من مرحلة الأتراك إلى مرحلة الإنجليز، سائرتين في طريق التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. إن غياب المدينة الفلسطينية المتمثل بيافا وحيفا ليس بالأمر الهين أو البسيط، إنه غياب ثقافة وحضارة مركزية شكلت ركنًا أساسيًا من وجود الشعب الفلسطيني وتطلعاته نحو المستقبل، هذه التطلعات التي عرف المشروع الصهيوني كيف يقضي عليها عام 1948.
رح نتحدث اليوم عن مدينة
اعادت لنا كرامتنا ,,,واعادت لنا بهجتنا
اعادت لنا الحياة في عروقنا
لنشارك جميعا لتعرف على هذا القطاع
الغزاوي ..
لنعرف ادق التفاصيل عنه ..وهذا اقل القليل
الذي نقدمه لقطاع غزة
قطاع غزّة هو المنطقة الجنوبية من الساحل الفلسطيني على البحر المتوسط، وهي على شكل شريط ضيق شمال شرق شبه جزيرة سيناء يشكل تقريبا1،33% من مساحة فلسطين التاريخية (من النهر إلى البحر). يمتد القطاع على مساحة 360 كم مربع، حيث يكون طولها 41 كم، أما عرضها فيتراوح بين 5 و15 كم. تحد قطاع غزة إسرائيل شمالا وشرقا، بينما تحدها مصر من الجنوب الغربي.
يسمى بقطاع غزة نسبة لأكبر مدنه وهي غزة. كان قطاع غزة جزء لا يتجزأ من منطقة الانتداب البريطاني على فلسطين حتى إلغائه في مايو 1948. وفي خطة تقسيم فلسطين كان القطاع من ضمن الأراضي الموعودة للدولة العربية الفلسطينية، غير أن هذه الخطة لم تطبق أبدا، وفقدت سريانها إثر تداعيات حرب 1948. بين 1948 و1956 خضع القطاع لحكم عسكري مصري، ثم احتلها الجيش الإسرائيلي لمدة 5 أشهر في هجوم على مصر كان جزء من العمليات العسكرية المتعلقة بأزمة السويس. في مارس 1957 انسحب الجيش الإسرائيلي فجددت مصر الحكم العسكري على القطاع. في حرب 1967 احتل الجيش الإسرائيلي القطاع ثانية مع شبه جزيرة سيناء. في 1982 أكملت إسرائيل انسحابها من سيناء بموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، ولكن القطاع بقي تحت حكم عسكري إسرائيلي إذ فضلت مصر عدم تجديد سلطتها عليه.
دخلت إلى بعض مناطقه السلطة الوطنية الفلسطينية بعد توقيع اتفاقية أوسلو في العام 1993، وفي فبراير 2005، صوّتت الحكومة الإسرائيلية على تطبيق خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون للانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة وإزالة جميع المستوطنات الإسرائيلية والمستوطنين والقواعد العسكرية من القطاع، وتم الانتهاء من العملية في 12 سبتمبر 2005 بإعلانها إنهاء الحكم العسكري في القطاع.
يشكل القطاع مع الضفة الغربية، نواة الدولة الفلسطينية الموعودة التي تفاوض على اقامتها السلطة الفلسطينية منذ مايزيد عن 15 عام. (وهي الاراضي التي احتلتها إسرائيل في 5 حزيران 1967).
