خطة النبي صلى الله عليه وسلم لفتح بيت المقدس
الدارس لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم يلاحظ ما ان فتح مكة المكرمة حتى اتجه اهتمامه على الشام
عموما وعلى الأقصى خصوصاً فتراه يرسل الرسل إلى هنا وهناك واهم هذه الرسائل كانت إلى هرقل
بعثها إلى مدينة القدس وليس إلى القسطنطينية,ذهب ليشكر الله لانتصاره على الفرس.
وقام أيضا بتجهيز جيش مؤتة ليكون أول طلائع الفتح هناك وأراد من ذلك توجيه نظر المسلمين إلى تلك المنطقة
وليس كمان جاء في كتب الدراسية ....سببها قتل رسول نبي الله صلى الله عليه وسلم "الحارث بن عمير الازدي"
وفي حديث يرويه عوف بن مالك رضي الله عنه وارضاه قال:"أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو
في قبة من أدم فقال:اعدد ستا بين يدي الساعة:موتي ,ثم فتح بيت المقدس...."
رح نكمل الخطة مع غزوة تبوك......ولكن في اللقاء القادم باذن الله
في غزوة تبوك"غزوة العسرة" كان من اهدافها تسهيل مهمة الجيوش الذاهبة الى تحرير بلاد الشام
عمل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مجموع اتفاقيات مع الروم وهم مقنا واذرح""معان ايليا"العقبة".
وتنص الاتفاقيات ان جاء جيش المسلمين بان يمدوهم بالاكل والدواء والحماية...كل حسب منطقته
واستطاعته.
في احتضار النبي صلى الله عليه وسلم ارسل جيش اسامة بن زيد الى بلاد الشام,وتراه يردد:"أنفِذوا
بَعتَ أسامة"وكانه يوصي عليه السلام بإنفاذ الجيش الى فتح الارض المقدسة.
مات النبي صلى الله عليه وسلم وتولى الخلافة من بعده ابو بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه...
بعث جيش اسامة واغار على بعض المناطق ولكن بعد انباء الردة رجع الجيش الى المدينة.
ثم اعاد ارسال الجيش الى الشام لكنه توفي اثناء ذلك ..وتولى الامر الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه.
الفتح العمري رح نحكي عنه بالمرة القادمة ان شاء الله
بعث سيدنا ابو بكر قبل وفاته الجيوش الاربعة الى بلاد الشام..
القائد العام خالد بن الوليد رضي الله عنه وارضاه
عامر بن الجراح الى دمشق
عمرو بن العاص الى فلسطين
شرحبيل بن حسنة الى الاردن
ويزيد ين ابي سفيان الى البلقاء...
توفي سيدنا ابا بكر ...وتولى القيادة سيدنا عمر بن الخطاب ....فكان اول ما فعله ان ولى عبيدة بن الجراح
قيادة الجيش الفاتح للشام بدلا من خالد بن الوليد..وذلك لطبيعته شخصيتهم في ذاك الوقت....
فسيدنا خالد رجل عسكرية بامتياز لكنه غير سياسي ...وهذه المرحلة بحاجة الى السياسة اكثر من القتال
وكان سيدنا ابا عبيدة فنان في هذا المجال فاستلم المهمة...وبرضى من سيدنا خالد ....
وهذا يحسب لسيدنا عمر وضع الرجل المناسب في المكان المناسب فكان الافضل والاطيب ان تفتح مدينة
القدس سلما وليس حرباً.
هذا ما فعله سيدنا ابي عبيدة لما وصل المدينة المقدسة سنة 15هجري,اوقف جيشه وحاصرها وارسل
الى اهلها كتابا ذكر نصه في كتاب "اتحاف الاخصا"..ونصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من ابي عبيد بن الجراح الى بطارقة اهل ايلياء وسكانها سلام على من اتبع الهدى وامن بالله وبالرسول اما بعد:
فانا ندعوكم الى شهادة ان لا اله الا الله محمد رسول الله .وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور
فان شهدتم بذلك حُرمت علينا دماؤكم واموالكم وذريتكم,وكنتم لنا إخوانا وان ابيتم فاقروا لنا بالجزية عن يد وانتم
صاغرون وان انتم ابيتم سرت اليكم بقوم هم اشد حبا للموت منكم لشرب الخمرة واكل لحم الخنزير,ثم لا ارجع
عنكم ان شاء الله ابدا,حتى اقتل مقاتليكم واسبي ذراريكم"
لما وصلهم الكتاب دب في قلوبهم الرعب لكنهم اصروا على موقفهم الى ان جاء الشتاء ..على امل ان يمل
المسلمين ولكن جلد المسلمين اشد واكبر ....حتى تعب اهل المدينة من الحصار وارسلوا يطلبون الصلح وتسليم
المدينة...الا انهم اشترطوا بان ياتي الخليفة بذات نفسه لتسلم المفاتيح فارسل امين الامة الى الفاروق يخبره بامر
البطارقة واستشار عمر الصحابة فعزم على الخروج.
وعند وصوله الى هناك....كان الغلام راكب على الناقة وسيدنا عمر ماشيا على قدميه...فكبر وكبر الصحابة من بعده
فعرف اهل المدينة بان الخليفة قد وصل.
وزار المسجد الاقصى المبارك ,,,, كبر وقال:"الله اكبر هذا المسجد الذي وصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم"
وامر ببناء المسجد الاساسي للمسجد الاقصى وكان في صدر المسجد الاقصى وهو مكان الجامع القبلي اليوم.
وكان المسجد عبارة عن مسجد من خشب يتسع لنحو الف شخص وبقي كذلك حتى زمن معاوية بن ابي سفيان
رضي الله عنه وارضاه.
ومن المواقف الجليلة لعمر بن الخطاب هو العهدة العمرية التي نصها:"هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين (عمر بن
الخطاب) أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبناهم، وسقيمها وبريئها وسائر
ملتها أنه لا تسكن كنائسهم، ولاتهدم، ولاينتقص منها، ولا من خيرها، ولا من صُلُبهم، ولا من شيء من أموالهم،
ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيلياء (القدس) معهم أحد من اليهود وعلى أهل إيلياء أن
يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يُخرجوا منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم فهو آمن على
نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن أحب
من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم
وعلى صلبهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان فيها من أهل الأرض، فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل
إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن رجع إلى أهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصدوا حصادهم.
على ما في الكتاب عهد الله وذمة الخفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم الجزية"
ومن المواقف الجليلة التي حصلت هي اذان سيدنا بلال بن رباح في المسجد الاقصى كما اذن يوم فتح مكة