لحظة أرقتني طوال عشر سنوات ما بين عامي 1999 و2009 ، تغطيها دموعي بالفرح تارة وبالألم أخرى، لحظة جعلت ليلي الحذر والترقب ، ووسادتي حزمة من الهموم والأوجاع، حتى وقفت أمامها خالي الوفاض، مجردا هذه المرة حتى من القلم، لا أملك إلا حقيبة ذاكرة تقاذفتها السنون والأيام ، نحو شرق لا أدري ما الذي يخبئه القدر لي فيه . فبعد أن عشت بين عينيها ثلاثة عقود وأكثر، جاءت اللحظة التي لا بد لي فيها من أن أعلن الرحيل
عن كل تفاصيلها ، عن حكاية حب أبدية، عن قلبها الذي أسمع صوت أنينه يخترقني ، عن حزنها الذي ذهب بي بعيدا.. عن خديها اللذين أصبحا أخاديد جارية لدموع الحسرة التي ألمت بها ، فبعد أن كانت طليقة اللسان جاءت اللحظة التي وضع الزمن بصمْته على وجهها ؛ ليتلعثم لسانها الذي لا يكاد ينطق ، ولتتفجر دموعها أنهارا مرة أخرى فتحكي عن الغصة التي تركتُها بداخلها لينير القمر وجهها حزنا على حالها في ليلة سأغيب عنها فيها والتي ربما تمتد لسنة أو أكثر..