السؤال رقم (7):
ما اسم العملية التي استشهدت فيها دلال المغربي و في اي سنه حدثت و ما هي تفاصيل تلك العملية؟
دلال المغربي فتاة فلسطينية وُلدت عام 1958 في مخيم للآجئين في صبرا القريب من بيروت, شاركت بالعملية العسكرية التي عُرفت بإسم "عملية الساحل" في أراضي فلسطين المحتلة عام 48 في آذار 1978 مع مجموعة دير ياسين و قامت بإختطاف حافلة كانت متوجهة من حيفا إلى "تل أبيب" و إستشهدت في تلك العملية.
و تالياً تفاصيل العملية:
في صباح يوم 11 آذار 1978 نزلت دلال مع فرقتها الفدائية.ركبت مجموعة دير ياسين سفينة نقل تجارية تقرر أن توصلهم إلى مسافة 12 ميل عن الشاطئ الفلسطيني ثم استقلت المجموعة زوارق مطاطية تصل بهم إلى شاطئ مدينة يافا القريبة من "تل أبيب" حيث مقر البرلمان الهدف الأول للعملية غير أن رياح البحر المتوسط كانت قوية في ذلك اليوم فحالت دون وصول الزوارق إلى الشاطئ في الوقت المحدد لها الأمر الذي دفع بالزورقين المطاطيين إلى البقاء في عرض البحر ليلة كاملة تتقاذفها الأمواج حتى لاحت أضواء" تل أبيب" ووصلوا إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ ولم يكتشفها "الإسرائيليون" حيث لم تكن "إسرائيل" تتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينيين القيام بإنزال على الشاطئ على هذا النحو كما نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو "تل أبيب" ثم تجاوزت مع مجموعتها الشاطئ إلى الطريق العام قرب مستعمرة (معجان ميخائيل) حيث تمكنت دلال المغربي ومجموعتها من إيقاف سيارة باص كبيرة بلغ عدد ركابها ثلاثين راكبا وأجبروها على التوجه نحو "تل أبيب".. في أثناء الطريق استطاعت المجموعة السيطرة على باص ثاني ونقل ركابه إلى الباص الأول وتم احتجازهم كرهائن ليصل العدد إلى 68 رهينة.
كان الهجوم يخيم على وجوه الرهائن إذ لم يخطر ببالهم رؤية فدائيين على أرض فلسطين، وخاطبتهم قائلة: نحن لا نريد قتلكم نحن نحتجزكم فقط كرهائن لنخلص إخواننا المعتقلين في سجون دولتكم المزعومة من براثن الأسر، وأردفت بصوت خطابي نحن شعب يطالب بحقه بوطنه الذي سرقتموه ما الذي جاء بكم إلى أرضنا ؟ وحين رأت دلال ملامح الاستغراب في وجوه الرهائن سألتهم : هل تفهمون لغتي أم أنكم غرباء عن اللغة والوطن !!! هنا ظهر صوت يرتجف من بين الرهائن لفتاة قالت إنها يهودية من اليمن تعرف العربية، فطلبت دلال من الفتاة أن تترجم ما تقوله للرهائن ثم أردفت دلال تستكمل خطابها بنبرات يعلوها القهر: لتعلموا جميعا أن أرض فلسطين عربية وستظل كذلك مهما علت أصواتكم وبنيانكم على أرضها. ثم أخرجت دلال من حقيبتها علم فلسطين وقبلته بكل خشوع ثم علقته داخل الباص وهي تردد....
بلادي... بلادي... بلادي ** لك حبي وفؤادي
فلسطين يا أرض الجدود ** إليك لا بد أن نعود
عند هذه المرحلة اكتشفت القوات الإسرائيلية العملية فجندت قطع كبيرة من الجيش وحرس الحدود لمواجهة الفدائيين وسعت لوضع الحواجز في جميع الطرق المؤدية إلى "تل أبيب" لكن الفدائيين تمكنوا من تجاوز الحاجز الأول ومواجهة عربة من الجنود وقتلهم جميعا الأمر الذي دفع بقوات الاحتلال إلى المزيد من تكثيف الحواجز حول الطرق المؤدية إلى "تل أبيب" غير أن الفدائيين استطاعوا تجاوز حاجز ثان وثالث حتى أطلوا على مشارف "تل أبيب" فارتفعت روحهم المعنوية أملا في تحقيق الهدف لكن قوات الاحتلال صعدت من إمكاناتها العسكرية بمزيد من الحشود لمواجهة ثلاثة عشر فدائيا تقودهم فتاة أطلوا من خلف الشتات بأسلحة خفيفة صمدت في وجه دباباتهم فتمركزت الآليات العسكرية المدرعة قرب ناد ريفي اسمه (كانتري كلوب) وأصدر إيهود باراك، أوامره بإيقاف الباص بأي ثمن.