احتوى قطاع غزة ثمانية مخيمات، انتشرت في محافظة غزة (مخيمان)، ومحافظة دير البلح (أربعة مخيمات)، ومحافظة خانيونس (مخيم واحد)، ورفح (مخيم واحد). 1- جباليا: أُنشئ عام 1948، وهو يقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، وعلى مسافة كيلو متر عن الطريق الرئيسي (غزة ـ يافا). يحد المخيم من الغرب والجنوب قريتا جباليا، والنزلة، ومن الشمال قرية بيت لاهيا، ومن الشرق بساتين الحمضيات التابعة لحدود مجلس قروي جباليا ـ النزلة، وبيت لاهيا. بلغت مساحة المخيم، عند الإنشاء حوالي، 1403 دونمات، وصلت إلى 1448 دونماً، وبلغ عدد السكان آنذاك، حوالي 37,800 نسمة، مقسمين على 5587 عائلة، ووصل التعداد في عام 1995، إلى حوالي 80,137 نسمة. وهم نسبة المسجلين لدى "الوكالة"، وحوالي 36884 نسمة، هم نسبة المسجلين خارج المخيمات. ويعود معظم السكان بأصولهم إلى أسدود، ويافا، واللد. وفرت "الوكالة" مركزاً طبياً، به عيادة للأمومة والطفولة، وعيادة للأسنان، وعيادة للعيون، ولا يتوافر بالمركز الأدوات الضرورية، في أغلب الأحيان، ومعظم الحالات المرضية تحول إلى المستشفيات في غزة. كما توجد 13 مدرسة ابتدائية وثانوية، وخمس مدارس إعدادية، منها مدرستان تقعان خارج حدود المخيم. يذكر بأن مخيم جباليا انطلقت منه الشرارة الأولى للانتفاضة الأولى المباركة، في 8/12/1987. 2- النصيرات: أُنشئ عام 1948، وهو من المخيمات الكبرى في القطاع، من حيث عدد السكان والمساحة. ويضم أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين الذين شردوا من ديارهم، إبان النكبة. يقع على بعد 8 كم جنوب مدينة غزة، وعلى بعد 6 كم شمال بلدة دير البلح. أما الوادي المعروف باسم "وادي غزة"، فيفصل بين شمال النصيرات وجنوبها. ويعيش السكان في بيوت متلاصقة، وأكثر من 25% من هذه البيوت متداعية، ومعرضة للانهيار، ففي موسم شتاء عام 1983، ونتيجة لهبوب العواصف، سقطت وتهدم عدد كبير منها، وبخاصة تلك الواقعة على مقربة من الشاطئ. بلغ عدد السكان، عام 1967، حوالي 17600 نسمة، ارتفع إلى 28200 نسمة، في عام 1987، ووصل إلى 41323 نسمة، عام 1995. يزرع في أراضي المخيم المزروعات الصيفية، ويعتبر العنب أهم الفواكه المزروعة. وتقدم "الوكالة" العديد من الخدمات، في طليعتها الخدمات التعليمية، للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، ويعاني الطلاب الازدحام الشديد في الصفوف، ونقص عدد الغرف، فضلاً عن قلة عدد المدرسين والمدرسات. في المخيم مركز للنشاط النسائي، ومركز لرعاية وتدريب المكفوفين، روضة أطفال، ومركز لتعليم الطباعة والسكرتارية. وثمة عيادة طبية، ومستوصف صحي. كما يوجد مصنع لتصنيع الأخشاب، وآخر لتعليب الحمضيات. وتكثر المحلات التجارية، وخاصة محلات بيع الأسماك. حيث إن مهنة صيد الأسماك تعتبر مصدراً أساسياً للدخل. ويعاني المخيم العديد من المشكلات، منها الخدمات الكهربائية. 