خوذة الألم في لحظات تكاد تفرغ من هواء الحياة!
ولا نملك فك شيفرة ذاك الألم
إلا بسجدة الروح على بساط الصبر واليقين!
قد تبدو عزيزة في لحظات لأن أرضية البشر تخنقنا
لكن حبل السماء لم ينقطع
فاللهم ربنا خفف وطأة الشجن
وارفع الغمة عن هذه الأمة
قال الشيخُ لتلميذه .. وإذا تَلوتَ سورةَ الكهفِ اليوم تذكَّر
كم هي المسافةُ بين حياةٍ تُخلّد في نومها ؛ وبين حياةٍ لا تُذكر وهي في أوجِ يَقَظَِتها !
كيف تتحركُ النّواميس كُلّها والشمس لخدمة أجساد { لو اطّلعتَ عليهم لولّيتَ منهم فراراً } .. كيف تقف الشمسُ مرتبكةً أمامَهم ؛ حتى كأنّي بها { تَزاورُ } خوفَ لَسعِهِم وكأنّي بالقوانين في الكون تتغيّرُ لأجلهم !
كيف ارتفعَ هؤلاء إلى مقام {ونقلّبهم } بِنُونِ العظمة الإلهية كلِّها ! وكيف خفَّ بعضُهم عند اللهِ حتى هوى هو وجنَّته الى فراغ { خاوية على عروشها } !
كيف يصبحُ المرءُ من أهلِ { ذلك من آيات الله } .. وكيفَ يتمزَّقُ حتى يكون { أمرهُ فُرُطا } ..!
كيف يُسَخَّر نبيّ كريم و وليّ عظيم لخدمةِ مالِ ميّتٍ صالح .. وكيف يُضيّع لآخرَ كُلّ { ما أنفقَ فيها } وصاحِبُها حيٌ ينظرُ بِكِلتَا عَينَيه ! .. كيف يــا سورةَ الكهف ؟
رُبّما هي الإجاباتُ في مبدأ السورة في قوله تعالى { إذ قاموا } قياماً لا قُعودَ ولا تـَأتَـأةَ فيه .. فَوَقَفوا مِن ثمّ .. ومـا تَزَحزَحوا عن بُغيَتِهم على الرغم ِمن جَليلِ و صعوبة ما طلَبوا !
رُبّما كانت في دُعائِهم الخالص الذي استغرقَ السماواتِ في عُمقِه { ربّنا آتنا .. وهيِّء لنا .. } حتى سطّره القرآن وخلّده .. رُبّما في وضوحِ الغايةِ و وضوحِ البوصَلة { ربُنا ربّ السماوات } ؛ فلا أحد سِواه ..
رُبَّما في الخوفِ من الإنتكاسَةِ للكفرِ { أو يُعيدوكُم في مِلَّتِهِم } .. دون شعورٍ بَكبُرُ أو منّةٍ لا يعلمُ دَبيبُها إلا الله !
رُبَّما إذن إذا رآكَ مُخلِصاً .. مُخبِتَاً .. خائِفاً .. ثابتاً ؛ فلن يكونَ لكَ إلا { وليّاً مُرشِداً } ..
يـا ولدي .. تَدبّرَها فهي عاصمةٌ من الفِتَنِ ، و قل في آخرِ جُمُعَةٍ من رمضان :
و هيِّء لنا من أمرِنا رَشداً .. بقلبٍ لا يَبتَغي إلا ما عندَ الله !
عساك تكونُ ممّن تحرّكَ الكونُ لِخدمَتِهم ، و تغيَّرت النَّواميسُ لأِجلِهم .
جراحي!.. وماذا تكـونُ الجراحْ أليستْ جراحي هدايا القدرْ؟!
إذا ما رضيتَ يطيـرُ الجناحْ يُكحّلُ بالنـور عينَ القمـرْ
لك الحمدُ في الليل حتى الصباحْ لك الحمدُ في الصبح حتى السحَرْ
***
جراحي!.. ومالي جراحٌ سوى ذنوبي ، فكيف أداوي الذنوبْ ؟
أنا مَن سبَتني دروبُ الهوى فحارتْ خُطايَ بتلك الدروبْ
لك الحمدُ .. هذا جَناني استوى على الحمدِ.. هذا لساني يتوبْ
***