فعملت قوات الاحتلال على تعطيل إطارات الباص ومواجهته بمدرعة عسكرية لإجباره على الوقوف.. حاولت المجموعة الفدائية مخاطبة الجيش بهدف التفاوض وأملا في ألا يصاب أحد من الرهائن بأذى لكن جيش الاحتلال رفض أن يصغي لصوت الفتاة اليهودية المغربية التي حاولت محادثتهم من نافذة الباص بل إن الجيش أعلن عبر مكبرات الصوت أن لا تفاوض مع جماعة (المخربين) وأن عليهم الاستسلام فقط.
ثم أصدرت دلال أوامرها للمجموعة بمواجهة قوى الاحتلال وجرت معركة عنيفة ضربت خلالها دلال المغربي ومجموعتها نماذج في الصمود والجرأة في الأوقات الصعبة عندما نجحت في اختراق الجيش ومقاتلته بأسلحتها البسيطة التي استخدمتها في آن واحد. أصيبت دلال واستشهد ستة من المجموعة وبدأ الوضع ينقلب لمصلحة الجيش خاصة وأن ذخيرة المجموعة بدأت في النفاذ.كانت قوات الاحتلال خلال هذا المشهد تطلق قذائفها غير مبالية باليهود الرهائن المحتجزين بالباص، فسقطوا بين قتيل وجريح وظهر للمجموعة أن الوضع أخذ في التردي خاصة وأن دلال أصيبت إصابة بالغة.
استشهدت دلال المغربي ومعها أحد عشر من الفدائيين بعد أن كبدت جيش الاحتلال حوالي (30 قتيلا وأكثر من 80 جريحا) كرقم أعلنته قوات الاحتلال، أما الاثنين الآخرين فتقول الروايات انه نجح أحدهما في الفرار والآخر وقع أسيرا متأثرا بجراحه فأقبلت قوات الاحتلال بشراسة وعنجهية على الأسير الجريح تسأله عن قائد المجموعة فأشار بيده إلى دلال وقد تخضبت بثوب عرسها الفلسطيني، لم يصدق إيهود براك ذلك فأعاد سؤاله على الأسير الجريح مهددا ومتوعدا فكرر الأسير قوله السابق: إنها دلال المغربي. فاقبل عليها إيهود باراك يشدها من شعرها ويركلها بقدمه بصلف ظالم لا يقر بحرمة الأموات.
تركت دلال المغربي التي بدت في الصورة وباراك يشدها من شعرها وهي أمام المصورين وصية تطلب فيها من رفاقها المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني
"ثورة البُراق" إندلعت إبان الإنتداب البريطاني, في أي سنة تحديداً إندلعت, ما سببها, و عمَ أسفرت؟
أولاً أشكرك وأشكر الأخوة الذين أثلجوا الصدر بهذا التفاعل الذي أحيا عندنا شيء من التاريخ الفلسطيني ..يا الهي كم كنت مغيب عن بعض الأمور ..وان شاء الله يستمر هذا التاريخ واحياؤه على أيديكم ..
ان شاء الله أكون قد أجبت على سؤالك بالتالي ..
الثورات الفلسطينية دوماً كانت عبارة عن مقاومة في نفس الانسان الفلسطيني ضد احتلاله أو إهانته أو سلب أرضه فمع تزايد تدفق المهاجرين اليهود إلى فلسطين برعاية بريطانية ،تصاعدت الاعتداءات الصهيونية على حائط البراق الذي شكل بؤرة الاستهداف اليهودي .
يعود تسلسل الأحداث إلى عام خمسة وعشرين ،عندما وقع أول صدام بين العرب واليهود ،بسبب تعديات هؤلاء على حائط البراق ،بعد عامين من ذلك حاول البريطانيون التحايل لتثبيت حقوق مزعومة لليهود في الحائط ،فقام حاكم مقاطعة القدس الإنجليزي ،بإعلام رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ،أنه لن يسمح بالذهاب إلى حائط البراق حفاظا على الأمن العام ،وتحديدا في ساعات معينة ،لأن اليهود اعتادوا أن يجتمعوا في تلك الأوقات لأجل الصلاة .