3- الشاطئ: أُنشئ مخيم الشاطئ في عام 1949، ويقع إلى الشمال الغربي من مدينة غزة، ويبعد عن وسط المدينة حوالي 4 كم، ويقع على شاطئ البحر من الجهة الشمالية. بلغت المساحة، عند الإنشاء، حوالي 519 دونماً، وصلت إلى 447 دونماً، وبلغ عدد السكان المقيمين داخل المخيم 63381 نسمة، أما المقيمون خارجه فحوالي 45835 نسمة، وهم اللاجئون المسجلون لدى "الوكالة"، عام 1995، والذين تعود أصولهم إلى أسدود، والمجدل، وحمامة، ويافا، والجورة، وغيرها. وقد تقلص عدد السكان، بعد خروج الآلاف منهم للسكن في مشاريع التوطين، مثل مشروع "الشيخ رضوان"، وكان الشرط الأساسي للحصول على منزل في المشروع هو أن يقوم المواطن بتسليم منزله في المخيم. ثمة بعض المؤسسات الاجتماعية، والثقافية، مثل: "مركز خدمات ورعاية الشباب" التابع "للوكالة" و"مركز الصحة السويدي"، وعيادة التوليد، والجمعية الإسلامية، التي تهتم بنشر الثقافة الإسلامية. معظم الشباب القادرين على العمل يعملون في إسرائيل، وحوالي 35% من القوى العاملة يعملون في صيد الأسماك. 4- البريج: أُنشئ المخيم عام 1949 على مساحة قدرها 528 دونماً، تقلصت بعد ذلك حتى وصلت إلى 478 دونماً. يقع إلى الجنوب من مدينة غزة، وهو أحد المخيمات النائية في القطاع. يحده من الشرق خط الهدنة، ومن الغرب مخيم النصيرات، ومن الشمال وادي غزة، ومن الجنوب مخيم المغازي. أقيم المخيم على أنقاض معسكر للجيش البريطاني، حيث بدأت "الوكالة" بإقامة الوحدات السكنية الأولية من الطوب، القرميد، والصفيح. ومع ازدياد النمو السكان، أخذ المخيم في التوسع، وسبب تسميته بهذا الاسم يرجع إلى البرج، الذي يقع بجوار المخيم. وبلغ عدد السكان، وفق إحصاءات 1995، حوالي 23820 نسمة داخل المخيم، و14990 نسمة خارج المخيم، ويرجع أصل السكان إلى قرى المجدل، وأسدود ويافا. في المخيم ثماني مدارس، منها ست مدارس ابتدائية، ومدرستان إعداديتان. المستوى الصحي متدنٍ، كغيره من المخيمات. 5- خانيونس: أُنشئ عام 1949، وبلغت مساحته، عند الإنشاء حوالي 549 دونماً، زادت بعد ذلك إلى 564 دونماً. ويقع شمال شرق مدينة خانيونس. يبلغ عدد السكان حوالي 49680 نسمة داخل المخيم، وحوالي 68792 نسمة خارج المخيم، حسب إحصاءات الوكالة لعام 1995، وهو، كسائر المخيمات، يعاني نقص المستشفيات والمدارس، وغيرها من الخدمات. 6- المغازي: أُنشئ عام 1949، ويقع في منتصف قطاع غزة، تقريباً وإلى الجنوب من مدينة غزة. يحده من الغرب قرية الزوايدة ومن الشمال مخيم البريج، ومن الجنوب دير البلح. بلغت مساحة المخيم، عند الإنشاء، 599 دونماً، تقلصت إلى حوالي 548 دونماً. وهذه المساحة تنقسم إلى قسمين: القسم الأكبر للزراعة، والآخر مساكن. وتعتبر الزراعة أهم الحرف التي يمارسها السكان. يبلغ عدد السكان حوالي 16868 نسمة، وتعد الكثافة السكانية أعلى نسبة في القطاع، ويعاني المخيم نقص الخدمات، وأهمها عدم وجود صرف صحي، وسوء الطرق. 7- دير البلح: أُنشئ المخيم بعد النكبة، ولم يستدل على تاريخ إنشائه، بلغت مساحة المخيم، عند الإنشاء، حوالي 156 دونماً، تقلصت إلى 132 دونماً، ويقع شمال غرب مدينة دير البلح، ويعاني، كغيره من المخيمات، نقص الخدمات التعليمية، والصحية، والاجتماعية. 8- رفح: أُنشئ عام 1949، وهو من أكبر مخيمات قطاع غزة، من حيث عدد السكان. يقع في قلب مدينة رفح، وهو أُنشئ من قبل "الوكالة" لإيواء اللاجئين، حيث أقامت لهم "الوكالة" وحدات سكنية بسيطة، من الطوب، والصفيح. بلغ عدد السكان، حسب إحصاءات 1995، حوالي 72729 نسمة، المسجلين داخل المخيم. وهناك حوالي 40563 نسمة خارج المخيم، حيث يشكل اللاجئون حوالي ثلث سكان رفح. يتحدر أهالي المخيم من القرى. والمدن العربية داخل فلسطين عام 1948، من اللد والرملة، ويافا، والقرى المحيطة بها. وتسمى أحياء المخيم بأسماء القرى الفلسطينية، التي هاجروا منها. يقسم الشارع