ذو العقل يشقى في النعيم بعقلِهِ وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ
والناس قد نبذو الحفاظ , فمطلق ينسى الذي يولي , وعاف يندم
لا يخدعنّك من عدوّ دمعةً وارحم شبابك من عدوٍ تُرحَمِ
ومن البليّة عذل من لا يرعوي عن جهلِهِ , وخطاب من لايفهمِ
ومن العداوة ما ينالك نفعُهُ ومن الصداقة ما يضر ويؤلمُ
والذل يظهر في الذليل مودةً وأود منه لمن يود الأرقم
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا ففي الناس أبدالٌ وفي الترك راحةٌ وفي القلب صبرٌ للحبيب ولو جفا فما كل من تهواه يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا إذا لم يكن صفو الودادِ طبيعةٌ فلا خيـر فـي ودٍ يجـيء تكلفا ولا خير في خلّ يخون خليله ويلقاه من بعد المـودة بالجـفا وينكر عيشاً قد تقادم عهده ويظهر سراً كان بالأمس قد خفا سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها صديقٌ صدوقٌ صادقُ الوعد منصفا
ومن لم يصانع في أمورٍ كثيرةٍ يُضَرّس بأنيابٍ ويوطأ بمنسم ومن يجعل المعروف من دون عرضهِ يفره , ومن لا يتقي الشتم يُشتمِ ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلِهِ على قومه يُستغنَ عنه ويذمم ومن هاب أسباب المنايا ينلنه وإن يرقَ أسباب السماء بسلّمِ ومن يجعل المعروف في غير أهلهِ يكن حمده ذمّاً عليه ويندمِ ومن يغترب يحسب عدوّاً صديقه ومن لا يكرّم نفسه لا يُكرّمِ ومهما تكن عند امرءِ من خليقةٍ وإن خالها تخفى على الناس تُعلمِ وكائن ترى من صامتٍ لك معجبٍ زيادتهُ أو نقصه في التكلّمِ لسان الفتى نصفٌ , ونصفٌ فؤاده فلم يبقَ إلا صورة اللحم والدمِ