رفض رئيس المجلس التحرك ،في كتاب مفصل اعترض فيه على الذرائع التي ساقها الحاكم الإنجليزي مبينا أن منع المسلمين من دخول الحرم والتوجه إلى حائط البراق يمنح اليهود حقوقا ليست لهم في المكان ،فضلا عن أنه يثير عواطف المسلمين ،وتم إحباط المسعى البريطاني
لكن اليهود واصلوا الاستفزازات والتجمع أمام الحائط ،ووقعت صدامات محدودة جديدة سنة ثمان وعشرين اضطرت بعدها الحكومة البريطانية إلى إصدار كتاب أبيض يدعو للحفاظ على الحالة الراهنة لحائط البراق والاعتراف للمسلمين بحقهم في ملكيته.
مع مطلع العام تسعة وعشرين من القرن الماضي تصاعدت التحركات البريطانية لتنفيذ وعد بلفور بتسهيلات واسعة لتدفق المهاجرين اليهود الصهاينة إلى فلسطين ،وبمصادرة الأراضي لصالح الاستيطان اليهودي .
استشعر الصهاينة أنهم يملكون القوة والدعم البريطاني ،فأطلقوا في آب أغسطس من العام المذكور مظاهرة ضخمة في تل أبيب ،خرج المشاركون فيها "الحائط حائطنا" ودعوا إلى التوجه نحو القدس في اليوم التالي ،وبالفعل انطلقت في الموعد المحدد مظاهرة كبيرة لليهود في بيت المقدس ،وتوجهت نحو حائط البراق ،مع تكرار الهتاف :الحائط حائطنا ،وقاموا بتركيز أدوات خاصة بهم قرب الحائط.
صادف اليوم التالي عيد المولد النبوي ،الذي اعتاد المسلمون الاحتفال به في الحرم القدسي الشريف، وقد جاءت جموع كبيرة منهم للاحتفال بالمناسبة .
بعد أداء صلاة الظهر انطلق المصلون إلى حائط البراق ،وهناك استمعوا إلى خطبة من الشيخ حسن أبو السعود ،تبين فيها الأخطار التي تتهدد المقدسات الإسلامية ،فقام المتظاهرون بتحطيم منضدة لليهود أمام حائط البراق ،وأخرجوا من فجواته الأوراق التي وضعها اليهود فيها.
تجددت الإصتدامات الدامية في اليوم التالي ،فسارعت قوات الاحتلال البريطاني إلى التدخل لصالح الصهاينة واعتقلت عددا من الشباب العرب استمرت الصدامات متفرقة ،فيما تواترت الأنباء عن نية الصهاينة الاستيلاء على حائط البراق ،فاندفعت أعداد كبيرة من أهالي مدن وقرى فلسطينية إلى بيت المقدس يوم الجمعة ،الثالث والعشرين من الشهر الثامن لعام تسعة وعشرين ،لأداء الصلاة في الحرم القدسي ،وحماية البراق.
تسلح الفلسطينيون بالعصي والهراوات ،ولدى خروجهم من صلاة الجمعة وجدوا تجمعا من الصهاينة يتحداهم فاندلعت مواجهات عنيفة ،تدخلت فيها القوات البريطانية مطلقة النار على العرب ،ودفعت بالمصفحات إلى المدينة، فيما حلقت الطائرات في الجو لإرهاب المقدسيين ،الذين تمترسوا في المدينة والحرم للدفاع عنهما.
ومع وصول أبناء القدس،إلى بقية أنحاء فلسطين ،اندلعت ثورة البراق ،حيث هاجم الشبان الفلسطينيون ،المستعمرات الصهيونية ومراكز البوليس البريطاني ،وتمكنوا من تدمير ست مستعمرات تدميرا كاملا .
مما صعد أوار الثورة مهاجهة اليهود لمسجد عكاشة القديم في القدس ،تدنيسه،وكذلك التدخل السافر للقوات البريطانية ضد العرب ،شملت أحداث الثورة معظم مدن فلسطين ،وتركزت أعنف المواجهات في الخليل ونابلس وبيسان وحيفا وصفد واستمرت فعاليات الثورة فيها نحو عام كامل .