العام، أو شارع البحر، المخيم إلى قسمين: القسم الشمالي ويضم الشابورة، والقسم الجنوبي، الملاصق للحدود، ويضم حي يبنا. وقامت سلطات الاحتلال بهدم العديد من المنازل، وشق الشوارع، واقتلاع الأشجار في منطقة المخيم؛ "لأسباب أمنية"! بدأت هذه الممارسات عام 1971، حيث شقت سلطات الاحتلال شارعاً، بعرض 250 م، وشارعاً آخر في حي يبنا، بعرض 150 م. يعمل معظم سكان المخيم في سوق العمل الصهيوني، بأجور زهيدة قبل انتفاضة الأقصى والاستقلال. لا مرافق صحية تتناسب مع عدد السكان، كما يوجد في المخيم عدد كبير من المتعلمين الذين يحملون الشهادات الأكاديمية العليا، المعاهد. وفي المخيم 9 مدارس ابتدائية للبنين، و12 مدرسة ابتدائية للبنات، و4 مدارس إعدادية للبنين، ومثلها للبنات، عدا بعض رياض الأطفال. جدير بالذكر أن السلطات الصهيونية قامت بالعديد من المشاريع داخل المخيم، بهدف التوطين، فأقامت حي البرازيل ـ أتى اسمه لوقوعه في نفس موقع الكتيبة البرازيلية ضمن القوات الدولية ما بين 1957، 1967 ـ شرق مدينة رفح. ويقسم هذا المشروع إلى ثلاثة أقسام (أ، ب، ج). وأقامت سلطات الاحتلال حياً في تل السلطان في الجهة الغربية عام 1979، ويحتوي على أكثر من 1050 وحدة سكنية بمساحة ألف دونم، وزعتها سلطات الاحتلال بشرط هدم البيوت القديمة في المخيم، بهدف التوطين.
غزة عبر التاريخ:
مدينة غزة قديمة قدم التاريخ فهي وليدة عصور متتالية وقرون طويلة، تركت بصماتها فيها، وتركت هي أيضاً بصماتها على مدى السنين وتوالي الأيام، وكان من أقدم. من سكن غزة من القبائل الكنعانية هم الأليقيم كما سكنها منهم بطون المعنيين، وهم أول من ارتادها وغشي أسواقها من العرب الأوائل، ويذكر بعض المؤرخين أن المعينين هم أول من أسسوا مدينة غزة بعد اكتشاف أهمية موقعها، وأهمية الطرق المؤدية إليها، والخارجة منها وبعد المعينين أخذ السبئيون يؤمون غزة بقوافلهم التجارية، ومن أقدم من استوطن غزة العويون ثم الكنعانيون ثم العناقيون كما استوطنها المديانيون والأدوميون والعموريون والكنعانيين وغيرهم إلا أن الكنعانيون هم أول من سكنوها وحافظوا على وجودها وتركوا بصماتهم على تاريخها الطويل، وسجل التاريخ بأن الكنعانيين هم العرب الأوائل الذين يرجعون بأنسابهم إلى العمالقة، وجاءت هجرتهم مد للموجات السامية التي أخذت طريقها إلى البلاد، ويذكر المؤرخون أن مدينة غزة يعود تاريخها إلى 4000- 3500 سنة قبل الميلاد.
وقد سميت فلسطين في ذلك الوقت بأراضي كنعان، كانت غزة تمثل الحد الجنوبي من أرض كنعان التي امتدت إلى الشمال في عكا وصيدا، وعلى طول الساحل أقيمت المدن الكنعانية المحاطة بالأسوار وشيدوا حضارة عظمى، عرفت التجارة والصناعة والتعدين، كما اخترعوا الحروف الهجائية، ووضعوا الشرائع والقوانين، وعبد الكنعانيون الأصنام، ومن أصنامهم بعل أو السيد وهو الإله الذي اشتهرت به غزة عندما كانت عبادة الأوثان هي السائدة.
وكان الكنعانيون ماهرين في فنون الحرب، وتميزوا بالجرأة لدرجة أنهم ثاروا على ملوك مصر مثل رعمسيس الثاني والمشهور باسم سيزو سترس أو رعمسيس الأكبر، وهو أعظم من ملك مصر بالحكمة والبطش مدة طويلة، وقاوم الكنعانيون الغزوة العبرية، مما أثار حفيظة الإسرائيليين، فتناولوهم كثيراً في أشعارهم لكثرة ما بطشوا بهم كما ذكروا غزة كثيراً فقالوا في الإصحاح الثاني من سفر صفينا إن غزة تكون متروكة، واشكلون للخراب.
