بحثت عن (غير) كثيرا ؛ كي أعرف هل تعرف ب(أل) أم لا ، وكانت النتيجة أنها لا تعرف مطلقا،،
وسأطرح بين أيديكم مقتبسا من إجابة أحد الأساتذة في اللغة العربية ، فيه تفصيل شاف وواف عن (غير) ، وهو أ.د.أبوأوس الشمسان ، إذ يقول:
"لا يدخلون (أل) على (غير) الاستثنائية بل على الاسم النكرة الذي ينفي ما يضاف إليه، و(غير) ملازمة للإضافة لأنها اسم مبهم لا تتحقق الفائدة منه إلا بالإضافة، وهو في الغالب نكرة لا يكتسب من المضاف إليه تعريفًا؛ ولذلك يوصف به النكرة كقولك: رأيت رجلاً غيرَ زيد، وعلى الرغم من كثرة إدخال الناس من عامة وخاصة (أل) عليها نجد من النحويين من ينكر ذلك عليهم حتى إن الحريري عدّ ذلك من أوهام الخواصّ، قال "ويقولون: فعل الغَيْر ذلك، فيدخلون على (غير) آلة التعريف، والمحققون من النحويين يمنعون من إدخال الألف واللام عليه"، وعلل ذلك بقوله "لأن المقصود في إدخال آلة التعريف على الاسم النكرة أن تخصصه بشخص بعينه([1])، فإذا قيل: الغير، اشتملت هذه اللفظة على ما لا يحصى كثرة، ولم يتعرف بآلة التعريف، كما أنه لا يتعرف بالإضافة، فلم يكن لإدخال الألف واللام عليه فائدة"([2])، ونجد تسويغًا لهذا الاستعمال في نقل النووي، قال "قال الإمام أبو نزار الحسن بن أبي الحسن النحوي في كتابه المسائل السفرية: منع قوم دخول الألف واللام على غير وكل وبعض، وقالوا: هذه كما لا تتعرف بالإضافة لا تتعرف بالألف واللام، قال: وعندي أنه تدخل اللام على (غير) و(كل) و(بعض)، فيقال: فعل الغير ذلك والكل خير من البعض؛ وهذا لأن الألف واللام هنا ليستا للتعريف، ولكنها المعاقبةُ للإضافة نحو قول الشاعر:
كأنَّ بين فكّها والفكّ***[فأرةَ مسكٍ ذُبحتْ في سكِّ]
إنما هو (كأن بين فكها وفكها)، فهذا لأنه من نصّ على أن غيرًا يتعرف بالإضافة في بعض المواضع، ثم إن الغير يحمل على الضدّ، والكُلّ يحمل على الجملة، والبعض يحمل على الجزء، فصلح دخول الألف واللام أيضًا من هذا الوجه، والله تعالى أعلم"([3]). وكان ابن سيده ذكر أنّ (غيرًا) قد تتعرف، قال "فأما إذا كان الشيء له ضدّ فأردت نفيَه وإثبات ضده صارت (غيرُ) معرفةً، كقولك: عليك بالحرَكة غيرِ السكون، فغيْرِ السكون هي الحركة، كأنك قلت: عليك بالحركة الحركة؛ لأن غيرَ السكون هو الحركة، ومن ثمّ وُصِف (الذين) من قوله عز وجل ﴿اهْدِنا الصّراطَ المُستقيمَ صِراطَ الذين أنعمتَ عليهم﴾ (بغير) من قوله تعالى ﴿غير المغضوب عليهم﴾؛ لأن الذين أنعم عليهم لا عَقيب لهم إلا المغضوب عليهم كما لا ضدّ للحركة إلا السكون"([4]). وأحسب أنهم نظروا إلى معنى (غير) وهو (مختلف) أو (آخر) فهم حين يقولون (الغير) يقصدون (المختلف) عن هذا أو (الآخر)، وأرى (أل) الداخلة على (غير) هي الجنسية لا العهدية، وما دخلت عليه (أل) الجنسية هو كالنكرة في شياعه وعمومه، فقولك: (الأسد ملك الغابة)، عام لكل الأسود ولا يخص فردًا منها، وهو يختلف عن قول مروض الأسود: (الأسد لن يشارك في العرض اليوم) إذ هو خاص بأسد معهود."
([1]) أي تجعله معهودًا، كقولك: "جاء الرجل" لمن يعرف من هو المقصود به، بخلاف "لا يليق أن يكذب الرجل".
([2]) القاسم بن علي الحريري، درة الغواص في أوهام الخواصّ، تحقيق:عرفات مطرجي (مؤسسة الكتب الثقافية/بيروت،1998م)51.
([3]) أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي،تهذيب الأسماء واللغات(إدارة الطباعة المنيرية) 4: 65- 66.
([4]) ابن سيده المخصص 3: 375.
همسة
"لا تسألوني عن أية كلمة في الاقتباس"
راسي قتلني من الوجع
أعتقد أن ذلك خطأ يقع فيه الأغلبية
فكلمة غير نكرة ولا يجوز تعريفها بـِ أل التعريف
فلا يضيف لها شيئاً لأنها ستبقى نكرة على كل الأحوال حتى بدخول أل التعريف عليها
بانتظار الأخ سوا ربينا للإجابة الوافية إن شاء الله
ما شاء الله
أصبحت أستاذة في العربية يا أستاذة القانون
بالمناسبة جوابك مختصر للاقتباس الذي جئت به أنا
أحسنت