يُقْعِد المرضُ الإنسانَ عن أداء الكثير من واجباته، ويُصيبه بالهمِّ والكمد وقلَّة الحيلة، وقد يدفعه إلى الحاجة والفاقة إن طال به؛ لهذا كله كان من سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسأل الله كل يوم المعافاة في بدنه من الأمراض، وكان يَخصُّ في دعوته سمعه وبصره لأهميتهما في تحصيل الهداية، والتعرُّف على الله وخَلْقِه وشرعه؛ فقد روى أبو داود -وقال الألباني: حسن- عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ رحمه الله، أَنَّهُ قَالَ لأَبِيهِ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه: يَا أَبَتِ؛ إِنِّي أَسْمَعُكَ تَدْعُو كُلَّ غَدَاةٍ: "اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ. تُعِيدُهَا ثَلاَثًا، حِينَ تُصْبِحُ، وَثَلاَثًا حِينَ تُمْسِي". فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهِنَّ فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ.
فلْنكن كأبي بكرة رضي الله عنه الذي تعلَّم سُنَّةً من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم فأحبَّ أن يستنَّ بها في كل يوم، وجهر بها حتى أسمعها أولاده فتعلموها منه، وحقَّقُوا جميعًا بذلك خيرَ اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وذلك إضافة إلى خير الذكر نفسه، وهو تحقُّق المعافاة في البدن والسمع والبصر، فلا تُضَيِّعوا هذا الفضل.
ألفاظنا عند رقيب عتيد من الملائكة..!
أعمالنا تكتبها أقلام الملائكة..!
أنفسنا عليها حفظة من الملائكة..!
أرواحنا تتوفاها الملائكة..!
فكيف تستهوينا الشياطين إذن؟!
فكم من ملك حولك ، ومعك ، ولك..
وتفرّ من رعاية النور الذي فيهم ..
إلى ظلمة استهواء الشياطين وحيرتهم؟؟!!
أي صحبة بعت؟؟!!
وأي حيرة اشتريت؟؟!!
د.ساجدة أبو فارس
#موسوعة_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
تروي بعض الكتب أن شاباً تعلم من شيخه أن لكل معصية عقاباً
فزلّتْ قدمه بمعصية، وهو ينتظر العقاب من الله عز وجل
لم يحدث شيء، مضى أسبوع، وأسبوعان
ثم في المناجاة قال: يا رب، لقد عصيتك ولم تعاقبني
قال: فوقع في قلبه: أن يا عبدي، قد عاقبتك، ولم تدر، ألم أحرمك لذة مناجاتي ؟
أنت حينما تألف نوعاً من الصلة مع الله عز وجل فإذا زلت قدمك
وحجبت عن الله عز وجل هذه أكبر عقاب من الله
قال تعالى:
﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)﴾
[ سورة المطففين: الآية 15]
الذي ألف الاتصال بالله، الذي ألف الود مع الله
الذي ألف الإقبال مع الله، الذي ألف حسن الصلة بالله
هذا إذا زلت قدمه يحجب عن الله عز وجل
وهذا أكبر عقاب للمؤمنين
أحياناً الله عز وجل لا يعاقبك عقابًا يهينك
بل تبقى في أعلى مرتبتك، بصحتك، وبإمكاناتك
لكن يعاقبك بالحجاب، وهذا العقاب لا يعرفه إلا أهل القرب
لأن القريب من الله يعرف قيمة هذا العقاب
قال تعالى:
﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)﴾
سورة المطففين
أن تمر على بحر وتغترف منه في كل حين..ثم تأتي فتراه جف ونضب...
أن تكون في روضة غناء تشتم العبير وتقطف الثمار كل حين..ثم تأتي فتجدها قد اصفرت..
أن ترى الشمس تشرق كل يوم والقمر ينير لياليك..وإذ بك في كسوف وخسوف..
هذا معنى فقد الأبوين...
رباه..أشكو إليك بثي وحزني..