ولقد كان لغزة شأن مع المصريين القدماء والفراعنة، حيث عبر الكثير من ملوك مصر الفراعنة، إما لفتحها أو للانطلاق منها لفتح الشام، وكانت ذات أهمية خاصة لهم، وكانت في عهد الأسرة الثامنة عشر والتاسعة عشر المقر الرئيسي للجيش المصري المحتل لفلسطين، واتخذها تحتمس قاعدة لهجومه، ثم خضعت غزة لسيطرة الهكسوس بعد أن تمنعت عنهم مدة طويلة، عندما كانت تأخذ موقعاً عند تل العجول، حيث كان البحر قريباً من المدينة، والسفن ترسوا على شواطئها، واستوطنها الهكسوس استعداداً لهجومهم على مصر، وشهدت غزة نوعاً من الازدهار في عهدهم، قبل طردهم من قبل المصريين، وقد عثر على كثير من الآثار التي تدل على هذه الحقبة من تاريخ غزة، تضمن حلي ذهبية وكنوز ثمينة.
ثم خضعت مدينة غزة للفلسطينيين، وهم شعب جاء من البحر المتوسط، وأسسوا خمس ممالك، وكانت غزة إحداها، أما الأربعة الأخرى فهي عسقلان- اسدود- وجت وعفرون، وقد أطلق اسم فلسطين على أرض كنعان نسبة إلى هذه القبائل، وحارب الفلسطينيون الغزاة الإسرائيليين، وحالوا دون سيطرتهم على المدن الفلسطينية، وكان للفلسطينيين مراكب وعربات الخيول وبرعوا في صناعة المحاريث والآلات المنزلية، وكانت لهم ديانة، ومن أشهر هياكلهم الآلهة داجوان.
ثم تعرضت مدينة غزة لحكم الأشوريين، وكان ذلك في عهد ملكهم تبغلات بلازر الأول، ودارت معارك متعددة بين المصريين والأشوريين، حيث تحالف أهلها مع المصريين، ثم جاء الملك سرجت، وتمكن من إخضاعها، وأسر ملكها حانون عام 720 ق م، وقد سميت غزة آنذاك باسم مارنا أو سيدنا، وظلت خاضعة للأشوريين حتى عام 609 ق م، حيث أعادها الملك نيخو الثاني المصري إلى حظيرة المملكة المصرية بقوة السلاح.
وبعد ذلك خضعت غزة لحكم البابليين، وكان أول من هاجمها منهم الملك سرجون الأكادي، ثم ابنه كارام سين، إلا أن حكمهم لم يدم طويلاً لتمكن المصريين من استرداد المدينة ولكنهم تراجعوا تحت ضغط البابليين، وخضعت غزة مرة ثانية للبابليين.
في عام 535 ق.م خضعت غزة لحكم الفرس في عهد ملكهم قنبيز، واتخذوها موقعاً حربياً ومنطلقا لتحركاتهم نحو مصر، ومنحت غزة إدارة مستقلة ضمن التشكيلات الإدارية التي أحدثتها الفرس على فلسطين، ثم خضعت غزة للحكم اليوناني في عهد الإسكندر الأكبر المقدوني عام 332 ق م. بعد أن حاصرها مدة طويلة، لأنها استعصت عليه، وأصبحت مدينة عظيمة، وشجع عدد من اليونانيين لإقامة فيها والاختلاط بأهلها، وانتشرت اللغة اليونانية في البلاد، وأصبحت لغة البلاد الرسمية، ولغة العلم والمدارس، ثم خضعت المدينة لحكم الرومان عام 96ق م، وكانت غزة تدار رأساً من إمبراطور الرومان عن طريق مندوب سامي، وقد أقام الرومان مصانع لسك النقود في غزة، وكانت هذه النقود تحمل اسم غزة على وجه، والحرف M على الوجه الآخر، إشارة إلى الصنم المعبود مارنا، وحملت بعض النقود صور انطوينوس وعلى الوجه الآخر صنم الحظ تيخافون، وظهرت صور أخرى على أنواع العملة المسكوكة في غزة، وازدهرت التجارة والعمران في عهد الرومان الذين أعادوا بناءها.