قتل في أحداث ثورة البراق مئة وثلاثة وثلاثون صهيونيا ،واستشهد مئة وستة عشر مواطنا فلسطينيا واعتقلت سلطات الانتداب تسعمائة مواطن فلسطيني،أصدرت أحكاما بالإعدام على سبعة وعشرين منهم ،ونفذته في ثلاثة منهم هم الشهداء:" محمد جمجوم،فؤاد حجازي ، عطا الزير".
وطبقت السلطات البريطانية عقوبات جماعية على المدن والقرى الفلسطينية ما أظهر أن العرب في فلسطين ،يواجهون عدوين متلاحمين هما "الانتداب البريطاني والعدو الصهيوني ".
أكدت ثورة البراق أن الشعب الفلسطيني مستعد للدفاع عن أرضه ،وبتأثير الثورة،جاءت لجنة (شو) إلى فلسطين ،وأوصت بعد مئة يوم من عملها بتخفيف الهجرة اليهودية إلى فلسطين ،وأكدت أن البراق ملكية إسلامية ،لا حق لليهود فيه.
السؤال رقم (9):
مجزرة دير ياسين متى حدثت، وعلى يد مَن مِن الجماعات اليهودية ..وما هي أرقام هذه المجزرة ؟
مذبحة دير ياسين 9/نيسان /1948
في ليلة 9 أبريل/نيسان 1948، الإرجون حاصروا قرية دير ياسين، الواقعة على أطراف القدس. هاجم إرهابيو مناحيم بيغن القرية التي سكانها حوالى 700 شخص، قتل منهم 254 أغلبهم من العجائز والنساء والأطفال وجرح 300 آخرون. ترك الإرهابيون العديد من الجثث في القرية، وإستعرضوا بما يزيد عن 150 إمرأة وطفل مأسورين في القطاع اليهودي من القدس.
الهاجانا والوكالة اليهودية، الذي شجبا بشكل عامّ هذا العمل الوحشي بعد كشف التفاصيل بعد بضع أيام، عملا على منع الصليب الأحمر من التحقيق في الهجوم. سمح بعد ثلاثة أيام من الهجوم من قبل جيش الصهاينة للسيد جاك رينير، الممثل الرئيسي للجنة الصليب الأحمر الدولية في القدس، بزيارة القرية المحاصرة بجيش الصهاينة.
وقّع القرويّين من دير ياسين معاهدة عدم إعتداء مع زعماء الجوار اليهود، ووافقوا على منع أفراد جيش المجاهين العرب من إستعمال القرية كقاعدة لعملياتهم.
بيان جاك رينير
الممثل الرئيسي للجنة الدولية للصليب الأحمر
" يوم السبت، 10 أبريل/نيسان، بعد الظهر، أستقبلت مكالمة هاتفية من العرب يستجدونني للذهاب حالا إلى دير ياسين حيث ذبح السكان المدنيين العرب في القرية بالكاملة.
علّمت بأنّ متطرّفين من عصابة الإرجون يحمون هذا القطاع، الواقع قرب القدس. الوكالة اليهودية ومقر عام الهاجانا العامّ قالوا بأنّهم لا يعرفون شيئ حول هذه المسألة وعلاوة على ذلك بإنّه يستحيل لأي احد إختراق منطقة الإرجون.
وقد طلبوا من بأنّ لا أشترك في هذه المسألة للخطر الممكن التعرض لة إذا ذهبت الى هناك. ليس فقط أنهم لن يساعدونني لكنّهم يرفضون تحمل أى مسؤولية لما سيحدث بالتأكيد لي. أجبت بأنّني سوف أذهب الى هناك حالا، تلك الوكالة اليهودية سيئة السمعة تمارس سلطتها على الإقاليم التي تحت أيادي اليهودي والوكالة مسؤولة عن حريتي في العمل ضمن تلك الحدود.
في الحقيقة، أنا لا أعرف ما يمكن أن أعمل. بدون دعم اليهود يستحيل الوصول لتلك القرية. بعد تفكير، فجأة تذكّر بأنّ ممرضة يهودية من أحد المستشفيات طلبت مني أن آخذها الى هناك و أعطتني رقم الهاتف الخاص بها، وقالت بأنةّ يمكنني الإتصال بها عند الضرورة. أتصلت بها في وقت متأخر من المساء وأخبرتها بالحالة. أخبرتني بأنني يجب أن أكون في موقع أتفقنا علية في اليوم التالي في السّاعة السّابعة صباحا وللأخذ في سيارتي الشخص الذي سيكون هناك.
