أحمد الجعبري .. مهندس صفقة شاليط وأهم المطلوبين لإسرائيل
عمار خليل – (أنحاء) – غزة : – خلال عملية تسليم الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين في 18 أكتوبر ظهر القيادي الفلسطيني البارز في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أحمد الجعبري وهو قابض على ذراع شاليط لآخر لحظة.
وهو أحمد بن سعيد الجعبري المكنى بـ أبي محمد من مواليد عام 1960، ومن سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حاصل على شهادة البكالوريوس تخصص تاريخ من الجامعة الإسلامية بغزة، وله "بصماته في التغيير الدرامي للجناح العسكري لحركة حماس"، حسب وصف تقرير إسرائيلي له، وقد ظل متمسكاً بملف الجندي شاليط منذ أسره في 25 يونيو/ حزيران 2006. ويعد الجعبري نائب القائد العام لكتائب القسام والقائد الفعلي لها على الأرض، ويطلق عليه الاحتلال الإسرائيلي "رئيس أركان حركة حماس"، وهو من أهم المطلوبين لإسرائيل التي تتهمه بالمسؤولية عن عدد كبير من العمليات ضدها. واستهل الجعبري حياته النضالية في صفوف حركة "فتح"، وقد اعتقل مع بداية عقد الثمانينيات على يد قوات الاحتلال وأمضى 13 عاماً، بتهمة انخراطه في مجموعات عسكرية تابعة لفتح خططت لعملية فدائية ضد الاحتلال عام 1982. وخلال وجوده في السجن، أنهى الجعبري علاقته بحركة "فتح"، وانتمى لـ"حماس" وعمل بمكتب القيادة السياسية لها، وتأثر بعدد من قادتها ومؤسسيها الأوائل كان أبرزهم: الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، والشهيد إسماعيل أبو شنب، والشهيد نزار الريان، والشهيد إبراهيم المقادمة، ومؤسس أول ذراع عسكري للحركة الشيخ الشهيد صلاح شحادة. وتركز نشاط الجعبري عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال عام 1995 على إدارة مؤسسة تابعة لحركة حماس تهتم بشؤون الأسرى والمحررين، ثم عمل في العام 1997 في حزب الخلاص الإسلامي الذي أسسته الحركة في تلك الفترة لمواجهة الملاحقة الأمنية المحمومة لها من جانب السلطة آنذاك. في تلك الفترة توثقت علاقة الجعبري بالقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، والقائدين البارزين عدنان الغول وسعد العرابيد، وساهم معهم إلى جانب الشيخ صلاح شحادة في بناء كتائب القسام، ما دفع جهاز الأمن الوقائي عام 1998 إلى اعتقاله لمدة عامين بتهمة علاقته بكتائب القسام، وتم الإفراج عنه مع بداية الانتفاضة إثر قصف الاحتلال لمقرات الأجهزة الأمنية. وقد ظل الجعبري ثالث ثلاثة في المجلس العسكري لكتائب القسام، إلى حين اغتالت (إسرائيل) الشيخ شحادة عام 2002، وفشلت في محاولة اغتيال الضيف عام 2003 والتي أصيب خلالها بـ"جروح بالغة وإعاقات غير محددة"، ليتحول معها الجعبري إلى القائد الفعلي لكتائب القسام إلى جانب "الضيف" القائد العام للكتائب في فلسطين. ومن أبرز تصريحاته قوله:" ما دام اليهود يحتلون أرضنا فليس لهم سوى الموت أو الرحيل عن الأراضي الفلسطينية المحتلة". وتعرض رجل صفقة "الوفاء الأحرار" لمحاولات اغتيال إسرائيلية عدة، كان أبرزها تلك التي نجا منها بعد إصابته بجروح خفيفة عام 2004، بينما استشهد ابنه البكر محمد، وشقيقه وثلاثة من أقاربه، باستهداف طائرات الاحتلال الحربية منزله في حي الشجاعية ويتميز الجعبري بقدرات كبيرة جداً تؤهله لقيادة الكتائب، وبالرغم من حالة التهديد والاستهداف التي يتعرض لها من قبل (إسرائيل) إلا أنه ما زال يواصل نشاطه بكثافة تحت إجراءات أمنية معقدة.
ويرى مراقبون أن ظهور الجعبري بشكل علني وواضح خلال تسليم الجندي الصهيوني جلعاد شاليط للمخابرات المصرية ظهورًا عبثيًا، وهو يعرف أن الاحتلال لن يتركه، لا سيما وهو يضعه على رأس المطلوبين لها. إلا أن ظهوره هذا كان بمثابة رسالة موجهة للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال أنه أوفى بالوعد الذي قطعه على نفسه، وهو ويودعهم قبل الإفراج عنه من تلك السجون عام 1995م.
بيان | يؤكد حزب الحرية والعدالة إدانته الكاملة لعملية الاغتيال الاسرائيلية التي قامت قوات الاحتلال بها ضد القائد القسامي أحمد الجعبري، وهي الجريمة التي تحتاج إلي تحرك عربي ودولي سريع لوقف هذه المجازر في حق الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، والتي تستخدمها الحكومة الاسرائيلية كورقة ضغط في الصراع السياسي الدائر داخل الكيان الاسرائيلي.
ويري الحزب أن العودة إلي سياسة الاغتيالات ضد قادة حركات المقاومة الفلسطينية يؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يريد جر المنطقة إلي عدم الاستقرار، إلا أنه يجب علي دولة الاحتلال أن تعي أن التغيير الذي شهدته المنطقة العربية وخاصة مصر لن يسمح بوضع الشعب الفلسطيني تحت وطأة العدوان الاسرائيلي كما كان في الماضي.
ويقدم الحزب خالص تعازيه لقادة المقاومة الفلسطينية وحركة حماس والشعب الفلسطيني في استشهاد المجاهد أحمد الجعبري والذي كان أحد المهندسيين الرئيسيين في صفقة وفاء الأحرار منذ عام والتي تم بموجبها الافراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي جلعاد شاليط.
حزب الحرية والعدالة
14/11/2012