وتشير كتب التاريخ إلى صلابة شعب غزة وتمسكه الدائم بما ورثه، وحفاظه على قوميته وكرهه للغزاة، وكانت غزة في العهد القديم من معاقل الوثنية، حيث كان يوجد فيها ثماني هياكل وثنيه، عدا الأصنام الكثيرة التي كانت موجود في البيوت والقصور، بالإضافة إلى الاله داجون، وهو من الآلهة التي عبدها سكان غزة في العهود الغابرة ولا سيما عهد الفلسطينيين، وعند ظهور المسيحية بلغ العداء أشده بين الوثنيين والمسيحيين عام 395 ق.م عندما تولى الأسقفية فيها بروفيريوس الذي واصل جهوده لنشر المسيحية بعد أن حصل على تأييد الإمبراطورة افدوكسيا التي أقرت بإغلاق المعابد الوطنية، وفعلاً تم إغلاق وهدم المعابد في عملية استغرقت 10 أيام.
وفي عام 634 ق.م فتحت مدينة غزة من قبل العرب المسيحيين على يد القائد أبي أمامة الباهلي بعد معركة الدمثية – داثن.
وأنشأ العرب المسيحيون في غزة الحصون التي أنشئوها على السواحل، وكانوا يسمونها الرباطات، وأنشئ في غزة العديد منها، والرباط نوع من مراكز المراقبة.
وفي عام 1100م ثم احتلال مدينة غزة من قبل الصليبيين بقيادة جودفري، وقد حاول الصليبيون طمس أهمية غزة التجارية، إذ جعلوا عسقلان المركز الرئيسي للنصرانية في فلسطين، ولم يعتنوا بها من الناحية العسكرية، واستمر ذلك حتى عام 1149 عندما أمر الملك الصليبي بلدوين الثالث بإعادة تحصين غزة، فهدم أسوارها القديمة وبني فيها سوراً جديداً عادت غزة للحكم الإسلامي عام 1187م بعد انتصار المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين في موقعه حطين، ثم عادت غزة ثانية إلى حكم الصليبيين، إلا أن القائد بيبرس تمكن من هزيمة الصليبيين في معركة غزة الثانية، والتي كانت لها أكبر الأثر في طرد الصليبيين من فلسطين، حتى أن بعض المؤرخين أطلقوا عليها حطين الثانية.
ثم تعرضت غزة للغزو المغولي المدمر إلا أن المسلمين تمكنوا من هزيمتهم على يد القائد ركن الدين بيبرس عام 1260م في موقعة عين جالوت، وتم طرد المغول نهائياً من فلسطين.
وهكذا فإن غزة كانت في عهد المماليك محطة للسلاطين يمرون منها في كل غزوة ضد الصليبيين، أو المغول، فأصبحت من أهم مراكز البريد، وقد زارها سلاطين المماليك والكثير من الرحالة.
ثم خضعت غزة للحكم العثماني بعد انتصار العثمانيين على المماليك، في موقعه مرج دابق عام 1516م، ولعبت دوراً هاما إبان الحكم العثماني وكانت في أغلب الأوقات سنجقاً أو لواء في ولاية الشام.
وفي عام 1799م، احتلها نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام، كما دخلت تحت الحكم المصري عام 1831 بعد أن أرسل محمد على إلى مصر حملة إلى بلاد الشام بقيادة ابنه إبراهيم باشا وانسحب عام 1841م.
وفي عام 1917م دخلت غزة تحت الحكم البريطاني، واستمرت كذلك حتى عام 1948 حيث خضعت للإدارة المصرية، وفي عام 1967 وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب حرب الخامس من حزيران 1967، وفي عام 1994 غادر جنود الاحتلال الإسرائيلي مدينة غزة لتتولى إدارة المدينة السلطة الوطنية الفلسطينية إثر اتفاقات أوسلو.