في اليوم التالي في تمام الساعة المحددة وفي الموقع المتفق علية، كان هناك شخص بالملابس المدنية، لكن بمسدّس في جيبة، قفز إلى سيارتي وطلب مني السياقة بإستمرار. بناء علي طلبي، وافق على تعريفي بالطريق إلى دير ياسين، لكنّه أعترف لي بأنى لن يقدر على عمل أكثر من ذلك لي و تركني لوحدي. خرجت من حدود القدس، تركت الطريق الرئيسي والموقع العسكري الأخير ومشيت في طريق متقاطع مع الطريق الرئيسي. قريبا جدا أوقفني جنديان مسلحان.
فهمت منهم أنه يجب أن أترك السيارة للتفتيش الجسماني. ثمّ أفهمني أحدهم بأنّي سجين لدية. و لكن الآخر أخذ بيدّي، كان لا يفهم الإنجليزية ولا الفرنسية، لكن بالألمانية فهمته تماما. أخبرني أنه سعيد برؤية مندوب من الصليب الأحمر، لكونة سجينا سابقا في معسكر لليهود في ألمانيا وهو يدين بحياته إلى بعثة الصليب الأحمر التي تدخّلت لأنقاذ حياته. قال بأنّي أكثر من أخّ له وبأنّه سوف يعمل أي شئ أطلبة. لنذهب إلى دير ياسين.
وصلنا لمسافة 500 متر من القرية، يجب أن ننتظر وقت طويل للحصول على رخصة للأقتراب. كان هناك أحتمال إطلاق النار من الجانب العربي في كلّ مرّة يحاول شخص ما عبور الطريق للقطاع اليهودي و كان رجال الإرجون لا يبدون راغبين في تيسير الأمر. أخيرا وصل أحد الإرجون عيونه ذات نظرة باردة قاسية غريبة. قلت لة أنا في بعثة أنسانية و لست قادم للتحقيق. أريد أن أساعد الجرحى وأعيد الموتى.
علاوة على ذلك، لقد وقع اليهود أتفاقية جنيف ولذا فأنا في بعثة رسمية. تلك العبارة الأخيرة أثارت غضب هذا الضابط الذي طلب مني أن أدرك بشكل نهائي أن الإرجون هم وحدهم من له السيطرة هنا ولا أحد غيرهم، ولا حتى الوكالة اليهودية.
الدليل سمع الأصوات المرتفعة فتدخّل... بعد ذلك أخبرني الضابط أنة يمكنني فعل كل ما أعتقد أنة مناسب ولكن على مسؤوليتي الخاصة. روي لى قصّة هذه القرية التي يسكنها حوالي 400 عربي، كانوا دائما غير مسلحين ويعيشون بتفاهم جيدة مع اليهود الذين حولهم. طبقا لروايتة، الإرجون وصلوا قبل 24 ساعة وأمروا بمكبرات الصوت كافة السكان للإخلاء كلّ المباني والإستسلام. بعد 15 دقيقة من الأنتظار قبل تنفيذ الأوامر. بعض من الناس الحزينين أستسلموا و تم أخذهم للأسر وبعد ذلك أطلقوا نحو الخطوط العربية. البقية التي لم تطع الأوامر عانوا من المصير الذي إستحقّوا. لكن لا أحد يجب أن يبالغ فهناك فقط عدد قليل من القتلى الذين سيدفنون حالما يتم تطهّير القرية. فإذا وجدت جثث، فأنة يمكن أن آخذها معي، لكن ليس هناك بالتأكيد مصابين.
هذه الحكاية أصابتني بقشعريرة. قررت أن أعود إلى القدس لإيجاد سيارة إسعاف وشاحنة. وبعدها وصلت بقافلتي الى القرية وقد توقف أطلاق النار من الجهة العربية. قوّات اليهود في لباس عسكري موحّدة الكلّ بما فيهم الصغار وحتى المراهقون من رجال ونساء، مسلّحين بشكل كثيف بالمسدّسات، الرشاشات، القنابل، والسكاكين الكبير أيضا وهي ما زالت دامية وهم يحملونها في أياديهم. شابة صغيرة لها عيون أجرامية، رأيت سلاحها وهو ما زال يقطّر بالدم وهى تحمل السكين كوسام بطولة. هذا هو فريق التطهّير الذي بالتأكيد أنجز المهمة بشكل مرضي جدا.
حاولت دخول أحد المباني. كان هناك حوالي 10 جنود يحيطون بي موجهين لي أسلحتهم. الضابط منعني من دخول المكان. قال أنهم سوف يجلبون الجثث إلى هنا. لقد توترت أعصابي و عبرت لهؤلاء المجرمين عن مدى السوء الذي أشعر به من جراء تصرفاتهم و أنني لم أعد أحتمل و دفعت الذين يحيطون بي ودخلت البناية.
كانت الغرفة الأولى مظلمة بالكامل والفوضى تعم المكان وكانت فارغة. في الثانّية وجدت بين الأغطية والأثاث المحطّم وباقي أنواع الحطام، بعض الجثث الباردة. كان قد تم رشهم بدفعات من الرشاشات و القنابل اليدوية و أجهز عليهم بالسكاكين.
كان نفس الشيء في الغرفة التالية، لكن عندما كنت أترك الغرفة، سمعت شيء مثل التنهد. بحثت في كل مكان، بين الجثث الباردة كان هناك قدم صغيرة ما زالت دافئة. هي طفلة عمرها 10 سنوات، مصابة أصابة بالغة بقنبلة، لكن ما زالت حيّة. أردت أخذها معي لكن الضابط منعني و أغلق الباب. دفعتة جانبا وأخذت غنيمتي الثمينة تحت حماية الدليل.
سيارات الإسعاف المحمّلة تركت المكان مع الطلب لها بالعودة في أقرب ما يمكن. ولأن هذه القوّات لم تتجاسر على مهاجمتي بشكل مباشرة، قررت أنة يجب الإستمرار.
أعطيت الأوامر لتحميل الجثث من هذا البيت الى الشاحنة. ثمّ ذهبت إلى البيت المجاور وهكذا واصلت العمل. في كل مكان كان ذلك المشهد الفظيع يتكرر. وجدت شخصين فقط ما زالا أحيّاء، إمرأتان، واحد منهما جدة كبيرة السن، أختفت بدون حركة لمدة 24 ساعة على الأقل.
كان هناك 400 شخص في القرية. حوالي 50 هربوا، ثلاثة ما زالوا أحياء، لكن البقية ذبحت بناء على الأوامر، من الملاحظ أن هذه القوّة مطيعة على نحو جدير بالإعجاب في تنفيذ الأوامر. "
رينير عاد إلى القدس حيث واجه الوكالة اليهودية ووبّخهم لعدم أستطاعتهم السيطرة على 150 رجل وإمرأة مسلّحين مسؤولون عن هذة المذبحة.
" ذهبت لرؤية العرب. لم أقول شيئ حول ما رأيت، لكن أخبرتم فقط أنة بعد زيارة سريعة أولية إلى القرية أن هناك عدد من الموتى وسألت ما يمكن أن أعمل أو أين أدفنهم. طلبوا مني أن أدفنهم في مكان مناسب يسهل تمييزة لاحقا. وعدت بعمل ذلك وعند عودتي إلى دير ياسين، كان الإرجون في مزاج سيئ جدا. وحاولوا منعي من الإقتراب من القرية وفهمت لماذا هذا الأصرار بعد أن رأيت عدد القتلى وقبل كل شيء حالة الأجسام التي وضعت على الشارع الرئيسي. طلبت بحزم بأنّ أستمر بعملية دفن القتلى وأصريتّ على مساعدهم لي. بعد بعض المناقشة، بدأوا بحفر قبر كبير في حديقة صغيرة. كان من المستحيل التحقيق في هوية الموتى، ليس لهم أوراق ثبوتية، لكنّي كتبت بدقّة أوصافهم والعمر التقريبي.
يومان بعد ذلك، الإرجون إختفوا من الموقع و أخذت الهاجانا مكانهم. إكتشفنا أماكن مختلفة حيث كومت الأجسام بدون حشمة أو إحترام في الهواء الطلق.