وطوال هذا التاريخ الطويل كانت غزة جزءاً من الوطن الفلسطيني، شاركت في جميع الثورات ضد البريطانيين واليهود أعوام 1929، 1936، 1948، ثم تعرضت لعدوان 1956 و1967 وقد تعرض أهالي مدينة غزة لممارسات المحتلين من قتل وتشريد ونسف للمنازل.
السكان والنشاط الاقتصادي:
تعرض سكان غزة إلى التذبذب بين الزيادة والنقصان، حيث قدر عدد سكان مدينة غزة عام 1840م نحو 2000 نسمة، وأصبح العدد في مطلع القرن العشرين26000 نسمة وقبل الحرب العالمية الأولى وصل إلى 32000 نسمة، انخفض بشكل حاد بعد الحرب ليصل إلى 4000 نسمة، ثم عاد للارتفاع ليصل إلى 17000 نسمة عام 1927، و19695 نسمة عام 1938 ووصل إلى 40000 نسمة عام 1947، ثم ارتفع بشكل كبير بعد عام 1946 بسبب تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين توصل عدد سكان مدينة غزة إلى 102431 نسمة عام 1954 وتوالت بعد الزيادات السكانية لمدينة غزة.
وقد مارس سكان مدينة غزة العديد من الأنشطة أهمها:
الزارعة: وقد حاولت مدينة غزة أن تنهض باقتصادها الزراعي لدرجة أنها كانت تصدر كميات كبيرة من إنتاجها كالشعير التي صدرت منه 18616 طناً عام 1930 على الرغم من عدم تشجيع حكومة الانتداب البريطاني لهذا المحصول.
وكانت غزة مشهورة بزيتها وزيتونها، وكان زيتها يصدر إلى الخارج وإلى سائر المدن الفلسطينية بكميات كبيرة، حيث انتشرت غابات الزيتون حول مدينة غزة إلا أن الجيش التركي قطع حوالي 95% من أشجار الزيتون لاستعمال حطبها للوقود بدلاً من الفحم الحجري في تسيير القطارات.
ولذلك أصبحت غزة من أقل المدن إنتاجاً للزيتون وزيته، وبالإضافة إلى الزيتون كان هناك أشجار النخيل والكروم والبساتين والخضراوات.
الصناعة: واشتهرت مدينة غزة بالعديد من الصناعات، أهمها صناعة النسيج، حيث كانت تنسج الصوف وقد وجد في غزة عام 1943 44 نولاً تنسج البسط والعباءات و 20 نولاً لنسج الأقمشة القطنية والحريرية المستعملة في الأبنية البلدية والريفية، وقد لعبت هذه الصناعة دوراً كبيراً أثناء الحرب العالمية الثانية وانصراف المواطنين إلى الصناعات المحلية.
وبالإضافة إلى صناعة النسيج كان هناك صناعة الفخار، حيث كان يصدر فخارها إلى سائر المدن الفلسطينية، وصناعة الجلود والدباغة، واستخراج الكبريت من منطقة المشبه على بعد 6 كم جنوب شرق غزة، حيث ثم استخراج 422 طناً عام 1936، إلا أن المصنع توقف أثناء الحرب العالمية الثانية، ولم يعمل منذ ذلك التاريخ، وهناك صناعات أخرى مثل صنع الملابس والحلويات وغيرها.
أما بعد عام 1946م فقد تطور النشاط الاقتصادي كماً ونوعاً، ففي مجال الزراعة أصبحت الحمضيات هي القطاع الأهم الذي يحقق دخلاً، حيث وصلت المساحة المزروعة بالحمضيات عام 1966 حوالي 70000 دونم، وقد مارست إسرائيل ضغوطاً على هذا المحصول بعد احتلالها للمدينة عام 1967م، فبعد أن وصل الإنتاج عام 1975-1976 إلى 237.100 طن انخفض ليصبح 153000 طن عام 1983، وذلك بسبب الممارسات الإسرائيلية المتمثلة في قطع الأشجار وعدم السماح بزراعة مساحات جديدة من أشجار الحمضيات، حيث لم تشهد سنوات الاحتلال أي نشاط صناعي، كما أنها عملت على إجهاض أي محاولة لتطوير الصناعات المحلية