ظهر في مكتبي رجلان محترمين في الملابس المدنية. هم قائد الإرجون ومساعده. كان معهم نصّ يطلبون مني التوقيع علية. هو بيان ينص على أني حصلت على كلّ المساعدة المطلوب لإنجاز مهمتي وأنا أشكرهم للمساعد التي أعطيت لي.
لم أتردّد بمناقشة البيان، وقد أخبروني بأني إذا كنت أهتمّ بحياتي يجب على أن أوقّع فورا. "
حيث أن البيان مناقض للحقيقة، رينير رفض التوقيع. بعد بضع أيام في تل أبيب، قال رينير أنّة إقترب منه نفس الرجلان وطلبا مساعدة الصليب الأحمر لبعض من جنود الإرجون.
شهود عيان
الضابط السابق في الهاجانا، العقيد مير بعيل، بعد تقاعده من الجيش الإسرائيلي في 1972، أعلن بيانا حول دير ياسين نشر في يديعوت أحرونوت ( 4 أبريل/نيسان 1972) :
" بعد المعركة التي قتل فيها أربعة من الإرجون وجرح عدد آخر... توقّفت المعركة بحلول الظهر وإنتهى إطلاق النار. بالرغم من أنه كان هناك هدوئ، لكن القرية لم تستسلم الى حد الآن. رجال الإرجون خرجوا من مخبئهم وبدأوا بعملية تطهير للبيوت. ضربوا كل من رأوا، بما في ذلك النساء والأطفال، ولم يحاول القادة إيقاف المذبحة... تذرّعت للقائد بأن يأمر رجاله لإيقاف اطلاق النار، لكن بلا جدوى. في أثناء ذلك حمل 25 عربي على شاحنة وأخذوا أسرى . في نهاية الرحلة، أخذوا إلى مقلع للحجارة بين دير ياسين وجيفعات شول، وقتلوا عمدا... القادة رفضوا أيضا أن يساعد رجالهم في دفن 254 جثة للقتلى العرب. هذا المهمة الغير سارة أدّيت بوحدتان جلبت إلى القرية من القدس. "
زفي أنكوري، الذي أمر وحدة الهاجانا التي إحتلّت دير ياسين بعد المذبحة، قدّم هذا البيان في 1982 حول المذبحة، نشر في دافار في 9 نيسان/أبريل 1982 :
" دخلت من 6 إلى 7 بيوت. رأيت أعضاء تناسلية مقطوعة وأمعاء نساء مسحوقة. طبقا للإشارات على الأجسام، لقد كان هذا قتلا مباشرا. "
دوف جوزيف، حاكم للقطاع الإسرائيلي للقدس و وزير العدل لاحقا، صرح بأن مذبحة دير ياسين " متعمّدة وهجوم غير مبرر. "
آرنولد توينبي وصف المذبحة بأنها مشابه للجرائم التي إرتكبها النازيون ضدّ اليهود.
مناحيم بيجين قال " المذبحة ليسة مبرّرة فقط، لكن لم يكن من الممكن أن توجد دولة إسرائيل بدون النصر في دير ياسين. "
بلا حياء من عملهم وغير متأثّرين بالإدانة العالمية، القوات الصهيونية، مستعملة مكبرات الصوت، جابت شوارع المدن العربية مطلقة تحذيرات بأن " طريق أريحا ما زال مفتوح " وقد أخبروا عرب القدس بأنة " أخروجوا من القدس قبل أن تقتلوا، مثل ما حدث في دير ياسين."
في ليلة 9 أبريل/نيسان 1948، الإرجون حاصروا قرية دير ياسين،
9-4 تاريخ يوم ميلادي ..ولهذا يوم ميلادي بطيخ ...
رحم الله شهداءنا الأبرار في قرية دير ياسين ..وهذه المجازر وسم عار على الصمت العربي ..ولا حول ولا قوة الا بالله
من هو مهندس العمليات الاستشهادية في فترة التسعينيات و ماذا تعرف عنه؟
الشهيد البطل يحيى عياش ..رحمه الله وتقبله من الشهداء ..
المهندس يحيى عياش الذي يعتبر بحق مهندس العمليات الاستشهادية في فلسطين المحتلة، فقد شكّل الشهيد رحمه الله انعطافاً نوعياً في أداء عناصر كتائب القسام المجاهدة، فنوعية العمليات التي ابتكرها وأتقنها لم تُعرف من قبل داخل الكيان الصهيوني سواءً فيما يخص السيارات المفخخة أو الحقائب والأجساد المتفجرة، إذ يعود السبق فيها كلها إلى يحيى عياش الذي عرف كيف يستغل خلفيته في العلوم الفيزيائية على أحسن وجه، وقد زاد من إغاظة الصهاينة الحس الأمني الحاد للمهندس وقدرته بالتالي على الهرب والتخفي رغم كونه المطلوب رقم واحد بالنسبة لسلطات الاحتلال الصهيوني بتقدمها المذهل وقدراتها على الملاحقة والاختراقات والوصول لكل الأهداف، وهكذا استمر المهندس يصول ويجول ضد الصهاينة طيلة ثلاث سنين في ظل أقسى الظروف خطورة وفي ظل متابعة رهيبة ساهم فيها آلاف من عناصر الأمن وأفراد الشاباك ووحدات الاستخبارات الخاصة ووحدات النخبة من الجيش الصهيوني وقوات حرس الحدود والشرطة الصهيونية التي لم يعد لها شغلٌ شاغل سوى المشاركة في المطاردة الواسعة للمطلوب رقم واحد، كل هذا جعل من يحيى عياش أسطورة، ورغم استشهاده رحمه الله بعدما غدر به أحد أقاربه وسلم هاتفه النقال للمخابرات الصهيونية التي فخخته لم ينته كابوس الصهاينة المرعب طالما أن التقنية التي وضعها المهندس والإرادة الاستشهادية موجودة وهي الآثار التي مازلنا نعيش على إيقاعاتها المدوية إلى اليوم.
يحيى عبد اللطيف عياش (6 مايو1966 - 5 يناير1996). ولد في قرية رافاتفي طولكرم جنوب غرب مدينة نابلس في الضفة الغربية. درس في قريته حتى أنهى المرحلة الثانوية فيها بتفوق أهله للدراسة في جامعة بيرزيت وتخرج من كلية الهندسة قسم الهندسة الكهربائية في عام 1988. تزوج إحدى قريباته وأنجب منها ولدين هم البراء ويحيى.
نشط في صفوف كتائب عز الدين القسام منذ مطلع عام 1992 وتركز نشاطه في مجال تركيب العبوات الناسفة من مواد أولية متوفرة في الأراضي الفلسطينية، وعقب مذبحة المسجد الإبراهيمي في فبراير 1994 طور أسلوبا بالهجمات الفدائيّة (العمليات الاستشهادية)، واعتبر مسؤولاً عن سلسلة من هذا النوع من الهجمات، مما جعله هدفاً مركزياً لإسرائيل. وظل ملاحقاً ثلاث سنوات إلى أن تمكن االصهاينة من اغتياله بعد أن جند لملاحقته مئات العملاء والمخبرين. وقد اغتيل في بيت لاهيابشمالقطاع غزة بتاريخ 5 يناير1996 باستخدام عبوة ناسفة زرعت في هاتف نقال كان يستخدمه أحياناً. وقد نفذ ما يعرف بالمقاومين بالكتائب سلسلة من الهجمات ثأراً لموته أدت إلى مصرع نحو 70 صهيوني وجرح مئات آخرين.
9-4 تاريخ يوم ميلادي ..ولهذا يوم ميلادي بطيخ ...
رحم الله شهداءنا الأبرار في قرية دير ياسين ..وهذه المجازر وسم عار على الصمت العربي ..ولا حول ولا قوة الا بالله
صحيح هو يوم اسود في تاريخ البشرية ولكن في الجانب الاخر يوم جميل بولادة شخص محترم جدا واخ عزيز هو انت اخ ذياب . كل الشكر والمحبة على طرحك المميز دائما
السؤال رقم (11):
مجزرة صبرا و شاتيلا ..أحد المجازر بحق الشتات الفلسطيني ..متى حدثت، و من هم الصهاينة المسؤولين عنها ..وما هي أرقام هذه المجزرة ؟
مجزرة صبرا وشاتيلا حدثت في مخيمي صبرا وشاتيلا للآجئين الفلسطينيين في 16\أيلول 1982, حيث كانت المنطقة مطوقة بالكامل من الجيش الإسرائيلي بقيادة أرئيل شارون و رافائيل ايتان, تتراوح أعداد الشهداء بين 3500 و 5000 غالبيتهم من الفلسطينيين لكن يوجد بينهم لبنانيين أيضاً.